الفصل 114: جنون الإنفاق! قمع الزعامة الأولى للأثرياء!
“عشرة مليارات من الأحجار الروحية العُليا!”
لم يكن سو باو تشينغ قد دخل بعد إلى القاعة الرئيسية للمزاد، حتى سمع صوت تشن مو يتردد في الأرجاء.
نبرة عابرة، متراخية، لا توحي بأن الرقم يخص كنزًا نادرًا، بل كأنه يرمي عشر قطع من الحصى المهملة!
كان الأمر مشبعًا بلا مبالاة.
وذلك الإحساس… كان سو باو تشينغ مألوفًا له جدًا!
فهمه تمامًا، بل عايشه شخصيًا.
“دعونا نهنئ مجددًا… مجددًا… مجددًا…”
وبينما كان المُزايد يتجاوز التفاصيل التقليدية، استعدادًا لإعلان فوز تشن مو بتلك الدرع الإلهية، قطع الصوت صوتٌ آخر:
“عشرون مليار حجر روحي علوي!”
رفع سو باو تشينغ ذراعه وأعلنها بصوت واثق.
كأن حجرًا ضخمًا أُلقي في بحيرة هادئة— ضجت القاعة بالذهول!
“مستحيل! من هذا المجنون الجديد؟ يزايد بعشرين مليار؟!”
“ألا تعرفه؟ إنه سو باو تشينغ، من عائلة سو في عالم الذهب الروحي— العائلة الأغنى في عالم دا تسانغ بلا منازع!”
“عالم الذهب الروحي؟! ذلك المكان الذي يقولون إن الذهب والفضة فيه كالحصى؟!”
“بالضبط!”
عالم الذهب الروحي… عائلة سو…
عند سماع هذه الكلمات، تغيّرت ملامح تشن جوشين قليلًا.
فـ”عائلة سو” كانت نموذجها الأعلى حين حلمت ببناء أرض تايوان المقدسة— أن تصبح عائلة كعائلة سو، الزعيمة المطلقة في دا تسانغ!
أما تشن مو، فبمجرد أن سمع الهمسات القادمة من الطابق الأول، كوّن انطباعًا واضحًا عن سو باو تشينغ.
زعيم أغنى عائلة في دا تسانغ؟
أمام نظام المال غير المحدود، المقارنة محسومة.
حتى لو تجاهلنا خاصية الاسترداد بمئة ضعف، فإن “عائلة سو” لا يمكنها مجاراة تشن مو، لا في القدرات ولا في النفوذ.
بل إن سحب “العشرة آلاف مرة” الأخيرة، جعله يمتلك في عالم الذهب الروحي ثروات قد تعادل ما تملكه العائلة نفسها.
وإن سُئل: من الأغنى في عالم الذهب الروحي؟
فالإجابة بلا تردد: تشن مو.
ربما وجد سو باو تشينغ أن عرض العشرين مليار لا يليق به.
فقال بهدوء:
“انسَ ما قلتُه… خمسون مليار حجر روحي علوي!”
القاعة صُعقت مجددًا.
“يا إلهي! خمسون مليار؟! إنه بالفعل وريث عائلة سو!”
“كنت أظنني ميسور الحال… لكني الآن أبدو نكرة أمامه!”
“هل يمكنني الانضمام لعائلة سو؟! أي وظيفة تقبلونني؟!”
في الطابق الثاني، داخل غرفة “الأرض”:
انفجر لين تشيانلانغ ضاحكًا وهو يشاهد دخول سو باو تشينغ السريع على الخط، دون أن يترك لـ تشن مو أي فرصة للاستعراض.
“أخيرًا! شخص يقدر على كبح جماحه وتبديد غروره!”
ثم نظر إلى تشن مو بازدراء، وتمتم:
“أنصحك بألا تُحرج نفسك. حتى لو كنت غنيًا، فلن تبلغ مستواه أبدًا.”
لكنه لم يكن يدري أن تشن مو في الواقع يُرحّب بوجود منافس كهذا.
صحيح أن النتيجة محسومة، لكن في قلبه تحرّكت رغبة خفيفة في التحدي.
“مئة مليار حجر روحي علوي.” قالها، فرفع الرهان إلى مستوى آخر تمامًا.
جمهور القاعة ذُهل، والاحترام في العيون أصبح إجلالًا.
“مئتا مليار!” ردّ بها سو باو تشينغ بهدوء معتاد.
بالنسبة له، مئتا مليار ليست حتى قطرة من بحر.
“تريليون حجر روحي علوي!”
تشن مو فجّر القنبلة.
ليو تيانهاو، المنظم الرئيسي للمزاد، تجمّد في مكانه.
لم يظن قط أن مزاد السماء العليا سيبلغ هذه المرتبة بسبب رجلين فقط!
بعد هذه المعركة، لا بد أن يرتفع اسم المزاد إلى القمة في دا تسانغ!
تريليون؟!
حتى سو باو تشينغ بدا عليه التأثر للحظة.
أما لين تشيانلانغ، فقد انهار جسديًا وجلس منهارًا على كرسيه.
في تلك اللحظة، أدرك الحقيقة:
من البداية، لم يكن مؤهلاً لمنافسة تشن مو.
هو كان يتوهم فقط.
كامل ثقته بنفسه كانت مجرد أوهام.
إذلال؟ بل قمة الإذلال!
“تريليون ومئة مليار!” ردّ سو باو تشينغ أخيرًا، قبل أن يطرق المزاد للمرة الثانية.
“فقط مئة مليار زيادة؟ بدأت تنهار؟” قالها تشن مو بأسى، خابت توقعاته.
“تريليونان حجر روحي علوي.”
قالها، فأنهى كل جدل.
سو باو تشينغ بدا أنه على وشك الكلام عدة مرات.
لكن حين لاحظ اقتراب المطرقة الثالثة، تبادل نظرة مع المُزايد ، ثم ابتسم ابتسامة متعبة، وهز رأسه بتقدير:
“حقًا… مذهل. أعترف بالهزيمة.”
عندها اهتزت القاعة بأكملها!
“مستحيل! وريث عائلة سو… يخسر في مجال الإنفاق؟!”
“هل يعني هذا أن تشن مو… أغنى منه؟!”
“ما هذا الإقليم الجنوبي؟! لماذا لا يظهر حتى في ترتيب العوالم العشرة؟!”
“جنون! هذا الشخص… كم يملك من الأحجار بالضبط؟!”
كان الجميع في صدمة من ضخامة العرض.
【تم إنفاق تريليونين حجر روحي علوي بنجاح! تم تفعيل خاصية الاسترداد مئة ضعف! تهانينا للمضيف بحصوله على عشرين تريليون حجر روحي علوي！】
عشرون تريليون؟!
حين ظهرت الأرقام في واجهة النظام، لم يستطع تشن مو منع نفسه من التعرّض للدهشة.
هذه التجربة، تضاهي ما تعنيه عبارة “مال غير محدود”، بل وتتفوق عليها.
أصفار… سيل من الأصفار!
عشرون تريليون حجر روحي علوي—حتى عائلة سو لا تملك مثل هذا الرقم، بل تُجبر على التراجع، وتسليم لقب “أغنى أسرة في دا تسانغ”.
وبلا مبالغة، فإن هذه الكمية وحدها تكفي لترقية كل من في أرض تايوان المقدسة إلى مرحلة الإنسان الخالد!
فكر تشن مو بذلك، وامتلأ جسده بنشوة لا توصف، كأن تيارًا كهربائيًا دافئًا اندفع خلال عروقه.
“تريليونان…؟”
سقط لين تشيانلانغ أرضًا من شدّة الصدمة.
شعر أن مؤخرته انقسمت من الألم.
استدار نحو لين تشن، وعيناه ترتجفان:
“جدي، هل تعتقد أن الطائفة المقدسة لتايشو يمكنها الوقوف أمام أرض تايوان المقدسة؟”
لين تشن فكّر قليلًا، ثم أجاب بصدق:
“في المال؟ لا أظن. في القوة؟ ربما.”
كان واثقًا بنفسه، كإمبراطور قضى ألف عام.
لم يكن يرى نفسه أضعف من تشن مو.
بل لم يكن يعتقد أن تشن مو سيجرؤ أصلاً على مواجهته.
فهو مجرد شاب، والإمبراطورية لا تسقط بسهولة.
في نظر لين تشن، المال مهم، لكن القوة هي من تحكم دا تسانغ.
وإن كانت أرض تايوان المقدسة بهذه القوة، فكيف لم تدخل حتى قائمة العوالم العشرة؟
…
لاحقًا، وبموافقة تشن مو، صعد سو باو تشينغ مع خادمه الخاص إلى الطابق الثاني، لرؤية الرجل الذي هزّه.
أراد أن يتعرّف عليه، وربما يصبح صديقًا له.
فتح باب الجناح الإمبراطوري ( جناح السماء )”.
اقترب، ونظر إلى وجه تشن مو.
ثم شعر بغرابة…
“هذا الوجه… كأنني رأيته من قبل؟”