بدأ الألم يشتد مع مرور كل ثانية حتى بدأ فينسنت يفقد وعيه، حاول بقدر الإمكان أن يتحكم في نفسم لكن دون جدوى الألم كان أقوى من إرادته.

...

فتح فينسنت عينيه. نظراته كانت مشوشة وضبابية. لم يشعر بأي ألم في قدمه اليمنى، لم يكن يعرف إذا كان ذلك لأن الألم قد زال أو لأنه فقد القدرة على الشعور ام لسبب آخر.

بعد فترة قصيرة، بدأت رؤية فينسينت تصبح أوضح. فوقه، كان هناك سقف خشبي معلق عليه ما يشبه التمائم، حول نظره إلى مكان آخر ورأى أنه في كوخ خشبي.

نظر إلى جسده ثم إلى قدمه اليمنى التي كانت مغطاة بالضمادات، ورأى أنه مستلق على سرير من القش. كان هناك عبير من الأعشاب يمتزج برائحة الخشب الرطب.

"أوه، أنت مستيقظ ".

سمع فينسنت صوتًا حادًا وعميقًا. نظر نحو مصدر الصوت ورأى رجلا مسنا بشعر فضي طويل نسبيا يصل لرقبته ولحية صغيرة بيضاء. كان يرتدي عباءة رمادية وقديمة إلى حد ما. مظهره كان المظهر النموذجي للمتسول.

"أين أنا؟".

كان صوت فينسنت خشنًا وعطشانا وهو يتحدث. شعر وكأنه جثة محنطة من مئات السنين .

"لا بد أنك تحتاج إلى بعض الماء.."

عندما أحضر الرجل العجوز وعاء الماء. أخذها فينسنت دون وعى وشربها كلها حتى آخر قطرة، شعر بالانتعاش بعد ان أنهى شرب الماء.

"يا إلهي يبدو أنك كنت عطشانا جدًا، ايها الصغير"

شعر فينسنت وكانه في النعيم الآن بعد شرب الماء. في السابق كان يشعر وكأن هناك تراباً وأشواكا في حلقه من العطش.

"أين أنا؟"

سال فينسنت السؤال مرة أخرى.

"آه. أنت الآن في منزلي، وجدتك ملقي في الغابة, يجب أن أقول أنت محظوظ جدًا لأنني كنت أول من وجدك. كان يمكن أن تكون عشاء لوحش ما لو كنت متاخزا قليلا".

ابتلع فينسنت لعابه خوفًا. اتسعت عيناه قليلاً. تفاجأ عندما قال "وحش ما" . كان لدى فينسينت بعض الشكوك بأنه لم يعد في عالمه القديم من الذكريات, مع النباتات والحيوان الذي يشبه ذلك الغزال. لكن شكوكه تأكدت بأنه كان بالتأكيد في عالم مختلف تمامًا عن الذي كان فيه.

"مم... شكراً على مساعدتك"

على الرغم من أن فينسنت كان مغتال في ما مضى إلا أنه كان لديه بعض الأخلاق بالتأكيد. في عالم الجريمة المظلم، لم تكن كلمات الامتنان شائعة، لذا شعر بإحساس غريب عندما قالها لأول مرة.

"لا تقلق بشأن ذلك. من المستحيل بالنسبة لي أن اجد شخصا محتاجًا واتخلى عنه ليواجه مصيره."

تحدث الرجل العجوز بلطف، في البداية, استطاع فينسنت أن يقول أنه شخص جيد.

"آه، صحيح. حان وقت تغيير الضمادات"

وضع الرجل العجوز طبقًا بجانب فينسينت وأمسك شيئًا يشبه المطرقة، وبدأ بطحن العشب داخل الطبق وخلطه بأوراق جافة وسوائل أخرى. بدا الرجل العجوز خبيرا في هذه الأمور. شعر فينسينت بأمر مألوف، وكأنه رأى شيء مشابه لما يحدث الان، ولكن ليس مثله.

"والآن، هل يمكنك أن تريني قدمك؟"

انقطعت أفكار فينسنت بصوت الرجل العجوز. أراه قدمه, وبدأ الرجل العجوز في فك الضمادات القديمة، ثم أخذ قليلاً من الخليط الذي صنعه وبدأ بوضعه حول المنطقة المصابة.

"أنا مندهش أنك على قيد الحياة بعد هذه الإصابة. يموت معظم الناس بعد بضع دقائق من. مظهر الجرح، يبدو أنك تعرضت للإصابة قبل بضع ساعات"

تحدث الرجل العجوز بينما كان لا يزال غارقا في عمله.

"ماذا تعني؟ هل هو بهذه الخطورة؟"

فوجئ فنسينت بما قاله الرجل العجوز. إذا لم تنتبه إلى السائل اللزج الذي يخرج من الجرح، سيبدو وكأنه جرح طبيعي من سكين مطبخ أو سيف.

"بالتأكيد خطير، انت لم تصب بسكينة في النهاية"

" إذن، من ماذا؟". كانت الذكريات التي رأها فينسينت مشوشة وضبابية قليلا، كانت توجد بعض الأمور الواضحة ولكن كان هناك الكثير منها لم يكن واضح كفاية

فجأة توقف الرجل العجوز ونظر إلى فينسنت رافعًا حاجبيه. تفاجئ الرجل العجوز بسؤاله.

"لا تقلق فقط استرح الآن ولا تحاول التحرك. إذا كنت تريد أي شيء، فقط نادني... أوه صحيح، نسيت أن أخبرك باسمي أنا راندولف, يمكنك مناداتي بما تشاء. تشرفت بلقائك ايها الصغير"

فنسينت كاد أن يضحك قليلاً عندما نسي راندولف أن يقدم نفسه. ساعد غريب, وادخله إلى منزله، وعالج جروحه. أي نوع من الأشخاص العاقلين سيفعل هذا؟

كان هذا هو تفكير فينسنت في تلك اللحظة، فكرة مساعدة الغرباء كانت غريبة عليه حتى الآن. لكنه ابتسم لراندولف.

"ممم... شكرا مرة أخرى"

"لا داعي.. فلتنم جيدا"

ثم أطفأ راندولف الشموع وغادر الغرفة.

جلس فينسنت مع أفكاره لبعض الوقت، كان يفكر في كل ما حدث له. من هروبه من الرجلين من اتحاد الحديد الأسود إلى ذلك المكان الغريب المظلم وتلك العيون التي جعلته يرتجف خوفًا في كل مرة يفكر بها، الآن هو مستلقي ومصاب في بيت رجل مسن في مكان لا يمكن وصفه إلا بأنه غريب وسحري.

بدأ يحاول التفكير في المشاهد التي رآها. في البداية، استنتج أنه لم يكن في جسده الأصلي وهو بالتأكيد ليس في عالمه القديم. يبدو أن هذه المشاهد هي ذكريات لصاحب هذا الجسد.

رأى فينسنت أيضًا أن مالك الجسد كان يقرأ كتبا كثيرة جدا، واحدة منها كان عن السحر. كان قد سمع عن السحر في العديد من قصص الأطفال عندما كان صغيرًا، لكنه لم يتوقع أبدًا أن يُنقل إلى عالم مليء بالسحر.

كل الأشياء التي رآها صاحب الجسد في عقل فينسنت كانت مثل شريحة ذاكرة في جهاز حاسوب .

تذمر فينسنت بصمت في رأسه. كانت هناك العديد من الأفكار في ذهنه التي جلبت له صداعا.

صفعة

'فينسنت, اهدأ. لا داعي للذعر'

صفع نفسه في محاولة لتهدئة نفسه. حاول أيضًا فهم الوضع الذي هو فيه الآن.

الآن لم أعد في عالمي القديم. أنا الآن في عالم سحري. على ما يبدو في جسد شخص آخر، لماذا لم انتقل بجسدي هذا؟، لا يهم. اصيب الشخص الذي أملك جسده الان على يد كائنات غريبة، لماذا هذه الشخص بدلا من أي شخص آخر في العالم ؟ حسنًا، الآن أنا في منزل رجل مسن يعتني بإصابتي يا لها من بداية في عالم جديد'

بدأت عينا فينسنت تغلقان قليلا بعد كل هذا التفكير. أغمض عينيه وهو يفكر فيما قد يحدث في اليوم التالي.

________

واخيراً لقد عدت

رايكم في الفصل

2024/11/13 · 27 مشاهدة · 929 كلمة
Ashura
نادي الروايات - 2025