الفصل 130: أخي، هل تريد إمبراطورة كزوجة؟
"أختي، هذه رسالة الاستسلام من مملكة دا يويه وسلالة تيان وو."
قدّم التلميذ من الساحة الخارجية، الذي نُصّب إمبراطورًا بعد مراسم التتويج، رداءً أصفر ورسالتين بكلتا يديه.
كانت تشن جيوشين تجلس على عرش التنين في قاعة الدراسة الإمبراطورية، فأخذت الرسالتين، ووضعت أعمال المتجر جانبًا مؤقتًا.
"دا يويه، تيان وو..."
إن لم تخنها ذاكرتها، فهاتان الدولتان لم تكونا أقل من سلالة تيان تشينغ من حيث القوة أو الثروات.
لطالما كانت هناك حالة توازن ثلاثي في عالم شوان.
لكن الآن، ورغم أنها لم ترسل جيشًا بعد، بادرت الدولتان بتقديم رسائل استسلام، ما أثار حيرة تشن جيوشين.
بعد أن قرأت الرسالتين، سألت التلميذ: "أين هما الآن؟"
"هما بانتظاركم في قاعة الاستقبال." أجاب التلميذ بصدق.
ورغم أنه جلس على العرش، لم يأخذ نفسه على محمل الجد، فهو يعلم تمامًا أنه مجرد بيدق.
"لنذهب للقائهما." قالت تشن جيوشين وقامت.
طلب الإمبراطور على الفور من الخصي تجهيز عربة التنين.
جلست تشن جيوشين داخلها، والإمبراطور بلباس التنين الذهبي ذو المخالب الخمسة يسير بجانبها في صمت.
...
لم يمضِ وقت طويل.
ظهرت تشن جيوشين والإمبراطور في مرأى الإمبراطورة لين تشيويـوي والإمبراطور تشاو تشيهـاي.
ظنّا أن الإمبراطور هو الشخصية الكبرى خلف لو شيانغتيان.
لكن المفاجأة كانت حين رأوا تشن جيوشين تجلس على عرش التنين بكل ثقة.
الإمبراطور والخصي يقفان إلى جانبها.
"..." تبادلا النظرات.
وبعد لحظة صمت.
رفعت لين تشيويـوي طرف ثوبها، مكشفة عن سروالها الأبيض، وركعت:
"مملكة دا يويه، لين تشيويـوي، تُحيّي السيّدة!"
"سلالة تيان وو، تشاو تشيهـاي، يُحيّي السيّدة!"
لم تتعجل تشن جيوشين بالكلام، بل أطلقت هالة الإمبراطور.
أرادت أن تُشعرهم بجزء من قوتها أولًا، ليسهل عليها النقاش لاحقًا.
قوة الإمبراطور؟!
أثرها كان فوريًا.
تيقّنا أكثر من ذي قبل أن تشن جيوشين هي السيّدة الجبارة التي أخضعت الإمبراطور لو شيانغتيان.
"نحن نُقرّ، رجاءً أوقفي قوتك!" صاح تشاو تشيهـاي وهو متكور على الأرض.
وكذلك كانت لين تشيويـوي.
حين سمعت تشن جيوشين ذلك، سحبت قوتها.
تنفّسا براحة أخيرًا.
لم تعد حناجرهم مخنوقة، وتمكنا من التنفس بحرية.
وحين كانت تشن جيوشين تنوي أن تسأل عن سبب استسلامهما المفاجئ، لاحظت أن ظل تشاو تشيهـاي بدا غريبًا.
كحجرٍ وقع في الماء، تسبّب بتموجات.
ثم، خرج ظل مظلم منه.
وحين رأته، ابتسمت تشن جيوشين.
فهمت كل شيء في الحال.
"حسنًا، ليس لك شأن هنا. عُد وبلّغه." لوّحت تشن جيوشين بيدها نحو لو شيانغتيان.
انحنى الأخير، ثم غاص مجددًا في عالم الظلال.
"بلّغه"؟ من هو؟
التقط تشاو تشيهـاي ولين تشيويـوي هذه الكلمة الرئيسية.
هل وراء هذه الإمبراطورة شخص آخر؟
من حديثها، يبدو أنه هو من أخضع لو شيانغتيان وأرسله إليها.
وإلا، لماذا استخدمت كلمة "بلّغه"؟
كلما فكّرا أكثر، ازداد الرعب في قلبيهما.
بل، استشعرا أنهما اتخذا القرار الصحيح بالاستسلام.
لو انتظرا حتى نفد صبر ذلك الطرف، وهاجم بنفسه...
النتيجة لا تُحتمل.
"اسمك لين تشيويـوي؟ هل أنتِ إمبراطورة دا يويه؟" سألت تشن جيوشين فجأة.
وقد بدأت تهتم بهذه المرأة.
"نعم، جلالتك." أجابت على الفور.
"نادرًا ما نرى إمبراطورة. يبدو أن قدرتكِ ليست بسيطة."
"وجمالك أيضًا يُعد من الطراز الأول."
ابتسامة تشن جيوشين جعلت لين تشيويـوي تشعر بعدم الارتياح.
كإمبراطورة، كانت تعلم أن القرب من العرش يشبه القرب من النمر.
"جلالتكِ، إنكِ تُبالغين. أمامكِ، لا تُقارن إنجازاتي بشيء."
لم تكن تواضعًا بل حقيقة.
فلا من حيث القوة، ولا المكانة، ولا الجمال، يمكنها أن تقترب من تشن جيوشين.
"كإمبراطورة، هل لديكِ ثلاث آلاف محظية في القصر؟" سألت تشن جيوشين مجددًا.
"..." حين سمع تشاو تشيهـاي ذلك، بدأ يُفكر.
هل تهتم الإمبراطورة بلين تشيويـوي؟
"جلالتك، تشيويـوي لم تمسّها يد رجل، ولا تزال طاهرة." قالت بصدق.
وإن كانت تشن جيوشين تنوي ذلك، فلن ترفض.
بل على العكس، سيكون شرفًا لها.
فجمال تشن جيوشين قادر على إغواء أي امرأة.
"هكذا إذن؟ هذا رائع!" ابتهجت تشن جيوشين.
ثم بعثت برسالة صوتية عبر آلاف الأميال إلى تشن مو:
"اخي، افتح مرآة السماء بسرعة، هناك شيء جيد!"
قصر تشينغيون.
كان تشن مو يتناول الطعام.
"شيء جيد؟" استغرب من نبرة صوتها.
وشعر أنه ليس شيئًا جيدًا فعلًا.
"آه... حسنًا."
تنهد، ثم فتح مرآة السماء كما طلبت.
ظهر مشهد القاعة الرئيسية لسلالة تيانيان.
"افتح واحدة هنا أيضًا، أريد أن أراك." قالت تشن جيوشين.
"حسنًا." نفّذ دون تفكير.
أراد أن يعرف ما الذي تخطط له.
ففتح مرآة مقابلة بجانب تشن جيوشين.
"لا تنظر إليّ، الشخص الذي أريدك أن تراه هناك."
"آه..."
تحوّلت الصورة.
"هل هناك خطب ما بين هذين الاثنين؟"
كان تشن مو قد رأى لين تشيويـوي وتشاو تشيهـاي عندما أعطى الأوامر للإمبراطور لو.
فشعر بالغرابة.
"هذه المرأة أصبحت إمبراطورة في سن مبكر. وجمالها؟ بلا منازع. جمال منقطع النظير!"
"ألا تشعر بشيء؟" سألت تشن جيوشين مبتسمة.
"..." تشن مو.
فهم أخيرًا ما الذي تنوي عليه.
أخي؟
رفعت لين تشيويـوي رأسها نحو مرآة السماء، وتلاقت عيناها بعيني تشن مو.
يا إلهي، ما هذا الجمال؟!
فقط من ملامحه، تسارعت نبضات قلبها.
شعرت بانجذاب.
ثم أدركت...
الإمبراطورة تريد أن تزوّجها منه!
ولم تمانع.
فهو جميل، حرّ، وأسر قلبها.
كان يوافق ذوقها تمامًا.
"لماذا لا تتحدث؟ كم من الرجال يحلمون بالزواج من إمبراطورة؟"
"والآن، الفرصة أمامك يا اخي، ألا تريد أن تنتهزها؟" قالت تشن جيوشين وهي تحاول إقناعه.
ثم التفتت إلى لين تشيويـوي:
"ما رأيكِ بأخي؟"