تقدّم الطلاب الأربعة، الذين تم استدعاء أسمائهم، ووقفوا أقرب إلى الأستاذ جيبيدي الذي كان يتجاهل طوال الوقت الحشد الثرثار من الطلاب المصطف وراءهم.
"من سيذهب أولاً؟" سأل العميد.
تسبب هذا السؤال في قيام الفتيات الثلاث والصبي الوحيد بتبادل النظرات، دون مقدمات، اتخذ كلايو خطوة للأمام بسرعة متطوعاً.
قال كلايو: "سأذهب أولاً".
"حسنًا، كلايو، ليكُن. هل سترسم معادلة سحرية أم ستحاول فتح دائرة؟" سأل جيبيدي.
"سأفتح دائرة يا سيدي."
مع تصريحه، تنفست إيشيل بحدة. إذا كانت تستطيع التحدث في هذا الوقت، لكانت ستصرخ في كلايو "ايها الكاذب!!"
ومع ذلك لم يكن لدى كلايو الوقت الكافي للتفكير في ردة فعل الآخرين على قراره. لقد أمسك عصا التدريب في يده بإحكام وحاول ألا ينظر إلى الوراء قدر الإمكان.
لم أكن أريد أن أعترف بصوت عالٍ أنني قد عضضت أكثر مما أستطيع مضغه، لكن وضعي الحالي قليلاً...
جسدي مشدودُ الاعصاب.
رغم ذلك، لم يستطع استعادة السهم الذي تم تحريره بالفعل. على هذا النحو، قبل أن يبدأ حركته، فكر أولاً في خياراته. في البداية كان ينوي إخفاء مهارته والكشف عن موهبة كافية للنجاح فحسب. ومع ذلك علِم بهيموث أن كلايو لا يمكنه الحصول على أكثر من 50 نقطة في الموضوعات الأساسية لفن المبارزة. وبالتالي، فقد اختلف بشدة مع خطة كلايو مرتجفاً.
"أنت أسوأ من فزاعة في المبارزة! لذلك، بكل الوسائل، يجب أن تحصل على 100 كاملة في أساسيات السحر! وإلا، فإن مخصّصاتك ومدخراتك، جنبًا إلى جنب مع المشروبات الكحولية الخاصة بي، سوف تضيع!"
عندما يتعلق الأمر بالدرجات، آمن كلايو بكلمات بهيموث دون أدنى شك. ومن ثم، وافق على الخوض في "معسكر القطة الجهنمي قصير المدى" ودرس بجنون. و كنتيجة نجح أخيراً في فتح دائرة بمفرده في الليلة السابقة للأمس.
وكان كل ذلك بفضل بهيموث، الذي استطاع أن يشعر بطاقة الأثير بدقة. وبسبب هذه القدرة تمكّن من أن يرشده إلى كيفية توزيعها بضرب بطنه وظهره وكتفيه مئة مرة.
عليك نشر الأثير بشكل صحيح لرفع مستواه إلى مستوى أعلى. تذكّر، لا تسحبه من الخارج فحسب، بل اسحبه من القلب أيضاً. ثم اسحبه! تخيل الدائرة التي تريد رسمها بوضوح واحتفظ بها في قلبك وأنت تحضّرها!
حتى في هذه اللحظة، بدا صوت بهيموث الصارخ وكأنه يرن في أذنه. على الرغم من أنه شعر بالرهبة بعض الشيء عندما رأى دائرة جيبيدي، إلا أن كلايو استجمع قواه وعزّز صلابتة. بدأ بتوزيع الأثير على قلبه وهو يمد عصا تدريبه إلى الأمام.
سرعان ما ارتفعت دائرة ذهبية من تحت قدمي كلايو. على الرغم من بذله قصارى جهده، إلا أن الحلقة التي صنعها بلغ قطرها حوالي 2.5 متر فقط- وهو بعيد كل البعد عن الحلقة التي صنعها جيبيدي.
ما اللعنة؟ لا يمكنني حتى فتحها بنفسي، لكنه قادرٌ بالفعل على القيام بذلك؟ أنت رائع يا كلايو.
"رائع!"
"واه! هذا-"
"وييييييييي!"
"ماذا؟! دائرة؟!"
"إنها دائرة!"
"هذا غير معقول."
صاحت التوأمتين أنجليوم بأصواتٍ عذبةٍ متطابقة. وعلى الرغم من أن صوتهم لم يكن مرتفعاً، إلا أنه دقّ فوق الأصوات العالية التي كان يُصدرها الطلاب الآخرون. ومع ذلك فشل هذا الضجيج في الوصول إلى أذن كلايو لأنه كان منغمساً في تنفيذ صيغته السحرية.
كان من السهل عليه أداء سحر [الريح] لأنه حفظه بالفعل في رأسه. ومع ذلك، فإن تنفيذه لـ [سونهوا] كان متأخراً بعض الشيء، مما تسبب في ارتدادها عن الصيغة الأولى لأنها لم تتداخل بشكل مثالي. لسوء الحظ، لم يستطع فعل أي شيء لإصلاح ذلك لذا استمر في المضي قدماً.
على هذا النحو، بدأت صيغة [الريح] السحرية في التشكّل. وسرعان ما أشرق الأثير ببراعة، مكملاً الشحنة السحرية.
لا أستطيع أن أفعل هذا. من الصعب جداً بالنسبة لي الجمع بين صيغتين!
نظراً لأن [الريح] كانت الصيغة الوحيدة النشطة، فلا يزال بإمكانه استخدام بعض الكلمات الأخرى من عالمه الأصلي لقمع هذه التعويذة
"
أنا آسف، ولكن بما أنني لا أمتلك مواهب أدبية، فسيتعين علي استعارة فقرة.
"[مرت رياح قوية هزت براعم أيار الرقيقة!]"
ثم احترقت الدائرة السحرية بشكل مشرق. والريح الخارجة لم تكن على مستوى مجرد نسيم. كانت عاصفة! وعلى الرغم من أنها كانت عاصفة من نقطة واحدة، إلا أنها هزت الدائرة السحرية التي صنعها كلايو، مما أدى إلى بعثرة شعره البني بعنف وتجعيد اطراف سترة زيه المدرسي.
كانت [الريح] العنيفة محاصرة في دائرة ضيقة. على هذا النحو تحولت إلى عاصفة ذهبية اندلعت في السماء. كان الأمر يبدو كما لو كانت هنالك عين إعصارٍ تحوم فوق أرض التدريب. وهكذا لم يكن كلايو قادراً على المقاومة، مما سمح لجسده الخفيف بالتأرجح والانجراف بعيداً تحت سيطرة الرياح القوية.
ومع ذلك، لم يستسلم، حيث سرعان ما توصل إلى صيغة سحرية أخرى ليحافظ على ثباته وسط الرياح العاتية التي تحبسه. وهذه المرة، ببساطة لم يكن لديه وقت للتفكير في أي عبارة جميلة لاستخدامها. لذا، فقد اكتفى بجملة بسيطة.
هتف كلايو " [حظر مُلقِي التعاويذ!] ".
خبطة-
عند هذا الخط، تألق حد الأثير بشكل ساطع لدرجة أنه لم يتمكن أحد من رؤية كلايو يسقط على الأرض، من حسن حظه. غطّى كلايو عينيه وعبس وهو يقف ونزع زيه المغبر. بعد ذلك استمرت العاصفة بضع ثوانٍ فقط قبل أن تتوقف بشكل طبيعي.
عند رؤية هذا المشهد، أصيب الطلاب الآخرون بالذهول. لقد كانوا في حالة من الرهبة لدرجة أن الكلمات خذلتهم. ولم يقتصر الأمر على الطلاب فقط. المدربون والمساعدون الذين كانوا أقرب إلى ملعب التدريب اندهشوا أيضاً. تم تركيز كل انتباههم على ساحة التدريب بدلاً من إلقاء المحاضرة في الفصل الدراسي الخاص بهم.
الدائرة التي صنعها كلايو كانت بلا شك دائرة من المستوى الثاني. وعلى الرغم من أنها تتألف فقط من صيغة سحرية واحدة، إلا أن قوتها كانت قابلة للمقارنة بالفعل مع ساحر من المستوى الرابع. من هذا، يمكن للناس أن يروا أن كلايو كان بالفعل ذو موهبة عظيمة.
بينما ما زال الاخرون مندهشين، فتح جيبيدي فمه وتحدث بصوت جلي. كانت نظرته، عندما نظر إلى كلايو، قاسية ومتحمسة.
"أنت أول طالب مستجد يفعل ذلك من بعد آخر شخص فتح الدائرة قبل 52 عامًا ، كلايو آسر."
"هل هذا صحيح؟" سأل كلايو.
قال جيبيدي: "اسم هذا الطالب هو جيبيدي فوسيس، وهو الآن الساحر الوحيد ذو المستوى الثامن في مملكة ألبيون".
بلا مزاح. أنت بارع في طلاء وجهك بالذهب عندما تتحدث
* الترجمة حرفية المقصد أنه يحب يمدح نفسه كثير
"يجب أن تكون بصحبة أحد طلاب السنة الاخيرة الذين بإمكانهم ارشادك عندما تتدرّب. نتيجتك مثالية. وبدءاً من الفصل الدراسي التالي، أوصيك بالتفكير في حضور صف في السنة الثانية بدلاً من البقاء في صفوف السنة الأولى ".