الراحة


شعر كيران بالأمن في الوقت الحالي .

مع ذلك، ما زالت الفتاة حذرة، تقوم بفحص محيطها و الاستماع بعناية. عندما رأت أنه لم يعد هناك أي مطاردين، إستمرت بالسير .

"اتبعني" قالت .

كيران أسرع في أتباعه عندما توغلت في الخراب .

بعد التهرب من عدة دعامات خشبية و العديد من أكوام الحطام، توقفت. استخدمت الفتاة يده لمسح الأوساخ عن الأنقاض أمامه، وكشفت عن مدخل خشبي مخفي .

بهدوء، قامت برفع الغطاء الخشبي وتم الكشف عن مجموعة من السلالم التي تؤدي إلى تحت الأرض .

"اذهب!" وأشارت الفتاة إلى كيران، اشارت له بأن يدخل .

أطاعه دون تفكير آخر .

من خلال الضوء الخافت، رأى كيران ما كان مخبأ في اسفل السلالم .

كانت خزانة تخزين مع بعض الرفوف الخشبية و عدد قليل من الأدوات ملقاة حولها .

يبدو أنه لا يوجد أحد آخر، مما يقلل من إمكانية الكمين .

دخل كيران غرفة التخزين وانتظره الفتاة على السلالم لتتبعه .

عندما دخلت، قدم نفسه .

"مرحباً، أنا كيران"

"كولين. هل أنت جندي"

يبدو أنه تريد معرفة من كان، كان صوته هو ما خانة ارتيابها .

من الواضح، أن طريقة كيران في استخدام الخنجر كانت لا تزال حية في ذاكرتها .

"لا أنا لست جندياً. أنا فقط أحب فنون الدفاع عن النفس، وفي هذه الحرب اللعينة، استخدمته بالمكان الصحيح. انظري، أنا لا أعني أي أذية لك. عليك تعلم ذلك. إذا فعلت ذلك، لم أكن لاخوض كل هذه المشاكل"

لاحظ عينيها بقيتا متيقظتين في الوقت الذي شرح فيه الأمر، فاختار كلماته بعناية وصقلها لقد ما يستطيع .

لم يكن من الجيد أن تكون جندياً أثناء الحرب .

كان الجنود يشكلون تهديد على الأعداء و كانو بحاجة إلى القضاء عليهم .

فكر المدنيون بهم كتهديد ايضاً .

كانت الحرب مثل السم. تخرج ظلمة الناس، خاصة عندما تكون هناك ميزة لأحد الطرفين على الآخر، يمكن لكيران تفهم موقفها، مع الأخذ في الإعتبار وحشية الجنود التي كانت تشاهده خلال الأشهر الأربعة في الحرب .

بعد كل شيء، ذكر في وصف بعثة الزنزانة *"التمرد" .

*(أنا كتبته في الفصل الأول الثوار لكني عدلتها إلى المتمردين)

لم يكن من الممكن تحديد كيران كجندي، وكان ذلك بالتأكيد الخطوة الصحيحة له .

كلمات كيران يجب أن يكون له تأثير على الفتاة .

عندما أنهى شرحه، بدت عينيها أقل قلقاً ومع قليلاً من الارتياح .

"آسفه، لم يكن علي أن أسأل، لقد قابلت الكثير من الفارين من التمرد. البعض منهم على ما يرام، ولكن معظمهم…"

كولين عبست، لم تكن تعرف كيف تشرح .

يوجد أشخاص طيبين وأشرار في كل مكان" قال كيران .

لا يمكن اعتباره مريحاً أو حكيماً، فقط الشيء الصحيح الذي يجب قوله في هذا الوقت .

جعلت هذه الكلمات من كولين تقر به .

"يمكن أن أسمح لك بالبقاء معي لمدة يوم لسدادك لمساعدتي، لكن يجب أن تغادر قبل حلول الظلام غداً" قالت كولين .

"شكراً لكي" أجاب كيران .

على الرغم من رغبته في الحصول على المزيد من المعلومات، إلا أنه شعر بأن الوقت غير مناسب لطرح السؤال على كولين .

على الرغم من أنه مجرد لعبة، إلا أن الواقعية جعلت من كيران يدرك أنه إذا قام بأي تحرك غير مناسب، فإنه من المرجح أن يتسبب في سلسلة من ردود الفعل التي من شأنها التأثير على مستقبله في اللعبة .

قد يكون ردة الفعل جيدة أو سيئ، ولكن استناداً إلى خبرته، فمن المرجح أنه سيكون الأخير .

على الأقل لم يكن عليه أخباره كيف نجا من الحرب خلال أربعة أشهر ولم يكن على دراية بالمدينة .

ومع ذلك، اعتقد كيران أنه إذا طلب من كولين سؤالاً لم يطابق هويته، فإن موقفها تجاهه سيتغير بسرعة .

ربما يخاطر في مكان اختبائه لليوم .

لذلك، عندما شاهد كيران كولين تسير إلى الزاوية الأخرى في الغرفة، واستقرت هناك ولم تحدث أي ضوضاء أخرى، فعل الشيء نفسه. سار إلى الطرف الآخر من الغرفة، استند على الجدار و اغمض عينيه .

عندما تم إغلاق أجفانه، ملا الظلام رؤيته، ومع كل نفس أخذه جسده يتعافى، مما سمح له ببعض الراحة .

ومع ذلك، كان متعباً عقلياً .

وطبعت صورة الدم و الموت في عقله، مما أثر سلباً في صحته العقلية .

استغرق الأمر بعض الوقت، لكنه تمكن من النوم .

………………….

استيقظ كيران بصوت حركة في الغرفة .

فتح عينيه لرؤية كولين تمسك بسكويت في الزاوية المقابلة له. من مظهرها، يجب أن تكون من حقيبة الظهر التي اكتسبتها من الجثة بدون رأس في الليلة السابقة .

عندما نظر إليه كيران، كولين تصلبت .

كان للغذاء قيمة مختلفة تماماً أثناء الحرب .

كان البسكويت و الخبز اللذان كانا مستهلكين خلال أي يوم سبب أخر للقتال أثناء الحرب .

وقد كافحت كولين و الرجل بدون رأس لهم فقط في الليلة السابقة .

عرف كيران نوايا كولين بعد أن شاهد شكوكها حوله. وقد أشار إليها أنه لا ينوي أي ضرر وأن يخرج علبة الطعام من حقيبته الخاصة .

ظل جسم كولين متصلباً حتى أخذ كيران العلبة. عندها قامت بتراخي أخيراً .

إذا كان لدى كل منهما طعام، فليس هناك أي سبب للقتال .

لم يتحدث أي منهم أثناء تناولهما الطعام .

اخفضت كولين رأسها، وتبدو تفكر في شيء ما .

كان كيران يمضغ طعامه بينما ينظر إلى سجل النظام .

[المهمة الرئيسية: البقاء على قيد الحياة لمدة سبع ايام 7/0] قد تغيرت إلى [7/1]، وقد ظهرت حالة [الجوع] في نافذة الشخصية .

[الجوع: في حالة الجوع، فإن أقصى التحمل 20% أقل من المعتاد و تستنفد مرتين أسرع. عندما يكون التحمل غير كافية، قد يحدث مع الوقت ضرر للصحة]

بعد تناول الطعام المعلب، اختفت حالة [الجوع] من النافذة .

"هناك جوع في اللعبة ايضاً؟" فكر بهدوء .

مرة أخرى، كان مندهشاً من واقعية اللعبة .

ثم فجأة، عبس. بفضل حالة [الجوع] التي اكتشافه حالياً، سيكون عليه العثور على المزيد من الطعام من أجل البقاء على قيد الحياة .

من الواضح أن هذه المهمة لن تكون سهلة في مدينة مزدحمة في الحرب مثل هذه المدينة .

"الطعام المتبقي معي سيبقى لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، وسأكون خلال يومين باقصى حالتي للقتال" قال كيران وهو يتأمل الطعام المتبقي علبتي طعام و زجاجة الماء المقطر .

سيحتاج إلى المزيد من الإمدادات من أجل البقاء على قيد الحياة، والأمور ليست جيدة بالنسبة له .

السعال المفاجئ اوقف أفكار كيران .

نظر إلى الأعلى لرؤية كولين تغطي فمها بيد واحدة، وتضرب على صدره باليد الأخرى .

بدأ الأمر أنها تختنق بالبسكويت الذي كانت تأكله. البسكويت الجاف ليس من السهل مضغه .

"هنا، خذي بعض الماء!"

أقترب كيران منها وقدمه له زجاجة الماء .

أخذت كولين جرعتين كبيرتين، ولم يتبقى له سوى ثلث الماء .

قامت بزفير بعمق .

"شكراً…!"

نظرة كولين إلى الماء المتبقي وشعرت بالحرج .

كان الطعام مهماً في أثناء الحرب، وأيضا الماء كذلك .

إذا كان الشخص على استعداد لتقاسم طعامه و مياهه في أوقات الحاجة، فإن ذلك دليل كافي بأنه لا يعني أي أذية .

عرفت كولين ذلك، وهذا هو السبب أنه أرخت من حذرها قليلاً لكيران .

وأصبحت أكثر استعداد للتحدث معه، وهو ما توقعه كيران .

"ماذا كانت وظيفتك قبل الحرب؟" سالت كولين بفضول .

"كنت طالباً، ولكن بعد ذلك حدث بعض الأشياء، وأصبحت اوتاكو. ماذا عنكِ؟"

"كنت طالبه أيضاً، ولكن بسبب القتال و الشراب ومشاكل أخرى، ألقيت في مركز خدمة المجتمع. قبل أن أتمكن من إنهاء مائتي ساعة من خدمة المجتمع، اندلعت الحرب. في البداية شعرت بالسرور لكوني ارتاح من واجباتي، ولكنني أفضل أن أخدم مدى الحياة خدمة المجتمع من الإستمرار في العيش في هذه الجحيم!" أضافت بعد شرح كيران .

لم تكن قادرة على التوقف عن الكلام .

وجهه البارد، بدأ أنه قد اختفى في لحظة .

كل ما استطاع كيران فعله هو قبول كل ما قالته وتركها تستمر .

أغلبية الأشخاص يرتدون أقنعة في حياتهم اليومية لحماية أنفسهم، وهذا الوقت البائس يتطلب ذلك بكثرة.

"كنت اعيش في الحي السادس برودواي، ولكن عندما جاء النسر و السفاحون و داهموا المكان، لم يكن لدي أي خيار إلى الانتقال إلى منطقة حديقة الفيلا، ثم أتى إلى هنا ايضاً ابن العاهرة!"

"هل النسر رجل قوي حقاً؟" سأل كيران عندما أستمع إلى هذا اللقب مرة أخرى .

"بالطبع لم تسمع عنه لأنك لست من هنا، قبل الحرب، كان النسر مجرد سفاح عادي بدون أي لقب، ولكن عندما بدأت الحرب، حصل على الكثير من الأسلحة من مركز الشرطة، الذي تم حبسه فيه. وبينما كان المتمردين يبنون قواتهم، أصبحت تلك فترة هدوء لا سكون فيها. تعاون النسر مع المجرمين الآخرين في الحبس واستولوا على الحي السادس برودواي!"

:المنظمة الأخرى لم تجرى على مواجهته وجه لوجه، لأن ذلك اللعين قوي فقط و أيضاً انتقامي، أي شخص تجرأ على الإساءة إليه من السفاحون أو المدنيين، سيواجه نهاية سيئة. زعيم السفاحين الأخير الذي أساء إليه شنق و احرق حياً على عمود الكهرباء في الحي السادس!"

بدت كولين تعرف الكثير عن النسر .

فجأة تحول وجهه إلى شاحب .

أدركت أن الرجلين الذي قتلتهم هي وكيران في الأمس هم رجال النسر .

بعد انتهاء كولين من الحديث، تحول وجه كيران ايضاً الى شاحب .

******************

ترجمة: AMA11

لقراءة من الفصل السابع إلى التاسع

https://ama11novel.blogspot.com

للدعم عبر بأي بال PayPal

https://www.paypal.me/AMA11novel

2019/01/13 · 541 مشاهدة · 1428 كلمة
AMA11
نادي الروايات - 2024