الفصل المائتين و اثنا عشر : التغيير
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


تلقت الإتحادات الأخرى أيضًا خبر ذهاب دوديان إلى الجدار العملاق .

" لقد ذهب العجوز فولين بالفعل واستأجر ممر الموت ؟ " أصيب العديد من شيوخ اتحاد سكوت بالذهول عندما تلقوا الأخبار . لم يظنوا أن العجوز فولين سيجرؤ على استأجار ممر تحت الأرض . مائة ألف قطعة ذهبية في السنة ليست شيئًا يمكن لأي شخص تحمله . أيضا الاتحاد سيستأجر الممر لكسب المال السريع ولكن اتحاد العالم الجديد كان لديه صياد واحد فقط !

" هذا جنون . "

" فولين قد كبر و شاخ " .

" هل لديه رغبة في الموت ؟ "

" يبدو أن العجوز فولين قد أرسل المخترع الذي وقعنا معه على العقد ! "

" آمل ألا يحدث شيء للطفل ، وإلا فسوف نحقق خسارة كبيرة ! لقد أصبح الرجل العجوز مجنونًا ! "


اتحاد ميلون .

" العجوز فولين استأجر ممرا ؟ " سقط جورج في تأمل وهو يتلقى الأخبار . وقال لنفسه : " اتحاد هواشنغ تعرض لخسارة كبيرة في ذلك الممر قبل 10 سنوات . منذ ذلك الحين ، لم يجرؤ أحد على استئجاره . هل يعتقد أن الموائل خارج الممر سيتغيرون مع مرور عقد من الزمن ؟ "

" غبي ! "

" لقد أخذ العجوز فولين الحجارة ليرميها لكنه حطم قدميه " .

بالإضافة إلى اتحاد سكوت وميلون ، حصل الآخرون على الأخبار . كان الجميع مصدومين بشكل غير مفهوم . كانوا يعلمون أن اتحاد العالم الجديد قد جند صيادًا متوسط ​​المستوى . وفقًا لتحقيقاتهم ، لم يكن لدى الصياد ' بنية الضوء ' مما يعني أن صيده سيكون محدودا . حتى لو عاد دون أي إصابات ، فإن دوديان سيموت في النهاية شابًا بسبب الإشعاع . كانت المشكلة مع الصيادين دون ' بنية الضوء ' أن الإشعاع سوف يتراكم في أجسامهم و ستبدأ أعضائهم الداخلية في التعفن .

تنهد رجل عجوز يجلس في المكتب الرئيسي لاتحاد هواشنج وقال بهدوء " لقد اتخذت عائلة ريان خطوة خاطئة في لعبة الشطرنج هذه . . . "

. . .

. . .

رأى دوديان أن هناك فارسي نور امام الممر . رغم أنه لم يكن هناك أحد من حولهم ، إلا أنهم لم يتكاسلوا ووقفوا بهمة . كان لديهم تعبير مهيب كما لو كانوا ملوكا يقفون أمام مواطنيهم .

" توقف من فضلك . " صرخ أحد الفرسان وهو يرى دوديان والعربة تقترب منهم .

سحب دوديان حبل الحصان وتوقف قبل فرسان النور : " استأجر هذا الممر من قبل اتحاد العالم الجديد. هذه ميدالية الصيد خاصتي . "

أظهر لهم ميداليته .

أخذ الفارس نظرة سريعة ونظر إلى دوديان . رأى دوديان يرتدي دروع الصياد . تطلع وراء دوديان إلى العربة : " ماذا في النقل ؟ "

" هناك بعض الأشياء التي قدمها لي اتحادنا للصيد . " أجاب دوديان .

عبس الفارس بعض الشيء بينما كان يسترجع عينيه ويلقي نظرة على دوديان : " زملائك في الفريق ؟ "

أجاب دوديان : " أنا الصياد الوحيد في اتحادنا . "

فوجئ كلا من فرسان النور . نظر الفارس السابق لأعلى والأسفل في دوديان وقال في لهجة مهذبة : " هذا الممر مختلف تمامًا عن نقاط المرور الأخرى . إنه مكافئ للمنطقة صفر من الاتحادات الأخرى . أنت مجرد صياد صغير لذا من الأفضل لك أن ترجع ، لا تطلب الموت حسب إرادتك " .

سأل دوديان : " سمعت أنه كان هكذا قبل عقد من الزمن . هل مازال هكذا حتى الآن ؟ "

" بالتاكيد . " قال الفارس دون تردد : " الوحوش مخلوقات إقليمية . في بعض الأحيان يمكننا سماع العواء القادم من الجانب الآخر . لا يمكن أن يكونوا وحوش طبيعية . لذا من الأفضل لك العودة بسرعة " .

هز دوديان رأسه وقال للفرسان : " لقد أرسلني الاتحاد لذا لا أستطيع العودة . شكراً على حسن نيتك " . استعاد ميدالية الصياد الخاصة به ونظر إلى الفرسان : " أرجو أن تساعد صديقي في العودة حتى يتمكن من تجنب الخطر في منطقة الإشعاع " .

عبس الفارس عندما رأى أن إقناعه لم ينجح ، لكنه لم يواصل الحديث عن القضية : " إنه مدني عادي لذا فإننا سنحميه " .

على الرغم من أن فرسان النور لم يعجبهم الصيادون لسبب غير معروف ، إلا أنه كان لديهم موقف جيد اتجاه المدنيين العاديين . خاصة تجاه أولئك الذين كانوا مؤمنين بالكنيسة المقدسة .

صعد دوديان إلى الأمام وفتح البوابة الحديدية الثقيلة . أخذ الصناديق من العربة ونقلها إلى الممر .

" ما هذا ؟ " سأل الفارس الواقف بجانبه بدافع الفضول .

" لقد إستَلهم مخترع اتحادنا من إله النور حيث صنع القليل من الأشياء لمساعدتنا في اصطياد الوحوش . "

عبس الفارس قليلا ولكن لم يقل شيئا . لم تكن هناك طريقة لطلب معلومات متعمقة . كما هو الحال بعد كل شيء ، كان الأمر خاصا بالاتحاد . كانوا مسؤولين فقط عن البضائع والمواد التي أعيدت من الخارج .

لم يمر وقت طويل حتى تم نقل 12 صندوقًا إلى الممر .

" أنا ذاهب . يجب عليك اتباعهم للعودة . " قال دوديان لبارتون .

كان بارتون قلقًا : " كن حذرًا ولا تحاول أن تكون بطلاً ! "

ابتسم دوديان و ألق البوابة الحديدية أثناء توجهه إلى رواق الممر . كان هناك مصباحان زيتان رخيصان ينضحان بضوء خافت . كانت هناك صور لإلهة الحصاد وإلهة الصيد منحوتة على الجدران .

لم يعجِب دوديان كيف أن الصيادون والزبالون يصلون لهم في كل رحلة . بدلاً من ذلك ، أخذ صناديق البارود وأتجه إلى الجانب الآخر من الممر . وضع الصناديق و أمال عنقه . كانت أذنه مثبتة فوق البوابة الحديدية وهو يستمع بهدوء . استمرت العملية حوالي خمس عشرة دقيقة . لم يسمع أي حركات من مكان قريب. وضع المفتاح في الباب وفتحه . في وقت لاحق دفع بخفة البوابة الحديدية .

لم يفتح دوديان البوابة تمامًا ، بل أحدث فجوة له لمراقبة الوضع الخارجي . فُتح هذا الممر إلى برية شاسعة . كان قادرا على رؤية الصخور الكبيرة مغطاة بالطحالب والنباتات . يبدو أنهم كانوا من بقايا مبنى انهار .

هذا المكان لم يكن ضاحية بل مدينة داخلية .

لم يكن بمقدور دوديان إلا أن يعتقد أنه عندما تم بناء الجدار العملاق ، قام بتقسيم المدينة إلى قسمين .

لم يستعجل دوديان الخروج بل أخذ أنفاس قصيرة وسريعة . من خلال التنفس والاستنشاق أمكنه التعرف على الوحوش .

" رائحة جسم متعفن . . . . . . لا موتى ؟ " أحس دوديان برائحة عفن قديمة متناثرة .

فوجئ دوديان . ألن تقتل الوحوش الخارجية اللآموتى ؟ كيف يمكنهم البقاء على قيد الحياة إذا كانت هناك وحوش شرسة في هذه المنطقة ؟ أم أن هؤلاء الوحوش غادروا هذا المكان ؟

" يبدو أن هذا المكان قد تعرض لبعض التغييرات في العقد الماضي . " غمغم دوديان .

واصل الشم . بالإضافة إلى رائحة اللآموتى ، كانت هناك بعض الروائح الغريبة التي نشأت من بعيد . ما لا يقل عن عشرين ميلا . على الرغم من أن جسمه قد مرَّ بتحسين بدني إلا أن حاسة الشم لم تكن قائمة على النمو البدني . كان يمكن أن يشتم الروائح المنبعثة من بعيد ولكن كل شيء يتوقف على الهواء . إذا تم خلط الرائحة بروائح أخرى ، فسيكون من الصعب جدًا عليه اكتشاف وجود الوحوش . بالطبع ما لم يصل جسده إلى درجة قصوى حيث سيُطلق عليه اسم اللاإنساني . بتلك الطريقة حينها يمكن أن يكسر حدود الجسد ويكتشف كل شيء ضمن نطاقه .

دوديان سجل بحزم الروائح المختلفة في ذهنه . دفع بلطف فاتحا البوابة الحديدية ونقل جميع البارود الى الخارج . أغلق البوابة الحديدية و أقفلها . لكنه لم يحمل المفتاح معه خوفا من فقدانه . بدلا من ذلك ذهب سبعة أو ثمانية أمتار من البوابة و حفر حفرة . دفن المفتاح في الداخل وغطاه بأعشاب ضارة .

بعد ذلك نظر دوديان إلى الخلف نحو الأنقاض التي وقفت أمامه . تشدد قلبه حيث إعتباراً من هذه اللحظة فصاعدا فقد أصبح وحده في هذه البيئة الخطرة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
Dantalian2
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أزول فلاون يانْ سولْ

2019/11/23 · 2,419 مشاهدة · 1384 كلمة
Dantalian2
نادي الروايات - 2024