الفصل الثامن: الغريب~2
“لا تقل لي، كنيسة الفوضى!” كان صوته يختلط فيه الخوف والذهول، وكأن العالم من حوله قد انهار.
“كما سمعت.” رد بلهجة مرتبة.
“ه-هذا صعب…ربما.” تخللت نبرة كاي الارتباك، مع توتر ملحوظ.
كنيسة الفوضى، منظومة غامضة وسرية، تجمع أتباعًا مخلصين يتبعون كيانًا غامضًا يُعرف باسم “الفوضى”. يمثل هذا الكيان تجسيدًا لشيء غير مفهوم، حيث يُعتقد أنه يجسد الفوضى المطلقة التي تهدف إلى زعزعة النظام والهيمنة على العالم.
في أروقة الكنيسة، يتبع الأعضاء تعاليم “الفوضى” بلا تردد، مؤمنين بأن الحرية الحقيقية تكمن في التخلي عن القيود والأنظمة المفروضة. يتجلى الفوضويون كقوة دافعة للتغيير، يسعون جاهدين لإحداث الاضطراب في المجتمع، معتبرين أن الفوضى هي الوسيلة لتحقيق تغيير جذري.
لقد كانت الكنيسة صداعًا لبطل الرواية وللشخصيات الرئيسية، وأيضًا المحرض الأول خلف كل الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأكاديمية. لا يمكن التقليل من شأن هذه المنظومة أبدًا، فمنذ بداية القصة وحتى منتصفها، كُتب آرك كامل فقط لإسقاط كنيسة الفوضى، ومنعهم من إحياء رمز الفوضى: النسيان العتيق.
هذا الكائن لم يظهر في الرواية أبدًا، ولم يُذكر سوى اسمه، بينما لا يُعرف عنه الكثير. مجرد رؤية هوس الكنيسة لإحيائه تُظهر مدى رعبه.
ففي النهاية، بعد منع محاولة الإحياء وإسقاط الكنيسة، تم رمي قلب الفوضى للمنسي عبر شقوق الأبعاد، لكي يتجول دون هدف عبر الكون. لم تكن لدى البشرية الوسائل اللازمة لختمه، لذا، بدلًا من تركه بلا هدف، قرروا نفيه.
مسك كاي رأسه بتفكير عميق، وهو يتأمل كأس الشاي المكسور الذي أسقطه دون إدراك قبل لحظات.
“إذا كنت أتذكر بشكل صحيح، فقد ظهر قلب الفوضى في البوابة المسماة زمهرير الموت، تلك البوابة الهائلة التي استولى عليها الكنيسة، لتتمكن في النهاية من الحصول على قلب الفوضى، محققة بذلك هدفها الخبيث.”
“هذا لا يزال بعيدًا، لكن هناك وقت كافٍ لبناء قوتي.” تمتم كاي دون أن يدرك.
{لقد سرحت بعيدًا بخيالك.} قاطع الصوت العميق تفكير كاي.
“آه… عذرًا، ولكن هل حقًا يكفي أن أستوعب قلب الفوضى لرؤية عائلتي؟”
{هيه… وهل تعتقد أن لدي وقتًا للحديث عن الهراء أمامك، أو لأضيع وقتي في ذلك؟}
كانت حجته معقولة، مما جعل كاي يومئ برأسه بصمت.
“إذًا، ما هدفك من المجيء منذ البداية؟” كان سؤاله مباشرًا وصريحًا، كاشفًا عن دوافع الغريب.
{حتى وإن أخبرتك، لن تفهم، لكن اطمئن، فليس لدي نية لاستغلالك وليس هناك فائدة من القيام بشيء كهذا بالنسبة لي.}
{وأيضًا… كنت على شفا الانهيار قبل قليل، الموت ليس خيارًا لشخص مثلك، إنه مضيعة.}
لم يكن لدى كاي المعلومات أو القدرة على معرفة صدق الغريب، لذا، صمت ومشى بعيدًا عن السؤال.
عاود كاي الجلوس ونظر إلى القمر، الذي ألقى ضوءه الفضي على المكان.
ابتسم كاي بخفة، “شكرًا لك على أي حال، لتعليمي طريقة لرؤية عائلتي.” كانت تلك الابتسامة كأنها شمس تشرق بعد عواصف طويلة، فقد مضى وقت طويل منذ أن ظهرت ابتسامة حقيقية على شفتيه، وكأنها لمسة من الأمل في قلبه المتجمد.
لم يعرف لماذا، لكن شعورًا عميقًا بالثقة تملكه، كما لو أن الغريب لم يكن يكذب حقًا. أو ربما كان ذلك مجرد وهم، سراب يُحاول أن يحميه من الانهيار في هذا العالم المجهول، حيث كل شيء يبدو غريبًا ومخيفًا
{على الرحب والسعة…### أوه، يبدو أن وقتي قد انتهى بالفعل.} سمع كاي التشويش الذي ظهر للحظة.
{رغم ##أنك لم تسأل ع## اسمي، وليس## كأنك تستطيع تحمله.}
ازداد التشويش في الصوت.
{####، لكن يمكنك أن تدعوني## بـ… المفكر…}
“وششش-!!!”
اختفت الشرارات الأرجوانية التي كانت تتدفق من الشاشة، وعاد الهدوء ليعم المكان. شعور الضغط الغريب الذي كان يرافقه تلاشى تدريجيًا، لتعود شاشة الحالة إلى وضعها الطبيعي، كما كانت قبل.
تساءل كاي في نفسه عما حدث، وما إذا كانت تلك اللحظات المثيرة مجرد خيال. كانت عينيه مثبتتين على الشاشة، في انتظار ما قد تظهره من معلومات جديدة.
نظر كاي أخيرًا إلى الشاشة، وازداد الترقب في قلبه بوتيرة سريعة.
<~~~~~~~~~~~~~~>
[دينغ…يتم تحميل وإعادة البيانات السابقة]
{دينغ~ تم التحميل}
{يتم إظهار}
[الاسم: كاي نورث]
[الجنس: بشري]
[العمر: 16]
[الرتبة العامة: G]
[الإحصائيات:
القوة: G
السرعة: G-
الخفة: G+
التحمل: G
الذكاء: G+
المانا: G
الحكمة: G
الكاريزما: G-]
[المهارات:
{القارئ الثوري}[الدرجة: فريد من نوعه]]
<~~~~~~~~~~~~~~>
“ها؟…” نظر كاي بنظرة مصدومة، وهو يقرأ الشاشة بتعبيرات متضاربة تنعكس في عينيه اللامعتين. كان شعور الارتباك يعتصر قلبه، بينما تلاعبت أفكاره بعنف.
“كيف بحق الجحيم دخل هذا القمامة الإيتيروس؟” همس لنفسه، وهو يتنهد بعمق، محاولًا استيعاب ما يراه. كانت الشاشة تتلألأ أمامه، وكأنها تعكس مشاعره المضطربة، فبدت كأنها كائن حي يتحدى واقعه.
يمكن وضعه بكل سهولة في القمامة البشرية خلال السنة الأولى بأكملها. “اللعنة!” أطلقها كصرخة مملوءة بالاستياء، وكأن الكلمات كانت تخنقه من الداخل.
لكن انتباه كاي سرعان ما تحول نحو شيء آخر، شيء أثار فضوله العميق، حيث كان هناك وصف المهارة المكتوبة في الأسفل. تعلقت عينيه بشغف، وكأن تلك الكلمات تعبر عن حقائق محرمة.
“فريد من نوعه، ها؟…” همس بينما كان ذهنه يغوص في ذكرياته. إن كنت أتذكر جيدًا، كانت تعني أنه الوحيد الذي يملك هذه المهارة، ولا يملكها أحد غيره. شعور بالدهشة امتزج بالقلق تسلل إلى أعماقه، مما جعله يتساءل عن التبعات المحتملة لهذا الاكتشاف.
<~~~~~~~~~~~~~~>
{القارئ الثوري}[الدرجة: فريد من نوعه]
[الوصف: كلما غيرت نقطة محورية في الحبكة، كلما حصلت على جائزة في المقابل]
<~~~~~~~~~~~~~~>
“تسك.” نقر كاي لسانه بعد قراءة الوصف الموجز. “هل تسمي هذا وصفًا حتى؟ اللعنة عليك.”
كانت فكرة المهارة لا تزال غير واضحة، أو حتى ما هي المهارات المقصودة.
قبل أن يكمل تذمره، تغيرت الشاشة لتظهر رسائل جديدة.
<~~~~~~~~~~~~~~>
{دينغ-!}
[تم تفعيل مهارة: القارئ الثوري]
[يتم احتساب التغير: نعت الشخصية؛ نيفرا بلانك بالعاهرة مرتين متتاليتان ]
[حدث لم يحدث من قبل!]
[ذهول الشخصيات الرئيسية من فعلك]
[انتشرت الأخبار بسرعة كبيرة!]
[يتم احتساب المكافأة…]
^^^
أعذروني على الأخطاء.
كتبت الفصل على استعجال اعذروني على كونه قصير، ولم استطع التنزل في الأمس كان لدي ضرف(اقصر فصل بكامل الرواية، الأن ومستقبلًا).
في الغد سأعوضكم بفصلين إن شاء الله.