Special 4: "اللقاء الأول " كريس

عرف كريس والكير و راون ميلر بعضهما منذ ان كانا في الثلاثة من العمر فعائلة والكير و عائلة ميلر اعظم عائلة الوردة البيضاء و أملها للمستقبل و كان الوريثان بطبيعة الحال في مركز الضوء دائما لذلك كان عليهما العمل معا في سن مبكرة و التكيف لدراسة و تعلم كل ما يجب عليهم معرفته ليكونوا قادة مناسبين

لم يكن هنالك تنافس بينهما لكن الظروف المتشابهة جعلتهما اقرب لبعضهما فكانت معاملتهما كأخوين اكثر من أصدقاء

مؤخرا لاحظ كريس شيء غريب مع صديقه راون تكرر تسلله و تفويته للدروس المشتركة كثيرا و اصبح الأمر في صورة دورية و على الرغم من انه سأله عدة مرات عن السبب الا ان الاخير رفض إخباره مما تسبب في شجار بين الإثنين

و في يوم من الأيام قرر الصبي كريس الذي يبلغ الحادية عشرة من عمره التسلل خلف صديقه سرا و معرفة ما يخبأه متناسيا عواقب تخلفهما عن حضور الدرس

راقب كريس راون وهو يتسلل من فوق سياج الحديقة ثم قام بمحاولة تقليده لكن الامر اصعب مما كان يتخيل بسبب قصر قامته

بعد العديد من المحاولات تمكن اخيرا من تخطي السياج لكنه سقط بإتجاه الجانب الأخر و شعر بألم شديد عند اصتدامه بالأرض ليسمع ضحكات مكتومة تلاها صوت ساخر

" تستحق ذلك "

نظر نحو الصبي متوسط القامة أمامه بسخط

" انت السبب لم يكن ليحدث هذا لو اخبرتني اين تذهب "

" انت جريء حقا كريس هل انت مستعد لمواجهة غضب جدك لاحقا "

تردد كريس قليلا وهو يفكر في جده الصارم لكنه سرعان ما قال

" لا يهم اريد ان اعرف اين تذهب "

كان لروان شعر ذهبي حريري و عيون بلون البندق واضحة ارتدى قميص ابيض بأكمام طويلة بدا لطيف و انيق و يمنحه شعور نقيا تقدم نحو كريس بإبتسامة لطيفة و مد يده اليه

" حسنا انت هنا الان بأي حال لذلك لنذهب معا "

وقف كريس بمساعدة راون و هتف متحمسا

" الى اين ؟!"

ضحك راون بخفة وهو يجب

" ستعرف عندما نصل لكن اولا دعنا نجد مكان لتغير ثيابك ستلفت الأنظار "

ارتدى كريس قميص ازرق انيقا مع تطريز من خيوط ذهبية زين الرقبة و الأكمام بينما زينت الأزرار الذهبية الثمينة اصفاد الكم كان مظهره يوحي بمدى ثراءه و نبله

بعد التغير الى ملابس عادية تبع كريس راون و اكتشف انهما يسيران في اتجاه الأحياء الفقيرة كان هذا مكان محظورا تماما على الكريس خصوصا ان هذه الجزء يتبع منطقة الوردة السوداء و هذا ما يجعله تماما من المحرمات بنسبة له فقد اخبره جده دائما كم ان نبلاء الوردة السوداء متوحشون يأمنون فقط بالدم و ان العامة منهم الأسواء فهم همجيون فظيعون لا يمكن ان يطلق عليهم بشر لذلك كان كريس مترددا في متابعة راون و فكر بجدية لما يريد صديقه العزيز اصطحابه الى مثل هذا المكان المخيف في وصف جده

" راون لا يجب ان نذهب الى هناك سيكون الجد غاضبا جدا انسيت تحذيرات الجد حول هذا المكان "

" كريس احيانا عليك ان ترى بعض الأمور بنفسك لتفهم "

" ولكن "

" اتبعني كريس سأثبت لك ان ما نتعلمه يملك وجها مخيفا من الأكاذيب "

كان كريس ما لا يزال مترددا جدا لكنه لم يكن يريد لصديقه ان يذهب لهذا المكان وحده لذلك قرر اتباعه في النهاية و قد شد قبضته في تعبير طفولي بطولي عن رغبته في حمايته فقد كان جيدا في صف المبارزة الأسبوع الماضي

عند دخولهم الأحياء الفقيرة شعر كريس بالصدمة لم يكن الأمر كما تخيله ابدا صحيح ان المكان كان قذرا قديم و متهالك لكنه لم يكن كهوف مخيفة كما تخيلها كما ان الناس هناك يعيشون حياتهم اليومية بشكل عادي و لم تتطابق الصورة التي اظهروها مع الصورة في مخيلته من وصف جده شعر بعد مراقبة الناس من حوله لبعض الوقت شعر كريس لأول مرة بتزعز في ايمانه و معتقداته ربما يجيب عليه ان يدرس هذا المكان بنفسه اكثر

لم يختلف المكان كثيرا عن الحي في منطقة الوردة البيضاء كان الناس يعيشون ظروف صعبة متشابهة و يكافحون بطريقتهم من اجل العيش

شاهد كريس الأطفال يركضون و يلعبون و لم يختلفوا عما رآه في منطقة الوردة البيضاء عندما يذهب مع شقيقه في انشطة التفتيش مما جعل كل الأشيء التي تعلمها كريس عن منطقة الوردة السوداء موضع شك

على طول الطريق حيا كثير من الناس راون و كان الأخير يرد بإبتسامة لطيفة مما جعل كريس يدرك ان راون يتردد كثيرا على هذا المكان

" ما الأمر الا تزال تبحث عن الوحوش المخيفة "

قال راون بإبتسامة مسلية وهو يراقب كريس شارد الذهن

" لا.... اعتقد ان الأمر ليس مختلف كثيرا عن مكاننا "

تحدث كريس بجدية مما جعل راون يربت على رأسه بلطف وهو يقول

" انت محق أظنك ستدرك الكثير بعد هذه الجولة "

لم يتحدث كريس لكن صمته كان موافقة ضمنية كان متحمس لرؤية المزيد

ظل راون يتجول مع كريس لفترة بين الأكشاك المختلفة و رغم انهما لم يشتريا شيئا الا ان مراقبة نمط الحياة هذا كان ممتعا حقا

" هذا سيء سنتأخر "

تمتم راون وهو ينظر الى ساعته ثم اتجه مع كريس لشراء بعض الفطائر اشترى كمية كبيرة مما دفع كريس ليسأل بفضول

" لما كل هذا ايضا الم يقل الجد ان لا نأكل شيء في الخارج انه قذر "

ضحك راون و وضع فطيرة امام كريس وهو يقول بمرح

" الم تعصي الجد بالقدوم الى هنا لما لا نجعله يوما للحرية اكمل عصيانك و تذوقها "

اخذ كريس الفطيرة الدافئة من يد راون بتردد لكنه شاهد الأخير يضع واحدة اخرى في فمه و يأكلها بسعادة مما جعل كريس اكثر فضولا لطعمها فأخذ قضمة صغيرة ليتفاجئ ان طعمها ليس سيئا كما تخيل في الواقع انها لذيذة حقا

" ليس سيئا صحيح "

" انت محق انها لذيذة و لكن لما اشتريت الكثير "

" اوه لقد نسيت علينا ان نسرع اخشى ان نيل سيكون جائعا جدا الان لا ارغب بسماع شكواه "

" من نيل ؟"

لم يرد راون لكنه سحب ذراع كريس و ركض مسرعا

بعد الركض لفترة توقفا اخيرا امام باحة للخردة نظر اليها كريس ثم نظر الى راون ليدفعه الأخير الى الداخل

" هيا بنا "

كان بإمكان كريس سماع العديد من الضحكات اثناء دخوله ليتضح له انها تصدر من مجموعة من المراهقين خمسة أولاد بدو بين 13 او14 من العمر و فتاة صغيرة بدت في الثانية عشر من العمر كحد اقصى كانوا يتناقشون حول شيء ما بحماس و بدا الجو المحيط بهم مبهجا و جميلا اذا تخطيت اكوام الخردة المحيطة بهم طبعا

وقف كريس في مكانه يراقبهم في حين تقدم راون نحوهم و هتف بحماس وهو يحيهم

" مرحبا هل تأخرت كثيرا "

" كثيرا جدا انا جائع ماذا احضرت معك "

كان الشخص الذي تكلم صبي بشعر بني طويل و عيون خضراء نقية و بشرة سمراء كانت الفتاة التي تقف بجانبه تملك ملامح مشابهة خصوصا العيون الخضراء لكنها امتلكت بشرة افتح و لون شعر يميل للحمرة

" انت جائعا دائما نيل "

تحدث راون بضجر و وهو يقترب منهم ثم التفت الى كريس

" لما تقف هناك تعال بسرعة "

تردد كريس لكنه مزال يقترب

" احضرت شخصا معك "

" هذا صحيح فيكتور سأعرفكم عليه لقد تربينا معا وهو بمثابة اخ لي اسمه كريس والكير "

تقدم كريس و حياهم بشكل رسمي

" ليس عليك ان تكون رسميا جدا او متوترا "

كان المتحدث مراهقا متوسط القامة بعيون رمادية بدت كعيون ذئب متمردا و متحرر من الأغلال و شعر اسود ناعم

كان يبعث بشعور متمرد و منعش

تقدم نحو كريس و مده يده لمصافحته وهو يقول بنبرة لطيفة

" ادعى اوساري هيروارد سررت بلقاءك كريس "

عندما سمع كريس الأسم شعر بصدمة كبيرة هيروارد تعتبر احدى اقوى نبلاء الوردة السوداء لكنها حافظت على حيادها على مر العصور لم ينخرطوا في اي صراع و لم يقفوا مع اي حزب و لم يحاولوا التوسع ايضا حافظوا على جانب مسالم و منعزل عن الأخرين و مع ذلك انعزالهم لا يعني الضعف من حيث القوة و الموارد تستطيع هذه العائلة جعل الأسرة الحاكمة تحسب لها ألف حساب انه فقط ان عدد افراد الأسرة قليل و لا يظهرون في المناسبات الإجتماعية و حتى الرسمية في ما عدا الإلزامية منها لم يعتقد كريس في حياته كلها انه سيقابل احدهم في وصف جده انتقد حيادهم على انه نوع من النفاق لكن كريس شعر انهم لا يحبون الإنخراط مع الأخرين فحسب

نظر كريس نحو راون بريبة لا يمكن لنبلاء الوردة البيضاء و السوداء ان يكونوا اصدقاء هذا غير مقبول تماما اذا كيف اصبح راون على علاقة بهم

لاحظ راون تردده و اراد التحدث لكن اوساري سبقه عندما تحدث بنبرة هادئة نقية

" لا تفكر كثيرا في هذا المكان لا يهم من انت اين ولدت او ما هو فصيلك او وضعك الإجتماعي كل ذلك مضيعة للوقت نحن هنا بأسمائنا فقط خذ الأمر بسهولة "

كان كريس ما لا يزال متررد لكنه قرر مصافحة يد الأخير كونه لا يزال ينتظر بصبر

شعر اوساري ان هذا الطفل الصغير الذي احضره راون سريع التكيف فقد اخذ كلامه ببساطة لذلك قال بمرح

" سأتولى تعريفك بالبقية "

لم يعترض راون سلم كيس الفطائر للمراهق صاحب العيون الخضراء و الذي هتف بسعادة عند رؤية محتوى الكيس ثم اخذ مكان قرب مراهقا اخر بشعر اسود طويل يربطه لأعلى و عيون زرقاء باردة ثم انحنى ليهمس في اذنه بشيء ما و بدا انه يضايقه كانت اول مرة يرى كريس راون منفتحا الى هذه الدرجة و رغم ان المراهق كان منزعجا و دفعه عدت مرات الا ان راون لم يتخلى عن ازعاجه

تحت انظار كريس المتسألة ضحك اوساري و اشار للشاب صاحب العيون الزرقاء و قال

" هذا الصديق هناك يدعى يوسكي غلاديلاس يعلم الجميع انه يتصرف كجليسة اطفال لراون "

" ماذا تقصد اوساري لما لا تكررها "

وقف راون غاضبا و بدا ان مزاجه الناري قد انطلق بلا هواد لم يكن اوساري خائفا ضحك بخفة فحسب في حين أبتسم يوسكي بلطف عكس البرود في عينيه و قدم تحية خفيفة

شعر كريس بالقليل من الحيرة لم يسمع لقب غلاديلاس من قبل لذلك بين العائلات النبيلة و مع ذلك هذا الشخص لا يبدو كشخص عامي كان محاطا بهالة نبيلة و باردة على عكس المزاج اللطيف الذي اطلقه اوساري كان مزاج هذا المراهق ينضح بالإنعزال رغم الإبتسامة الجميلة على محياه بطريقة ما كان اوساري و يوسكي متشابهين لكنهما ايضا كنا يبدوان كنقيضين من الصعب ان يجتمعا

تابع اوساري التعريف

" الشخص الذي كان يصرخ انه جائع نيلسون هاوريس و الفتاة الجميلة بجانبه ابنة عمه أستيلا هاوريس "

عائلة هاوريس عائلة معروفة من نبلاء الوردة السوداء الذين يتمتعون بالقوة و علاقات عديدة مع الأجانب يمكن القول انهم احد اعمدة قوة الوردة السوداء و مواردها الثمينة و هم متعصبون للحزب النقي و ضد اي تعامل مع نبلاء الوردة البيضاء لذلك كان كريس متوترا قليلا لكن موقف نيلسون جعله يشعر بالراحة كان ودودا جدا و تقدم لعناقه حتى و رغم ان الأمر ازعج كريس الا انه لم يرفضه ايضا كما كانت ابنة عمه لطيفة و حيوية جدا عرفت بنفسها بشكل مشرق

" مرحبا ان أستيلا هاوريس ابنة عم نيلسون و خطيبته المستقبلية سعدت بلقائك كريس "

مدت يدها لم صافحته و لم يرفض كريس في حين سمع صوت هداء يقول

" انا خطيبته الم تتعبي من تردد ذلك للجميع "

اصبحت الفتاة غاضبة و اطلق مزاجها الحار وهي تهتف بيوسكي

" لا علاقة لك بذلك نيل لا يمانع لما تتدخل "

كان نيلسون يعرف جيدا اذا اشتعلت المعركة بين يوسكي و استيلا فسيكون هو المتضرر الوحيد لذلك سارع لإعطاء استيلا بعض الفطائر وهو يريحها هماسا تحت نظرات يوسكي الساخرة لم يهتم اوساري بهم و اشار الى اخر شخصين مراهق قوي البنية طويل القامة بشعر بني و عيون سوداء عميقة و مراهق طويل القامة متوسط البنية بشعر أسود و عيون زبرجدية حادة

" عملاقنا فكتور جيروي و حاد الطباع هنا سيريوس دي ماكسيون "

جيروي عائلة عسكرية لم تنخرط كثيرا في العالم السياسي اما دي ماكسيون فهي من العائلات التي تتعامل مع الوردة البيضاء و يسعون لإنشاء التحالف يصفهم جده دائما بالجبناء عديمي الولاء

كان ترحيب فيكتور الذي يحشر فطيرة في فمه ودودا بينما كان سيريوس هادئا

على الجانب الأخر بعد ان تعب راون من ازعاج يوسكي هتف بصوت عاليا قليلا

" أوساري لما هذا الشخص في مزاج سيء "

نظر اوساري اليهما ثم سحب كريس معه و اقترب ليجلس على الجانب الأخر من يوسكي و كريس قربه تظاهر بالهمس

" انه سر خطير هل انت مستعد لتحمل مسؤولية معرفته "

كانت نظرة الجميع فضولية لكن يوسكي ارسل الى اوساري نظرة تحذره من التحدث بالهراء لكن الأخير تظاهر بعدم رؤيتها

" في الواقع يوسكي يلاحق شخصا ما لكن الطرف الأخر رفضه "

" هل وقعت في الحب "

هتف راون مستنكرا كما كانت نظرات الجميع في ماعدا كريس الذي بدا انه لا يفهم شيء البقية يعرفون الطبع البارد و المنعزل ليوسكي رغم الإبتسامة الجميلة الكاذبة التي يستخدمها لذلك فكرة ان يلاحق يوسكي شخصا ما لم يتجرؤا على تخيل ذلك

هبطت ضربة قوية على كتف اوساري و حاول الأخير الهرب وهو يضحك لكن يوسكي امسك به و سحبه ليضربه مجددا في حين انفجر راون بالضحك كان الثلاثة متناغمين و بمزاج ينضح بالسلام

" لا تقل اشياء مضللة و يساء فهمها "

تحدث يوسكي بنبرة باردة ثم استدار نحو نيل الذي بدا يدور في دوائر و يشتكي ان يوسكي خائن لم يخبره بشيء مهم كهذا هل كان ينوي ان يخبره عند موعد الزفاف لا هل كان سيدعوه الى الزفاف اصلا

لم يستطع يوسكي تحمل المزيد من ثرثرة نيل و رماه بعلبة فارغة و هو يهتف

" انت اثبت دوختني هل تعتقد حقا ان هذا الهراء صحيح "

كانت استيلا غاضبة و صرخت

" لا تتنمر على نيلسون مجددا يا ذا الوجهين "

سارع نيلسون للإمساك بأستيلا قبل ان يتطور الأمر لكنه لم ينسى ان يستدير ليؤكد من يوسكي بسعادة

" انت لست واقعا في حب احد صحيح ستخبرني قبل ان تفعل ذلك "

" لما يحتاج ان يخبرك "

تسأل فيكتور في حين ظلت عيون سيريوس على يوسكي في انتظار معرفة القصة الصحيحة

" في الواقع الأمر لا يتعلق بالوقوع بالحب " سارع أوساري لتصحيح الأمر تحت نظرة يوسكي المهددة

" قبل ثلاثة ايام رأينا شيء مثير للإهتمام في المدرسة .... رأينا شخصا يتعرض للتنمر ...."

قاطعه نيلسون فجأة

" صحيح تذكرت الصبي القصير اللي يلبس نظارات بأي حال التنمر شيء شائع كيف اصبح مثير للإهتمام ؟! "

" لأن الصبي انتقم بطريقة رائعة " رد يوسكي بإبتسامة مسلية و هو يتذكر ما حدث

" انتقم منهم واحدا تلوا الأخر مستعملا مشرط ذكي سريع الحركة و اتم العملية بشكل نظيف '

" انت محبا للمواهب منحرف " تمتم راون بسخرية

يعرف الجميع ان يوسكي يميل دائما لجمع المواهب المشرقة و المستقبلية كان هذا نوعا غريبا من الشغف .. تجاهل يوسكي راون و تحدث الى اوساري بنبرة شك

" هنالك شيء غريب بذلك الفتى صحيح "

حاول أوساري كتم ضحكته وهو يقول

" لم انتبه حقا "

" كفى عبثا هل انا محق "

" عيونك جيدة يوسكي هل دعوته لينضم الينا لهذا السبب ؟"

لم يعد يوسكي يتكلم لكنه اصبح غارقا في التفكير بتسليته الجديدة

" حسنا هنالك اسرار بينكما و لا ترغبان بإطلاعنا "

قال راون متذمرا و لم يرد الإثنان لذلك تابع

" اذا هل رفض عرضك بالإنضمام الينا لذلك قال اوساري انه رفضك "

" لم يرفض عرض الإنضمام فحسب لقد لاحقه يوسكي كثيرا في المدرسة لكنه ظل يتجاهله كان ذلك مشهدا ممتعا "

تحرك اوساري خلف كريس للإختباء من يوسكي الذي بدا غاضبا جدا من هراءه و كان راون سعيدا بالإنضمام ليوسكي و ما هي الا لحظات حتى اصبح الثلاثة يتراكضون كالمجانين و يتقاتلون في حين ظل البقية يشاهدونهم و هم يتناولن الفطائر و يتحدثون أحاديث مختلفة في البداية كان كريس هادئا و خجولا لكنه سرعان ما اندمج معهم خصوصا بعد انضمام الثلاثة الذين تعبوا من الركض اليهم

كانت جلسة ممتعة و حيوية و تخللها العديد من المزاح و الشجار شعر كريس انهم كانوا اكثر من مجرد اصداقاء كانوا اقرب الى عائلة عائلة غريبة و محرجة لكنها لطيفة ايضا

حل المساء سريعا و لم يشعروا بمرور الوقت

" حسنا انه وقت العودة " اعلن أوساري ليرد يوسكي

" ماكس سيعود اليوم ماذا عن تناول العشاء في منزلي "

" انا موافق أريد رؤية ماكس " هتف راون متحمسا كما تحمس البقية ايضا عدا كريس الذي سحب كم راون وهو يقول

" لا نستطيع سوف نتأخر "

" أسف كريسي لكن لا استطيع تفويت عشاء ماكس نحن سنعاقب بأي حال لما لا نعاقب و بطوننا ممتلئة "

فكر كريس قليلا انه خائف من جده خائف جدا لكن بطريقة ما شعر بالإندماج مع هذه المجموعة و يريد امضاء المزيد من الوقت معهم تردد لفترة لكنه ما زال يوافق مما جعل راون يبتسم بإشراق في حين سخر يوسكي

" انت تخرب الصبي ..' توقف قليلا للنظر الى كريس ' مرحبا بك بيننا كريس "

" انت حقا جامع مواهب منحرف يوسكي " تمتم أوساري متفاديا قبضة الأخير

......... . . . . . . . . . . . . . . . .

يقع منزل يوسكي في منطقة الوردة السوداء لكن ليس في الأحياء الغنية كان حيا سكني عادي جدا و كان المنزل كبير مكوننا من طابقين و ام يبدو مميزا من الخارج ابدا

قام يوسكي بفتح الباب لتنبعث الروائح الشهية من داخل المنزل

" لا بد ان ماكس قد عاد "

تحدث اوساري و راون في نفس الوقت قبل الإندفاع الى الداخل بحماس في حين تنهد يوسكي و التفت الى الأخرين

" من فضلكم تفضلوا بالدخول "

تصرف كل من فيكتور كريس سيريوس و استيلا بأدب شديد لكن نيلسون كان قد اندفع بالفعل الى الداخل قبل ان ينهي يوسكي كلماته لذلك تحدث يوسكي بقلة حيلة الى كريس المندهش

" انهم معتادون على القدوم الى هنا "

كان المنزل انيقا و مرتب في داخل لكنه حافظ على طابع بسيط تكون الطابق الأول من غرفتين مغلقتين و مطبخ كبير متصل بصالة المعيشة امكن كريس من رؤية رجل طويل القامة ضخم البنية يمتلك شعر رماديا طويل و عيون زرقاء فاتنة تشبه عيني يوسكي تماما و قد فاضت بالقوة و العزم مع امتلاكه ندبت تحت عينيه اليسرى و اخرى استقرت على ذراعه اليمنى كما لفت ضمادة معصم يده اليمنى كان الرجل يبتسم بلطف و قد احاط المراهقون الثلاثة المندفعون بالرجل الباسم و بدا انهم يتحدثون بحماس في حين كان يرد على تسألاتهم بكل صبر و يمسح على شعرهم احيانا يمكن رؤية الإعجاب الشديد و الإحترام في عيون المراهقين الثلاثة و يمكن رؤية الحنان و الرقة في عيون الرجل النقية

" لقد اصبت نفسك مجددا ايها الرجل العجوز لقد اخبرتك بالفعل انك لم تعد تصلح لهذا العمل "

تحدث يوسكي عندما وقعت عيناه على الضمادة الملفوفة حول معصم الرجل و رغم ان نبرته كانت فظة الا ان القلق كان يتسرب من عينيه

يبدو ان الرجل كان معتادا على اسلوب المراهق الخشن لذلك اجاب بنبرة أسف زائف

" انت لست لطيفا ابدا لديك العديد كن الأصدقاء اللطفاء كيف يمكنك ان تكبر هكذا "

وقعت عينى ماكس على كريس فتحدث بسرعة

" احضرت صديقا جديدا كان عليك ان تخبرني كنت سأعد مأدبة أفضل "

" كل شيء تطبخه لذيذ ماكس "

كان المتحدث هو أوساري الذي بدا بالفعل بتذوق احد الأطباق في حين ضرب راون رأسه بكف يده و اعتذر بسرعة

" انا اسف ماكس نسيت ان اعرفك "

اتجه نحو كريس و وضع يده على كتفه وهو يقول

" انه كريس أعز أصدقائي "

" مرحبا بك في منزلنا كريس امل ان تقضي وقت ممتعا "

شكره كريس بأدب في تحدث ماكس نحو سيريوس و فيكتور و استيلا

" مرحبا بكم ايضا سيريوس و فيك هادئان اغلب الوقت و استيلا ازدادت جمالا عن اخر مرة رأيتها "

" شكرا لك عم ماكس "

برغم من ان استيلا لا تحب يوسكي لكنها تحب هذا العم الطيب و اللطيف على عكس يوسكي الذي يدعي دائما البراءة هذا العم صادقا جدا

هز سيريوس و فيكتور رأسيهما لتحية ماكس في حين توجه يوسكي لمساعدة ماكس في اعداد الطاولة

تخلل الجو المريح العديد من المحادثات الشيقة و كان الجميع يريدون سماع قصص ماكس الشيقة و قد فهم كريس من خلال المحادثات ان ماكس ليي والد يوسكي في الواقع كان قد خمن ذلك بالفعل هذا الرجل يبدو كأخ اكبر اكثر من والد و مع ذلك لم يستطع كريس معرفة العلاقة الصحيحة بين يوسكي و الرجل لكن من الواضح ان هذا الرجل يهتم بيوسكي و الأخرين كثيرا كما بدا صديقه راون مألوف له جدا حتى ان ماكس قد سأل راون لما لم يحضر معه سيلينا اليوم مما جعل كريس يشعر بقليل من الصدمة هذا يعني ان سيلينا تأتي الى هنا ايضا و هي مألوفة للجميع

كيف يمكن ان يثق راون بالوردة السوداء الى هذا الحد حتى انه عرفهم الى اخته الغالية سيلينا يعرف الجميع كم يعتز راون بأخته كان هذا صادما جدا

بعد العشاء الرائع حان الوقت لقول وداعا ودع كريس و راون الجميع و تجها نحو المنزل

في طريق سأل راون كريس

" اذا ما رأيك هل تعتقد ان الوردة السوداء سيئون "

هز كريس رأسه و قال في حيرة

" في الواقع انا لا اعلم من قابلتهم من الوردة السوداء سابقا كانوا مخيفين لكن اليوم لم اشعر بأي خوف "

في الواقع احاديث اليوم تضمنت مجموعة من المواضيع السياسية الشائعة توقع كريس ان تكون حساسة و ان ينشاء شجار لكن على عكس توقعاته ادلا كل منهم برأيه و احترم الطرف الأخر لا ينكر انه كان هنالك شجار لبعض الوقت لكنه كان اقرب لنقاش حاد من العراك كان الأمر ممتع و مشوقا بعدة طرق و خاليا تماما من الإنتقاد الشخصي للطرف الأخر

ربما على عكس ما يعتقد جده و البالغون الأخرون قد تكون هنالك طريقة لجمع نبلاء الوردة البيضاء و السوداء على ذات الطاولة بدون اي مؤامرات خفية او مصالح تشد الحبال ربما فقط لتبادل وجهات النظر و الأراء و دون سفك الدماء و تحريك احقاد الماضي هذا ما اعتقد كريس البالغ احد عشر عاما في ذلك الوقت

" المستقبل صحيح انا حقا اتطلع اليه "

هذا ما قاله راون في ذلك الوقت و لكن من كان يعتقد ان هذا المراهق المتفائل سيموت قبل ان يرى ذلك المستقبل الموعود

. . . . . . . . . . . . . . . . .

اولا اريد ان اشكر كل من يتابع رواية الجانب المظلم من الإمبراطورية على صبرهم و اعتذر بشدة على التأخر انا طالبة في كلية طبية و كنت امر بفترة امتحانات عملية و الان بدأت فترة الإمتحانات للنظرية لذلك تأخرت في نشر الفصول رغم ان فصل شيطان زينون كان منتهي منذ حوالي 20 يوم

ثانيا اريد ان اشكر muna Ali على دعمها و تشجيعها اعدك صديقتي انني سأبذل جهدي لإكمال هذه الرواية بإذن الله و ارجوا ان تستمتعي بأحداثها

2022/09/23 · 82 مشاهدة · 3590 كلمة
Queen
نادي الروايات - 2025