القصص القصيرة الجانبية (1)

رحلة وليد (الجزء الثامن)

[الزوج]

اقترحت ياسمين أنها تعود لقريتها, قرية {آمور}, ويكون وليد زوجها!

في تلك اللحظة توقف عقل وليد عن التفكير ووافق لا إراديا.

--------------------------------------------------------------------------

الفصل 48 : عذاب على شكل اختبار تحمل


"اشعر بألم نيرانك"

ما إن سمع باهر هذه الكلمات وإذ بنيران صفراء تنقض عليه.

شعر باهر بألم لا يطاق لدرجة أنه بدأ بالصراخ, ألم السقوط لا يتقارن مع هذا الألم..

ألم فظيع بحق!

بعد اختفاء النيران الصفراء.., تنفس باهر الصعداء وغطى جسمه العرق البارد وبدأ باللهث بشدة مثل الكلاب...

قبل أن يكمل راحته ظهرت نيران حمراء حوله وأصابته.

الألم أصبح مضاعفا الآن, ألم النيران ألم لا يطاق.., استطاع باهر رؤية أطرافه وهي تحترق لتصبح سوداء..

قرأ باهر ذات مرة بأن أكثر ألم يؤلم, هو الموت احتراقا يليه ألم الولادة.

بما أن باهر حاليا يحترق حتى الموت لذا علم بشعور ألم الولادة لدى المرأة.., قرر باهر أن لا يتزوج حتى لا يجعل امرأته تشعر بمثل هذا الشعور المؤلم!

بينما كان باهر وسط أفكاره, تذكر أن امه عانت من هذا الشعور عندما ولدته, لذا حزن عليها ولم يستطع تخيل كيف تحملت مثل هذا الألم؟!

مع صياحات باهر النيران زادت والتفتت حوله مثل الأفاعي التي تنتظر فريستها, باهر بالفعل لم يستطع تحمل أكثر من ذلك من ألم لذا أغمض عينيه ببساطة.

عندما فتح عينيه وجد نفسه مستلقي على أرض محترقة والنيران الحمراء قد اختفت, فتنفس الصعداء ولهث بشدة.

وضع باهر يده على جبهته وأكمل لهثه إلى أن احتفت ألوان وجهه وأصبح شاحبا.., لقد بدا وجهه وكأنه سيبكي في أي لحظة...

ما يراه باهر حاليا هو تنانين زرقاء.., لا! تنانين مكونة من نيران زرقاء.

انطلقت التنانين نحو باهر والتهمته, باهر صرخ بأعلى ما لديه من الألم الحارق!!! هذه المرة لقد استطاع رؤية أطرافه تحترق وتصبح رمادا!

كان باهر سيفقد وعيه في أي لحظة, الألم انتشر في جميع جسمه.., أطرافه قد احترقت بالفعل واصبحت رمادا, لقد فقد الإحساس بالألم....

اغمض باهر عينيه استسلاما للواقع, لكنه فتحها مجددا وهو يصرخ: "لن تكون هذه هي النهايـــــــــــة!!!!" بعد قوله هذا الكلام أومضت عينيه واختفت جميع النيران بينما عادت جميع أطراف باهر.

جرى باهر يمينا ويسارا كي يختبر ساقيه ومن ثم قام بعدة لكمات لكي يختبر ذراعيه.., بعد ذلك تنفس باهر الصعداء وهو يقول: "لا أدري كيف استطعت تحمل هذا الألم..., هذا ألم جدا شديد.., اللعنة على تلك العنقاء الزرقاء! ألم ترى بأنني بالنطاق البدني؟! كان يجب عليها أن تقلل من صعوبة الاختبار..."

فكر قليلا ثم قال: "هل..., هل من الممكن أنها بالفعل قد قللت من صعوبة الاختبار؟ لا! لا أظن ذلك! لا استطيع تخيل اختبار أصعب من هذا..." بالفعل! هذا الاختبار كان صعبا لدرجة مخيفة, فمن المستحيل وجود اختبار أصعب من هذا الاختبار! هذا ما كان يظنه باهر...

فجأة تغيرت البيئة حوله واصبح بداخل غابة..., قال باهر: "هـــا؟! ألم ينتهي الاختبار اللعين بعد؟! "

"اشعر بألم تجديدك"

ومن بين هذه الأشجار ظهر عشرات الوحوش التي لم يستطع باهر الشعور بمستواهم.

ابتسم باهر وقال: "على الأقل الآن استطيع فعل شيء! " انطلق باهر نحو أحد الوحوش وقال: "[قبضة الشبل] " لكم باهر الوحش لكنه لم يتأذى إطلاقا! إلى أي درجة وصلت قوته؟

لا! عندما نظر باهر لذراعه لم يجد الهالة الحمراء الخاص بـ[قبضة الشبل] وقبل أن يكمل تفكيره تلقى ضربة من مخالب هذا الوحش.

حاول باهر استخدام جميع تقنياته ومهاراته لكن لم يستطع, بل كان لا يستطيع استخدامها...

قال باهر: "اللعنة! هل سأواجه هذه الوحوش عاري اليدين؟! " ومن ثم هجم عليه الوحوش وقطعه وتناولوه وفعلوا به كل شيء.., لكنهم لم يلمسوا قلبه أو رأسه.

كلما تقطع باهر يتجدد مجددا ويتم تقطيعه وتناوله مجددا.., لقد كانوا يأكلون ساق باهر وهي مازالت ملتصقة بجسمه!

هذا الاختبار تجاوز مفهوم اختبار التحمل انه مجرد تعذيب!

بعد فترة اختفت الوحوش وظهر باهر في منطقة قاحلة...

قال باهر: "أوي, أوي, لا تقل لي بأن الاختبار لم ينتهي بعد! " فجأة ظهر مئات البشر المسلحين وهجموا على باهر.

صحيح أن باهر يستطيع هزيمة عدة أشخاص منهم بيديه العاريتين لكن هناك المئات منهم وليس العشرات, كما أنهم مسلحين ويستخدمون المهارات عليه.

لقد تم طعنه وإصابته في كل مكان باستثناء قلبه ورأسه بالطبع, وكان كالعادة يتجدد ويعاني مجددا...

لكن في تلك اللحظة, انقض عليه العشرات منهم وطعنوه في كل مكان باستثناء قلبه ورأسه.., ولكن!

تم طعنه في قلبه وأخيرا! في تلك اللحظة اتسعت عيني باهر ومن بدا وميضها يختفي رويدا رويدا...

*

استيقظ باهر في مكان ناصع البياض...

بدأ باهر بالتجول في كل مكان بينما يقول: "أين هذا المكان؟ هل انتهى الاختبار وفشلت بالفعل؟! لا..." كان باهر يشعر بأن هذا المكان ليس في الاختبار بل مكانا آخر حتى العنقاء الزرقاء لا تعلم بوجوده...

بعد تجول باهر للمكان لفترة بسيطة وجد شخص يمشي نحوه بخطى ثابتة, فرح باهر وصاح: "أوي! هل تسمعني؟! أوي!!! " وبدأ بمناداته لكن الشخص كان يتجاهله.

عندما اقتربا من بعضهما البعض كانت ملامح الشخص وبطريقة ما غير واضحة, وعندما أراد باهر التحدث صوب الشخص بقطعة حديدية نحو باهر.., لم يعرف باهر ما هذا لكن اصبع الشخص كان أمام شيء مثل الزر..

شعر باهر بشكل لا إرادي بأن هذا سلاح ولذا لم يستطع الهرب أو حتى التحرك...

لقد شعر باهر بأن ما إن يضغط هذا الشخص على الزر ستكون نهايته..., وبالفعل!

ما إن ضغط الشخص عل الزر, وإذ بقطعة معدنية اسطوانية الشكل خرجت من فوهة السلاح اتجهت نحو باهر بينما سمع...

"ريبورن"

*

فجأة خرجت نيران زرقاء من باهر بينما يصرخ: "هــــــــــــــــــــــــا!!!!!!!!!!!" تم قذف جميع الأشخاص الذين كانوا حوله, ومن ثم صنع من يديه جناحين زرقاوين وطار في السماء.

عندما نظر باهر للأسفل وجد هناك شخص يفعل مثله لكن كانت جناحيه حمراء وليست زرقاء.

حدقا الاثنين في بعضهما ومن انطلقا نحو بعضها وتبادلا الضربات وفي النهاية استطاع كل واحد منهما ضرب الاخر على جسمه عدة ضربات.


لكم باهر وجه هذا الشخص ومن أتى فوقه وركله ليتجه الشخص نحو الأرض, فلحقه باهر لكنه تفاجئ بلكمة من هذا الشخص على أسفل ذقنه, ومن ثم ركل الشخص باهر بعيدا.

انطلق الشخص نحو باهر, وانطلق باهر نحو الشخص, فتشابكت يديهما ببعض لكن في النهاية ركل باهر معدة الشخص وانطلق نحوه.

حدثت تصادمات كثيرة لا تستطيع العين المجردة رؤيتها من سرعتها وانتهت هذه التصادمات بلكم وجهي بعضهما.


تراجعا الاثنين للخلف وعندما أراد باهر الاتجاه نحو هذا الشخص تلقى لكمة على خده اسقطته للأسفل.

لحق الشخص باهر واتجه للأسفل لكنه فجأة رأى عنقاء أمامه! اختفت العنقاء لتظهر فوقه لقد كان هذا باهر, نظر الشخص نحو باهر الذي سدد ركلة نحوه.

رفع الشخص يديه ليصد الركلة لكنه سقط نحو الأرض وحطمها بالكامل!


فجأة اختفت نيران باهر الزرقاء وتحولت عينيه للون الأبيض وسقط نحو الأرض هو الاخر.

استيقظ باهر ليجد نفسه في عالم أبيض فجلس على الفور وهو يلهث لكنه وجد أمامه العنقاء الزرقاء.

تنهد باهر ونظر للأسفل وابتسم في أسف..., ثم قال: "يبدو أنني فشلت في الاختبار..."

حدقت العنقاء الزرقاء به ومن ثم قهقهت بصوت مرتفع: "هاهاها, يا لك من مغفل! أنت نجحت بالاختبار وبجدارة! "

أمال باهر رأسه من الحيرة وقال: "ها؟ كيف ذلك؟ "

ابتسمت العنقاء الزرقاء وأردفت: "انتهى الاختبار بالفعل بعدما تحملت الطعن في قلبك, والذي حدث بعد ذلك كانت إضافة من عندي وأنت استطعت هزيمة ذلك الشخص, لذا أنت تستحق هذه المهارة وبجدارة! "

ابتسم باهر وكاد أن يبكي من الفرح, فهو أخيرا نجح في اختبار التعذيب هذا! في تلك اللحظة تذكر باهر شيئا فقال: "كما توقعت تماما! ذلك الاختبار كان اختبار تحمل! " ابتسمت العنقاء وأومأت برأسها بالتأييد.

حدق باهر بها ثم صاح: "أوي! هذا الاختبار كان تعذيبا وليس اختبار تحمل! "

حملقت به العنقاء الزرقاء وقالت: "همف! هذه المهارة بالدرجة الثانية وهي مميزة أيضا! من المستحيل أن أقوم باختبار سهل! "

حاول باهر ابتلاع غضبه فقال بعدما طقطق لسانه: "تسك! لكن ألا ترين بأنني بالنطاق البدني؟! كان يجب عليك تسهيل الاختبار! "

تنهد العنقاء الزرقاء وقالت بوقار: "يا لك من عامي أحمق!—"

قاطعها باهر وقال بغضب: "ما الذي تقولينه!؟ "

قالت العنقاء الزرقاء: "أنت عامي أحمق! سأقولها مرارا وتكرارا هل لديك مانع؟ "

قال باهر: "طبعا لدي مانع! لقد استطعت اجتياز اختبارك اللعين بعد كل شيء.."

حملقت العنقاء الزرقاء به وقالت: "أحمق! صحيح أنك ماتزال بالنطاق البدني لكنك [بيجو] بعد كل شيء! كان من المفترض أن أصعب الاختبار أكثر من ذلك!! "

نظر باهر بها ثم قال: "تصعيب الاختبار؟؟؟ وهل هناك اختبار أصعب من هذا؟! "

ابتسمت العنقاء الزرقاء بثقة وقالت: "أنت ضفدع في بئر! "

حدق باهر فيها قليلا ثم قال بتذمر: "ثم ما بال الـ[بيجو] هذا؟! ستصعبين الاختبار لأنني [بيجو]؟! ما هو بالضبط؟! "
تنهدت العنقاء الزرقاء وقالت: "آسف, لكن ليس لدي الوقت لكي أخبرك بالقصة كاملة! لكن استطيع إخبارك بربع القصة فحسب.., لكنك لا تريد ذلك صحيح؟ " أومأ باهر رأسه بالموافقة فهو يريد معرفة القصة كاملة مرة واحدة وليس ربع القصة فحسب.

ابتسمت العنقاء الزرقاء وقالت: "ثق بي! ستجد شخصا يوما ما سيخبرك بكامل القصة! لذا انتظر فحسب.."

ابتسم باهر وقال: "حسنا! "

قالت العنقاء الزرقاء: "هذه المهارة بالدرجة الثانية أي أنها بقوة مهارة روحية بالدرجة الخامسة, وبقوة مهارة بدنية بالدرجة الثامنة! لكن كما قلت سابقا لن تستطيع استخدام كل خصائص المهارة إلا عندما تصبح بنطاق الروح, وبما أنك بالنطاق البدني ولا تستطيع استخدام كل خصائص المهارة فإنها ستكون..., اعتقد بالدرجة الخامسة! "

في الواقع لم يهتم باهر سواء كانت هذه المهارة بالدرجة الخامسة أو الثامنة, فبالنهاية إنها مهارة قوية!

في عشيرته, عشيرة الرعد القرمزي, عدد المهارات التي بالدرجة الثالثة لا يتجاوز العشرة, وعدد المهارات التي بالدرجة الرابعة من مهارتين إلى ثلاثة مهارات فقط..

بينما في أقوى قوى بالمدينة القرمزية, عشيرة الطائر العظيم, عدد المهارات التي بالدرجة الثالثة لديهم مئة تقريبا! وعدد المهارات التي بالدرجة الرابعة لديهم تقريبا من عشرة إلى عشرون مهارة!!!

المهارات ذات الدرجة الخامسة لا يوجد منها سوى ثلاثة في كامل المدينة القرمزية, الأولى لدى عشيرة الطائر العظيم والثانية لدى عشيرة النمر الوردي, أم الثالثة فالناس يعتزمون بأنها لدى أكاديمية الخاتم القرمزي, لكنها إلا الآن لم تظهر...

الآن باهر لديه واحدة من هذه المهارات التي بالدرجة الخامسة!!!!

بعدما رأت العنقاء الزرقاء فرحة باهر تلاشت وأصبحت خيط رفيع أزرق انطلق نحو باهر مثل الليزر وأصابه.

شعر باهر بطاقة هائلة بداخله, طاقة جعلته يشعر وكأنه يستطيع قطع الجبال لنصفين وتبخير البحيرات وحرق كل شيء حي!

طاقة تجعله في قمة هرم القوة!!!

-------------------------------------

انتهى الفصل~

تأليف : Z


وكالعادة, أي شيء لا تفهمونه اكتبوه وأنا سوف اشرحه لكم :)


على عكس الذي توقعته هناك العديد من الإجابات في الفصل السابق :)

الشخص الذي سيخبر باهر بأسرار الـ [بيجو] والـ {هوسيكي} له علاقة بدولة عمان من عالمنا الحقيقي.

لو وصلنا لـ20 توصية راح أوضح التلميح زيادة :)

علما بأنني لن أقول لكم هل إجابتكم صحيحة أم خاطئة :)


*Spoiler*


2018/02/09 · 787 مشاهدة · 1665 كلمة
TheEmperor
نادي الروايات - 2024