استأجر جونغ جين ونيبو عربة تعبر بهم الجسر الى غرب نهر تيمبوس، طوال الطريق و بينما كانوا داخل العربة

علّم نيبو جونغ جين كيف يمتطي العربة المُستأجرة وكيف يستقل مركبة مشتركة.

' لم تذكر الرواية هذا النوع من الأنشطة، ولكن يجب علي أن أكون ملماً بها.'

بعد أن تعلم الحبال، أخبرا الفارس بوجهتهم، وبالتالي أنزلهم عند واجهة مبنىً حجريٍ صغير. كان احد الفروع القريبة لبنك بلاتا.

بعد خمس دقائق، مدير فرع السيرك الملكي في مصرف بلاتا، هينري فيست، مسح العرق من على جبينه.

"ماذا؟! آسر؟ هل هو الأب ام الابن؟ أيهم بالداخل الان؟"

ردت سكرتيرة مدير الفرع بهدوء "الابن."

"هل هو برفقة رجال أعمال المركز؟"

"انه ليس الابن الأكبر، مدير، بل الثاني."

"هنالك ابن ثاني في ذلك المنزل؟"

"نعم، طلب أن يتحقق من حسابه المصرفي."

"هل أنتِ متأكدة من هذا؟"

"اسمه كلايو آسر، طالبٌ في كلية دفاع العاصمة الملكية."

"عمّ كان يستفسر؟"

"يريد أن يسحب مالاً."

"كم المقدار؟"

ردت سكرتيرته, "هو فقط أجاب بغموض, إجمالي رصيد حسابه 400,000 دينار. علاوة على ذلك، احتياطاتنا النقدية

غير كافية اذا سحب كل شيء اليوم. المركز...."

"أرى ذلك، سأتحدث اليه واسأله لما زار فرعنا" قال هينري.

لكن مدير الفرع لم تكن لديه ادنى فكرةــ السبب الوحيد وراء زيارة الفتى هو قرب الفرع من مدرسة كلايو، حيث كان يدرس.

كانت غرفة الانتظار في فرع السيرك الملكي لمصرف بلاتا فاخرة وجميلة. احتوى المكان على علب سيجار وزجاجات براندي

مصفوفة بجانب اريكة مريحة، يشبه نوادي الرجال النبلاء التي نراها بالأفلام.

استمتع جونغ جين بالراحة القصيرة بينما جلس على الاريكة.

' بالطبع، لا اظن انها غرفة انتظار مع صبي بعمر السابعة عشر، هل سيكون من غير المعتاد ان اطلب مشروباً؟' فكر جونغ جين

بينما كان يحدق بزجاجات الخمر امامه.

انتظر دوره، لكن شيئاً ما اتضح في اللحظة التي وصل فيها الى الشيك عند نافذة الصراف ووقع عليه —

لم يكن يعرف ما مقدار المال الموجود في حسابه. لذا، قرر ان يستعلم عن هذا قبل ان يكتب مقداراً.

فجأه، كان هنالك ضجة في غرفة الصرّاف وشعر جونغ جين بالحرج عندما طلبوا منه أن يدخل.

' لماذا استدعوني فجأه..... هذا يجعلني اشعر كما لو أنني نصاب محتال تم القبض عليه.....'

لكن بالطبع، لم تكن هذه القضية. حساب كلايو يحتوي على 400,000 دينار بداخله وصراف البنك كان قلقاً ما إن كان سيسحب المبلغ كاملاً.

جونغ جين، متذمراً من أجل شراب، كان مسروراً عندما سمع عن نقوده. هو ابتسم قليلاً عندما رأى مدير الفرع قادماً.

"أهلاً، انا كلايو آسر. لم يكن هنالك داعي لقدوم المدير, لكن شكراً على كل حال" رحب جونغ جين بمدير الفرع اولاً.

"هذا لا شيء. شكراً لإستخدامك لبنك بلاتا لعدة سنوات منذ عهد والدك، لقد سمعت عن قلقك. كم تريد أن تسحب؟" أجاب هينري بطريقة ودية، ماحياً قلق الصبي.

"كنت أفكر بسحب بعض الأموال من اجل مصروفي الشخصي، لكن كان هنالك نوعاً من الفوضى، سأنفقها فقط من أجل نفقات معيشتي ".

كان الارتياح مُلاحظاً على وجه مدير الفرع، بعد برهة. سأل الفتى " حسناً، ماذا عن 1000 دينار. هل يكفي؟"

"هذا جيد."

'فقط كم من المال هو 400,000دينار؟' فكر جونغ جين، لكن بعد لحظة خمن 'حسنٌ، أعتقد انه بالفعل مبلغ هائل من المال."

بعدها اعتذر المدير عن توتر الصراف مسبقاً، "أساء موظفونا فهم نواياك واضاعوا وقتك. عذراً".

"لا بأس، ولكن هل بإمكانك أن تعطيني بعض البراندي لهذا؟"

"أي شيء! لدي مشروب جاهزٌ لك." وافق مدير الفرع على طلبه وعرض عليه بسخاء مشروباً دون تأخير "إذاً، سأجلب النقد هنا لاحقاً."

"نعم، خذ وقتك."

لاحظ المدير سلوكه الهادئ الذي لا يتماشى مع صبي وصل لتوه لسن البلوغ. لكن جونغ جين كان مأخوذاً للغاية بالتفكير بطعم البراندي كي يلاحظ.

اخيراً، كأساً مملوءاً بالبراندي وصل الى يديه، الفتى كان يحمل كأساً من البراندي، يبدو وكأنه يملك العالم. أبدى اعجابه بالإحساس الساخن الذي خلفه الخمر وهو ينزلق الى اسفل حلقه والرائحة العطرة التي لمست طرف انفه. كان ذا جودة مثالية.

طعمه افضل حتى من أرماناك البالغ من العمر خمس وعشرين سنة! هو ظن.

عندما وصل جونغ جين إلى الثلاثين من عمره، أصبح مدمنا على الكحول بدلا من الكتب.

عندما كان بالشركة التي عمل بها مسبقاً، تذكر أن بعض المؤلفين جلبوا لهم الخمر من رحلاتهم بالخارج كهديه.

بينما كان من المزعج سماع رئيسهم يتذمر وهم يشربون، الخمر باهظ الثمن لا زال يستحق العناء.

الان، شعر بالحرية، شرب الكحول بدون سماع شكاوى رئيسه.

'هذا ليس سيئاً على الاطلاق.' فكر جونغ جين.

أفرغ جونغ جين البراندي ببطء.

اخيراً، عاد مدير الفرع، جلب النقود بينما كان جونغ جين يتمتع بالرائحة الباقية من البراندي. الولد مليءٌ بالابتسامات عندما سلمه الرجل ظرفاً سميكاً، والذي أخذه بسرور بين ذراعيه.

"يمكنك أن تطلب تحويلاً مصرفياً في المرة القادمة حتى لا تضطر للزيارة شخصياً، نشكرك على إتمام المعاملة، وأرجو أن تقدم تحياتي لوالدك." قال المدير.

"بالتأكيد، سأفعل ذلك. شكرا لك أيضاً" جونغ جين أجاب.

'على الرغم من كونه مصرفاً محلياً، المدير يحيي العميل شخصياً... أهذا هو مذاق الملعقة الذهبية؟' فكر باندهاش.

بينما كانوا يصحبونه الى الردهة حيث كان نيبو ينتظر.

بعد رؤية الفتى النحيل يعود برفقة بالغين، فتح عينيه على وسعها.

"هيه، أنت طفلٌ من عائلة مرموقة!" قال نيبو.

"حسنٌ، أنت الان تعلم، دعنا نذهب اذاً." أجاب جونغ جين.

نيبو، الذي لا زال مصدوماً، لاحظ كيف تم استقبالهم بأدب من قبل مدير الفرع الأصلع.

جونغ جين شعر بالراحة بينما كان نيبو يأخذ وقته، يحدق في جمال الردهة المبهر.

بعد أن غادر جونغ جين، استدعى هينري فيست سكرتيرته بسرعة.

"تتبعي أنشطة فتى آسر في العاصمة، أنا متأكد ان هذا الابن الثاني الذي لم يكن بهذا النشاط من قبل، يملك بعض الأهداف الخفية." هو قال.

"نعم، سيدي."

"هو ايضاً من الآسر. أنا متيقن ذلك الطفل يخفي شيئاً، لا ضير من ان نكون حذرين." غمغم المدير لنفسه بعدما خرجت سكرتيرته من الغرفة.

لسوء الحظ، لو علم جونغ جين ان افعاله ستصل الى مسمع رئيس بنك بلاتا كان سيبصق شرابه.

2021/05/06 · 1,712 مشاهدة · 914 كلمة
Blueivy
نادي الروايات - 2024