الخطوة السابعة كانت العكس تماما للخطوة السادسة
كانت عالما حالك السواد مليئا بكل المشاعر السلبية ومظلما لدرجة أن لين يانتيان لم يكن قادر على النظر أكثر من قدم أمامه
وكانت طريقة اجتياز هذه الخطوة هي عكس الخطوة السادسة حيث أنه من أجل جلب الاستقرار لهذا العالم يجب عليه ملئه بالضوء والطاقة الإيجابية
وأسرع من تقليب صفحات الكتاب تغير لين يانتيان مجددا مئة وثمانين درجة من شيطان كامل إلى قديس كامل
الهالة الكئيبة والسلبية من حوله تحولت إلى هالة إيجابية نظرته القاسية تحولت إلى نظرة عطف ونوايا القتل والكراهية تجاه كل شيء تحول إلى رغبة في إنقاذ كل الكائنات على حساب التضحية بالنفس
ومجددا امتزج الضوء والظلام مشكلين عالما رماديا قبل أن يخطو لين يانتيان الخطوة الثامنة
الخطوة الثامنة كانت عالما خاليا من أي شيء، لا يمكن رؤية أي شيء على مرمى البصر لم تكن هناك أية هجمات تستهدف لين يانتيان أو أي شيء مميز جدير بالذكر فقط الوقت اللا نهائي
ظل لين يانتيان وقفا في مكانه دون حراك بينما سير الوقت لا يتوقف
يوم، يومان، أسبوع، أسبوعان، شهر، شهران، سنة، عشر سنوات، ألف سنة، مليون سنة، مليار سنة
أخيرا بعد مرور مليار سنة ظهرت الخطوة التاسعة أمام لين يانتيان ثم خطى عليها
بعد الخطوة التاسعة ظهرت العديد من التصدعات المكانية أمام لين يانتيان ولم يكن الأمر يحتاج إلى أي تفكير ليعرف أن عليه اختيار الصدع الصحيح
ألقى لين يانتيان نظرة سريعة من حوله قبل أن يختار احد التصدعات ويدخله
كان لين يانتيان قد استمتع بهذه التجربة في الخطوات التسعة حيث أن أول خمس خطوات اختبرت فهمه للعناصر الخمسة وعليه أن يعترف أن الأمر كان مثير للإهتمام قليلا لكن ما أثار اهتمامه حقا كانت الخطوتين السادسة والسابعة فحتى هو لم يتوقع هذه الطريقة التي تختبر كل من قلب الداو والشخصية في نفس الوقت أما الخطوتان الثامنة والتاسعة فقد كانت تجربة بسيطة لقوانين الزمان والمكان
بعد الخطوة التاسعة ظهر لين يانتيان عاليا في السماء ورغم أنه لم يكن ينوي الطيران إلا أنه كان يطفوا في الهواء من تلقاء نفسه
أمام لين يانتيان وقف رجل طويل القامة ذو بنية قوية يرتدي ملابسة بيضاء كالثلج
كان شعره القرمزي الطويل يتمايل مع الرياح في كل الإتجاهات لكن عينيه كانتا سوداوين أكثر من الفحم كما لو أنه كان ينظر إلى الهاوية نفسها
" أنا ادعى شيي شن مو " تحد شيي شين مو بصوت بارد وكئيب
" لقد لقبت في حياتي بالعديد من الألقاب منها ما بجلني كمنقذ ومنها من كرهني كشيطان لا أعرف بما ينادي العالم الآن أو إن كان العالم ما يزال يتذكرني لكن من بين جميع ألقابي أفضل أن تتم مناداتي بالأحمق "
أراد لين يانتيان أن ينفجر من الضحك لكنه منع نفسه لأن شيي شن مو بدا انه يتحدث بجدية
أي شخص سليم عقليا يدعوا نفسه بالأحمق أمام شخص غريب؟ حتى البوذيون الذين بلغوا أقصى درجات الزهد ينادون أنفسهم بالفقراء وليس الأغبياء رغم أنهم يعترفون أنهم ليسوا أذكياء لكن ليس لدرجة هذا الشيي شن مو
عبس شيي شن مو قليلا وقال " ولد أعرف جيدا ما تفكر فيه ولا ألومك لكن غبائي قد كلفي كل شيء أملكه لذا لا أشعر بأي حرج على الإطلاق من وصف نفسي بهذا "
لين يانتيان " هوووو، أنت لست تسجيلا أو بقايا روح بل أنت في الواقع صورة رمزية؟ بما أنك حي فلم أنشأت هذا المكان للعثور على وريث؟ "
كان هذا سؤالا وجيها فطالما أن شيي شن مو حي فلو أراد وريثا فمن الأفضل البحث عنه شخصيا بدل الإعتماد على مثل هذه المحاكمات لأن الحكم الشخصي يكون أفضل دائما من نتائج مثل هذه المحاكمات
شيي شن مو " لا أدري كم مر من الوقت علي منذ أن ولت في هذا العالم أو كم عشت لكنني أتذكر الماضي كما لو كان بالأمس "
ولد شيي شن مو قبل سبعة مليارات سنة على أحد الكواكب العادية
في البداية كانت حياته صعبة للغاية لأنه كان شخصا عاديا من دون أي مواهب فقد كان مجرد خادم في عشيرة زراعة تافهة في أحقر مكان في الكوكب كله
إن تم تقسيم مستويات الزراعة على الكوكب إلى عشرة فإن أقوى شخص في العشيرة كان فقط في المستوى الثاني
إلى أن جاء اليوم المصيري حيث قابل معلمه
تحت توجيه معلمه الذي اكتشف مواهبه الكامنة بدأ شيي شن مو في النمو بسرعة كبيرة وفي خلال أقل من عشر سنوات كان أقوى شخص في كوكبه بعد أن مر بالكثير من الأمور
كان شيي شن مو شخصا عطوفا للغاية مع عائلته وأصدقائه لكنه كان قاسيا لأعدائه
بعد أن حكم شيي شن مو كوكبه لم يكن لديه أي اهتمام حقيقي في الحكم بل كل ما أراده هو العيش بهدوء وسلام مع زوجاته وأبنائه
لكن الأمور لم تجر كما أراد
في النهاية اضطر شيي شن مو لمغادرة كوكبه من أجل إنقاذ سيده وهكذا بدأ رحلته من العالم الفاني وذهب إلى العالم الخالد وصولا إلى العالم الإلهي
وخلال رحته هذه حصل على ميراث العديد من الشخصيات القوية والأقوى في التاريخ ولم يكن من المبالغة وصفه بأنه أعظم عبقري في التاريخ كما أنه ترك بصماته وسجلاته في العديد من الأماكن أشهرها جداره الأبدي الذي كان قائما حتى هدمه لين يانتيان
كما كون شيي شن مو العديد من الروابط والصداقات من كل الأشكال والكثير من الديون الرومنسية أيضا
في النهاية واجه الكون كله كارثة لم يسبق لها مثير تهدد بفناء العالم كله حتى أقوى المزارعين كانوا عاجزين أمامها مجتمعين
حينها وقف لين يانتيان الذي كان مجرد جيل شاب وأنقذ الكون كله وليفعل كل ذلك كان عليه كشف كل أسراره وأعظمها امتلاكه ثلاثة من الكنوز التسعة
سيف العقاب الإلهي والدم غير القابل للتدمير واللوح غير القابل للتدمير
لكنه كان ساذجا للغاية وشابا لم يفهم طبيعة الأشخاص التي لا تتغير
كان ذلك الخطر عظيما للغاية وفقط سيف العقاب الإلهي امتلك القوة للتعامل معه لكن قوته كانت كبيرة للغاية ولم يكن هناك أي شخص يستطيع تحمل قوته كي يكون وعاء له لكن لحس الحظ امتلك لين يانتيان الدم غير القابل للتدمير والذي يجعل جسده خالدا لذا نال اعتراف سيف العقاب الإلهي
بعد ذلك عاد شيي شن مو إلى كوكبه للعيش بسلام
لكن للأسف وبسبب شدة المعركة فإن الروح الإلهية لسيف العقاب الإلهي قد ماتت مما حوله إلى سيف ميزته الوحيدة هي صلابته لكن شيي شن مو كان ساذجا ولم يهتم لأنه لم يعتقد أن العالم سيفعل أي شيء للشخص الذي انقذه
بعد ذلك لأن شيي شن مو فقد الرغبة في الزراعة أكثر وزيادة قوته ولأنه لم يرغب في السير أكثر على طريق الزراعة سلم اللوح غير القابل للتدمير إلى ابنته الوحيدة والدم غير القابل للتدمير لابنه الوحيد
لكن في النهاية تسربت هذه الأخبار
وكانت النتيجة واضحة
سعيا نحو المعرفة المطلقة للوح غير القابل للتدمير وخلود الدم غير القابل التدمير وكل الأسرار الأخرى التي يملكها شيي شن مو فإن العالم بأسره قد خانه وهاجمه
قتل جميع أفراد عائلته دون استثناء أما ابنه فقد تم أخذه من أجل الحصول على دمه واقتسامه بينهم ومصير ابنته كان غير معروف لكن حجر الروح بداخلها قد تحطم مما يعني أنها ماتت وضاع معها اللوح غير القابل للتدمير
في يوم واحد خسر شيي شن مو كل شيء بسبب سذاجته وانقلب من الشخص اللطيف إلى أعظم شيطان شهده العالم
امضى كل أيامه في الهرب والتدريب بجنون سعيا للإنتقام لم يمر يوم واحد دون أن يتذكر جميع أفراد عائلته الذين قتلوا
إلى أن جاء يوم الإنتقام وبدأ هيجان شيي شن مو لدرجة أن تيان فو وياما قد تدخلا لكن دون جدوى
بعد رؤية قوة شيي شن مو أراد ياما عقد اتفاق معه وهو أن يعيد أرواح عائلته مقابل أن يتوقف لكن بالنظر إلى قدرات شيي شن مو وقوته كيف لم يفكر في ذلك؟ كانت أرواحهم بالفعل قد تفككت وتناسخ كل جزء مرات لا تحصى لدرجة أن هناك أكثر من مليار جزء من روح كل فرد من عائلته كانت شخصيتهم قد اختفت بالفعل فقد مرت عشرة آلاف سنة منذ أن ماتوا وكان أغلبهم بشرا عاديين
لذا لم يكن هناك أي شيء يمكنه أن يوقف هيجان شيي شن مو