القصص القصيرة الجانبية (1)
رحلة وليد (الجزء الحادي عشر)
[الخوف]
انتبه أب ياسمين لوجود وليد فسألها من هو.
في تلك اللحظة بلع وليد ريقه, وكان يرتجف من الخوف.
--------------------------------------------------------------------------
الفصل 51 : نقابة بحر الدماء
بعدما تقابل كل من باهر وسعد, قال سعد: "أين كنت؟ ولما تأخرت؟ "
ابتسم باهر وقال: "آسف لكن كانت لدي بعض الأعمال التي يجب علي القيام بها.., إذا.., هل نذهب؟ "
ابتسم سعد وقال: "بالتأكيد! "
بعد فترة وصل باهر وسعد لمبنى هائل الحجم, لو قارنا بينه وبين مبنى تحالف عشيرة الرعد القرمزي, سيكون مبنى تحالف عشيرة الرعد القرمزي كوخ, وهذا المبنى منزل ثري ضخم (فيلا).
الأمر المذهل هو أن لا يوجد حراس هنا! كما هو متوقع من القوى رقم اثنين في الفرع الداخلي هي لا تحتاج لحراس!
ابتسم سعد وقال: "هيا لندخل أيها الأخ باهر..." أومأ باهر برأسه بالموافقة ودخل مع سعد للنقابة.
كانت النقابة ضخمة للغاية وممتلئة جدا, صعدا الاثنين بالدرج حتى وصلوا للطابق الثالث الذي كان به حارسين ضخام البنية.
قال باهر بداخله: ' يبدو أن هذا الطابق خاص بالأفراد الأساسيين... '
نظرا الاثنين نحو سعد وباهر ثم قال أحدهم: "من هو هذا الشخص أيها السيد سعد؟ " بطبيعية الحال هما يعلما بكافة الأفراد الأساسيين.
ابتسم سعد وقال: "مجرد توصية.." بعدها فتحا الاثنين الباب ليدخلا كل من باهر وسعد.
كان المكان به عدة أشخاص أقوياء للغاية, ففي هذا الطابق عدد الأشخاص الذين بالمستوى الرابع لا يتجاوز العشرة.
قال سعد بعدما رأى دهشة باهر: "الرئيس يحب الأشخاص الأقوياء لذا لن يضع أشخاص بالمستوى الرابع كأفراد أساسيين, إلا في حالات نادرة.., مثلا..." أشار إلى فتاة تقرأ عدة كتب وأكمل: "هذه.., جعلها الرئيس فردا أساسيا لأنها مثقفة وتعلم بمعلومات عديدة, فهي منذ الصغر تقرأ الكتب, بالفعل عمرها ثمانية عشر! " ثمانية عشر؟! من المفترض أن من هم بذلك العمر يكونون بالمستوى الخامس, لكنها ليست فقط بالمستوى الرابع, بل في بداياته.., لقد فضلت المعرفة على القوة.
أكمل سعد بعدما أشار إلى شخص آخر يتناول الطعام بطريقة نبيلة: "وهذا جعله الرئيس فردا أساسيا, لأنك لن تجد جاسوس خفي مثله على الإطلاق! "
صمت قليلا ثم أكمل: "أو ربما بسبب أن الشخص لديه علاقة وطيدة مع الرئيس لذا يجعله فردا أساسيا.., مثل ذلك..." أشار إلى فتى يبدو مغرورا من النظرة الأولى.
نظر سعد نحو باهر واستطرد: "أي أن الرئيس إذا جعل شخصا بالمستوى الرابع فردا أساسيا, السبب قطعا لن يكون هو القوة الفذة , بل سبب آخر—"
قاطعه صوت يقول: "أوه! لقد مرت فترة طويلة يا سعد! " قالها شاب ضخم البنية بشعر أسود لامع ناعم, كان يمكنك على الفور معرفة أنه بالمستوى السادس!
ابتسم سعد وقال: "أوليس هذا هو الأخ حاتم؟ لقد مرت فترة طويلة بالفعل! "
ابتسم حاتم وقال: "همم, من هذا؟ " قالها بينما يشير نحو باهر.
ابتسم سعد مجددا وقال: "توصية.." في تلك اللحظة حدق به حاتم وقال بقليل من القلق: "ولكن.., أليس هو بالمستوى..."
ابتسم سعد وقال: "لا تقلق بشأن ذلك, كما أنني لن أخسر شيء إذا قدمته للرئيس! "
ابتسم حاتم بعدما رأى هدوء سعد وقال: "إذا أبذل جهدك! سأدعو لكما بالتوفيق.." ومن ثم غادر.
نظر باهر نحو سعد وقال: "من هذا؟ يبدو أنه قويا! " في الواقع هو لا يبدو قويا, بل هو بالفعل قوي!
ابتسم سعد وقال بفرح: "إنه الأخ حاتم, أحد أقوى وأهم الأفراد الأساسيين في هذه النقابة, لذا أنا فرح لأنني استطيع الحديث معه بأريحية.."
بينما كانا يكملا تجولهما قال باهر: "أنت قلت بأن رئيسكم لا يختار الأشخاص ذوي المستوى الرابع بسبب القوة الفذة , بل بأسباب اخرى.., إذا ماذا عنك؟ " باهر للآن لم يرى خصائص مميزة في سعد لذا تساءل كيف أصبح فردا أساسيا..
قال سعد: "رئيسكم؟ إنه سيصبح رئيسك عما قريب وأنت تقول (رئيسكم)؟! "
قال باهر: "آه, آسف على ذلك.., لكن لا تظن بأنك غيرت الموضوع بهذه الطريقة! " قال آخر جملة بينما كان يبتسم.
تنهد سعد بعدما علم أن باهر قد كشفه, فقال: "في الواقع أن من معارف صديق الرئيس, ولكن العلاقة بينهما لم تكن قوية, لذا لم انضم على الفور, لكن الرئيس أعطاني الفرصة واخبرني عدة اختبارات حتى انضممت..." يبدو أنه عانى كثيرا حتى يصبح فردا أساسيا!
فجأة استوعب باهر شيئا فقال بأسى: "يبدو أن الأخ سعد عاني كثيرا, لكن..." على الرغم من أن سعد عانى كثيرا ليحظى بمنصب فرد أساسي في نقابة بحر الدماء, لكن باهر سيحصل على هذا المنصب بسهولة, لذا هو حزن على سعد.
ابتسم سعد بعدما علم بما يفكر به باهر وقال مغيرا الموضوع: "هاهاها, يبدو أنك واثقا بأنك ستصبح فردا أساسيا, لكن هذا ليس أكيدا! "
ابتسم باهر وقال: "هوه, أولست أنت من قال (إنه سيصبح رئيسك عما قريب)؟ " فجأة تغيرت ملامح سعد وقال بوجه شبه غاضب: "تبا لك! " ومن ثم ضحكا الاثنين.
بعد فترة سمع باهر أحدهم يقول: "بـ-باهر؟! "
نظر باهر للأمام ليتفاجآ ويقول: "بـ-بدر؟! " لقد كان بدر! لكن ما الذي يفعله هنا بالضبط؟!
قال سعد بصدمة: "إ-إيــــــــه؟! أيها الأخ بدر أنت تعرف الأخ باهر؟! "
ابتسم بدر وقال: "نعم, إنه صديقي! "
اتسعت عيني سعد وقال: "مـ-مـ-مـ-ماذا؟! الأخ باهر هو—"
قاطعه باهر ليكمل بوجه مصدوم: "صـ-صديقك؟! "
حدق بدر بباهر وقال: "ها؟! أهكذا تجحد أصدقائك يا باهر؟ " في الواقع كان باهر مصدوم من أن بدر يعامله كصديق.., لذا لم يكن مصدق.
حك باهر خده وقال: "آآ, صحيح أنني اعتبرك صديقي, لكن لم أتوقع الشعور متبادل..."
تنهد بدر وبدأ بمعاتبة باهر: "أنا وأنت وبسام أحمد, كنا معا لما يزيد عن ثلاثة شهور ومازلنا لسنا أصدقاء؟! حتى بسام الوغد اعتبره صديقي! " الأمر سيان بالنسبة لباهر لكنه لم يتوقع أن ابن رئيس عشيرة النمر الوردي يعتبره صديقه.
قال باهر: "آ-آسف..." حدق بدر فيه ثم ابتسم وضحك ضحكة بسيطة, فضحك باهر ومعه بدر, بينما كان سعد لا يعلم بما يحدث لكنه ابتسم فيما بعد.
قال باهر: "لكن ما الذي تفعله هنا يا بدر؟ "
حملق بدر به وقال: "أوليس هذا واضحا؟! أنا هنا لأنني فرد أساسي في هذه النقابة! " اتسعت عيني باهر من الصدمة, بدر قد اصبح فردا أساسيا بهذه السرعة بالفعل!
قال سعد بحماس: "صحيح! الأخ بدر هو أسرع شخص أصبح فردا أساسيا بعد رزان, وهو ليس فردا أساسيا عادي, بل هو من أبرز الأفراد الأساسيون في نقابة بحر الدماء! "
قال بدر: "هذا يكفي يا سعد, إنك تبالغ في تقديري! "
ابتسم سعد وقال: "لا, بالعكس.., ما زلت أظن بأنني قللت في تقديرك! "
تمتم باهر بهدوء: "رزان؟ "
قطع بدر حبل أفكار باهر وقال: "إذا.., لما أنت هنا يا باهر؟ "
ابتسم باهر بمكر وقال: "أوليس هذا واضح؟! أنا هنا لأنني سأصبح فرد أساسي في هذه النقابة! " أعاد كلام بدر حتى يغيظه.
تجاهل بدر إغاظة باهر وقال بقلق: "لكنني سمعت أن الرئيس لا يجعل الأشخاص ذوي المستوى الرابع أفرادا أساسيين بسهولة! "
قال باهر بجدية: "آه, بالنسبة لهذا لا تقلق! لأن—"
قاطعه بدر بينما يقول وهو مبتسم: "أعلم! أنا أعلم أنك لست شخص عادي لذا ستصبح فردا أساسيا! " ومن ثم وضع يده فوق كتف باهر وأكمل: "إذا, أنا سوف أذهب.." ومن ثم هم بالرحيل.
قال باهر: "حسنا, وداعا! |
رفع بدر يده ولوح بها بينما يقول: "أدعو لك بالتوفيق! "
ابتسم سعد وقال: "يا لك من محظوظ, لديك صديق مثل الأخ بدر! "
ابتسم باهر وقال: "نعم.., يا لي من محظوظ! "
*
أمام باب كبير قال سعد: "وها قد وصلنا! " بلع باهر ريقه من التوتر, وقبل أن يدق سعد الباب سمع صوت يقول: "أدخل! "
ابتسم سعد وقال: "كما هو متوقع من الرئيس.." يبدو أن رئيسهم شعر بقوة سعد لذا أخبره أن يدخل..
عندما دخلا الاثنين كانت الغرفة كبيرة للغاية, وكان في منتصف الغرفة يوجد مكتب يجلس عليه شاب بشعر بني فاتح وعينين بنيتين بوجه وسيم يستطيع سحر العشرات والعشرات من النساء..
بجانب الشاب توج فتاة بشعر وردي طويل مثل أشجار الكرز, وعينين مثل حجر التوباز الكريم, ذات بشرة بيضاء مثل اليشم الأبيض وصدر كبير ومنحنيات ساحرة, على الأرجح هذه الفتاة هي أجمل فتاة رآها باهر في حياته.
قال الشاب ذو الشعر البني بصوت فخم: "من هذا الذي معاك يا سعد؟ " لقد استطاع استشعار قوة سعد من خلف الباب لذا بالتأكيد يعلم كل شيء بشأن باهر, لكنه سأل سعد.
قال سعد: "إنه شخص أرى أنه يستحق أن يصبح فردا أساسيا! "
ابتسم الشاب ذو الشعر البني وقال: "هوه, وما الذي يميزه عن غيره؟ أنت تعلم قواعدي بشأن من هم بالمستوى الرابع.., صحيح؟ "
أومأ سعد برأسه وقال: "الذي يميزه عن غيره هو قوته المدمرة! "
حدقت فتاة الكرز به وكأنها ملك موت ينظر نحوه, لذا تعرق سعد بشدة فقالت فتاة الكرز: "أنت تعلم أن الرئيس لا يختار من هم بالمستوى الرابع بسبب قوتهم الفذة.., ومع ذلك أنت—"
قاطعها الرئيس وقال: "هذا يكفي يا ساكورا! دعيه يكمل.."
قال ساكورا بهدوء: "سمعا وطاعة.." كان صوتها عذب وكأنه صوت أغنية هادئة وناعمة.
بلع سعد ريقه وقال: "باختصار.., هو يستطيع هزيمتي بسهولة! "
ابتسم الرئيس بمكر وقال: "ربما لأنك ضعيف؟ " تلك الجملة اخرست سعد, فتقدم باهر وقال: "على الأقل اعطني فرصة! لقد تعب تابعك وفي النهاية—"
قاطعه الرئيس وقال ببرود: "عرف بنفسك أولا! "
ابتسم باهر وقال: "إذا أردتني أن أعرف بنفسي, أفعل أنت ذلك أولا! "
غضبت ساكورا وقالت: "أنت.., يا لك من وقح حتى تحدث—" صمتت عندما رأت أن رئيسها يشير لها بالصمت, فصمتت دون أي اعتراض, إنها تحترمه للغاية..., أو شيء آخر.....
ابتسم الرئيس وقال: "لك ذلك! أنا عادل من عشيرة الطائر العظيم ورئيس نقابة بحر الدماء! "
ابتسم باهر بشدة لدرجة أن أنيابه قد ظهرت فقال: "هوه! كما هو متوقع من القوى الأولى في المدينة القرمزية, عشيرة الطائر العظيم, حيث ان استطاع أحد أفرادها أن يصبح رئيس القوى الثانية في الفرع الداخلي, بحر الدماء! "
شعر عادل بطريقة غير مباشرة أن باهر يخبره بأنه على الرغم أن أصله من القوى الأولى في المدينة لكنه رئيس القوى الثانية وليس الأولى, لكن عادل لم ينزعج لأنه لا يستطيع المقارنة مع تحالف ذا كينغ!
ابتسم عادل وتجاهل إغاظة باهر الغير مباشرة وقال: "ما زل لم تعرف بنفسك! "
قال باهر: "أوه, أنا آسف بشأن هذا فلقد نسيت.., أنا باهر من عشيرة الرعد القرمزي و—"
قاطعه عادل حيث أنه قال: "عشيرة الرعد القرمزي؟ " ابتسم وأكمل بصوت عالي: "لك ذلك! سوف أعطيك فرصة! " تفاجئ باهر من تغير الأحداث, فلقد ظن أنه سيواجه صعوبة في إقناع عادل الذي هو الآن مبتسم بشدة على عكس ساكورا التي كانت ترمقه بشدة.
قال عادل بصوت مرتفع: "تعال إلى هنا يا زاكي! "
----------------------------------------------------
انتهى الفصل~
تأليف : Z
وكالعادة, أي شيء لا تفهمونه اكتبوه وأنا سوف اشرحه لكم :)
اعتذر عن التأخير, لكن كنت راح أرفع الفصل بالأمس لكن كانت هناك مشكلة بالموقع, وتعويضا مني سوف أرفع فصلين اليوم, الفصل الثاني سيكون في وقت متأخرر من الليل.
+
الفصل الثاني لليوم وفصل غدا, سيكونان أطول من هذا الفصل :)
*Spoiler*