في تلك الاثناء بينما كان الجميع مشغولا من كان مشغولا في قتال ومن كان مشغولا في التفكير ومن كان مشغولا في الخوف كل شخص في همه غارق


كان في ذلك الوقت في بعد الجان يحدث امر يشير لنذير شؤم


كان الشاب ارسلان الذي كانت ملامحه تشير الى انه في ال28 من عمر البشر


لكن.عمره الحقيقي قد تعدى الالوف


الجان اعمارهم اطول من اعمار البشر بمئات المرات


انهم كيان خارق للطبيعة وغريب ومثير للاهتمام


لطالما كان الجن سرا للبشر وسيبقى كذلك للابد


لن يستطيع البشر فهم الجان من اي ناحية كانت


طريقة اكلهم وزواجهم ولبسهم وشربهم وتفكيرهم
وكيف هو العالم بالنسبة لهذا الكيان


لغز منذ الازل لم يحل ولن يحل


وقد وطأت قدم ارسلان بداية حدود مسقط رأسه


(قارة اربيا سيستوس
بعد الجان
عام 2183)


وغاصت قدمه في تلك الثلوج في ارضية مسقط رأسه في ذلك الوقت الشتوي من السنة


نظر ارسلان بوجه عبوس نحو السماء وبابتسامة حزينة قال


"كم اتمنى لو ان كل شيء حصل ذلك الوقت لم يحصل"


ثم نظر للامام واغلق عينيه


ثم قهقه


"ولكن التمني لن يأخر او يقدم من شيء"


فتح عينه ونظر لارض مسقط رأسه يتأملها باشتياق,ثم اجتاح الغضب عينيه وهو يقول بصوت لا يفكر بشيء سوى القتل


"برقان ايها اللعين سوف اجعلك تتمنى لو انك قد متت قبل ان تولد"


كان الغضب قد ملئ ذهن ارسلان لكنه في الحقيقة لم يذهب لكي يقاتل برقان بل ليجعل برقان يظن ذلك


وغاص ارسلان في تلك الغابة الجليدية التي لطالما كان يتمشى فيها ويحكي حكاويه للاشجار فيها نظر ارسلان لاحد الاشجار التي كانت عزيزة عليه


ولمسهاونظر للغصونها التي لم يتبقى فيها ولا ذرة ورقة حية عليها


ابتسم ارسلان بحزن ومسح على تلك الشجرة الميتة بيده ليقول


"انتي هي الشجرة الوحيدة التي عاشت جميع التجارب القاسية التي حدثت,الشجرة الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة,عندما ينظر الشخص لك سوف يظنك ميتة,"


قهقه ارسلان وقال


"انتي مخطئة,قد تكونين ميتة لكنك في الواقع حية وسوف تعيشين الىنهاية العالم فبعد كل شيء,جميع اهل القرية لهم ذكريات معك'الياس,ايماس,كيسوتسو,انا,والاخرين'جميعنا نملك ذكريات معك لذلك تحملي قليلا بعد سوف نستعيدك انت والقرية,لا بل والقارة باكملها من اللعين ثقي بي فقط" قال ارسلان بابتسامة واثقة للشجرة الميتة وكانها تستطيع سماعه ثم اعطى ارسلان ظهره لتلك الشجرة التي عاشت مقاسي والام الكثير ولذلك تم تسميت هذه الشجرة ب 'شجرة الوفاء'


امضى ارسلان قدما في طريقه


دون نظرة واحدة للخلف
والحقد والكراهية تملئ عينيه


قدميه تغوص في الجليد قدما بعد قدم


شعره الاخضر شبه الاصفر الطويل ذو ذيل الحصان يتطاير في الهواء. وبشرته الزرقاء وعينه الحادة ومعطف الفرو الطويل


خطوة تلو خطوة اقترب اكثر فاكثر من منطقة تمركز برقان


فور ان وطئت قدمه منطقة برقان واذا بالذئاب تجتمع ذئبا بعد ذئب وتنظر الى ارسلان بأعين قتلة


مكونين دائرة حول ارسلان وارسلان في منتصفهم


كان ارسلان لا يبدي اي مشاعر


لاخوف لا غضب لا شجاعه لا كره لا شيء واقفا ينظر فيهم يمينا ويسارا


نظر ارسلان الى زعيم ذلك القطيع وقد كان الزعيم عبارة عن ذئب رهيب ,الذئاب الرهيبة هي احدة انواع الذئاب يبلغ حجم البالغ فيها بحجم انسان يتراوح عمره بين ال30 وال20 ويكون لونها اما رمادي او ابيض او بني وهي ذئاب على وشك الانقراض ولم يكن اي ذئب رهيب بل الفا ايضا


نظرة ارسلان كانت تبث نية القتل قال ارسلان بنرة ليست فيها اي مشاعر


"استمع الي يايها الكلب اللعين اما ان تأخذ قطيعك وتفر هاربا الان او انني." لم يكمل ارسلان كلامه فنظرته التي اصبحت تبعث نية القتل في كل مكان قد كانت كافية لكي تجعل الذئاب ترتعد وتأخذ خطواتها راجعة للخلف


عدا ذئب واحد لم يكن قادرا على الحراك


تقدم ارسلان نحوه ببطئ واذا به يلحظ ان الذئب قد كان جريحا ثم وضع يده عليه وقال


"لقد قاتلت بشكل جيد لكنك لن تستطيع الاحتمال اكثر لذا هل تسمح لي؟"


فاذا بالذئب يغلق عينيه ويضع انفه على يد ارسلان ويشتمها. وكانه يقول 'افعلها'


اخرج ارسلان سيفه المطروق من الحديد النقي مرصعا بالذهب من بداية النصل ويختفي الذهب في وسطه كان سيفه منحني بحيث انه من الاعلى يتجه لليسار والاسفل يتجه لليمن والسيف معروف باسم 'السيف المشرفي' وقد اطلق ارسلان عليه اسم'الشتاء الخائن'

واذا بارسلان يقطع رأس الذئب الجريح لنصفين

فور ان فعل هذا لقد اتت ذكرة لارسلان لحظه ثم ولت وكانت تلك الذكرة عبارة عن صديق ارسلان الراحل 'ادريس' يطلب.من ارسلان ان ينهي معانته فانهاها كما انهى معانة هذا الذئب

بكي ارسلان دموع بلا ماء بكي بكاء صامتا ثم دفن الذئب نظر ارسلان للمكان الذي كان عليه قطيع الذئاب فاسمع اصوات عوائهم الذي كان تعازي منهم على فرد القطيع الراحل تذكر ارسلان طفولته في هذه الغابة المليئة بالذئاب وقارن الذئاب سابقا وكيف اصبحت عدوائية حاليا

فاشتد غضب ارسلان اكثر فاكثر وبرزت عروق جبينه من شدة الغضب

وبينما هو يدخل الى حديقة قصر برقان اخذ يهدئ من روعه ويستعيد اتزانه


خرج مجموعة من حرس برقان وخلفهم كان برقان يمشي ببطئ شديد وغرور

كان برقان يبدو في ال30 من عمر البشر بشعر اسود طويل وبشرة زرقاء درجتها متوسطة ويرتدي درعا قديما عليه فرو ابيض. وعينه حادة ويملك جرحين في وجهه الاول اسفل ذقنه مشكلا علامة نصل سيف عربي والثانية على انفه وتمتد من.عينه اليمنى لليسرى

اتخذ حرس برقان وضعييات هجومهم

فنظر برقان اليهم بجدية فاذا به يقول

"لا عليكم فمهما حاولتم لن تستطيعوا هزيمة شخص لديه حذر مثله انا متأكذ بنسبة. 99% انه يخطط لفخ من.نوع ما"

ابتعد الحراس عن طريق برقان واصتفوا بجانب بعضهم بالتزام جاعلين وسطهم ممرا لبرقان

اكمل برقان خطواته للامام خطوة تلو الاخرى في ذلك الثلج الذي يجعل قدمك تغوص فيه ذلك الثلج المتراكم فوق بعضه من حوله سور من قطبان حديد وقصر رمادي مائل للسواد وكانت الشمس قد غربت والليل قد حل لكن لم يشعر ارسلان بذلك

وقف برقان امام ارسلان فسأله

"هل جئت لكي تصبح تابعي وحارسي ان يكون لي حارس مثلك لاهو امر يجعلني اشعر بالفخر والطمئنينة"

انحنى ارسلان. ونظر لبرقان بسخرية وقال

"انه عرض مغري لكني اخشى انني سأرفض"

نظر برقان لارسللن دون اهتمام وقال"اوه حسنا هكذا اذا,للاسف ليس لدي خيار,ياحراس"

قاطعه ارسلان

"توقف لدي شيء اريد ان اناقشك بشأنه"

التف برقان ونظر نحو ارسلان باهتمام.

ثم اعدل وقفته لتصبح وقفة شامخة

"دعني اخمن,استعادة القارة؟ ام الانتقام؟ ام لتقضي علي فقط لكي تخرج حقدك كاملا؟ حسنا اذا ايهم هو الجواب الصحيح؟ او ربما جميعها صحيحة,صحيح؟"

نفى ارسلان ذلك بابتسامة مغرورة بعد ان انزل سيفه ارضا ودفعه نحو برقان وومشي الى ان اصبح بجانب برقان

"بل اتيت لكي اسلم نفسي"

يبتع.....

2017/09/30 · 324 مشاهدة · 1010 كلمة
KetsuiZm
نادي الروايات - 2024