بدأ فينسينت يمسك بنصله بإحكام، كان يشعر بالعطش الشديد، بينما بدأت عضلاته في الشد، كان عقله فارغ، كان يشعر بأن قلبه ينبض بسرعة عالية. كانت عيناه مركزة على الوحش الذي امامه، ولكنها كانت فارغة.
كان ينظر إلى ارجل الوحش، كما ان كل قدم مدببة في اخرها، وذلك سيؤدي إلى إصابة خطيرة إذا أصابته. على الرغم من ان عقل فينسينت كان فارغ وكأنه لم يعد في هذا المكان ، إلا انه كانت لديه فكرة واحدة، في الحقيقة، كان لديه كلمة واحدة في رأسه في الوقت الحالي، الا وهي:
'الدماء'
...
وقفت لوريا في مكانها وهي تشاهد الذي يحصل. كانت الحركة التي فعلها فينسينت قبل قليل مثيرة للإعجاب، على الرغم، كل ما كانت معجبة بما يفعل، كل ما كان قتله سيكون أصعب. نظرت إلى النصل الفضي الذي في يد فينسينت، لم تعرف من اين وجد هذا النصل، في الحقيقة لم تولي اي اهتمام له عندما رأته لأول مرة، كانت تظن انه واحدة من الأسلحة المنتشرة في ارجاء الكهف، الناجمة عن قتل حامليها السابقين، مع حالة النصل المهترئة، والذي كان وكأنه على وشك التحطم، زاد اعتقاد لوريا بهذه النظرية، ولكن الان، تغيرت افكارها كليا.
بعد ظهور الهلال القرمزي خلف رأس فينسينت، تأكدت من انه ليس نصل عادي، بل في اعتقاد لوريا، بأنه نصل سحري. لم ترى لوريا سلاح سحري من قبل، كانت قد رأت من قبل في قبيلتها بعض الأدوات السحرية، ولكن لم تكن تستخدم للقتال اكثر من انها تستخدم للطقوس والتضحيات وما شابه. كانت قد سمعت عن الأسلحة السحرية. من المعروف عن الأسلحة السحرية، انها أسلحة تحمل قوة المسارات نفسها، بعض الاشخاص الضعفاء يلجأوا لها من اجل نقصهم في جانب السحر.
والان بعد ان رأت سلاح سحري في يد فينسينت الان، فإن جميع خطتها اختلت. مع سلاح سحري كهذا، وقدرات جسدية، فإن فرصة قتله صعبة جدا.
ولكن مازال لدى لوريا بعض الأمل.
' لديه سلاح سحري وقدرات جسدية، ولكنه لا يملك روح قوية تستطيع الدفاع ضد الهجمات الروحية.'
...
نظر الوحش بعيونه الحمراء نحو فينسينت، بدأ يحرك أقدامه بسرعة عالية لدرجة انه يمكن رؤية خيال أقدامه فقط. رفع قدمين هذه المرة وارتكز ثقل جسده على باقي أرجله الخمسة، هبطت القدمين المدببتين بسرعة نحو فينسينت. لم يتحرك ولو إنش واحد، بقى فينسينت واقف مثل تمثال عمره مئات السنين. هبطت قدم على جانبه وخدشت كتفه، ادى ذالك إلى ظهور جرح طويل على طول كتفه. بينما ضربت قدمه الأخرى خد فينسينت الأيسر، نزل الدم من ذالك المكان بغزارة وخطى جميع الجزء الأيسر من وجهه.
لم يتحرك فينسينت حتى بعد ذلك، بقى صامدا وواقفا وهو محكم قبضته حول النصل الفضي. بقى الهلال القرمزي خلف رأسه ثابت وكأنه هلال حقيقي في سماء الليل. رفع فينسينت رأسه قليلا ونظر نحو الوحش، كانت أعينه فارغة ولكن يمكن رؤية التعطش للدماء بها.
بقى فينسينت والوحش على هذه الحال لدقيقة كاملة، لم يتحرك احد منهما، وكأن الوحش ينتظر فينسينت ليقوم بالحركة الأولى، بقت أعينه حمراء مثل الدم وهو ينظر إلى الاسفل، ونظر فينسينت بعينيه المتعطشة نحو الأعلى.
" ضرباتك لاذعة، هل تمرنت عليهم؟" كان صوت فينسينت هادئ جدا، وكأنه يتحدث إلى صديق قديم. لم يتوقع الوحش مثل هذا الأمر، وكأنه يفهم ما قاله فينسينت أخذ خطوة إلى الوراء تحسبا لأي شيء." ولكن للأسف، لم تتمرن عليها كفاية" بعد ان قال فينسينت ذالك، حرك نصله بحركة سريعة وقطع واحدة من اقدام الوحش. عوى الوحش بألم على قدمه المقطوعة، كان الألم لا يحتمل من طريقة حركة الوحش الفوضوية.
سال الدم على النصل الفضي مثل الماء الذي يجري في النهر. كانت حركة فينسينت لا إرادية، وكأنه حرك جسده بدون تفكير، كانت تلويحة النصل سريعة جدا، كما كان القطع نظيف جدا لدرجة انه قدم الوحش كانت مثل السهل الواسع. كانت حركة فينسينت وراءها غاية واحدة، وهي غاية واضحة من أعينه. وهي غاية القتل.
تلوى الوحش من الألم وقدمه المقطوعة ممدة على الأرضة الباردة، بعد القليل من الوقت، وقف الوحش على أقدامه الباقية ولكنه كان يواجه صعوبة في البقاء مستقيم من دون الترنح قليلا بسبب قدمه المقطوعة.
شحن الوحش مرة أخرى نحو فينسينت، ولكن هذه المرة، غرس قدمه في الارض وقذف بعض الصخور نحوه. انحنى فينسينت من اثنين من الصخور ولكن واحدة منهم ضربت يده اليسرى وهذا أدى إلى ظهور ألم رهيب وكأنه يتم حرقه، لم يهتم فينسينت إلى الألم وابقى نظره نحو الوحش، شد قبضته على النصل الفضي، بدأ في الاقتراب منه بسرعة.
حاول الوحش ضرب فينسينت بقدمه ولكنه قفز ببساطة من فوق القدم، ودار بجسده وقطع تلك القدم، صرخ الوحش مرة أخرى ولكنه سرعان ما تتدارك نفسه وعاود محاولة ضرب فينسينت، وجه قدمه بسرعة مثل النصل نحو صدره، ولكنه، حمى تلك المنطقة بإستعمال النصل الفضي. طار فينسينت إلى الخلف بسبب الاصطدام، ولكنه حافظ على توازنه.
في الجهة الأخرى. كان الوحش في حالة مزرية جدا، في بداية القتال، كان شكله مهيب بأكثر من خمسة ارجل مدببة مثل الرمح، ورأس كبير داكن مثل الليل الحالك. ولكن الان كان لديه أربعة ارجل او خمسة على الأكثر، كان نصف رأسه الأيمن مقطوع ومشوه، بينما كان يواجه صعوبة في البقاء متزن على أقدامه الباقية.
نفس الحال بالنسبة إلى فينسينت، في بداية القتال كان نصله الفضي لامع وكأنه يستطيع ان يضيء كهف بأكمله، وملابس الفرو التي كان يرتديها الان ممزقة ومهترئة، كما كانت الجرح على يده اليسرى لا يزال ينزل منه الدماء بغزارة، لم تكن حالته افضل من الوحش بالتأكيد، ولكن بعد ظهور شعار القمر القرمزي على النصل والهلال القرمزي خلف رأسه، تغير كل شيء، بدى وكأنه لا يهتم بالإصابات التي يتلقاها، ويصب كل تركيزه على قتل الوحش، ذلك جعل الأمور صعبة على الوحش، وجعله في موقف لا يحسد عليه.
ذلك جعل الوحش على حافة الموت.
...
في اعماق الماء الباردة، في مكان مظلم مثل الليل، ظهر شكل جميل في الماء يسبح بكل حرية وسرعة، مع أردية زرقاء مشابهة للماء المظلم بجانبها، لم يكن الشكل سوى لوريا.
سبحت لوريا بأقصى سرعة لديها في الماء حتى وصلت إلى الجهة الأخرى من اعماق البحيرة. خلال مشاهدتها لقتال فينسينت والوحش، كان ذهنها مسحوب بالكمال نحوهم لدرجة انها لم تنتبه لما يحدث حولها، ولكن تم سحب ذهنها عندما شعرت ببعض الاهتزازات التي تأتي من هذه المنطقة بالذات من البحيرة.
كانت المنطقة كلها صخور وعواميد محطمة، كانت العواميد طولية وشامخة وهي مغروسة في قاع البحيرة التي لا يصل اليها الضوء، في المنتصف كان هنالك صخرة عملاقة دائرية الشكل يصل ارتفاعها حوالي 10 مترا. كان يوجد على الصخرة الضخمة بعض التشققات التي يخرج منها تذبذبات. كان يوجد نظرة قلقلة على وجه لوريا، ولو كان يوجد ارض تحتها لكانت وقفت على أطراف أصبعها من الترقب.
لم تكن الصخور كبيرة الحجم مثلها امر طبيعي في البحيرة، هذا جعلها ملفتة للنظر. بالتأكيد لم تكون صخرة عادية مع التذبذبات التي فيها، مع العلم ان هذه الصخرة الضخمة محبوس داخلها شخص، ولم يكن اي شخص. بل كان ملك بحيرة المئة ربيع هيلسي. او كما تحب لوريا مناداته بالعجوز المائي.
منذ دخول لوريا هذه البحيرة وكانت الصخرة موجودة، لم تكن تعرف ما هي ومن اين تأتي هذه التذبذبات ولكن سرعان ما فهمت الأمر. خلال سنين بقائها في القبيلة، تعرفت لوريا على العديد من الكيانات الضخمة التي تعتبر قريبة من القبيلة، من اجل تجنب إهانتهم عن طريق الخطأ تأكدوا شيوخ القبيلة من تعليم الجيل الأصغر عنهم، لان اقل خطأ يحدث قد يودي بحياة القبيلة بأكملها.