الفصل الرابع: بعوضة وسيف التنين

في ظلمات الكهف يلوح نيكولاس بسيف مشتعل يسر الناظرين حدة تشق الصخور، جماله وقوته طموح للحدادين. يتحرك نيكولاس ويقترب من المخرج أقرب فأقرب ...

"ما هذا الهراء يا رجل انت مثل وجع المؤخرة لا تزول الا بجراحة، كيف للكمة واحدة منى ان تحولك الى سيف !!؟"

" اخرررس يا وجه القرد لقد تفاجأت أيضا كيف لضعيف مثلك أن يرغمني على اتخاذ هيأتي الثالثة !!"

"وما ذنبي انك ضعيف لعين ولكن انتظر لحظة.... هل لك هيئة اخرى ؟"

"نعم ولكن لا أحبها، نحن التنانين من أصل الافعى التي هبطت من السماء نتحمل اخطائها ونفخر بهيئتنا فلا نتعدى شاكلتنا الثانية الا وهي السيف او الدرع او القوس او الرمح"

"هذا كثير على عقلي ليوم واحد أخبرني ما رأيك بالخروج من هنا أولا ثم تخبرني بكل ما تريد فيما بعد "

"لك هذا لقد نمت هنا كثيرا واعتقد ان العالم الخارجي قد تغير عما عرفته"

" أرشدني للعالم الخارجي، لعله يرضيني بدلا من عالمي المريض. لنبدأ حياة مثيرة "

بدء الظلام ينقشع تلقائيا، كلما اقتربوا من المخرج خف ضوء النار التي تخرج من سيف التنين .

الا ان رعشة السيف في يد نيكولاس تسربت الى قلبه مباشرة فزاد توتره وكاد ينطق بكلمة عند خروجهم ومشاهدة ما حولهم الا ان التنين سبقه..

"تبا ما لذي يحدث؟

"ماذا ماذا انت تفزعني ايها الغبي"

"انا نفسى مفزوع مما أرى، لم تكن تلك الغابة حول الكهف!! كم لبثت حتى تنمو غابه بهذا الكبر حول الكهف؟؟ لقد كانت صحراء قاحله والمكان حول الكهف كان مجرد ارض غازات بركانيه!؟ "

"اعتقد بضعة الاف سنين على الاقل لتحول الصحراء الى واحه صغيرة ثم غابه..."

"ماااااااااااذا التنانين لا تنام الا قرن وتستيقظ قرنين كيف انام الاف السنين؟"

" وما أدراني فانت لا تعلم ولا يهم فكما قلت؛ في الداخل أنت لم تعد تعلم كم تغير العالم من حولك، ألم أخبرك؛ انت ألم في المؤخرة. ثم ما الخطب بهيئتك هذه؟ أول مرة اشاهد سيف بشكلك هذا!؟

" وما الخطب بشكلي؟ انا كنت افضل سيف في قبيلتي"

"اعتقدت انك بتحولك الى سيف سوف تكف عن ثرثرتك وانال لحظات من الهدوء، كيف مازال شكلك موجود على المقبض وزراعيك تحتوى مؤخرة السيف واين قدماك....."

"اخخخخ من منا هو الالم في المؤخرة!!؟ فالتعلم عنى، ففي المستقبل يجب ان تتعلم عن كل قواي لنتعامل بشكل جيد لهزيمة اعدائنا. أولا أنا تنين حي لي ثلاث هيئات: الهيئة الاولى انت شاهدتها، أجمل تنين وأعظمهم قوة"

"هل نسيت؟ لكمة واحدة اطاحت بك.."

"اخررررس، أحم... ثانيا هيئة السيف لا نتشكلها الا عندما نعترف بقوة من اراد حملنا وتكون هيئتنا عبارة عن رقبتي ورأسي يشكلان المقبض، وأيدي الأمامية وجناحي يشكلان القفل الذى يمسك المقبض بالسيف وتندمج أقدامي الخلفية بذيلي لتشكل النصل، أستطيع أيضاً نقل جميع احاسيسي إليك.

طالما تلونا العهد فروحينا ترتبط ببعضهما تلقائيا عن طريق حبل اثير"

إذا لهذا انا شعرت بتلك الرعشة منذ قليل (قالها فى نفسه)

"ثالثا اخر هيئة انها لعنتنا، فنحن نقوم بالتخلي عن هيئتنا بالكامل لنتحول الى شكل بشري. ولا يوجد ما هو أشد كرها من هذا للتنانين، وبالأخص ممن ينحدرون من الافعى الساقطة من السماء مثلي

" جميل جميل، إذا من هي الافعى العاهرة من السماء؟"

" انها سقطت وليست عاهرة! افهم يا رأس القرد، لم اشاهد من هو اغبى منك"

"اوه اسف "

" بدأت اشعر بالدوار، اعتقد انه بسبب ارتفاع ضغطي من غبائك. افهم جيدا انها أمنا الأبدية، انها ملكة الاغواء، إنها أعظم الموسوسين، انها سيدة التنكر، انها سبب نزول البشرية الى الارض من الجنة .."

"وهل التنانين تصاب بالأمراض مثلنا؟ أنتم حقا ضعفاء! اخخخخ لا تهتم اتذكر مثل هذه الأمور، ربما قرأتها من قبل او استمعت لاحد يخبر عنها لكن صراحتا لا اهتم"

"هذا للافضل، فاغلبيه البشر لا يعلمون وقلة من يعلم يظهر بغض شديد لمعشر التنانين والافاعي وابناء العم من اصحاب المخلب التي تمشى على قدمين"

"الامر كبير وأكبر مما اريد ان اعرف لهذا ارح بالك ولسانك من كل تلك التفاصيل فهى غير مهمة بالنسبة لي"

*"أنت محق. اتعلم يليق لك حقا أسم نيكولاس الهادئ"

بدأنا بالتوغل ببطء فى البداية لمعرفة البيئة المحيطة بنا لتلافى أي مخاطر غير ضرورية .

تعمدت ان أتوغل فى الغابة واستمع للتنين واتناقش معه في أمور شتى رغم التمثيل بأنني لا اهتم، إلا أن أي معلومة هي كنز ينفع للمستقبل. ولكن قطع سيل المعلومات شيءٌ جذب انتباهي.. أعرفه جيدا، انها رفرفة اجنحة مشهورة واكثرها كرها للبشر... إنها بعوضه ولكن صوت الرفرفة عالي لعلها قريبه مني! ولكن لا اعلم لما استعدت حواسي وانبهت جيدا وبمجرد، التفاتي للخلف؛ عجز لساني عن وصف مدى ضخامة تلك البعوضة..... انها بحجم كلب شيواوا الا انها لا تنبح!

"تبا ما هذا؟ هل تلك بعوضه من حقبتي؟ "

(قالها درايج الذى ما زال سيف –سميته بهذا الاسم بعد مدة من تعارفنا التى لم تزد عن يوم )

"كم اكره البعوض –درايج اشطرها نصفين فانا اتقزز حقا من شكلها" (قلتها باشمئزاز)

لم تلبث ان هاجمتنا ولم نلبث ان شطرناها نصفين بضربه واحدة. كم أعجبتني حدة درايج! انه سهل الاستخدام حقا وكانه بيننا تناغم فكري. والأفضل أنني لطالما احببت السيوف! فما بالك بسيف مثل درايج

"درايج، ما بال حجم تلك البعوضة؟ هل هى من حقبتك؟ لم تتطور الكائنات هنا لتصبح أكثر تأقلماً مع الموطن الجديد لها"

"اعتقدت انها من حقبتي، ولكن ليست كذلك. حجمها يدل انها هنا منذ زمن بعيد اكثر مما كنت انا هنا! يبدو أنها من هذا البعد ولم تأتى معنا من بعدنا عندما نفينا الى هنا. غير انها تبدو متطورة قليلا عما نعرفها !"

"اسرار كثيرة في هذا العالم مازالت بحاجة للتوضيح. سوف تكون مغامرة مثيرة"

"نيكولاس، سؤال فقط! هل انت شاحب في موطنك؟ ام يخيل لي انك تشحب ؟"

"ماذا؟ كيف هذا ؟"

اتسعت عيوني في دهشة، ربما لم تكن بعوضة واحدة! فنحن في غابة، وأكيد يوجد غيرها "

"هاي نيكولاس، خلفك خلفك مؤخرتك يا رجل !"

"مابها مؤخرتي؟"

" هههههه، يا رجل، تلك البعوضة صنعت ثقب في مؤخرتك"

-------------------------------------------

انتهى الفصل.

2018/08/10 · 388 مشاهدة · 925 كلمة
X,O
نادي الروايات - 2024