"مرحبا ... أجل سأكون عندك بعد قليل " . ريوتا الذي كان في القطار عائداً من الجامعة تحدث إلى صديقه جيمي .

ريوتا ، طالب لجامعة X ، طوله حوالي ستة أقدام . بدين قليلا وهو أمر متوقع كونه لا يمارس أي نوع من أنواع الرياضة .

هو في طريقه نحو مقهى جيرمي , حيث دعاه صديقه لكي يلعب و يزيح عن نفسه بعض التعب من الدراسة .

'ما الذي يعنيه أنني أحتاج أن أريح نفسي من الدراسة ؟ ليس الأمر أنني مههوس دراسة أو ما شابه ' حدث ريوتا نفسه وهو غاضب بعض الشيء .

في الحقيقة ، لم يكن ريوتا مهووسا او ما شابه ، كل ما في الأمر أنه توقف عن هذه الأشياء منذ وفاة والدته . لم يصبح مجدا في الدراسة أو ما شابه ولكنه توقف عن فعل أي شيء سوى ذلك .

كلا ، هناك شيء واحد غير الدراسة .

" اوه ... لقد كانو ؤائعين حقاً !" قال ريوتا لنفسه وهو يقرأ كتاباً عن الاساطير البعيدة .

لطالما أحب ريوتا هذه الأشياء . يحب أن يتخيل كيف كانو عظماء ، يخترعون أشياء جديدة من لا شيء ، وكيف ربطو كل ما يحصل لهم بوجود قوي سمّوه ' آلهة ' ، وصنعو مجدا لآلهتهم عن طريق صنع وجود شرير ، و سواء كان 'الباسليك' ،ذلك الثعبان العملاق الذي يستطيع إلتهام الجبال أو 'فنرير' ذلك الذئب الذي يستطيع تدمير المدن بمجرد زمجرة ، أو 'مانديلا' تلك الساحرة التي أحرقت ملايين الناس في نوبة (نوبة غضب). ثم تخيل 'آلهتم' تدمر هذه الوحوش .

رفع ريوتا رأسه ونظر حوله في القطار ، "هاه؟؟"، وجد ريوتا طفلا يحمل كتيب تعرف عليه .كان عدد الأسبوع من المجلة التي ينزل فيها روايات مختلفة . المجلة رقم واحد في هذا المجال !

كيف لا يتعرف ريوتا عليها وهي ما صرف عليها نصف مصروفه لمدة 12 عاما تقريبا ؟! وهي المجلة التي كان قد قرأ كل الروايات التي فيها القديمة والجديدة ، المستمرة و المكتملة .حتى أنه , عند بداية حبه للروايات ,إشترى عددا كبيرا من الأعداد السابقة فقط لكي يكمل رواية واحدة !!

نظر ريوتا إلى العناوين ، لا يعرف لماذا ولكن دفعه الفضول لمعرفة الاختلافات في المجلة عن السابق .

"ملك الشياطين العظيم 445 ... ألا تزال هذه الرواية مستمرة أتذكر أنها كانت لا تزال حوالي 180 وقتها .. 'ورود الياسمين 1298' ألا يزال هناك من يقرأ مثل هذه الأشياء ؟؟" .

إستمر ريوتا في قراءة الأسماء و تعرف على معظمها مثل 'سيف الشيطان الدامي ' و 'المتحكم بالعرائس(الدمى)' و 'غزو سيلفاسترا' و 'الظل المحارب'. ولكنه توقف عندما قرأ اسما معينا 'حكايات هيرو في العالم الغريب ' ، تداخلت مشاعر ريوتا حيث اصبح لا يعرف بماذا يشعر . لقد كان يحب هذه الرواية . كلا , مازال يحبها , لكن كل مرة سمع عنها أو أي شيء قريب منها تذكر تلك الليلة منذ خمس سنوات . وهذه الرواية بالتحديد تسببت له بصاع لا يعرف سببه . وعادت به الذكربات لوقت يبدو قريبا لكنه بعيد جدا عن متناول اليد .

______________________

"هيه ريوتا . عليك أن تبدأ الدراسة ، إن مستواك يتنازل بسرعة مخيفة " قالت ,ليلي, والدة ريوتا لابنها بصوت يملأه العتب .

"ولكن يا أمي ، إنها الحلقة الأخيرة من ’هيرو‘ . وأيضا إن صديقي معي لا يمكنني أن أقول له أن يذهب لمنزله قبل أن يشاهد الحلقة فهذا هو سبب محيئه. ماذا عن هذا ، بمجرد أن نكمل الحلقة سوف أطلب منه أن يغادر ثم نبدأ الدراسة " رد عيها ريوتا بصوت يملأ الإخلاص ، وسواء كان تمثيلا أم لا فقد نجح في الوصول إلى قلب الأم .

"حسنا حسنا ... فقط لأنها الحلقة الأخيرة سوف أسمح لك بمش .....-دينغ محطة شينسوا -"

_____________________

أعاد الصوت الآلي ريوتا إلى وعيه . نهض و مشى بطريقة اعتيادية نحو المقهى . فعلى الرغم من مضي خمس سنوات على آخر زيارة ، إلا أن أقدام ريوتا قادته تلقائيا نحو المقهى .

.

.

فتح ريوتا باب المقهى وتقدم للداخل . رحب به العامل الذي أرشده قائلا " رقم 20 على الرغم من تأخرك ربما تستطيع النجاح" . وقدم له بطاقة .

تفاجئ ريوتا من أن البائع لم يطلب تأكيدا للهوية لكنه أخذ البطاقة . و وجدها غير اعتيادية بعض الشيء فالبطاقة الخاصة بالمقهى حسب ذاكرته كانت بالوان مختلفة تدل على مكانة الشخص . أما هذه ، بها غابة تعلوها شمسان أو قمران ، لم يعرف ريوتا ما هما بالضبط. وبخلف البطاقة كتب الرقم

’20‘

فضي زاهي.

تقدم ريوتا للمحل الذي تغير هو الآخر . لم يعد به طاولات كثيرة عليها أجهزة للعب ، بل كان هناك كبائن مرقمة من 1إلى 20 (*جمع كبينة). ولم تعد تلك الضوضاء الخاصة بالزبائن موجودة بل إستبدلت بنوع من الهدوء القاتل الذي لا يوجد إلا في المكتبات .

توجه ريوتا نحو الكبينة التي عليها الرقم 20 . فتح باب الكبينة ودخل ، وجد بداخلها طاولة عليها حاسب مع لعبة تم تشغيها سلفا . و كتيب على الطاولة مكتوب على غلافه بالخط الأحمر " كتاب الأساطير " وتحتها كتبت 'في عالم بيكسامين ' .

الغلاف به خلفية غابة ضخمة عليها قمران بلون الدم . عرف ريوتا أن الدائرتان على البطاقة قمران وأن هذه على الأرجح لعبة يقوم المقهى بالترويج لها . وعلى الرغم من أنه لم يعلم شيئا عن اللعبة إلا أنه علم أنها مجانية بما أنها إعلان .

نظر لساعته ووجد أنها تشير للثانية عشر . أي أنه تبقى لموعده مع جيمي ساعة واحدة فقرر أن يمضي وقته في إستكشاف اللعبة الجديدة . جلس وأدخل بطاقته في الجهاز وضغط تسجيل الدخول .

ما لم يلاحظه هو أن الرقم 20 على البطاقة تحول للونأحمر قاني . تماما كقمري بيكسامين !!

______________________

في مقهى جيرمي نظر جيمي إلى ساعته ووجد أنها الواحدة بالفعل ثم تسائل أين يمكن أن يكون ريوتا ثم ضرب جبهته وقال :"تبا . نسيت أن أخبره أنهم غيرو الموقع بالفعل."

2019/10/22 · 313 مشاهدة · 924 كلمة
MustaFa
نادي الروايات - 2024