بالعودة للوراء قليلا
بعد دخوله الى الدوامة ...... بدا بالنظر حوله و علامات الدهشة و الإعجاب تعتريه
لقد وجد نفسه يطفوا امام فضاء اسود بالكامل
الا من عدة أشياء مضيئة تمشي ذهابا و ايابا بسرعة البرق ، فلا تكاد ترى ماهية شكلها ......
و لكن بفضل تطور يوشيرو ، فقد اصبح بامكانه حتى متابعة تحركات الضوء
و لهذا عند النظر الى داخلها شاهد ان هناك أشكال غريبة لعدة أشخاص
و من هذا فقط استنتج انها عربة تنقل الشخص الى مكان محدد .......
و هذا ما اثار استغرابه !!!.. فكيف لفضاء اسود بالكامل و لا يحتوي على ذرة من الجاذبية
ان تتواجد داخله عربات و أشخاص من مختلف الاجناس يمشون و يتجولون بحرية دون مبالاة !! ؟ ... كما لو ان هذا المكان هو
العالم الخاص بهم و قد اعتادو العيش فيه
و لكن من بين كل هذا فقد ابتسم يوشيرو بوسع بينما يفكر { همممم هههه يبدو انني بدأت ابتسم و اضحك كثيرا
في هذه الأيام !!!..... هه و لكن من يلومني ، فاخيرا بعد ملل دام 17 سنة هناك شيئ مثير للاهتمام يحدث
فكيف لي ان لا أكون سعيدا هههه !!!...}
بدا بالخطو بضعة خطوات الى الامام .... حتى توقف امام باب كبير جدا ، فلرؤيته
كله تحتاج ان ترفع رأسك الى ان ينكسر !!...
و يمكن القول عنه بوابة لقصر ما او قلعة أسطورية دون مبالغة
و ما اثار دهشة يوشيرو غير حجمه الذي يظهر له نفسه انه مجرد حبة بازلاء في صحن كبير !!
هو تلك الزخارف او الرسومات العتيقة الحية التي تتحرك بشكل دائري !!.....
لقد كانت عبارة عن
( هذا فقط شكل تقريبي لتوضيح الفكرة )
ثعبانين كبيرين كأنهما تنين حي ، لقد كانتا تتحركا بشكل مموج و دائري حول شكل يبدو انه راس شيطان ما
لقد كان عظيما جدا لدرجة انه احتوى مساحة البوابة كلها تقريبا ، دون حساب الثعبانين
و يتموضع على راْسه قرنين مثل صاعقة برقية !!!...
لا تبان ملامح وجهه من كثرة الغبار المتراكم عليها ...
فقط تلك الابتسامة الشيطانية المخيفة التي تظهر مدى شراسته و شره
اطال يوشيرو التحديق قليلا و هو غارق في أفكاره ..... ثم في النهاية هز كتفيه بدو اهتمام
و قال بتلك الابتسامة التى لم تغادر ثغره ، و لا أظن انها ستغادر
" همف هههه سنرى من سيهزم في الأخير .... و من منا اكثر تعطشا " و تابع ضحكه بصوت رتيب
و فقط حينما أراد لمس مقبض الباب لكي يدخل !!!!...
انفتحت أمامه الأبواب ببطئ مخلفة وراءها صوت احتكاك الحديد و الصدأ
مما يجعلك تفكر ، بان هاته البوابة لم تفتح أبدا منذ عدة قرون خلت
و قد شرب عليها الدهر حتى جعلها الى ما هي عليه الان من قدم و صدا
...... و هذا ما و ضحت تعابير الأشخاص الذين تجمعوا في صدمة من امرهم
حتى ان العربات الضوئية قد توقفت ، ونزل راكبوها و علامات الدهشة تغطي وجههم
بينما يتهامسون في ما بينهم بلغة غريبة ، و لكن العجيب من هذا هو ان يوشيرو قد استطاع فهمها بسهولة
و كأنها لغته الام التي تربى عليها و هذا ما دفعه الى ازدياد توسع ابتسامته
" هييي هيييي ه ... هل ترون ما ارى ؟؟؟ .. او انني ما زلت احلم ....!! ؟؟ "
" كلا .!!!!... كلا !! ؟ .... انت لا تحلم ، فنحن ايضا راينا بوابة ملك الفوضى تفتح !!! ؟؟؟ "
توسعت عيون الجميع و هم يَرَوْن هذه الظاهرة الغريبة و النادرة او المستحيلة الحدوث !!!
" هيئ الا تعلمون بان هذه البوابة لم تفتح منذ 3000 الف سنة !!! ؟؟؟فلما الان !! ؟ ......"
أومأ الحشد جميعا و هم يصوبون نظرهم الى يوشيرو باستغراب و دهشة
" يا ترى من هو ذالك الشخص !! ؟؟؟ "
" هل من الممكن انه قد قام بجريمة شنيعة تستوجب تدخل ملك الفوضى ! ؟؟؟؟ ..."
فقط بعد هذا الكلام بدا الجميع بتبادل النظرات فيما بينهم ، و هم يجدون ان هذا هو السبب الوحيد المنطقي
لمثل هذه الظاهرة
و اثناء كل هذا فقد استمتع يوشيرو برؤية ارتباكهم ، و قد أراد مواصلة النظر الى الامر
و لكنه ذكر نفسه بانه لا يمتلك الوقت الكافي لهذا ، و ان عليه الإسراع
قبل حدوث شيئ غير متوقع ....... فأسرع بخطاء لداخل البوابة تاركا
التجمع خلفة يتجادلون عن سبب فتحها ....... و عندما اغلقت البوابة خلفه
حينها فقط انتبه الناس و اتسعت اعينهم لأقصاها !!!!
" ل ..... لقد دخل !!!!! "
هذا كل ما استطاعوا قوله تحت تأثير الصدمة الهائلة
************************
أشرقت عينيه تحمسا وهو يرى ، عدة مخلوقات ترتدي ثيابا موحدة تبدو كالدرع ، ويحملون سيوفا ورماحا غريبة الشكل
تخرج منها هالات قاتلة و مظلمة ، ذيولهم حادة و منبسطة على الارض و لا تتحرك حتى شبرًا واحدا
و من المعروف جدا انه لضبط حركة الذيل تحتاج إرادة و تركيزا قويين بالاضافة الى قوة مكثفة !!! ؟ ..... و هذا ما برهن
ليوشيرو انهم ليسوا مجرد حراس ضعفاء و عليه أخذ الحذر منهم
بالاضافة الى تلك القرون المستقيمية الشكل و الاعين الحادة ، و هذا فقط ما كان ظاهرا من خلال ثيابهم القاتمة
و اما عند ملاحظة تلك النظرات التي يطلقونها ستعرف على الفور انهم كائنات قد عاشت مئات السنين على الأقل
و ليس من السهل التغلب عليهم ، و لكن من معرفة طبيعة يوشيرو ..... فهو فقط ابتسم دون مبالاة
ناظرا الى هيآتهم المنظمة و المرتبة في خطين متقابلين
كما لو انهم ْموكب حضر فقط لاستقباله !! ؟ ...
و ما ان و ضع قدمه أمامهم .... حتى توهجت اعينهم من تحت الاقنعة خاصتهم بلون دموي قاتم
و ستلوا أسلحتهم استعدادا للهجوم !!!.....
فقال يوشيرو " هممم اذن أنتم لن تدعوني امر دون مشاكل ؟؟؟ !! ههه اذن لا باس يسعدني اللعب معكم "
بعد كلامه هذا خطى خطوة اخرى الا انها لم تكتمل بسبب الرمح الذي غرس في مكان موضعها على الارض
يوشيرو " اوووه ارا ارا هل تريد قطع رجلي ام ماذا !!...... ستقتلني أمي ان وجدت خدشا علي ، وانا لست مستعدا لذالك
لهذا سيتوجب علي الانتهاء بسرعة "
نظر اليه الحراس نظرات ازدراء و سخرية ... ثم أحاطه عدد كبير منهم ، يمكن تقديره بأربعين
كونوا حوله حلقات ..... الثانية اكبر من الاولى ، حتى ان الابرة لن تستطيع إيجاد مخرج للهروب
و لكن رغم كل هذا الا ان يوشيرو حافظ على هدوء تعابيره دون أدنى تغيير
و فقط بدا بتحريك أصابع يديه بحركات يمكن القول عنها عشوائية ، و لكن عند المشاهدة لمدة
ستجد كما لو انه يعزف على البيانو معزوفة خيالية و هادئة
........ و فقط في لحظات أصبحت اجساد تقريبا ثلاثين شخصا مقطعة الى عدة قطع
كما لو انها شرائح لحم نيئ ، بينما مازلت أصابع يوشيرو ترقص و في مساماتها الدقيقة تخرج
خيوط حريرية و حادة لا تكاد ترى و لكنها كانت مزينة بقطرات من الدماء ، و فقط حينها توسعت اعين
الجنود المتبقين وهم يَرَوْن هذا المنظر الدموي ، فعلى الرغم من انهم عمروا مئات السنين
و رأو ابشع المناظر الا انهم يشهدوا أبدا مثل هذا المشهد حيث ان اجساد اصدقائهم القدامى
قد تقطعت و تناثرت في غمضة عين مثل الخنازير البرية
هذا المشهد قد اثر فيهم كثيرا لدرجة انهم لم يلحظوا حالتهم التي بدأت شيئا فشيئا تشبه حالة الذين أمامهم
و في النهاية لم يتبقى اي احد من تلك الحلقات ........... عندما رأى الآخرين هذا انفجروا جميعا في غضب و ما لبثوا ان يهجموا على يوشيرو
حتى قاطعهم صوت قوي و مدوي كالرعد ....... حين سمعه الحراس ركعوا جميعا في ان واحد دون تاخيرو تَرَكُوا أسلحتهم
يوشيرو " هممم ماهذا !! ؟؟؟؟ ..... لمن هذا الصوت ، لقد بدأت تؤلمني طبلتي أذني من الطنين ..."
و بينما هو يضع إصبعه في أذنه و يمسحها ، اذا بالصوت تكلم
" فلتخلوا جميعكم الطريق لضيفنا ، و لتوجهوه الى محضري "
فأجابه الجميع بصوت موحد و مدوي
" امرك مولانا "
فاستنتج حينها يوشيرو ان ذالك الصوت ينتمي الى سيد الفوضى ، فابتسم بغموض
و هو يشاهد تغير تصرفات الحراس ....... فقد عادوا الى اماكنهم مرتبين بهدوء كما لو انه لم تحدث
مجزرة قبل قليل ....... و بدؤا بقول كلمات غامضة و بصوت موحد ......
فبدأت الارضيّة حولهم بالتوهج بلون اصفر فاقع ، و بعدة عدة ثواني تشكل في وسط الساحة
باب كبير ذي لون اسود ........ عند رؤية يوشيرو لهذا ، لم ينتظر طويلا و هم بالدخول اليه دون اكتراث و ما لبث ان خطى
داخل الباب حتى أغلق من خلفه فبقي ينظر اليه لمدة ثم انفجر ضاحكا و بعدها اكمل مسيره ......... بقي يمشي في ممر ابيض
و يحيط به السواد ..... الا ان وصل الى باب مشابه تماما للباب الاول
ففتحه دون تردد ........................
اتسعت عينيه قليلا بانبهار و هو يرى تلك الغرفة الملكية الفخمة
لقد كانت كبيرة جدا لدرجة انه لن تستطيع رؤية حدودها ..!!!.. يتوسطها في المركز عرش ضخم جداا
حتى ان يوشيرو لا يستطيع بلوغ ربع رجل من أرجله
تحته توجد ثلاث درجات ذات لون ازرق غامق و ملكي .....
اما في الأنحاء فيوجد عدد من الأعمدة الضخمة التي لن تستطيع تخيل طولها !!!...
مزخرفة بعدد من الرموز و الأشكال الغريبة و القديمة ، بينما الارضيّة كانت مفروشة
بسجاد احمر تخترقه خطوط صفراء ذهبية ، و مطرزة برسومات ذات لون ازرق داكن يضاهي سواد أليل
....... اطال يوشيرو بالنظر الى تفاصيل تلك الغرفة او الساحة بدهشة و إعجاب شديدين من جمالها البراق
و اخيرا اثناء تدقيقه لكل إنش هناك ، وقع بصره اخيرا على صاحب ذالك العرش ، المتربع فوقه
بكل فخر و غرور !! ؟ ...
التقت أبصار الاثنين للحظات كأنها سنوات ........ احدهما ينظر بنظرة ازدراء واضح ، بينما الاخر ينظر بإعجاب و قليل جدا من الحسد
يوشيرو " اذن .... انت ملك الفوضى !!! ؟؟؟؟؟؟ "
ملك الفوضى " و ماذا تظنني ايها الكائن العامي "
فضحك يوشيرو من كلامه قليلا و قال
" لقد جاءت لاعرض عليك اتفاقا !!!!"
فتعجب الملك و قال بسخرية " همف كيف لمجرد عامي ان يعرض علي اتفاقا ، الا تعرف قدرك !! ؟؟؟؟؟
او هل تتمنى الموت بشدة " بعد كلامه هذا حرك يده قليلا ، فانبعثت منها موجة إعصار عاتية متجهة نحو يوشيرو
........ لم يتزعزع يوشيرو او يتحرك و لو خطوة واحدة ..... بل وقف بفخر وشموخ و بسط يده اتجاه الإعصار
فاختفى دون اثر !!..... دهش الملك كثيرا و اتسعت عيناه قليلا
{ كي .... كيف يمكن هذا ، انه مجرد حشرة ... لا بد و انه قد عمل خدعة ما ........ و لكن عند التفكير معمقا في الامر
فهذا ليس ممكنا ، فإذا فعل لكنت استطعت رؤيت ذالك ..... علي الا أستهين به !!}
بعدها تنهد الملك بعمق ، و أغمض عينيه بتركيز فإذا به يشع بلون احمر قاني مثل الدم و بدأت دوامة
سوداء بالدوران حوله ........ دام هذا لعدة دقائق ثم !! اختفت كل تلك الأشياء
ليظهر في مكانها جسد كبير نسبيا عن يوشيرو يمكن القول عنه جسد شخص بالغ ......
كان ذو عينين دمويتين ، حمراء و سوداء ..... تحيط به هالة قاتمة داكنة و شريرة
فوق جسده عدد من السلاسل الصلبة و لكنها مكسورة ، عند النظر اليها لن تعتقد يوما انها قادرة على الانكسار او الصدأ
له قرنين ذو شكل نادر و مقوس ، و ذيل لولبي ذو نهاية حادة كالسكين تحيط به ايضا هالة زرقاء قاتمة تميل الى السواد
كان يحدق بشكله بتمعن لفترة و كأنه لأول مرة يراه ...... ثم تحدث اخيرا !!!...
" يبدوا ان هذا هو شكلي هذه المرة !!!! فانا لم أعد الى هياتي الجسمانية منذ مدة طويلة جدا ... اظنها كانت 3000 الف سنة
على ما أظن ، هممم هذا يشعرني بالحنين قليلا .........."
ثم وجه نظره الى يوشيرو و ابتسم ابتسامة مرعبة و أردف " هههههه عليك ان تتحمل عواقب أفعالك يا صغير
و بما انك جعلتني أتحول الى هذه الهيئة ، اذن فمن واجبك تمتيعي على الأقل "
و بعد ان أنهى كلامه هذا ، لم يترك أدنى فرصة ليوشيرو لاستيعاب الامر .......
و بادر بالهجوم مطلقا نية قتل فظيعة .... و مليئة برائحة الدماء و القتل
وفِي لحظات فقط كان يسدد ركلة الى راس يوشيرو من الأعلى برجله اليمنى
وقد كانت ردة فعل يوشيرو سريعة جدا ، الا انها لم تستطع مواكبة تلك القوة
فاضطر الى ترك حفرة عميقة مكان و قوفه ....... دفع الرجل بيده اليسرى بينما سدد لكمة مشبعة بالقوة باليد الاخرى
مما دفع الملك الى التراجع قليلا ......
" ههههه ليس سيئا !!.... لست سيئا أبدا ...... أظن انه اخيرا سيكون هناك قتال ممتع طوال هذه 3000 الاف سنة
لذا لا تخيب ظني !!!....."
بعد قوله هذه الكلمات ابتسم يوشيرو باستمتاع و قال
" ههههههه لم أكن اعلم انني محظوظ الى هذه الدرجة ، ففي النهاية قد وجدت فرصتي لاختبر قوتي
الجديدة !!..... لهذا ارجوا المعذرة لأنني سأطلق العنان لنفسي !!!"
تشكلت دوامة ذهبية حول يوشيرو وبدات بالدوران حوله هو الاخر مخلفتا وراءها إعصارا صغيرا يتبعه هالة
خانقة و مركزة ...... و بعد ثواني فقط اختفت تلك الضجة !!!! و تركت وراءها !!!!!!!
اندهش الملك قليلا من التغير المفاجئ الذي حصل ليوشيرو .......
فقد اختفت قرونه و ظهر في مكانها أذنين كبيرين مثل خاصة الذئاب
ازدادت بنيته العضلية و تضخمت ....... شعت عينيه بلون اصفر فاقع جداا
و تلون شعره بلون ابيض كالثلج كما انه قد قصر كثيرا ......
زيادة على تلك الابتسامة المجنونة التي تشق وجهه ، بينما بدا بالضحك قليلا
كل هذا جعل الملك ساكنا في مكانه بصدمة و حيرة
و لكنه في النهاية قرر تجاهل كل شيئ و الاستمتاع باللحظة ......
" ههههه لم أظنك هكذا !! ؟ .. لم يخب ظني أبدا ، لهذا هلا بدانا الان فلا أستطيع الانتظار مدة أطول "
ثم بدأت السلاسل حوله بالطوفان قليلا ، و انطلقت بعدها بسرعة كالضوء نحو يوشيرو
و قد شكلت أشكالا حادة جدا مغلفة بقليل من الهالة القاتلة للملك
و قد عرف يوشيرو فور رؤيتها بانه ليس من الجيد مواجهتها و الا فانه سيتكبد خسائر فاضحة
لهذا فضل تجنبها ، فمن الجيد بعض الأحيان التخلي عن الغرور اذا أردت الاستمرار في الحياة
و بمجرد ان تفاداها شكل عدة كرات ذهبية من طاقته الداخلية ، و قد كانت متوسطة الحجم قليلا
بعدها وجهها نحو الملك بدون توقف ، و لكن الملك فقط بدا هو ايضا بإطلاق سلاسله نحوها
و بعد مدة و هم على هذه الحال ، شعر الملك بالملل فقرر تحويل القتال من قتال عن بعد الى قتال قريب فاقترب
منه بسرعة كبيرة ،حينها فقط ابتسم يوشيرو ابتسامة خبيثة ، فهو تعمد إرسال تلك الكرات بدون كلل
لانه قد استنتج من خلال حديثه مع الملك ، بان شخصيته تمل بسرعة من اي شيئ ، لذا هويفعل اي شيئ من اجل المتعة
لهذا أراد أشعاره بالملل لاستدراجه الى قتال عن قرب ..... و قد تحقق مبتغاه
هاجم الملك بوابل من القبضات بينما يبتسم بجنون ...... و في الجهة الاخرى كان يوشيرو يصد
هجماته بسهوله على خلاف المتوقع ..... فتعجب الملك و لكنه لم يأبه للامر لانه قد أعجبه
فقط بعد مدة من المشاحنات و إلقاء الهجمات باستخدام فقط القوة العضلية
توسعت اعين الملك قليلا و كأنه للتو ادرك أمرا ما و قال
" انت ...... انت هذا مستحيل ..... كيف يمكن هذا ، انا متاكد من انك شيطان !!! ؟؟فكيف لك ان تكون مستذئب ؟؟؟
فالمستذئبين وحدهم من يتمتعون بهذه القوة الجسدية الكبيرة رغم فارق المستويات !!!!"
ابتسم يوشيرو بشكل غامض و بينما الملك مشغول بالتفكير و البحث عن سبب منطقي لهذه الظاهرة
فقد كان يشحذ قوته في مكان واحد ، مجمعا ما يقارب 80% من قوته الداخلية بكفه .....
مستغلا تلك اللحظات القليلة في سهو الملك ... سدد لكمة مركزة جدا لمنتصف بطن الملك ، مما أدى الى جعله يطير
بضع خطوات للوراء بينما يُبْصق الدماء من فمه ..... و أعينه متوسعة لآخرها ......
و في الأخير استقر على الارضيّة الصلبة للغرفة ، ...... بقي ساكنا في مكانه لبعض الوقت يحاول استيعاب الامر
بينما هو يحاول كبح أعصابه ..... و في النهاية قرر الوقوف بينما الشرر يتطاير من عينيه
" كيف !! ؟؟؟ .. كيف تجرا على مهاجمتي و انا شارد الذهن ! ؟؟؟ "
فضحك يوشيرو ساخرا بينما يقول " هههه و من اخبرك ان تشرد بذهنك في وسط القتال
هل انت غبي ام ماذا !! ؟؟؟ .."
بدأت تخرج نية قتل كبيرة جدا و قاتلة من الملك حتى انها شملت كامل القلعة الضخمة بالاضافة الى مساحات قليلة خارجها
مما أدى الى ركوع كل من شعر بها بلا حول و لا قوة ، حتى ان بعض الضعفاء لم يستطيعوا الاحتمال فأغمي عليهم
اما في مركز هذه الهالة فقد كان يوشيرو يتنفس بصعوبة و ثقل ، وهو لا يقوى حتى على حمل نفسه
و لكنه و سط كل هذا ابتسم بصعوبة ......... و في الجهة الاخرى فقد بدأت الهالة تخف تدريجيا
بينما الملك يحاول التحكم في أعصابه قبل ان يقوم بشيئ سيندم عليه مستقبلا !!.....
و بعد ان هدا قليلا ، تنهد بعمق ، ونظر الى يوشيرو بغضب ..... و هو يلوح بيده التي تحمل إبرة رقيقة مكونة من طاقته
و لكنها محاطة بطبقات من قوة و هالة الملك ، مما جعلها قاتلة ....... أرسل تلك الابرة
محلقة الى راس يوشيرو و بالتحديد بين عينيه .......
رغم قوة نظر يوشيرو و احساسه الا انه استطاع رؤيتها بصعوبة بالغة بسبب سرعتها
و لما اوشكت على الوصول اليه ، احس بتهديد كبير يحيط به .... و هذا نتج عنه
تفعيل غريزته للبقاء ،فتحرك للجانب في اخر لحظة ... مستخدما اخر قطرة من طاقته المتبقية
و لكن هذا لم يسلمه من جرح اخترق كتفه الأيسر ... فانطلقت بعدها قطرات من الدماء كأنها مطر
.............. في هذه الأثناء بينما يستعد الملك للاستدارة الى مكان عرشه ، كما لو انه متاكد من موت خصمه
فإذا به يتوقف بصدمة و ذهول ، و عينيه متسعة لآخرها كما لو انها تريد القفز من مكانها
استدار ببطئ شديد ، وهو يشتم رائحة تلك الدماء بخمول غير مصدق نفسه ......
و بلحظة فقط كان راكعا على ركبة واحدة ...... و عينيه مثبة على يوشيرو بغير تصديق !!!
تعجب يوشيرو من هذا التغير المفاجئ للأحداث و ضاقت عينيه قليلا بينما يضع يده اليمنى
على مكان الجرح الذي خلفته الابرة في الكتف الاخر ، محاولا إيقاف نزيف دمائه دون فائدة ...
الملك " كيف .... هذا لا يعقل ! ؟؟؟؟بل ان هذا مستحيل !!!.... فقد مضت 3000 الف عام على ذالك
و لم يظهر الى الان !! فكيف لمجرد طفل صغير ان يكون هو ....."
بعد سماع يوشيرو لكلامه طرأت له فكرة توضح عما يتحدث ..... فابتسم بخبث
قائلا " همممم هههه هل حقا انت لا تصدق ذالك ؟؟؟؟؟ الا تكفيك رائحة دمائي لإثبات ذالك ! ؟؟؟ "
بقي الملك صامتا لمدة بعد هذا الكلام ، وهو يكرره في عقله ..... فهو شبه متيقن من الامر
و لكنه يكذب نفسه و لا يريد تصديق الامر ..... فقاطع تفكيره كلام يوشيرو
" ماذا هل تريد التحقق أكثر !! ؟؟ .... يمكنني مساعدتك بذالك ، و لكنه لن يكون بالمجان "
لم يستغرق الامر طويلا للتفكير في هذا السؤال ، فهو يحتاج و بشدة التأكد من ما يفكر فيه
لهذا وافق مباشرة دون تردد ......
يوشيرو " همم اذن لا باس ..... حسنا يمكنك التأكد بشرب دمي عندها فقط ستتيقن ، و لكن لا تنسى أبدا انه عليك تعويضي "
ابتلع الملك لعابه بصعوبة و بصره مثبت على الجرح الذي ينزف بغزارة ..... و في الأخير هز راْسه موافقا !!!
استقام بصعوبة بسبب الخمول و الضعف الذي يشعر به
و اجبر نفسه بتثاقل على خطو تلك الخطوات بمشقة
و بعد مدة وصل الى هدفه ...... لكنه لم يلبث ان التقط انفاسه ، حتى تسارع نبض قلبه بجنون
و هو يرى تلك الدماء الحمراء القانية تناديه ........ فدخل بحالة غياب عن الوعي و في اقل من ثانية
كان يدخل انيابه أعمق في ذالك الكتف المليئ بالدماء !!!!! تاوه براحة كما لو انه اول مرة يشرب فيها الدماء منذ سنين و
عقود لا تعد ، لقد شعر بالارتياح و الطاقة تسري في عروقه !!... لقد كان شعورا لا يمكن وصفه بالكلمات
احس كما لو انه في جنات النعيم ........ بينما بدأ حاجز الاختراق للمستوى القادم داخله في التحطم شيئا فشيئا
و لكن فقط عندها قطع عليه ذالك النعيم .......
بأمر من يوشيرو ، وفقط بكلمة واحدة " توقف "
كما لو انها كلمة سحرية تقيد اي شيئ !!!! ففي وسط تلك المشاعر الجياشة
و الرغبة و الاحتياج ، الا انه و بدون أدنى تردد توقف و اخرج انيابه بهدوء .....
لقد كانت عينيه شبه غائبتين ، مثل دمية يتحكم بها شخص عن بعد !!!.......
و فقط بعد عدة ثواني ، عاد الملك الى رشده اخيرا ....... و ما كاد ان يكمل تنفسه حتى
ركع على ركبة واحدة ، وقال بصوت وقور يملئه الاحترام و التجليل
" اعذر خادمك الوضيع هذا يا مولاي ...... فهذا العبد لم يعرف مقامه و تجرا على الاساءة الى سيده
سأتقبل اي عقاب تقترحه حضرتك و بكل سرور "
ابتسم حينها يوشيرو ابتسامة سخرية " هممم ههههه يبدوا انك تاكدت ...... و لا داعي لي لأبرهن لك اكثر !!!!"
الملك " انا لن أتجرأ أبدا على تكذيب حضرتك الموقرة ، و لكنني لم اعلم هويتك مبكرا !!!
و هذا تقصير من جانبي ... سأتقبل اي عقاب تنزله علي "
يوشيرو " همم لا داعي لكل هذا ، اذن اريد منك ان تسمع اتفاقي !!"
و قبل ان يتحدث الملك معترضا على كلام يوشيرو قاطعه قائلا
" اريد منك ان تشكل عقدا معي ....... و ان تصبح تابعي ، مقابل اعطئك دمي و مساعدتك على الاختراق "
فتحدث الملك بسرعة " لا داعي لكرم جلالتكم ...... فانا يسرني ان أكون تحت إمرة و تصرف سيادتكم
دون مقابل ، فهذا سيكون اشرف عمل في حياتي "
فابتسم يوشيرو بخفة بينما يقول " الاتفاق هو الاتفاق ولن ارضى بغير ذالك !!
حسنا كفانا جدالا ، هيا لنقم بالعقد بسرعة ، فعلي العودة للمنزل و القيام بعدة أشياء "
فهز الملك راْسه بسرعة بينما وقف " همم حسنا لنكمل العقد علينا ان تبادل قطرات من دمائنا ، ثم نردد هذه التعويذ (................) "
يوشيرو " هاه هل هو بهذه البساطة "
الملك " هذا فقط ما يبدوا ...... ستحس بالم حارق جدا و لكن لا تقلق يا سيدي ساعمل على ان لا تشعر به باي طريقة "
يوشيرو " هل تستطيع ذالك ؟؟؟؟ "
الملك " اجل الكل يستطيع ...... فأثناء العقد فللشريكين حرية الاختيار اذا ما أراد احدهم تحمل كامل الالم
او إلقاءه على الاخر ....... و الكثير من الشياطين يفضلون الاختيار الثاني لجعل مضيفه يتحمل كل الالم "
يوشيرو " لا بد انه مؤلم حقا ، لهذا سنتقاسمه بالتساوي و عندها لن تحدث اي مشكلة !! ؟ "
الملك " هذامستحيل ، فلا يوجد اي احد قد قام بذالك مسبقا ، فهناك فقط اختيارين اثنين "
ضحك يوشيرو بخفة بينما يقول " هههه اذن انا من سأنشئ الخيار الثالث و اجعله ممكنا ههههههه "
صدم الملك من كلامه قليلا ، الا انه تدارك أمره و ابتسم ابتسامة باهتة بينما يقول " هممم حسنا لنبدأ "
**********************
جلس كل من يوشيرو و الملك متربعا امام الاخر ، بينما يديهما منبسطة امامهما
لتتلامسا بهدوء ، و هما يرتلون و يلقون كلمات او تعاويذ غريبة ........
بدا جسدهما باللمعان في نفس الوقت !!!.. و الطفو فوق الارض باتزان وهدوء
و مازالا محافظين على ملامح وجههما الهادئة و عينيهما المغمضتين في حالة تامل .....
فجاة بدا يوشيرو بالعبوس قليلا مع ازدياد التوهج ، و ارتفاع صوت الملك خلال الترتيل
و بعد عدة دقائق ازداد عُبوسا و تبعه الملك في حالته تلك ..... الى ان وصلا الى درجة الصراخ
و لكن رغم هذا ، الا إنهما تابعا بسط يديهما بقوة و لم يجرا على التحرك من مكانهما
رغم الالم الشديد الذي يشعران به ....... و لكن في لحظة فقط بدا صراخ الملك يعلو شيئا فشيئا
و يوشيرو يحاول موازنة قوتهما لكي يستطيع التحكم في الالم و جعله متوازنا ........
فكلما كانت قوة المتعاقدين كبيرة و عظيمة ، الا و كانت المراسم اكثر ايلاما و قسوة
......... بعد مرور ما يقارب ربع ساعة على هذا ، توقف اخيرا صراخ الاثنين .....
بينما دخلا في حالة من التامل و التركيز !!! ساد الهدوء المكان ..... الا انه قوطع بصوت يوشيرو
لقد كان صوته كما لو انه ملاك قادم من السماء ، هادئا و فخورا مع طابع ملكي او سماوي
تعلوه هالة من النبالة " انا سيد العقد المدعو كانزاكي دي يوشيرو ، اطلب موافقتكم على طلبي بإجراء
عقد مع الشيطان ملك الفوضى !!.... و بالحق الذي منح لي كسيد وأمر عليه اسميه كلود !! ؟ "
بعد هاته الكلمات القليلة ، ازداد توهج و لمعان الجسدين بلون احمر داكن ممزوج بالسواد
و في الأخير بدا بالتمركز في مكان واحد بجانب كل من عنق الملك ( كلود ) وقلب يوشيرو
ثم بدا بالتشكل على شكل وشم غريب
هذه العملية أعطت شعورا مؤلمًا وحارقا جدا لكل من يوشيرو و كلود
كما لو ان احدا ما يصهر شيئا في مكان الوشم ....... و فقط بعد مدة من ذالك الالم
الجهنمي ، توقف اخيرا بينما تنهد الشخصين في راحة ، و سقطا على الرض باهمال
و وجههما مليئ بحبيبات العرق و الهالات السوداء ...... بقيا على هذه الحالة لمدة من الوقت
حتى وقف كلود اخيرا و قال " سيدي اكتمل العقد بنجاح ....... انا جد أسف لجعلك تمر من تلك المعاناة "
يوشيرو بتأنيب " لقد قلت كفى !!! انا من قرر الامر و انتهى ...... هيا علينا العودة الى المنزل بسرعة "
نهض يوشيرو ببطئ و الم فتاك يبطش به ....... نظر الى حاله ثم تنهد بعمق .... و بدا يقول بضعة كلمات بصوت خافت
حتى غلفته طبقة ذهبية مشعة ...... بعد اختفائها عاد شكله الى ماكان في السابق ( شعر طويل و غيرها .......)
أزاح بصره بخيبة ، ثم نظر الى هيئة كلود من الأعلى نحو الأسفل و تنهد ثانية بثقل
و قال ببطئ وتعب " همممم كلود انت لا تتوقع ان تبقى هكذا أليس كذالك ! ؟؟؟؟؟؟ غير هياتك بسرعة و لنذهب
...... انت تستطيع ذالك أليس كذالك ! ؟؟؟؟؟ "
أومأ له كلود بالإيجاب " اجل يا سيدي يمكنني ذالك "
ثم بعدها بدأت طبقة زرقاء داكنة بالإحاطة به و بعد بضع ثواني فقط ، اختفت مخلفتا وراءها
كلود " هل هذا الشكل أفضل يا سيدي "
نظر اليه يوشيرو نظرة جانبية و أومأ باستحسان ....... ثم هم مغادرا تلك الغرفة و تبعها القلعة باكملها
دون الإشارة الى كلود الذي تبعه مثل ظله تماما
***************
أغلق عينيه بالم عندما بدا الوشم في ظهره بإحراقه و إصابته بالحكاك
و بالذات في جهة قرب رقبته عند ذالك الوشم الذي يشبه ...........
لقد بدا بايلامه كثيرا لدرجة انه قد بدا يتخبط في السرير بعشوائية !!!
الا انه لم تخفى عن اي احد تلك العينين البارقتين ببهجة و سرور ، كما لو انه قد انتظر
هاته اللحظة بفارغ الصبر !! ؟ ............
*********************************************************