Episode 24 : هولتيد 2
تحرك ليحضر بعض الأوراق و وزعها على الموجودين وهو يتحدث
" يضم هذا الفصيل 75 طالبا و جميهم من عامة الشعب و
الأحياء الفقيرة يترأسهم طالب من السنة الثالثة مثلنا و يدعى أندرو هذا الشخص ليس سهلا توفيت والدته عندما كان في العاشرة من عمره و والده مدمن قمار هارب عاش مع جده حتى توفي جده العام الماضي انه يكن مشاعر كراهية كبيرة جدا لنبلاء الوردة السوداء بسبب والده لكن كرهه الأكبر لنبلاء الوردة البيضاء و لازلت ابحث حول السبب في سنته الاول من المدرسة الإعدادية دخل في مشاكل مع العديد من النبلاء و قد كاد ان يفصل مرتين و في سنته الثانية تغير جذريا الى متنمر كبير و بدأ بإنشاء فصيله كما قام بترهيب كل من يعارضه و استخدم قوته للسيطرة على اتباعه و يعيش حياة مليئة بالعنف و الفوضى داخل و خارج الأكادمية عموما هذا الفصيل ينقصه التماسك انهم يتبعون أندرو لقوته فقط من السهل ان نسقطهم طالما نقوم بكسر رأس الحربة "
عند انتهاء لويس من كلامه عاد الأخرون الى قرأت الأوراق أمامهم بتمعن كبير قبل ان يقول كايتيل في النهاية
" لنستمر بمراقبتهم لبعض الوقت ثم نقرر كيف نتعامل معهم سأقوم بالتحقيق اكثر حول أندرو في ذلك الوقت على تايلور التحقق من الأماكن التي يجتمعون بها عادة خارج الأكاديمية و ليتحقق ارسيل من فترات تواجدهم في الأكاديمية و فترات خروجهم و مع من يتعاملون تحديدا لتستر على أعمالهم أشعر ان هنالك حلقة مفقودة في الأمر لويس أستمر في التحقيق حول عائلات ابرز الأعضاء و على اسلان ان يتحقق من اماكن تواجدهم في منطقة الوردة البيضاء و مع من يتعاملون هناك و هوليس المستوصف دائما مكان مناسب لتناقل الشائعات ببن الطلاب الذين يتخطون الحصص حاول ان تحصل على اي شيء مفيد"
منذ اسبوعين اصبح هوليس يساعد الطبيب اليور في مستوصف المدرسة بعد حضور حصص المعلم يوسكي و على الرغم من انه لم يفعل شيء اكثر من مساعدة الطبيب اليور في نقل و ترتيب المعدات الا انه كان سعيدا جدا خصوصا ان المعلم يوسكي طلب من الطبيب اليور ان يقوم بتعليمه لأن مستواه الدراسي يؤهله لتخطي الدروس لذلك احضر الطبيب اليور مجموعة من كتب التشريح و علم وظائف الأعضاء و بدأ بتدريسه إياها و يطلب منه معظم الوقت قرأتها او يختبره فيها و قد اكد اليور انها تمهيد مناسب لدراسته في المستقبل كما يقوم الطبيب بين الحين و الأخر بتعليمه الإسعافات الأولية لمختلف الحالات و كذلك طريقة استعمال بعض المعدات الطبية البسيطة و كان هوليس ممتنا جدا
بعد الإنتظار لفترة تحدث سام أخيرا " ماذا عني " ليرد كايتيل " مازلت مصاب لا تتحرك كثيرا فكر فحسب بطريقة مناسبة للتعامل معهم و انت مرتاح في المنزل "
شعر سام بالإنزعاج بسبب اصابته الجميع يعاملونه بهذه الطريقة الحريصة وهو لا يحب ذلك ابدا حتى المعلم يوسكي لم يكن إستثناء فقد سمح لكايتيل بالتدريب في ساحة التدريب اسفل منزل نيلسون هاوريس في حين طلب منه الإستمرار في المشاهدة حتى يشفى تماما مما جعله يشعر بالغيرة من كايتيل لكن أعتراضه لم يلقى اذن مصغية و ها هو الان يريد ان يعترض لكن كايتيل كان حازما جدا و لم يترك له اي مجال تنهد سام ثم شعر برنين الهاتف في جيبه كانت هذه المرة السابعة هذا اليوم أسرع بإخراجه لكن تعابير وجهه بدت فظيعة بعد رؤية أسم المتصل قام بسرعة بإغلاق المكالمة و إعادة الهاتف الى جيبه
في البداية كان الجميع يتناقشون حول ما سيفعلونه و لم يكونوا منتبهين جدا لسام لكن الهاتف استمر برنين بعناد مما جعلهم يدركون الأمر في النهاية
" لما لا ترد انه مزعج جدا " تذمر أرسيل
هز سام راسه و كان مرتبكا قليلا ثم إستأذن و خرج لبعض الوقت قبل ان يعود مجددا و على وجهه أمارات التعب و الإنزعاج
" هل كل شيء بخير " تحدث اسلان بينما نظر الجميع الى سام ببعض القلق خصوصا هوليس الذي بدا ان لديه فكرة عن الأمر
" انه لا شيء " تحدث سام بمرح مصطنع " اختي ستأتي لزيارتي قريبا و انا خائف من انها ستشعر بالصدمة و القلق بسبب إصابتي "
" لديك أخت ؟!" كان لويس متفاجئ قليلا لقد عرف سام لفترة ليست قصيرة لكنه لم يذكر الأمر ابدا
" لسنا أقرباء بالدم " قال سام و لم يرغب في ايضاح المزيد و بطبيعة الحال لم يحاول الأخرون الضغط عليه
لاحقا وجد هوليس الفرصة ليتحدث و سام وحدهما و سأله بقلق و انفعال
" هل هو العجوز هل يضغط عليك من اجل دفعة هذا الشهر"
تنهد سام و لم يخفي الأمر أمام هوليس
" هذا صحيح بسبب اصابتي لم اعثر على اي صفقة خلال الأسبوعين الماضيين لدي بعض المدخرات و لكن اذا سلمتها له لن يكون لدى الأطفال ما يأكلون هذا الشهر "
كان هوليس غاضبا و حزينا من اجل صديقه و شعر بالذنب قليلا لأنه كان السبب في اصابة سام في المرة الأولى لذلك قال بدون تفكير
" سأساعدك "
" لا حاجه سأتدبر الأمر "
"أريد أن أساعدك لقد ساعدتني كثيرا ايضا لا تقلق سأعطيك المبلغ و ..."
قاطعه سام بسرعة
" قلت لا هوليس لا احتاج الى ذلك "
" انا لا اعطيك ايه انه دين سدده لي ببطء انا لن استعجلك يمكننا كتابة عقد ان اردت "
" انا أشكر نواياك الصادقة هوليس لكنني سأكتفي بها أنسيت انك مفلس حاليا هوليس "
" اعطاني المعلم بعض النقود انه دفعة مقدمة لعملي الجزئي سأطل.."
قاطعه سام ببعض الغضب
" لا لا أحتاج الى مساعدتك هوليس لا تتدخل في شؤوني "
صمت هوليس بعد ان احس بغضب سام في حين شعر الأخير ببعض الذنب هو يعلم ان هوليس قلق عليه كصديق و يريد مساعدته و مع ذلك لا يريده ان يتخطى الحدود
" انا أسف " تحدث هوليس بنبرة حزينة ليتنهد سام و يقول
" لا انا المخطئ اعرف انك تريد مساعدتي فقط لكن اكبر مساعدة تقدمها لي هي عدم التدخل في الأمر "
خفض هوليس رأسه و لم يقل شيء في حين انصرف سام و تركه غارقا في افكاره
.................................................................
في منزل نيلسون
جلس رجل في الخمسينات بشعر بني غزا الشيب بعض خصلاته و اعطته المزيد من الوقار و قد ارتسمت الحكمة جلية على محياه الهادئ بينما جابت عيونه الخضراء الحازمة الشبان الثلاثة أمامه
" لقد مر وقت طويل عمي سعيد برؤيتك مجددا " تحدث يوسكي بمرح لكن الرجل تنهد بتعب و قال
" اتمنى لو استطيع قول ذلك ايضا " نظر فابيان هاوريس الى الشاب امامه بنظرة معقدة لقد مرت عشر سنوات منذ ان شارك هذا الشاب في الفوضى و لم يعد قادرا على عيش حياة طبيعية و هو بتطبيعة الحال يشعر بالأسف من اجله لكنه لن ينكر انه لا يحبه ايضا فقد جر ابن اخيه الوحيد معه لذلك النوع من الحياة و تسبب في جعله يضيع الكثير من سنوات حياته الذهبية بين اليأس و الدماء وحده في الغربة
" عودتك الأن و بعد كل تلك السنوات لا تعني شيء جيدا بالتأكيد "
" أخشى ان ذلك صحيح "
" هل عدت لتنتقم " لم ينتظر فابيان جوابا و تابع بنبرة حازمة
" ان كنت ستفعل هل يمكنك ابقاء ابن اخي بعيدا عن مخططاتك هذه المرة "
" عمي " هتف نيلسون و اراد الإعتراض لكن يوسكي اوقفه بإشارة من يده
" اخشى انه لا انا و لا هو و لا حتى انت نملك هذا الخيار "
" ماذا تقصد ؟!" برغم من ان صوت فابيان لم يكن عاليا الا ان نبرته فاضت بالقسوة
تقدم سيريوس من فابيان و ناوله مجموعة من الأوراق و قال
" إقرأها من فضلك ثم احكم بنفسك سيد هاوريس "
" هل يعلم دي ماكسوين العجوز ان طفله المفضل يعمل لصالح الأخرين "
" انا ممتن للسيد دي ماكسوين على كل ما فعله من اجلي و سأحرص على رد دينه بالتأكيد " لم تتذبب نبرة سيريوس و لا نظرة الحازمة في عينيه مما جعل فابيان يشعر ببعض الإنزعاج كيف يمكن ليوسكي جمع مثل هذه المواهب حوله
امسك فابيان الأوراق و بدأ في قرأتها بتمعن و كل ما قرأ أكثر كانت تعابيره تصبح أسواء و يداه ترتعش من شدة الغضب
" لا .. لايمكن ان يكون ممكنا .. لا هذه خيانة "
من النادر ان يفقد فابيان اعصابه لكنه الأن كان يستشيط من الغضب بسبب الأوراق أمامه
" هل فقد ذلك العجوز كيف يمكنه التصرف بهذه الطريقة "
" لا يوجد شيء يدعو للتعجب لم يتردد في التخلص من ابنته قبل عشر سنوات هل تعتقد انه سيكون افضل إتجاه حفيده " تحدث سيريوس
نظر يوسكي الى فابيان الذي يهز رأسه بعدم تصديق و قال
" اخشى ان هاوريس يجب ان تتخذ موقفا اعلم انك تريد ان تبقى محايدا لكن حيادك سيقتل الأبرياء فابيان هاوريس من فضلك حدد موقفك "
فابيان هاوريس رجل خاض الكثير في هذه الحياة وهو يعرف جيدا انه لا مجال للتراجع في مثل هذه الأمور حتى لو لم يكن راغبا حقا في القتال لكن ذلك العجوز من سوفار أوصل الأمور الى نقطة اللاعودة
" هل هنالك طريقة لتجنب سفك الدماء ؟"
سأل فابيان و عيونه الهادئة تحمل تلميح من الأمل لكن يوسكي حطمه بلا رحمة بقوله
" كل ما أستطيع ان اعدك به هو محاولة تقليل الخسائر قدر الإمكان "
أخذ نفس عميق و نظر الى ابن اخيه مفكر انه على الأقل قد يستطيع حمايته هذه المرة
" ماذا علي ان افعل ؟"
" السلاح نحن نقوم بشراء السلاح و تخزينه لكن شراء كميات كبيرة جدا تحت اسم نقابة الكواسر قد يسبب الشكوك و لا يستطيع سيريوس شراءه تحت اسم دي ماكسوين لذلك نريد تقسيم الأمر بين هاوريس و الكواسر بعد شراء الدفعة سيقوم سيريوس بتخزينها "
هز فابيان رأسه و قال
" كم عدد الذين بصفك حتى الأن "
" كريس والكير يعلم اضافة الى فيكتور جيروي و إليور كورسيف اضافة الى بعض العائلات الصغيرة التي فقدت ابنائها خلال المقاومة الطلابية في الماضي لكن نحن لم نخبرهم بخطة ريتشارد سوفار انهم يعتقدون ان ما نفعله للإنتقام لما حدث قبل عشر سنوات "
" انت تخدعهم "
" انها الطريقة الوحيدة سأسخر رغبتهم في الإنتقام لمنع الكارثة أليست أفضل طريقة لكي لا يكون موت أبنائهم في ذلك الوقت بلا معنى "
كان هذا قاسيا استغلال مشاعر الأخرين بهذه الطريقة و تقرير الأفضل من أجلهم لكن ما قاله يوسكي هو الحقيقة عوضا عن انتقام عديم القيمة اليس من الأفضل تسخير غضبهم بهذه الطريقة
" بالمناسبة انا شخص ميت في عيون الجميع ارجو ان لا ينسى عمي ذلك "
" بالطبع "
عندما كان يوسكي على وشك المغادرة مع سيريوس قال
" ان كان لديك اي استفسار اخر فتواصل مع سيريوس و ارجو ان تقلل من اتصالك بنيل في هذه الفترة "
" انا افهم "
بعد مغادرة يوسكي نظر فابيان الى نيلسون و قال
" هل ستتبعه مجددا ؟"
نظر نيلسون الى القلق في عيني عمه و تحدث ببطء
" عمي اخشى انها الطريقة الوحيدة لحماية الجميع ارجوك ثق به لقد سلم نفسه قبل سنوات و تحمل كل شيء وحده "
" اثق به نيلسون لا يمكنك ان تنسى هذا الرجل لم يتردد في اطلاق النار على أعز أصدقائه و رفاقه الذين حموا ظهره بكل تفاني عندما احتاج الى ذلك "
فابيان عاش بما يكفي و رأى العديد من أنواع الأشخاص في حياته و هو يعرف الى اي نوعا ينتمي يوسكي انه حازم و قاسي حتى النخاع برغم من انه يعامل ابن اخيه بكل إخلاص الا انه واثقا انه سيتخلص منه بنفسه اذا لزم الأمر في الماضي حاول جاهدا انهاء هذه الصداقة بين ابن أخيه و ذلك طفل لكنه فشل دائما و لم يكن لديه قلب قاسي لإستخدام طرقه الشريرة فقد راى ابن اخيه يبتسم بإشراق و يتحدث بوضوح بعد سنوات من عزل نفسه في ظل موت والديه لكن الأن هو يندم بشدة هذه الصداقة قد تسببت في الكثير من المآسي لأبن اخيه
" عمي " بدا نيلسون و كانت عيونه تفيض بالجدية و الثقة
" يوسكي لن يقوم بقتلي و لن يقوم ابدا بإذائي ما حدث في ذلك اليوم كان قرار الذي يجب ان يتم إتخاذه لقد نفذ يوسكي مسؤوليته فحسب كقائد "
" ماذا لو كان القرار القادم هو اقصائك "
" ثم سأفعل ذلك بنفسي حتى لا يعاني يوسكي مجددا"
حملت عيون نيلسون حزما و تفانيا لا ينضب مما جعل فابيان يشعر بالمزيد و المزيد من التعب و الصداع تحرك مبتعدا نحو الباب وهو يتمتم " افعل ما يحلوا لك " لكنه سرعان ما توقف و التفت الى نيلسون ليقول
" استيلا قد تثير المشاكل لرؤيتك قريبا "
كان نيلسون مترددا و متشابكا و لاحظ عمه ذلك مما دفعه للقول بنبرة عميقة
" لا تجعلها تنتظر نيلسون "
احدثت تلك النبرة صدى قويا في نفس نيلسون فهو يعلم جيدا ما الذي يتحدث عنه عمه
..................................................................
على سطح المدرسة وقف سام يتأمل المشاهد من الأعلى بشرود الى ان سمع صوت خطوات قادمة من خلفه ليلتفت و يقول
" اتيت اخيرا "
كان كايتيل قد طلب منه ان يلتقيا بعد انتهاء الدوام لكن سام مشغول ببعض الصفقات الصغيرة لمحاولة جني المال فغيرو الموعد الى ما قبل بداية الدوام المدرسي
حمل كايتيل ملف اصفر سميك في يده و القى تحية خفيفة على سام
جلس الأثنان قرب بعضهما و سلم كايتيل الملف الى سام وهو يقول
" هذا ما وعدتك به قبل الذهاب الى ساحة ضوء القمر "
استلم سام الملف في حين تابع كايتيل كلامه
" لم استطيع الوصول الى الجذور و لكن وجدت أشياء مثيرة للإهتمام فعلا "
فتح سام الملف بسرعة و بدأ بقرأت السجلات غير مكترث لكايتيل الذي بدا ثرثار بشكل خاص كما لو اخذ دواء الخاطئ اليوم
" لم أستطيع فهم الأمر هناك كثير من الأشياء تثير فضولي أستطاع الطلاب قبل عشر سنوات كسر الحصار حول الأكاديمية و نظموا أنفسهم للإنضمام الى حركة المقاومة العائلات التي دعمتهم هي جيروي ،هاوريس،هيروارد ،والكير ، كورسيف ، دي ماكسيون ، فالونيس و اخيرا الكواسر بقيادة ماكس ايرفين في ذلك الوقت بالمناسبة من قاد الحركة الطلابية كان طالبا في السنة الثالثة يدعى أوساري هيروارد "
" ماذا قلت ؟!" هتف سام بتفجأ غير ابه الأوراق التي سقطت من يده و ردد " كرر ما قلته الأسم ؟!"
" أوساري هيروارد " رد كايتيل ليغيب عقل سام قليلا في ذلك الأسم و ترتسم صورة جميلة لشاب باسم و مرح أعتاد رؤيته في طفولته كان ذلك الشاب لطيف جدا معه كما انه يدعوا المعلم جوزيف الرجل الذي قام بتربية سام بالعم و على الرغم من انهما لم يتحدثا كثيرا الا ان سام الصغير كان قادرا على رؤية الإهتمام و القلق في عيونهم
جمع كايتيل الأوراق وضغط على كتف سام الغارق في شروده
" ما الأمر هل انت بخير ؟!"
هز سام رأسه و اخذ الأوراق من يد كايتيل و وضعها بحرص في الملف الأصفر و قد قرر قرأتها وحده بعناية لاحقا في حين تحدث كايتيل بقليل من التردد
" هنالك الكثير من الأشياء التي تثير فضولي لن أسأل عنها الأن لكن هنالك شيء واحد بقي في بال.. "
" انه عن ما قاله المعلم يوسكي في ذلك اليوم صحيح "
قاطعه سام بسرعة وهو يتذكر المرة الأولى التي احضرهم فيها العملم يوسكي الى ساحة التدريب اسفل منزلي نيلسون في ذلك اليوم قال المعلم يوسكي انه سيدربهما بشكل خاص و اكثر جدية من الأخرين و عندما سألا عن السبب كان رد المعلم يوسكي
" هذا لأن كلاكما قد اطلق النار على شخص ما من قبل "
كان سام متوترا جدا في ذلك الوقت و قلق قليلا من مقدار ما يعرفه المعلم يوسكي لكن المعلم لم يتابع الأمر و بطبيعة الحال لم يرد لا هو و لا كايتيل تعريض أسرارهم للخطر لذلك تجاهلوا الأمر ضمنيا لكن كايتيل يبادر بذكر الأمر الأن كان ذلك غريبا
" انا اعلم جيدا انك تعرف الكثير عني " تحدث كايتيل بهدوء وهو ينظر الى سام مباشرة و لم يتجنب الأخرين نظرته لكنه قال بنبرة غير مبالية
" لقد كانت صدفة فقط لم اكن مهتما بعرفة الكثير "
" كان بإمكانك استخدام الأمر للتقرب من أوين "
" فكرت في ذلك و لكن معادات مالودين لن تكسبني الكثير "
" هذا غير صحيح ستكون ضربة قوية لي "
" لنتوقف عن ذكر الأمر كايتيل لم املك مشاعر سيئة اتجاهك لم يكن هنالك سبب لذلك "
" في الواقع حتى لو لم يذكر المعلم الأمر فقد انتبهت بالفعل لقد اطلقت النار على ذلك الأجنبي بدون لحظة تردد كما لو كنت معتاد على فعل ذلك كما انك اصبت الهدف بدقة أنا اعلم جيدا انك لم تنوي قتله ابدا لقد حسبت الأمر كله "
لم ينكر سام ذلك و تحدث بإنزعاج
" ثم ماذا ما الأمر المهم في ذلك "
" انت تنبش في ماضي خطر ايضا كما انني لم اجد الكثير من العلومات حول هولتيد كما لو كانت قد اختفت تماما قلت انك من خارج العاصمة معظم العائلات النبيلة خارج العاصمة هي فروع ممتدة لداخلها لكنني لم استطيع ايجاد هولتيد مهما فعلت انا.."
قاطعه سام بنبرة هادئة
" تحذيرك هذا غير ضروري كلانا يعرف الكثير حول الأخر كما اننا نتبع ذات الشخص لا تقل الكثير و لن اقول الكثير "
" انه ليس تحذير انه فقط مجرد تذكير "
على الرغم من ان كايتيل يملك مشاعر جيدة حول سام الا انه لا يستطيع الوثوق به تماما خصوصا بعد تأكيد تخمينه ان سام يعرف الكثير
تحرك سام مبتعدا و الملف في يده و لم ينظر الى كايتيل مجددا كان يدرك جيدا ان علاقتهم تعتمد على المصالح المتبادلة و ما في يده اكبر دليل
................................ . . . . . . . . . . . . . . .
عند نهاية الصف ذكر المعلم يوسكي طلابه الأعزاء بإبتسامة لطيفة
" تبقى أسبوع واحد فقط على إمتحان نهاية الشهر وهذه فرصتكم للتحرر من الرهان "
اثار ما قاله ضجة كبيرة بين الطلاب في حين تابع
" كما قلت لا تهم الوسيلة طالما ان شخصا واحدا تمكن من الحصول على علامة كاملة سألغي الرهان بالمقابل "
" لم يكن هنالك مقابل " اعترض العديد من الطلب كانوا يعرفون جيدا ان هذا الرجل المخادع لن يعفيهم بسهولة
" لما لا تسمعون حتى النهاية لن اجبركم على الموافقة "
هدأ الصف بسرعة في انتظار ما سيقوله ليتابع
" سأقوم بإعداد تدريبات اضافية مع المدرب فيكتور انها ليست إلزامية لمن يريد الحضور "
اصبح الجميع متحمسين فجأة انهم يكرهون الدراسة لكنهم يحبون حصص التدريب و فنون الدفاع عن النفس كانوا مستعدين للمشاركة حتى بدون الرهان
" هنالك شرط اخر بسيط من يحصل على علامة اقل من النصف لن يسمح له بالحضور "
تعال هتاف الجميع بمختلف كلمات التذمر و الإنزعاج لكن يوسكي لم يلقي لهم بال فقد خرج بعد ان انهى جملته مباشرة تاركا الصف يضج بسبب كلماته
استدار تايلور نحو التؤام و سأل
" هل يتضمننا هذا "
" نحن تلاميذه بالطبع سيتوجب علينا الحضور اما العلامة التامة فنحن ملزمون بحضور الصف ليس للرهان فقط الان " تحد ارسيل بثقة
" في الواقع هذا غير صحيح " رد هوليس الذي سمع حوارهم صدفة
" اخبرني المعلم يوسكي انه سيقوم بمعاقبة من يحصل على علامة اقل من النصف منا كما اخبرني ان ابلغكم جميعا بذلك و هناك شيء اخر طلب منا ان نحاول احراز علامة تامة قال ان هذا اختبار لنا ايضا "
خيم شعور كبير بالأزمة على الجميع في ما عد هوليس و اسلان و كايتيل كانت درجات الأخرين محرجة جدا لذكرها
نظر سام الى تعابيرهم جميعا بعدم ارتياح و قال
" تايلور ما هو متوسط علاماتك في المواد النظرية "
تحدث تايلور ببعض الحرج
" لا يتجاوز 40 "
ضرب سام جبينه و تحدث الى لويس و ارسيل بنبرة متوسلة
" ارجوكما اخبراني انكما افضل منه "
" 50 " رد لويس في حين بقي ارسيل صامتا لبعض الوقت بينما كانت أكتاف اسلان تهتز بقوة من شدة ضحكه المكتوم
" 45 " تحدث ارسيل اخيرا بنبرة قاسية و وجه خاليا من التعابير مما جعل شقيقه لا يتحمل الأمر أكثر و ينفجر في نوبة ضحك شديد
كان ارسيل منزعج جدا من تؤامه و سأل سام بغضب
" ماذا عنك ؟"
" 70 " كان هذا افضل و يعد مرتفعا نسبيا و كان متوسط درجات اسلان و كايتيل و هوليس على التوالي هو 97,87,80 جعل متوسط درجات هوليس جميع من في الفصل يشعرون بوجود بعض الأمر حتى ان الكثير منهم طلبوا منه بذل جهده و الحصول على علامة تامة و قد وعده بمختلف الأشياء لو تمكن من فعل ذلك لكن هوليس اكتفى ببضع كلمات مهذبة كرد ثم عاد لمتابعة مشكلته مع سام و الأخرين
" لنوقف جمع المعلومات لفترة " اعلن كايتيل
" علينا ان نرفع من معدلنا " وافق سام و تابع " كايتيل يمكنك تدريس تايلور و اسلان درس شقيقك اما لويس سيساعده هوليس في دراسته "
" ماذا عنك " سأل أسلان عندما رأه يوزع المهام فقط
" انا مصاب لا استطيع فعل شيء " تحدث سام بتسلية وهو يراقب تعابيرهم المنزعجة لقد استخدموا هذا العذر لمضايقته طوال الأسبوعين الماضيين و ها هو الأن يرد الجميل
..................................................................
قضى هوليس ساعتين بعد الدوام المدرسي لتدريس لويس و كان يريد المتابعة اكثر لكن لويس اقسم بغضب انه لم يعد قادر على استيعاب حرف أخر لذلك توقف هوليس نزولا عند رغبته و تبادلا مختلف الأحاديث لفترة
لاحظ لويس ان صديقه يبدو غريبا مؤخرا بدا ان لديه شيء لقوله لكنه متردد جدا و فوق ذلك علاقته بسام كانت متوترة مؤخرا بدا ان كلا منهما يتجنب الأخر و اذا كانا مضطرين للتحدث لم ينظورا الى عيون بعضهم ابدا
تردد لويس قليلا لكنه ما زال يسأل
" هوليس هل الأمور بخير بينك و بين سام "
" هل الأمر واضح جدا "
" جدا جدا "
" حسنا هذا... "
كان هوليس مرتبكا و مترددا جدا وهو يمر بصراع داخلي حسمه أخيرا بقوله
" لويس هل استطيع ان اطلب منك خدمة "
" بكل تأكيد ما الأمر "
ظل هوليس صامتا لفترة و محرجا جدا من السؤال و لكن عندما يتذكر الإرهاق على وجه سام
" هل يمكنك ... ان.. تقرضني بعض النقود "
كان صوت هوليس منخفضا جدا حتى انه بالكاد مسموع مع مهاية جملته و قد احمر وجهه قليلا في حين تجنبت عيناه عيون لويس تماما لطالما عاش حياته مدللا و لم يفتقر يوما للمال و لم يسبق ان طلبه من احد حتى شقيقه كان يضع المال في حسابه دون ان يضطر لسؤاله لذلك فهذه اول يطلب فيها المال في حياته لم يعرف ان الأمر محرج الى هذا الحد و لم يكن الشعور لطيفا ابدا
" هل الأمر خطير "
كانت هذه المرة الأولى التي يسمع فيها هوليس هذه النبرة الحازمة في صوت لويس رفع رأسه ليوجه جدية غير معهودة مرتسمة على وجه لويس وهو يسأل مجددا
" هل تورطت في أمر خطر لويس "
" لا لم افعل " نفى هوليس بسرعة عن رؤية الجدية تزداد في عيون الأخر و قبل ان يقوم بالتفسير كان لويس اكثر ارتياحا وهو يقول
" ثم هذا جيد كم المبلغ الذي تريده سأحوله اليك حالا "
" شكرا لك لويس انا.."
قاطعه لويس بسرعة
" لا داعي لشكري نحن اصدقاء هوليس طالما هو ليس امر خطيرا و طالما انك لست في مشكلة كبيرة فالأمر بخير لا داعي لإخباري بأي شيء ما دمت غير مرتاح "
" شكرا لتفهمك لويس سأطلبك منك معروف ساعدني في انشاء حساب جديد و ارسيل المبلغ اليه اعدك انني سأسدد لك قري.."
قاطعه لويس
" يمكنك فعل ذلك ببطء انا لا احتاج المبلغ قريبا "
اراد لويس ان يقول انه ليس بحاجة لتسديده و لكنه قلق من ان ذلك سيؤذي عزة نفس صديقه فهو يعلم جيدا الصعوبة التي واجهها حتي يتنازل و يطلب منه هذا فهوليس رغم مغادرته المنزل لا يزال صبي تربا في أكناف عائلة نبيلة و هذا الطلب يتجاوز حدود طاقته تماما لكنه لا يزال يحطم حواجزه النفسية بشجاعة و لويس يحترم ذلك يجب ان يكون الأمر جادا و مستعجل و بطبيعة الحال لن يضيف لويس المزيد من الحمل على اكتاف صديقه
بينما كان لويس منشغل بأفكاره أخرج هوليس هاتفه و كان قد حزم امره عندما نقر على جهات الإتصال و توقف عند أسم رينا
... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
استلقى سام على سريره بتعب و اخرج الملف اللذي سلمه كايتيل ايه هذا الصباح و عاد لتفقده بحثا عن اي نقطة فوتها برغم من ان هذه المعلومات لا تحوي الكثير الا انه تمكن من التقاط بعض الخيوط المهمة التي يستطيع بدأ تحقيق منها مثل حقيقة ان الكواسر قد انتهت في ذلك العام لكن الشخص الذي يقود الكواسر الأن هو نيلسون هاوريس وهذا يعني انه يعرف شيء ما عن الأمر خصوصا انه قد تم نفيه و حرمانه من اللقب في ذلك العام ايضا كما انه تأكد من ان سيريوس دي ماكسيون يعرف الكثير ايضا فحسب ما يتردد من شائعات هو قد حصل على مكانته الحالية لأنه سلم مجرم الحرب المتمرد الى العدالة و صادف ان ذلك المجرم قد كان ذات اليوم صديقا له و في ذات جانبه و مع ذلك الحصول على المعلومات من هذين الشخصين مباشرة أمر مستحيل لكنه سيحاول ان يجد طريقة مادام يملك طرف الخيط
وسط تفكيره سمع صوت جرس الباب يرن فأخفا الملف بسرعة ثم نهض لفتح الباب بكسل و قد خمن بالفعل من القادم
عندما فتح سام الباب اندفعت رينا الى احتضانه بقوة مما جعل سام يتراجع بضع خطوات
" رينا على مهلك انا مصاب "
" أسفة لقد نسيت هل انت بخير "
نظرت رينا الى سام بقلق مما دفع الأخير الى التنهد بتعب و هو يتذكر الدموع المتجمعة في عيونها العسلية الجميلة عندما رأت أصابته للمرة الأولى قبل أسبوع لقد بكت كثير مما جعله يشعر بالذنب و عدم الإرتياح فوعدها مرارا و تكرارا انه لن يفعل ذلك مجددا و سيكون حريصا جدا الا ان هذه الطفلة مازالت لا تشعر بالإرتياح و في كل مرة تنظر اليه بهذه العيون القلقة سيعاني من تأنيب الضمير
" انا بخير رينا ارجوك لا تبدأي بالبكاء "
" لن ابكي لست طفلة "
هذا ما قالته بنبرة مكابرة و هي تتحرك متجاوزة سام ليتبعها الأخير بسرعة
" لما اتيت في هذا الوقت "
" لأنني اشتقت اليك "
" رينا ان كان لديك وقت فراغ عليك ان تدرسي بإجتهاد أكثر"
أحمر وجه رينا معبر عن غضبها و كانت نبرتها منزعجة وهي تقول
" انت لئيم كنت قلقة عليك و أتبت لرؤيتك لكنك تطردني "
تنهد سام بقلة حيلة وهو يشاهد غضبها الطفولي و غير الموضوع
" كيف حال الأطفال "
" أنهم بخير جميعا لقد اشتاقوا اليك كثير "
" لا استطيع الذهاب لرؤيتهم بهذا الشكل اخشى قلقهم "
" ان كنت كذلك فعلا لما تعرض نفسك للخطر "
" انا أسف رينا أخبرتك لن يحدث ذلك مجددا "
" هذا ما قلته المرة الماضية ايضا "
صمتت رينا تفكر قليلا قبل ان تقول بنبرة مترددة
" سام ...'
" الأمر ؟"
" حسنا ... هذا ... الأمر هو .."
" لا تترددي رينا ما الأمر انت تقلقينني "
" أردت ان أخبرك ... لقد حصلت على مال هذا الشهر "
" ماذا؟!"
هتف سام بإنفعال قبل ان يسأل بنبرة مستجوبة
" من اين حصلتي عليه "
أخرجت رينا بطاقة سوداء و قالت بنبرة ملؤها الخوف
" لا تغضب حسنا ... يوجد محسنا أراد رعاية الأطفال و تبرع بالنقود من اجلهم "
" من هو ؟!" لم يخفي سام الغضب في نبرته
" زبون في المقهى الذي اعمل فيه "
كان سام اكثر غضبا وهو يهتف
" ما المقابل ؟"
" لا يوجد مقابل صدقني "
" رينا لست غبيا المقهى الذي تعملين به صغير و قديم من المحال ان يأتي شخصا نبيل و ثري للمقهى و يقدم تبرعا سخيا بدون هدف مسبق
" لا الأمر ليس كذلك "
حاول سام ضبط غضبه
" رينا اعيديها اليه و لا تقبلي اي شيء من احد ألم يكن هذا ما وعدتني به قبل تبدأي العمل هناك "
" سام صدقني ليس لديه نوايا سيئة "
" رينا !"
تراجعت رينا بخوف من النادر جدا ان يصرخ عليها سام بهذه الطريقة و النبرة
" توقف عن الصراخ عليها "
جاء صوت هادئ و المنزعج من أمام باب الشقة نصف المفتوح حيث وقف صبي بعيون بلون ذهب و شعر اسود ناعم اسندلت خصلاته على وجهه وقد ألتف وشاح رماديا قديم حول عنقه
" من انت؟"
" سيل !"
تحدث سام و رينا في نفس الوقت قبل ان ينظرا الى بعضهما
" من هو ؟" سأل سام
" صديقي " اجابت رينا ببعض الخجل مما جعل سام متشكك قليلا لكن الصبي تقدم بجرأة و قال بنبرة لا مبالية
" كان صبيا قصير بشعر ذهبي و عيون لازوردية يرتدي نظارات "
أدرك سام انه يتحدث عن صاحب البطاقة و سرعان ما همس بإنزعاج
" هوليس صحيح "
ضربت رينا كتف سيل بإنزعاج و هتفت بغضب
" من المفترض ان يبقى ذلك سرا "
لم ينزعج سيل من الضربة عندما جاء ذلك الولد الى المقهى و تحدث مع رينا بمودة كما لو انهما يعرفان بعضهما مسبقا اصبح سيل منزعجا جدا خصوصا ان رينا ليست حذرة نحوه كما تفعل في العادة اذا اقترب شخص ما منها و هذا ما جعله غاضبا جدا و بالرغم من انه لا يعرف ما يجري الأن الا انه لن يفوت هذه الفرصة لتنفيس عن غضبه
" اجبيني رينا انه هوليس "
" هذا صحيح " خفضت رينا رأسها بحزن و سارعت بالقول
" سام لا تغضب منه ارجوك نواياه جيدة انه صديق وفي اراد مساعدتك بأي طريقة و لم يرد ان يجرحك "
" الوقت متأخر عليك العودة الأن "
قال سام بهدوء و تعبيره غير مقرؤ
" سام !" حاولت رينا الأعتراض لكنها واجهت نظرة سام الصارمة
" هذا يكفي لنعد " تحدث سيل في محاولة لإقناع رينا
لتهز الأخيرة رأسها و هي تنظر لسام بقلق
" بالنسبة لك نحن بحاجة للتحدث " قال سام وهو ينظر نحو سيل بتقييم خفي
" يمكنك ان تجدني في اي وقت انا اعمل في محل بيع الزهور قرب محل عمل رينا "
تنهد سام وهو يقول
" أوصلها بأمان "
......................... . . . . . . . . . . . . . . . . . . .