الفصل الخامس عشر بعد المائتين : أعمق
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تسلل دوديان حوالي خمس أو ستمائة متر على طول الحي . لقد كان في هذه اللحظة أن اشتم روائحا أخرى قريبة من موقعه . برغم ذلك ، شعر أنهم كانوا على علم بموقعه وكانوا يقتربون منه . تم تنبيهه لأنه علم أنه لم يكن لاميتا عاديًا الذي اكتشف وجوده . " أي نوع من المتغيرات هو هذه المرة ؟ " همس دوديان .
ومع ذلك ، هذه المرة كان مستعدا . وجد موقعا جيدا نسبيا للرماية . أخرج السهام الفضية الداكنة و حدق بإحكام في الجزء الأمامي من الشارع . وفقًا لحاسة الشم ، فقد عرف أن الوقت قد حان لظهور هيكل عظمي من الزاوية .
سوف يخرج !
ضاق دوديان عينيه وهو يسحب فجأة وتر القوس و أطلق السهم .
وووش !
السهم لمع كما اخترق عبر الهواء .
كانت زاوية الشارع مغطاة بالطحالب والنباتات . في اللحظة التالية جاءت شخصية ضخمة من الزاوية . كانت لها أيادي و سيقان طويلة . ظهر هيكل عظمي منحني كما لو كان جملا و المناجل جاحظة من بين ذراعيه . كان هو نفسه الهيكل العظمي السابق . طفرة !
بوووف ! السهم اخترق وجهه لحظة خروجه من الزاوية .
توقع دوديان منذ وقت طويل توقيت الهيكل العظمي وأطلق السهم وفقًا لارتفاع الهيكل العظمي السابق . لكن بدلاً من توجيهه لجبهته ، ركز على فم الهيكل العظمي السابق . لقد جعل الطلقة وفقا لتصوره للهدف .
يبدو أن الهيكل العظمي لم يتأثر بالسهم الفضي المغطى بمادة خاصة . حيث هدر وهرع . ومع ذلك ، لم يتقدم لمدة عشرة أمتار حتى انزلق على الطحلب وسقط على الأرض . توالى جسده بضعة مرات حتى توقف .
كان دوديان مرتعبا لأنه لم يكن يتوقع أن سهمه الفضي الخاص لم يكن قادرًا على قتله مباشرة . أخرج سهما حديديا عاديا ، ركز على رأس الهيكل العظمي و رماه . بدأ يمشي بعناية نحو جثته كما رأى أنه لم تكن هناك استجابة بعد الرمية . استخدم الخنجر عدة مرات قبل قطع العمود الفقري العنقي تمامًا .
التقط دوديان مرة أخرى السهم الحديدي . ومع ذلك فوجئ عندما أخرج السهم الفضي . كان قد انفجر وكان هناك بريق فضي غامق وهو الزئبق .
كان دوديان قد تصور العديد من الأساليب من أجل تعزيز القوة التدميرية للسهام . و في النهاية فكر في الزئبق . كانت مادة شديدة السمية وفي حال دخلت الأوعية الدموية ، كانت هناك فرصة كبيرة لقتل الخصم .
أخرج دوديان خنجره وسرعان ما قام بتشريح الجمجمة . لقد رأى أن الزئبق قد توغل في المخ . بسبب تأثير الحرارة الباردة للبلورة الباردة ، كانت درجة حرارة المخ منخفضة ، لكن الزئبق دخل الرأس تدريجياً . على الرغم من أن بسبب الأنسجة الباردة لم يحدث التأثير فورا ، إلا أن الزئبق كان كافياً لاتلاف الأنسجة داخل الجمجمة وقتله .
قام دوديان بلف البلورة الباردة و خزنها . كان يخطط لتركيم عدد قليل ، والعودة إلى منطقة آمنة نسبياً لاستيعابها .
" يبدو أن اللآموتى في هذا الجانب من الجدار العملاق قد مروا بطفرات " . كان دوديان قد اصطاد ثلاثة لاموتى . اثنان منهم كانا عظميين بينما كان الثالث لاميتا عاديا . على الأرجح أنه لم يتحول أو تم التهامه لأنه كان محاصرا في السيارة . لذلك يبدو أن هناك عاملاً يجعلهم يتحولون .
" المجموعة من الصيادين المتوسطين و الكبار من اتحاد هواشنغ التي دخلت المنطقة قبل عشر سنوات على الأرجح قد التقت الكثير من اللآموتى العاديين . ومع ذلك ، للصيادين في ذلك المستوى فهم لن يصطادوا اللآموتى العاديين . سينظرون في ازدراء لهذه المخلوقات حيث يتم استبدال بلوراتهم الباردة بعملة ذهبية ، لذلك يجب أن يكونوا قد تعمقوا في الداخل وقابلوا شيئًا شديد الضراوة " . دوديان فكر سرا في الوضع المحتمل . على الأرجح أنهم ذهبوا للبحث عن وحش ذي قيمة أكبر لتجريد مواد جسده ولكن انتهى بهم الحال في الزوال .
" الآن ، يبدو أن اللآموتى العاديين قد انقرضوا هنا ، أما ما تبقى فهم الهياكل العظمية . لذا فقد أكلهم نوع من الوحوش أو أن الهياكل العظمية قد افترستهم . السبب الأول غير محتمل حيث أن الوحوش ستهاجر إذا لم يستطيعوا ان يجدوا الطعام . والسبب الثاني الذي ينطوي على الهياكل العظمية يبدو أكثر منطقية ، والسؤال هو هل يأكلونهم حقًا ؟ "
سرعان ما حلل دوديان الخيار : " إذا كانت الحالة الثانية ؟ ! إذا كانت الهياكل العظمية تفترس اللآموتى العاديين أو بعضها البعض فإن المتبقيين سيكونون وحوشا ذات مستوى رهيب للغاية " .
كان يعلم أن هناك عاملين . كان وجهه قبيحًا حيث أن كلا الخيارين كانا خطيرين للغاية . لم يجرؤ على اتخاذ أي من هذه الخيارات كطريقة سهلة .
قرر اعتماد الطريقة القديمة لإخفاء رائحة جسده . قام بتقطيع اللحم من جلد الهيكل العظمي وربطه بسطح الدروع الخاصة به لمنعها من الانزلاق . لم يطبق دم الهيكل العظمي حيث اعتقد أن رائحة الدم قد تثير بعض الوحوش التي عادة لن تهاجم الهياكل العظمية ولكن الدم قد يحفز جوعهم .
علاوة على ذلك ، كان الجلد كافيا للتغطية على رائحته . على الرغم من أن رائحة الدم كانت تشع من تحت الجلد إلا أنها كانت حتمية .
غادر دوديان المكان بسرعة .
كان عدد الهياكل العظمية متناثرًا مقارنةً باللآموتى العاديين الذين يمكنك العثور عليهم في مناطق مختلفة .
ومع ذلك ، سرعان ما اكتشف أن هيكلًا عظميًا متحولا آخر على بعد حوالي سبعة أو ثمانمائة متر قد بدأ يقترب منه . يبدو أن الطريقة التي استخدمها للتستر على رائحته قد خانته . كانت رائحة الهيكل العظمي المتحول تقترب منه بسرعة .
ظن دوديان أنه إذا لم يستخدم جلد الهيكل العظمي الميت المتحول لتغطية رائحته ، فإنه باستخدام طرق الاختلاس يمكنه الوصول إلى مسافة 500 متر بالقرب من هيكل عظمي متحول آخر قبل أن يتمكن من اكتشافه .
لقد فات الأوان للتفكير في طريقة أخرى . سرعان ما أخرج سهما فضيا داكنا ونظر حوله لإيجاد موقع مناسب لرميه . كانت هناك مائتي متر من المسافة بينهما الآن .
بعد فترة وجيزة ، هرع جسد العدو كما قام بتقطيع الكروم والغطاء النباتي الذي غطى طريقه . هدر وهرع نحو دوديان .
كان هيكلا عظميا متحولا آخر !
كان دوديان قظ توقع منذ فترة طويلة مسار حركته ، لذلك قام بالرمي في الوقت المحدد .
بوووف !
السهم اخترق وجهه .
تغير وجه دوديان قليلاً حيث كان الموقع الذي اخترقه فيه السهم بعيدًا عن دماغه . سوف يستغرق الزئبق وقتًا طويلاً للوصول إلى الأنسجة داخل جمجمته .
أخرج سهما آخر . لأن الهيكل العظمي المتحول كان على بعد حوالي مائة متر منه فقد استخدم سهما حديديا عاديا .
" كن هادئا ، ركز! . . . "
إصبع دوديان ترك الوتر .
السهم انطلق و اخترق ثاقبا عيون الهيكل العظمي المتحول .
كان دوديان مرتاحًا حيث رأى أن الهيكل العظمي المتحول سقط أرضا . لم يضيع الوقت وهرع لقطع رأسه .
بعد أن أخرج البلورة الباردة ، أخذ دوديان صندوق البارود وذهب إلى مكان آخر .
وفي غمضة عين مرت يومين .
لم تكن هناك أمطار في اليومين الأخيرين وكان الطقس قاتماً بعض الشيء . ومع ذلك كانت الظروف مثالية للصيد .
اصطاد دوديان في النهار لكن لم يجرؤ على الركض ليلاً . رغم أنه كانت لديه الرؤية المظلمة ولكن كانت هناك بعض الوحوش التي فضلت الصيد في الليل . كل ليلة كان سيجد أنقاضا مكسورة و سيرش البارود في جميع أنحاء المكان . السبب الأول هو لاستخدام البارود لتغطية رائحته . والثاني هو التأكد من أنه في حالة مرور وحش فسيمر بتلك الدائرة ، و سيكون بمقدوره شم رائحة التشوه .
لم تكن هناك حماية إضافية لأنه كان وحده خارج الجدار العملاق . كان يخاطر بحياته .
لقد قتل اثنين وعشرين هيكلا عظميا متحولا في آخر يومين متتاليين . كان قد طهر المنطقة القريبة . الآن كان يفكر فيما إذا كان يجب عليه الذهاب إلى منطقة أعمق أو التراجع إلى الجدار العملاق .
لقد استطاع أن يشتم روائحا من أنواع مختلفة قادمة من بعيد . على الرغم من وجود الهياكل العظمية المتحولة بشكل أساسي هناك ، إلا أنه لم يستطع تحديد نوع الوحوش التي تنتمي إليها الروائح الأخرى .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
Dantalian2
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نعم انها رائحة ستينغفلاي
هل يتذكره احدكم؟