في يوم بدا عديا كأي يوم أخر ، كانت الشمس صباح تنعكس على نوافذ الزجاجية للمنازل و محلات في مدينة قسنطينة ، يستيقظ الجميع ليبدأ يوما جديدا من العمل و دراسة ، وسط هاذا الروتين المعتاد ، كان كأي طالب ثانوية ، يسير بخطى واثقة عائدا إلى منزله ، شاب هادئ الملامح لكنه يحمل في عينه بريقا غامضا لا يلاحظه سوى قاليلون كاي كان متفوقا في دراسته ، معروفا بين زملائه بروحه المرحة و حسه العادل ، رغم ذلك ،كان يشعر دائما أن هناك شيئا مخفيا فيه ، شيئا لا يستطيع تفسيره ، لم يدرك أن حياته على وشك أن تتغير إلى لأبد في ذلك اليوم بينما كان يسير على الرصيف المزدحم ، لاحظ كاي أن الناس حوله بدأو يتباطؤون في حركتهم ، و كأن الزمن نفسه توقف ، حتى اصوات التي كانت تعج في شارع بدأت تختفي تدريجيا ، و في بضع لحظات شعر بقشعريرة تسري في جسده ، و أحس بأن هناك شيئا يراقبه "الرقم واحد" كان الصوت غريبا ، ثقيلا و عميقا ، و كأنه من كل مكان في أن واحد ، استدار ببطء ، و رأى شخصا يقف في منتصف الطريق ، شخص بنفس عمره و وجهه ملىء بالملامح المشوهة و جسد مغطى بندوب قديمة ، كانت هناك علامة غريبة محفورة على جبهته: الرقم 2
إبتسم الشاب إبتسامة باردة ، و قال بصوت مليء بإحتقار : يا رقم واحد ، هل تتذكرني تجمد كاي في مكانه و لم يكن يفهم ما الذي يحدث ، أو ماذا يعني هاذا الشاب ، و قال بصوت متردد : من أنت ؟ و ما الذي تريده مني ؟ إقترب الشاب بخطوات ثقيلة ، و الشارع بأكمله أصبح خاليا من الناس ، و كأن الجميع إختفوا فجأة ، و قال الشاب و هو يضحك: أنا زاينوس ، يا رقم واحد ، و لقد حان الوقت لتعود إلى حقيقتك
ضحك الشاب، ضحكة غريبة فيها شيء من الحقد والجنون، ثم قال: "أنا زاينوس، يا رقم واحد... ولقد حان الوقت لتعود إلى حقيقتك."
قبل أن يتمكن كاي من الرد، اندفع زاينوس فجأة بسرعة خيالية نحو شاحنة متوقفة على جانب الطريق. وبقوة غير بشرية، رفعها بيد واحدة فقط، وكأنها قطعة لعب، ثم رماها بقوة باتجاه مجموعة من الناس الذين ظهروا فجأة على الرصيف، وكأن الزمان عاد للحركة للحظة فقط.
صرخ كاي، والخوف يعتصر قلبه، لكن جسده تحرك من تلقاء نفسه! اندفع بسرعة غير طبيعية، لا تشبه أي شيء بشري، وفي لحظة واحدة كان يقف بين الشاحنة وبين الناس، ممسكًا بها بيديه العاريتين.
الشاحنة توقفت تمامًا بين يديه، دون أن تنكسر، دون أن يتحطم شيء، وكاي واقف هناك... مذهول، لا يفهم كيف فعل ذلك. تتحطم، وكاي واقف هناك... مذهول، لا يفهم كيف فعل ذلك.
أنزل الشاحنة ببطء على الأرض، أنفاسه تتسارع، لكنه رفع رأسه ونظر إلى زاينوس مباشرة. عينيه امتلأتا بالغضب، وقال بصوت ثابت: "لن أدعك تؤذي أحدًا."
ضحك زاينوس ضحكة عالية، مليئة بالسخرية، وقال باستهزاء: "ههه... يالك من طفل متحمس وشجاع! لكن... هذا لن ينقذك." ما إن أنهى زاينوس جملته، حتى اختفى من مكانه فجأة، ليظهر مباشرة أمام كاي، مسددًا له لكمة خاطفة. بالكاد تمكن كاي من تفاديها، لتتحطم الشاحنة خلفه من شدة الضربة!
اندلع القتال بينهما فجأة. زاينوس، بقوته الهائلة، كان يهاجم بكل ما أوتي من قوة. كل ضربة كان يوجهها كافية لتدمير الأرض من حولهما، وكأن الأرض نفسها تتألم تحت وطأة ضرباته.
أما كاي، رغم المفاجأة الكبيرة التي تلقاها عندما اكتشف قوته الكامنة، إلا أنه كان يحارب بصعوبة. كان يتفادى الضربات بشكل غير متقن، وكأن خوفًا عميقًا يسكنه، لكنه لم يكن يملك رفاهية الهروب إلى الأبد.
كلما تفادى ضربة، كان يهرب خطوة للخلف، يحاول بناء دفاعه، ويكافح كي لا يُسحق تحت تلك الضربات المدمرة. ورغم قوته المفاجئة، كان يعلم في أعماقه أنه لن يستطيع الصمود طويلًا إذا استمر هذا الصراع.
انقضّ زاينوس من جديد، وسيفه المنجلي في يده يلمع تحت ضوء الشمس. تصدى كاي بضراوة، وارتدّت الضربة بصوت مدوٍ، جعل الأرض تهتز تحت أقدامهما. المعركة كانت شرسة، سريعة، ولا مجال فيها للخطأ.
بعد الهروب و تفادي الضربات المدمرة المستمرة ، توقف زاينوس للحظة و إبتسم و زاد من قوته و صنع نسختين منه ، و بدأ بضحك و قال بصوت خافت و مرعب: لا مفر من الهرب ، أقتلوه و أندفعت النسختين إلى كاي مهاجمتا ، كاي تجمد في مكانه منذهلا من سرعتهم ، ثم شعر بالقشعريرة تحرك جسده ، فرفع يده اليمنى للدفاع عن نفسه ، حتى يرى يده تتطاير في سماء ، ثم بدأ يتساؤل في أعماقه: أه ، ماذا حدث ؟ أنا لا أشعر بها! هل قطعت ؟ و بينما هو لا يزال يتساؤل هاجمته النسخة الثانية و قطعت رجله اليسرى و بدون اي رحمة أو شفقة ، فسقط كاي في و بدأ المكان يمتلأ بدماء ، بدأ زاينوس يتقدم إليه ببطء و هو يسخر منه يا إلاهي كم أصبحت ضعيفا
زاينوس وقف أمام كاي و غرس سيفه ببطء في قلبه و كأنه يريد تعذيبه قبل الموت ، كاي كان عازلا ، ضعيفا ، وغير قادر حتى فتح عينه و كأن جسده خانه و تركه للموت ، و لم يستطيع فعل شيء إلى صراخ صرخات الموت ، زاينوس أخرج سيفه بقوة ناشرا الدماء في كل مكان ، و بصمت مهيب ذهب إلى زاوية الجدار هو و نسختيه و جلس ينظر إلى جثة كاي بإحتقار كأنه ينتظر شيئا و في هاذا الوقت ، كان كاي قد دخل إلى مكان أسود مظلم فيه فراغ لا نهائي ، لا يستطيع حتى فتح عينه ، بدأ يتساؤل و يصرخ : ساعدوني ماهذا المكان و ثم يقول بصوت خافت: هل هذه نهايتي ؟ و هو يتطاير في فراغ ، احس بنور حمراء و سمع ضجيج فيها ، حتى تجذبه و تسقطه فيها ، كاي أخيرا إستطاع فتح عينه و ليندهش أن رجله و يده لا زالت في مكانها ، و لكنه رؤى عالما أحمرا مليء بالماء ، و الجثث متناثرة و اشجار حمراء شكل و كأنها تتغذى على دماء ، و هو خائف ضحك بصوت عال و مشوش: هل إنني في جحيم ؟هههه ماذا فعلت أنا لدخول إليه ؟ و فجأة بدأت الجثث بتقدم نحوه و تقف بأجساد مشوهة و مقطوعة و تتحرك إليه ببطء و من كل نواحي كأنها تريد قتله و تقول: خائن ، قاتل ، يجب عليك أن تموت لتبدأ من جديد ، كاي لم يفهم لمذا قالوا أنه قاتل أو خائن ، هو حاول الهرب و لكن أمسكوا به و طرحوه على الأرض و هم ليزالوا يرددون نفس ذلك الكلام و ثم بدأو بجره و أخذه إلى شجرة عظيمة الشكل ، ضخمة اعلان ، تتدلى من أغصانها رؤوس الأشخ منقوش عليها ارقام حتى أنه رأى رأس زاينوس هناك ، ثم الجثث رمته في الحفرة مليئة بأجساد المقطوعة ، حاول الهرب مجددا و لكن تلك الأجساد المقطوعة أمسكته و بدأ تجره إلى الأسفل لدفنه تحتهم ، ثم بدأت الجذور الشجرة بالإتصال به بإختراق قلبه و هو يصرخ بألم ، ثم يلاحظ أن دمائه تغمر الحفرة و تضرب هنا وهناك كأنها أمواج ، بدأ كاي بغرق بدمائه و لم يستطيع التنفس من كثرة كميتها ، ثم يقول بداخله بصوت يملأه الذنب و الشفقة على طريقة موته: هل هاذا هو شكل موتي ، زاينوس قتلني بشرف افضل من هذه طريقة ، انتظر... زاينوس... زاينوس ثم عم المكان بصمت و بدأ المكان يختفي كأنه ليس له وجود في فراغ دامس ثم نعود إلى عالم الواقع ، زاينوس لا يزال ينظر إلى كاي و ينظر إلى البشر الذين كانو يشاهدون الحدث و مندهشين و يقول في داخله: لماذا يا رقم واحد استبدلتنا بالبشر ، الم ترى كيف هم ضعفاء و مجرد حشارات أمامنا ، لم أعلم بأنك غبي إلى هذه الدرجة ، و لكن... أحتاجك لأن. ثم تبدأ الشرطة بالمحاصرة المكان الذي يوجد فيه زاينوس ، و بدأ بالطلب منه التوقف و إنصياع لأوامرهم و لكن بحركة واحد أمر زاينوس نسختيه بالهجوم و قتلهم جميعا ، ثم بعد مدة قصيرة إمتلء المكان بدماء و الجثث و سماء بدأت تمطر كأنها كانت تبكي مما فعله زاينوس ، زاينوس فقد الأمل من كاي و ذهب إلى جثة كاي ليقطع رأسها بخطوات تسكت الرياح فجأة توقف و تراجع بطريقة غريزية بسبب الظغط الذي شعر به ، ثم لاحظ زاينوس بأن الأمطار بدأت تتساقط بدماء ثم خرج شعاع أسود من سماء ضرب في جثة كاي ، و حدث انفجار عظيم دمر مباني مجاورة ، و نتيجة عن هاذا انفجار خرجت الشجرة عملاقة مليئة بأصوات أرواح معذبة ، زاينوس يقف جامدا من هاذا التحول و لكنه إبتسم إبتسامة خفيفة
تلك الشجرة تنبعث منها رائحة الموت ، رائحة تدل على أنها متعطشة لدماء ، و تريد إشباع جذورها بدماء ، فبدأت الشجرة بشرب دماء البشر الذين قتلوا من طرف زاينوس و هذه اللحظة خرج كاي من مركز تلك الشجرة بملابس مقطعة بسبب قتاله لأول مع زاينوس ، حاملا سيفا أسودا يشع بأحمر الدموي تنبعث منه طاقة ملعونة ، و لكن كان كاي يحمل رقما منقوشا على صدره و هو رقم واحد ، عندما رأى زاينوس ذلك الرقم أمر نسختيه بالهجوم ، و في لحظة غير متوقعة كان كاي أمامهما و قطع رأسيهما ، و بدأ يتلشيان في الهواء ، و زاينوس لم يفعل شيء إلى المشاهدة ، كاي نظر إلى زاينوس و بدأ بالمشي بإتجاهه ، و زاينوس ضحك بصوت عال و قال: و أخيرا... لقد عدت و بدأ الصراع بينهما ، كاي كان متفوقا في في كل شيء رغم عدم مبالاته لي قتال ، زاينوس إستشاط غضبا و زاد من قوته وتحول إلى شيء أخر شيطان لديه قرون و ستت أذرعة و يحمل في كل يد سيفا على شكل منجل و هو يهاجم بشراسة و عنف على كاي بدأ بجرح كاي في جسده ، ثم توقف كاي مبتعدا ليرى جروحه ، رأه زاينوس و قال بصوت متحمس و واثق: هذه هي فرصتي و إنقض عليه و ضرب كاي في عنقه بسيوف الستت ، ولكن المفاجأة لم يحدث شيء حتى أن كاي لم يتحرك من مكانه و ينجرح في عنقه ، و بدأت جروحه بالشفاء ، وقف زاينوس جامدا يشاهد فخامة و قدرة كاي أمامه و قال بصوت في داخله من خوف ماذا سأفعل ، ماذا سأفعل هل هاذا هو رقم واحد الذي كنت أعرفه قبل قليل ، منذ...منذ قليل كان ضعيفا مثيرا الشفقة، هل هاذا هو السبب الذي جعله يستبدلنا بالبشر ؟ في هاذا الوقت كان زاينوس ينظر هجوم كاي و لكنه كان ينظر إليه ببرود فقط و هاذا جعل زاينوس غاضبا و هاجمه مرة ثانية على أنها ضربة نهائية ، و لكنه أحس أن الوقت توقف و بدأ الزمان يتراجع و كأنه يتحرك لوصول إلى كاي و لكن بدون فائدة ، ثم يقول كاي بصوت غامض و مرعب بنسبة إلى زاينوس أخبرني هل تنزف و أمسك كاي زاينوس من يده و قطعها و بحركة واحد أخرى قطع أذرعة أخرى و أمسكها و غرسها في جسد زاينوس ، فزاينوس صرخ بألم و ثم كاي ضرب زاينوس ضربة جعلته يتطاير في السماء بعيدا و تنتشر دماء زاينوس بسبب تلك الهجمة ، زاينوس لم يفعل شيء سوى تقبل مصيره ، فسقط على ركبتيه و حنى رأسه على لأرض مستسلما للموت بدأ بضرب لأرض و صراخ و بكاء و هو يقول بصوت حزين و واضح: لماذا...؟ أتيت إلى هنا و خاطرت بحياتي لتحقيقي انتقامي و إرجاع لك قوتك و لكن رغم ذلك لزلت أقوى مني ، انت لقد نفاك الملك ، بسبب معاشرتك للبشر و أرسل عليك جيشا كاملا لقتلك و لكن... الصدمة أنك لا تزال تقف أمامي لأن و أنا تحت ركبتيك ، بعد أن رفضنا نحن العشرة أوامر الملك بقتلك ، إستبدلنا الملك و قتلنا كلنا إلى أنا هربت ، لقد كنت معتقدا أنك مت و لكن بعد سنين من هروب رأيتك ضعيفا بين بشر ، و لكن اثبت لي العكس فإنتقم لأصد... كانت هذه كلمات أخيرة قبل قطع رأس زاينوس من طرف كاي بدون رحمة و ثم كاي رفع رأس زاينوس و بدأ برؤيته قليلا و ثم رماه هو وجثته للشجرة لإلتهامه بعد شرب الشجرة دماء زاينوس احس كاي برعشة في جسده و رأى بعض الذكريات زاينوس و عرف بأنه كان صديقه المفضل بعد فقدانه للذاكرة لمدة خمس سنين و بعدها جسده لم يستحمل كل هذه القوة فبدأ بصراخ من ألم و شجرة بدأت تضرب جذورها هنا و هناك و صراخ أرواح معذبة بدأت تعلوا و حدث انفجار أخر و لكن هذا انفجار أعاد كل تلك البشر الذين ماتو على يد زاينوس و أيضا إختفى كاي و شجرة عملاقة بدون اي أثر ، تاركا الغموض و الخوف على البشر في عالم كله...