ريو يجلس وجثة صديقه العزيز كرايم بين يديه والدماء تغطيه وتغطي ملابسه لم يعد يعرف ماذا يفعل أصبح كالطفل كل ما يفعله هو البكاء
فتح الباب بقوة فإذا به راندوم يدخل وهو يقول " هي كرايم ماذا أستخدم سيف أم س...."
تجمد راندوم من هول ما رأى ألتفت له ريو ثم قال وهو يضحك ويصرخ في آنٍ واحد كالمجنون " هههههههههه...لقد قتلته لقد قتلته لقد قتلت صديقي العزيز كرايم"
سقط راندوم أمام جثة كرايم الباردة وقال والدموع تنزل من عينيه " أيها الأحمق أيها الأرعن ماذا فعلت لقد ق..قتلته "
نظر ريو إلى جثة كرايم ثم إلى وجه راندوم وقال " هل تظنني سعيداً هل تظنني فرحاً بقتلي لصديقي إنه ذلك التافه نوكاس لقد خدعني لأقتل كرايم "
مسح راندوم الدموع من عينيه واستجمع رباطة جأشه ثم قال " هيا إحمله معي لنبعده من هنا قبل أن يأتي ڤانر والبقية "
تمالك ريو نفسه ثم وقف وحمل جثة كرايم مع راندوم خرجا به من المبنى ثم أخذوه في عربة أحضرها راندوم إلى غابة الشروق الغابة العكسية التي لا يمكن دخولها من بعد شروق الشمس ، وصلوا إلى الغابة أنزل راندوم جثة كرايم ووضعها في الأرض وركب العربة أمسك السوط يريد أن يضرب الحصان لكي يتحرك ولكن ريو أوقفه
قال " لا يمكننا أن نتركه هنا ستأكله الحيوانات المفترسة "
قال راندوم وهو ينظر إلى ريو بغضب " هل تركت لي خياراً آخر ، أتمنى لو أستطيع أن أدفنه دفناً مشرفاً لكن لدينا مهمة وربما الفتيان سيظنونه خائنا وهذا ليس ما يتمناه كرايم ، والشمس على وشك الشروق إذا بقينا في هذه الغابة الخطيرة سنموت "
قال ريو بحزنٍ يفطر قلبه " إذاً سأبقى معه وأدفنه وإذا أشرقت الشمس وأنا لم أخرج أتركني هنا ، حسناً ؟"
قال راندوم " أنت متهور ستقتل نفسك "
أجاب ريو وهو ينظر إلى جثة صديقه على الأرض " على الأقل سأموت قبل أن أرى نظرة إخوته الصغار وهم يبكون على وفاة أخيهم الكبير "
قال راندوم مستسلما " حسناً ولكن إلى الشروق ثم بعد ذلك سأتركك فأنا كذلك لدي عائلة أعيلها "
ابتسم ريو إبتسامة مكسرة بسبب الحزن وأخذ يحفر في الأرض حتى أتسع القبر لكرايم ثم وضعه فيه ودفنه والحزن ينهش منه ويبعده للجانب المظلم شيئاً فشيئا
بعد أن أنتهى ركب العربة وعاد مع راندوم إلى المدينة عندما وصلا كانت الشمس قد أشرقت ذهب راندوم ليخبر العصابة بما حل لكرايم لكنه لن يخبرهم بمن قتله أو ذلك ما قاله لريو على الأقل
خطر في بال ريو نوكاس على الفور أنطلق إلى منزله فتح الباب نظر عن يمينه وعن شماله لم يجده لقد هرب
تقدم إلى طاولة حيث وجد مكتوباً عليها [ أنت أحمق لقد خدعت بسهولة يا ريو أقدم تعازي الحارة إليك ، آه صحيح
وبالمناسبة كدت أنسى أنا هو من قتل عجوزك الحمقاء شكراً على الضيافة أيها الأبله ]
مزق ريو الرسالة بغضب إنه لم يعد يستطيع البقاء بعد الآن في هذه المدينة لا يستطيع مقابلة وجه أصدقاءه لا يستطيع أن يرى إخوة كرايم الصغار وهم يبكون من دون أن يعرفوا كيف مات أخيهم
حزم ريو أمتعته بسرعة قبل أن يأتي ذلك الرجل السكير ويمنعه من الرحيل خرج من المنزل وذهب إلى حيث يخبىء أمواله تحت شجرة كبيرة حفر وحفر حتى أخرج كيس قماشي كبير في الكثير والكثير من الأموال
أخرج ريو كيساً صغيراً و وضع فيه القليل من المال وحمله معه أما الباقي أخذه ووضعه عند إخوة كرايم الصغار ضرب الباب وفتح أحد الأخوة الباب قال من بين دموعه التي جعلت قلب ريو يتحطم " ر..ريو ، أخ..أخي ليس موجوداً لتراه ل..لم يعد هنا بعد الآن "
لم يتمالك ريو نفسه وبدأت دموعه بالأنهمار أمسك بالفتى الصغير وعانقه بقوة وبحسرة شديدة
بعد أن تركه قال ريو وهو يعطي جان الكيس القماشي الكبير الذي يحتوي على ماله " جان أنظر هذا المال لك إنه من كرايم لقد تركه لكم "
ابتسم جان الصغير وقال " حقاً ؟"
أومأ ريو برأسه ثم قال " جان أنت الآن الأخ الأكبر إحرص على أخوتك الصغار جيداً "
مسح جان دموعه من عينيه المحمرتان ثم قال " أعرف ، سوف أجعل كرايم يفخر بي "
مسح ريو على رأس جان ثم ودعه هو وأخوته والحزن يعتصر قلبه فهو السبب في ما يحدث لهم الآن
أخذ ريو ما تبقى من المال وغادر تلك المدينة المقفرة التي عاش فيها أجمل وأسوء لحظات حياته غادرها وقرر أن يذهب ليرى والدته ليطلب حضنها ودفأها اللذان لم يحس بهما قط
الطريق طويلٌ جداً الى مدينة ڤيرا التي تسكن فيها والدة ريو لذلك أخرج بعضاً من ماله وأعطاه إلى صاحب عربة ليوصله ، ركب ريو تلك العربة وجلس بجانب الرجل الذي يقودها أستمرت الرحلة حتى حدث ما لم يتوقع ريو غدر به صاحب العربة وخدره بمادة مخدرة نام ريو بسبب مفعول تلك المادة
عندما أستيقظ وجد نفسه في ملقاً في وسط الطريق يتفقد ريو جيوبة ولكنه يكتشف بأن صاحب العربة قد أخذ المال منه ضرب ريو الأرض بيده ثم قال " لماذا يحدث هذا دائماً كل شخص أثق به يخونني في النهاية لماذا ؟"
وقف ريو وهو ينظر في الأرجاء بحثاً عن العربة فهي ربما لم تبتعد كثيراً يلتفت يميناً وشمالاً لكن لا أثر
أنزل ريو رأسه بيأس ولكنه سرعان ما رفع رأسه بفرح عندما رأى آثار العربة ركض ريو على الأثر فهو يريد اللحاق به قبل أن يمحى بالمطر أو بآثار عرباتٍ أخرى
أستمر يلحق بالأثر لساعات وساعات حتى توقف أمام بوابة مدينة ماونتن دخل إلى المدينة انبهر ريو بما رآه إنها مدينة حية مفعمة بالنشاط كل شيء يتوفر بها لكن ذلك لم يصرفه عن هدفه الأساسي أكمل ريو تتبعه للأثر حتى توقف أمام العربة بالضبط التي لم يكن فيها أحد أطل ريو برأسه في الداخل ولم يجد أحداً ولكن ما إن ألتفت حتى رأى الرجل صاحب العربة يشرب في الحانة المقابلة له أنتاب ريو الغضب فقرر سرقة العربة ، صعد إليها وأمسك اللجام ومن دون تردد ضرب الحصان فتحرك بسرعة خرج الرجل على صوت الحصان وهو يصهل
صرخ الرجل من الخلف " سارق سارق أعد العربة أعدها "
ألتفت ريو إلى الرجل ثم أخرج لسانه أستفزازاً للرجل وقال " أنت سرقتني في البداية ، لا تسرق من سارِقٍ آبداً...نصيحة للمستقبل "
غضب الرجل وبدأ ينادي على الحراس لعلها توقف ريو قبل أن يخرج من المدينة فالحراس ليس لهم سلطة خارج المدينة ، سمع أحد الحراس صوت الرجل فلحق بريو ولكن لحسن حظ ريو الشديد خرج من المدينة فتوقف الحارِس
أمسكه الرجل من درعه وقال " لماذا..لماذا لم تلحقه ؟"
قال الحارس وهو يبعد يد الرجل عنه بقوة " إنه خارج سلطتنا بعد الآن "
ضحك ريو عندما أدرك أن الحراس لا يلحقونه فأدرك أنه نجى بفعلته أكمل ريو طريقة بتلك العربة لكنه لم يستعد ماله لكن هذه العربة قد تكفي حاجته إلى أن يصل إلى المدينة 17

بعد يومان :

بعد ان استمرت رحلة ريو ليومان أضطر فيهما إلى بيع العربة ليوفر فيها ما يحتاجه من المال وصل أخيراً إلى مدينة ڤيرا مدينة الأغنياء التي لن تجد فيها فقيراً سوى اللصوص الكثر هنا بسبب تواجد الأغنياء
دخل ريو من البوابة الحديدية الضخمة للمدينة فرأى الكثير والكثير من الناس الذي يركبون العربات الجميلة ويرتدون الملابس الأنيقة التي لم يحلم ريو يوماً بإرتدائها أصبح يمشي وهو يفتح فمه لما يراه من منازل وأناس لم يحلم يوماً برؤيتهم
أخذ ريو يبحث عن عنوان والدته ولكنه لم يعرفه فلم يملك خياراً إلا أن يبحث بأسم زوجها دولڤ
بحث بالأسم وسرعان ما وجد عنوان منزله إذ يبدو أن دولڤ هذا من أغنى الأغنياء هنا ، بعدما أخذ ريو عنوان المنزل أنطلق إلى هنالك وهو كله أمل أن يرى أمه ويحضنها بحنان فبعد كل شيء هو لم يعرف حنان الأم قط
وصل امام المنزل حبس ريو أنفاسه عندما رآه رأى ذلك القصر الجميل والمترف وحديقته الساحرة المليئة بأجمل وأندر أنواع الأزهار دخل ريو مروراً عبر الحديقة التي لم يستطع منع عينيه من النظر إليها فعيناه لم تعتد على النظر إلى المناظر الجميلة والخلابة بل أعتادت على رؤية الفقر والجوع والألم والموت والمعاناة
توقف امام الباب الخشبي الضخم وأمسك المقبض الدائري وبدأ يضرب به الباب حتى فُتِحَ الباب خرجت منه فتاة برداء أبيض طويل وعليه مريلة بيضاء فأدرك ريو بأنها الخادمة فقال " هل السيدة دولڤ هنا ؟"
ابتسمت الخادمة ثم قالت " نعم تفضل رجاءً "
دخل ريو إلى ذلك القصر الرائع عيناه تنتقل بين كل الأثاث والتحف الرائعة حتى وقعت عيناه على أريكة ذات لون أحمر غامق
طلبت منه الخادمة الجلوس عليه حتى تستدعي السيدة ، جلس ريو ينتظر أن تأتي أمه والحماس يحرق قلبه النصف مظلم
أنتظر وأنتظر حتى نزلت السيدة دولڤ وقف ريو ليرى أمه.........


الرواية | مؤلفة | عربية | المؤلفة : آينا @soul-amm | مأخوذة من موقع : واتباد

ملاحظة الرافع : إ ن كان هناك مشاكل بالتنسيق خاصة كلمات غير منتهية بنفس السطر قوموا بتعديل زوم المتصفح بتكبيره أو تصغيره !

2017/08/10 · 457 مشاهدة · 1391 كلمة
KORO
نادي الروايات - 2024