295 – استنساخ الخرافات (3)
توقف هبوب الرياح لفترة طويلة، وتفشى في الفراغ هدوء اختلط بضوء. ضوءٌ لا يمكن لبشري ان يتحمله، نور الملك نوادا انتشر في جميع أنحاء العالم.
وقبل أن يطيل، خفت الضوء اللامع.
استرجعت السماء لونها بعد ان اشرقت على الناس فمنعتهم من فتح أعينهم. لم يعد كلايمب سولايس متخذا لشكل الشمس بالفعل وعاد إلى قبضة نوادا.
[… هذا.] نظر نوادا إلى الشيء المخترق له. [سيف مانانان ماك لير، فراغاراتش.]
عندما توقفت الشمس، اخترق السيف المتوهج قلب نوادا واستقر. كان سيفا أسودا مزرقا قصيرا يشبه الخنجر. كان هذا سيفًا لا يمكن صده بأي ترس أو درع، ولا يخطئ أبدا. لقد كان سيفًا مقدسًا ملكه ملك الإلف في الماضي حيث تردد في التخلي عنه على الرغم من كنوزه العديدة التي يمتلكها.
من الممكن استخدامه في الهجوم، ولكن قوته الحقيقية تكشف في الهجمات المضادة.
[تنهد، هل كنت متسرعًا جدا؟]
كان فراغاراتش سيفًا مشهورًا، لكن نوادا كان ملكًا أيضا. لم يكن خصمًا يمكن هزيمته بسلاح ملكي واحد.
في هذه الحالة، كان الخطأ الذي ارتكبته نوادا هو المشكلة.
كان فراغاراتش سلاحًا مضادًا يمتص قوة هجوم الخصم ويعيده بقوة أكبر. لم يكن “الانتقام” الذي تمت إضافته إلى قوة كلايمب سولايس أمرًا يمكن أن تتحمله نوادا المستدعى.
حد وقت الاستدعاء وآخر بطاقة رابحة أعدها الحسد أدت الى هذه النتيجة.
ومع ذلك، لم يكن الحسد محظوظا تمامًا. في اللحظة التي سقط فيها كلايمب سولايس تحول جسم الحسد إلى كتلة فحم بشكل على جسد بشري. كان ذلك لأن قدرة فراغاراتش المضادة لم تستطع تحمل كل قوة نوادا. فلو كان نوادا بشكله الكامل فلربما تم عكس هذه النتيجة بسبب حالة الحسد الحالية.
[في النهاية، كل شيء يعتبر عذرا.]
كان من القبيح اختلاق الأعذار عندما انتهى القتال. قَبِل نوادا هزيمته. على أي حال، كان حده الزمني يتجاوز اللحظة التي اخترق فيها قلبه بواسطة فارغاراتش. وقد تمت دعوته بمكالمة غير متوقعة وحان الوقت الآن لمغادرة المكان.
بدأ جسد نوادا يتلاشى من أسفل قدميه. لمس فراغاراتش الذي كان عالقا في صدره وتمتم بابتسامة مريرة [لقد اعتدت ان تدافع عن الضعفاء. أتصور أنه مصير صعب عليك أيضًا.]
كوونغ…
كرد على ذلك، صرخ فراغاراتش مرة واحدة وتدمر أولاً. ثم وجه ندى عينيه بفخر تجاه الشخص الذي يكرهه. [بادئ ذي بدء تهانينا أيها الغازي. إنه انتصارك.]
“… اخ-ت-في…!”
[حسنا، لا تتعجل. سأترك لك نبوءة.]
ترك نوادا تحياته الأخيرة إلى الشخص الذي أصيبت أحباله الصوتية بأضرار بالغة واختفى. كانت لعنة تحت اسم نبوءة.
[هذا آخر انتصار يمكنك الاستمتاع به.]
* * *
في تلك اللحظة…
“نوادا. انهزم؟” تمكن ثيودور من المعرفة عندما اختفى نوادا من العالم المادي. تناثر ضوء دائرة الاستدعاء من تحت قدميه وشلت دوائره كردة فعل على الاستدعاء للحظات. سيستغرق الأمر 5 ثوان حتى تتعافى قوته السحرية بشكل طبيعي.
سمع السيدان كلمات ثيودور وأعادوا تنظيم مواقفهما محدقين في اتجاه الانفجار. حتى في تلك اللحظة لم يعرفوا ماذا سيحدث بعد. كان ردهم جديرًا بالثناء.
“يا لحياتنا التعيسة.”
ومع ذلك، لم يكن لحركتهم أي معنى أمام خصمهم.
جيونغ!
استجاب راندولف على رد الفعل بمرونة، لكنه فقد سيوفه. مع ركلة واحدة، كانت ذراعيه مثنيتين مكسرة الأضلاع. حتى بحظره للهجوم، فقد أصيبت بضربة قاتلة.
بغض النظر عما إذا كانت جيدة أو سيئة، كانت وحدة القوة مختلفة تمامًا. أدرك راندولف الحقيقة القاسية عندما بدأ يفقد وعيه.
“… ا-اهرب بعي…دا، ثيو…” طار راندولف عدة مئات من الأمتار وشهق بالكاد قبل أن يصيبه الإغماء. ومع ذلك، كانت حالته جيدة مقارنة بحالة فيرونيكا.
“كاك ، آاخ، آه. آااخ…”
قطع كلا من كتفيها وفخذيها بعمق. فلحم ا وعضلاتها قد قسما، وكان هذا القطع خطيرا بما يكفي للوصول إلى الأعصاب والعظام. بالإضافة إلى ذلك، كان الحسد يمسك فيرونيكا العاجزة من رقبتها.
ظهر وريد على ظهر يده حيث زاد قوته. جمعت فيرونيكا قوتها السحرية للرد. ومع ذلك لم تكن في حالتها المعهودة لذا فقد تجاوزت حدها بحماية عظام رقبتها.
لقد كانت إبادة.
بالكاد تعافى ثيودور من تطايره وشلله فزأر بعنف عندما رأى رفاقه يداسون بوحشية من قبل الحسد.
“لقد تسببت بفشل مهمتي هنا، أيها الشراهة!”
رأى ثيودور وجه الحسد وتوقف عن التنفس. ‘… إنه مظهر فظيع’
انصهر وجهه نصفه وفقد درعه شكله. لم يتعافى بعد من قتاله ضد نوادا. بناءً على حضوره، كان لديه 3 ٪ فقط من قوته المتبقية. ومع ذلك كانت قوة الحيد مطلقة. كلما ازداد غضبه، كانت المساحة حوله تلتوي مما أدى إلى قطع الاتصال بين الدوائر والمانا.
كان هذا الوحش لا يزال متعالٍ. كان ثيودور غير قادر على التحرك لأنه نظر إلى فيرونيكا التي تم الاستيلاء عليها بعيون مريرة وحزينة.
“هو، فهمت.” في تلك اللحظة، تردد صوت الحسد المنخفض. “يبدو أن هذا الهجين مهم لمضيفك”
“…انتظر!”
“هذا هو عقابك على إعاقة هذه الهيئة. فلتتمتع بطعم اليأس”
حدث ذلك قبل أن يتمكن ثيودور من الرد.
انفجار!
اخترقت تلك الشفرة قلب فيرونيكا.
“آااااخ!”
“فيرونيكا!”
بعد أن دفع بسيفه عدة مرات، رمى الحسد جسدها بعيدا كما لو كانت قمامة. تدفق الدم من فمها وصدرها وهي تطاير قطعا في الهواء. أمسك ثيودور بجسدها على الفور، لكن عيني فيرونيكا أصبحت ضبابية بسرعة. كانت عينيها الذهبيتان تُغلق بينما كانت تنظر إليه برفق.
“… آه …أيها الفتى…”
”لا تتكلمب بأي شيء! إصابتك شديدة!”
نسي ثيودور وجود الحسد أمامه وسرعان ما حرك يديه. لم يكن هناك موقع إصابة محدد. تمزق قلب فيرونيكا واخترقت الأوعية الدموية بجانبه. تدفقت كمية دم مميتة في ثوان. لم يكن من الممكن التجدد حتى لو كان الكاردينال موجودًا.
“ليس لدي سحر الشفاء! إذا استمر هذا …”
راقب الحسد بصمت. فهم لن يتمكنوا من الفرار منه حتى لو أعاد ثيودور إحياء فيرونيكا. ثم توصل ثيودور إلى فكرة استخدام الإكسير.
بعد لحظة، مد ثيودور يده. “فيرونيكا، افتحِ فمك”
“هاب…مم…!”
قرب حافة الزجاجة بعناية إلى فمها. لقد كان جرحًا مميتًا، لذلك كان عليه أن يكون شديد الحذر عند سكبه لكل قطرة حتى تتمكن من البلع. كان هذا إكسيرًا، علاجًا أسطوريًا يمكنه شراء قلعة بنقطة واحدة فقط.
لم يتردد ثيودور في صب الزجاجة بأكملها في فم فيرونيكا. حتى باستيعابه للإيجابيات والسلبيات لم يستطع تركها تموت. ماذا كان رأي الشراهة في هذا القرار؟ هل لربما اعتقد أن ثيودور كان غبيًا؟
ومع ذلك، لم يهتم ثيودور ولا قليلا.
“…آه…”
“آه.”
كان لحم فيرونيكا ينمو مرة أخرى في الوقت الحالي. توقف الدم المتدفق من الثقب في صدرها، واستعاد قلبها الممزق شكله الأصلي.
في الواقع، كان الإكسير دواء معجزا يمكنه استعادة أي إصابة طالما بقي نفس واحد في الجسم. فقط عندما كان يشعر بالارتياح العميق برؤية لون خدي فيرونيكا، سمع ثيودور صوتًا.
“هوه، إكسير. لديك شيء نادر هنا”
“ماالذي ستفعله؟”
“ماذا؟” ضحكت الحسد وكأنه سمع شيئًا مضحكًا. “ألم أقم باخبارك؟ أخبرتك انني سأستمتع بطعم يأسك”
“…ماذا؟”
بينما ارتبك ثيودور بكلماته…
بوهك!
ظهر الدم من جرح فيرونيكا مرة أخرى. ثم بدأ جسدها في الارتعاش من الصدمة، فنظر ثيودور إلى إصابة فيرونيكا لمعرفة ما حدث.
تمزق القلب الذي تم إصلاحه بواسطة الإكسير مرة أخرى.
سخر الحسد من وجه ثيودور المدمر قائلا له الأمر بأكمله: “تحديدا، ما قمت بقطعه هو روح الهجينة ذاتها بقدرة هالة التدمير، يعتبر الإكسير علاجًا رائعًا لكن قوته الشافية تقتصر في النهاية على الأضرار المادية. بمجرد أن تكسر الروح فلا يمكن لشيء اصلاح الجسد أبدا. هل تدرك محنتك الآن؟”
“أن—أنت ابن العاهرة…!”
“كيف تشعر الآن وأنت عاجز عن انقاذ امرأة ميتة وعاجز عن الانتقام مني؟ هل أنت مستاء؟ هل تشعر بالبؤس؟ هل تعلم كم هو غبي أن تواجه هذا الجسد؟ في كلتا الحالتين، الأمر جيد. هذا عقاب لعدم معرفة مكانك”
شعر ثيودور بالغثيان عندما واجه طبيعة الحسد واستسلم.
كان يفضل الانتحار على التسول الى هذا الوحش اللعين. كان هذا هو الحال بالنسبة لفيرونيكا. لا يزال الإكسير يراق لذلك كان الجرح يشفى بشكل متكرر. ومع ذلك كان لديه حد زمني قدره 10 دقائق.
لم يدرك ذلك في البداية بسبب الحالة الملحة، لكن الجرح كان يشبه إصابة زيست. إصابة سببها القوة لتدمير الروح…وهذا الجرح تطلب سحر الدائرة التاسعة لشفائه.
“…الشراهة من فضلك.”
-هل أنت جاد؟ الشراهة من التزم الصمت حتى الآن تحدث في النهاية.
“أنت تعلم أن هذه هي الطريقة الوحيدة.”
لم يستجب الشراهة لكلمات ثيودور. وبدلاً من ذلك، بدأ في الاستعداد للمهمة المخطط لها مسبقًا. سيراهن ثيودور ميللر بكل ما يملكه في مقامرة العمر.
“… حسنا، ستغضب الاخت بالتأكيد إذا عرفت.”
ضرب ثيودور وجهه الذي كان يعاني من الألم وقرر.
من أجل إنقاذ فيرونيكا وراندولف…من أجل تدمير هذا الوغد من أمامه…من أجل بلونديل الذي ضحى بحياته لكسب بضع ثوان، ومن أجل السحرة الذين ماتوا ميتلت رهيبة…
سيراهن ثيودور على حياته هذه المرة.
“لماذا انت هادئ؟ هل يئست؟”
أكبر خطأ ارتكبه الحسد كان إعطاء ثيودور وقتًا لأنه أراد إحداث المزيد من الألم لثيودور. كانت صدفة لكنها كانت حتمية. كما حذره نوادا أيرغيتلام من قبل، ستودي طبيعة الحسد به الى نهاية قاتلة.
استمر ثيودور بصمته، بينما ظهر فم على راحة يده اليسرى.
-غبي.
“أستتحدث أخيرًا يا أخي؟ لكن الأوان قد فات. حتى لو توسلت إلي لإنقاذ مضيفك…”
-فكر مسبقا يا أخي الأحمق.
ماذا كان رد الحسد؟ في اللحظة التي كان على وشك التحدث فيها…
[تم استهلاك “عبادة الموت”.]
[أيقظت روح جيرم. فشل القمع العقلي، واستولى الجسد على اسم الكائن “جيرم”.]
[لقد ازداد فهم السحر والتحكم في المانا بشكل كبير.]
ظهر ضباب أسود من جسد ثيودور بعد أن استهلك عبادة الموت، التي كانت دائمًا في زاوية مخزونه. اكتسب ثيودور قوة الموت لقتل جميع الكائنات الحية، سحر النهاية.
واصل الحسد بالتلويح بسيفه، ولكن الضباب الداكن ابتلعه وألوث المنطقة. ظلام، كمثل السقوط في الهاوية جلس بشدة على الأرض. لم يكن ينبغي للحسد أن يتصل بأرض الأموات منذ أن كان طفيليا يعتمد على جسد المضيف.
كان هذا هو سحر هيمن عل الدائرة الثامنة، إيريبوس. وفي وسط الضباب فتح ثيودور عينيه.
“… هوها” كانت ضحكة غير سارة. كأن روحا غليظة بصقت ببلغم وضحكت.
ثم أصبحت عيون ثيودور زرقاء دامية.
القوتان، دم أكويلو وخاتم موسبيلهايم ما زالا يحومان في قلبه. ومع ذلك، على عكس السابق، كان هناك الآن ثماني دوائر. بعد قبول روح الساحر الدائرة التاسعة جيرم، تم كسر هذا الجدار بالقوة.
اهتز جسد ثيودور عدة مرات قبل أن يعبر جيريم عن فرحته بنشوة “هههههههههه! لقد اتصلت بي أخيرًا! هذا أنا! ملك النهاية! جيد. أنا جيرم سأمنحك رغبتك!”
كان هذا هو الأفضل. تم إحياء جيرم بالكامل بعد بضع مئات من السنين لكن هذا اللحم كان طبقًا يستحق حقا أن يتحول إلى ميت حي. القوة المقدسة، دم التنين، أومبرا، واثنين من الجريموار…!
إذا استخدم جيرم هذا الجسد، فسيتمكن من استعادة قدراته الكاملة في غضون شهر. على عكس ثيودور الذي لم يستغل سلطاته بشكل كامل كان جيريم ساحرًا عاليا في الدائرة التاسعة.
“تعالوا واجتمعوا! يا خدمي المخلصين!” بمجرد أن رفع جيرم صوته، ظهرت أربع شخصيات من الظل حوله.
كانوا فرسان نهاية العالم الأربعة.
قام الفرسان الأربعة – جميلة برداء أبيض، وشاب بدرع أحمر، ورجل عجوز متكئ على عكازه، ووحش ملفوف بضمادات – بتجاهل الحسد وسجدوا أمام جيريم.
“الفارسة البيضاء هيباتيا تحيي الملك”
“الفارس الأحمر إيلوم يحيي الملك”.
“الفارس الأسود ديلوس يحيي الملك”.
“… الفارس الشاحب يحيي الملك”.
أومضت عيني جيرم بالجنون وهو يقبل تحيات الفرسان الأربعة.
ثم نظر إلى عدوه الحسد دون اهتزاز.
قبل بضع سنوات، كان الأمر نفسه في ميلر باروني. من أجل السيطرة الكاملة على جسم المضيف، كانت الطريقة الأسرع والأكثر فعالية هي القضاء على جميع الضغائن التي خلفها المضيف. أراد ثيودور إنقاذ رفيقيه وتدمير الحسد لذلك…
“اجعلوا هذا التجسيد الوقح يركع أمامي!”
في اللحظة التي تحدث فيها جيرم رفع الفرسان الأربعة رؤوسهم.
“أسمح بالتجلي باسم جيرم!”
في الوقت نفسه، استعاد الفرسان الأربعة الأربعة قوتهم الأصلية التي كانت مغلقة منذ قرون.
كياااا―――!
كيهيهيهي!
كو …هو…هو…هو!
أصبح جسد الفارسة البيضاء هيباتيا الجميلة نصف شفاف وأطلقت صرخة رهيبة.
كان هذا هو ذروة الموتى الأحياء، إرهاب الإرهاب!
كانت صرخة لها أن تدمر عقول الآلاف من الناس، بل وتحول أجساد سادة السيف إلى دمى. حتى الحسد قد شعر برجفة رعب من الصرخة.
لم تكن هيباتيا الوحيد التي تغيرت. تحول الفارس الأحمر إيلوز إلى سيد مصاصي الدماء، وأصبح الفارس الأسود ديلوس بمثابة أرشيليتش. كانوا كبار الأموات الأحياء الذين تمكنوا أن يهددوا سحرة الدائرة الثامنة. لم يتغير مظهر الفارس الشاحب، لكن الطاقة الشريرة المتدفقة منه زادت أكثر.
“اقتلوا”
أمام هذه الوحوش الأربعة، حكم أسوأ مشعوذ في هذا العالم المادي على الحسد بالموت.
ترجمة محمد لقمان
ملاحظة المترجم: السلام عليكم، بالنسبة ل”أرشيليتش” لم أجد له اسما عربيا مناسبا، لكن للتوضيح هو هيكل عظمي يلبس عبائة، أي ما أشبه بشكل البطل في أنمي أوفرلورد.
أرجوا أنكم قد تمتعتم😁