رواية الإضافي على حافة الحكاية

عندما تسير الحياة في الاتجاه الخاطئ، فلا تسعَ إلى أن تكون بطلاً وتصطدم بالجدار… بل اهرب. اهرب وكأنك تفر من محاضرة مملة. قبل يوم، كنت غارقًا في عالم الألعاب والروايات، أستمتع بكوب الشاي الدافئ الملاصق ليدي. لكن ها أنا الآن، في فصل من رواية لم أطلب أن أكون جزءًا منها. أشعر كأني زائر غير مدعو في مسرح مزدحم بشخصيات متأهبة. أنظر حولي. البطل هنا يستعرض عضلاته، وكأنه يتنافس على لقب “أفضل بطل مغرور”. الشخصيات الرئيسية تقف إلى جانبه كما لو أنهم في إعلان تلفزيوني لمعجون أسنان، يبتسمون ببراءة بينما يواجهون المخاطر الجسيمة. وأنا؟ أقف في الخلف، كظل غامض يتساءل: “هل ينبغي عليّ الهرب الآن وبسرعة؟” في خضم انشغال الجميع بأدوارهم البطولية، تتملكني فكرة: كيف انتهى بي المطاف هنا؟ هل أنا عالق في سرابٍ ما، أم أنني أعيش حلمًا غريبًا يتجاوز حدود المنطق؟ لكن، ربما… فقط ربما… ليس من السوء أن أكون دورًا إضافيًا. فلا أحد يتوقع مني إنقاذ العالم. بل ربما يمكنني أن أكون الفوضى غير المتوقعة التي تعيد ترتيب مجريات الأحداث. أو على الأقل، أستطيع أن أراقب هذه الفوضى وأنا أرتشف كوبًا آخر من الشاي.
نادي الروايات - 2024