الفصل الثالث والعشرون: اختراق إلى عالم المحارب الفطري ،وابن العم مزارع السيف
برج التجربة؟!
طائفة تيانجيان أيضًا لديها برج تجربة، لكنه أبعد ما يكون عن هذا البرج الأسود المهيب أمامهما.
كان أشبه ببرج بابل الأسطوري، شامخًا يخترق السحاب، لا يُرى له نهاية.
"في طائفة تيانجيان، برج التجربة لدينا لا يتجاوز خمسين طابقًا. أما هذا... فيبدو أن به على الأقل خمسمئة طابق، أليس كذلك؟"
قالت "يي تشينغتشنغ" وهي غير متأكدة.
"بالفعل، يحتوي على خمسمئة طابق."
قال "تشن مو" بهدوء.
"الأرواح الذكية داخل البرج تتعلم وتقلد أساليب المهاجمين، وتصبح أقوى تدريجيًا."
"في كل مرة تتجاوز طابقًا، تحصل على كمية هائلة من موارد الزراعة كمكافأة، وهو أحد الوسائل الأساسية التي يعتمد عليها تلاميذ أرض تيانيان المقدسة لتعزيز قوتهم."
"ومن يتمكن من دخول قائمة المتفوقين، يحصل على جوائز إضافية ويُرقى إلى تلميذ في الساحة الداخلية."
أكمل "تشن مو" شارحًا ما يعرفه عن قوانين برج التجربة.
لقد تطورت أرض تيانيان المقدسة عبر السنين، ما جعل الأرواح الذكية داخل البرج بالغة القوة.
أما "تشن مو" فلم يسبق له دخول البرج من قبل... ليس خوفًا، بل كسلًا.
اجتياز برج التجربة لا يعتمد فقط على مستوى الزراعة، بل يختبر أيضًا قوة العقل، إتقان المهارات، وسرعة البديهة.
لكن الشيء الجيد أن مكافآت النجاح كانت تستحق العناء.
كل طابق تجتازه يُعد قفزة نوعية في تطور قوتك!
...
أما "تشن مو"، فلم يكن مهتمًا بالمكافآت أصلًا.
جوائز؟
لديه النظام الذي يهطل عليه كنوزًا مجانًا ليل نهار!
الاختراق؟
إذا كان يملك وقتًا للتسلق، فهو يفضل أن يركض مرتين حول أرض تيانيان ليزيد من معدل تنفسه ويعزز زراعته أكثر!
رفع مستواه أهم من أي شيء آخر.
فحين يرتفع مستواه، يصبح سقفه أعلى من حدود الآخرين أنفسهم!
...
رغم أن "تشن مو" لم يكن مهتمًا، إلا أن ملامح "يي تشينغتشنغ" كانت مفعمة بالحماس.
"ماذا؟ هل ترغبين بدخول البرج؟"
سألها "تشن مو" مبتسمًا بعدما كشف نواياها بسهولة.
"أجل! أريد أن أجرب!"
أجابت بحزم.
كانت تدرك أكثر من أي أحد آخر...
لكي تبقى بجانب السيد الشاب، عليها أن تكون قوية بما يكفي!
لقب قديسة؟
في نظرها، حتى لو جاءت إمبراطورة عظيمة، فإن السيد الشاب قادر على تحويلها إلى خادمة إن شاء!
"طالما أنكِ تحت راية قصر تشينغيون، فأنتِ من أرض تيانيان.
اذهبي كما تشائين. لا أحد يجرؤ على منعك."
قال "تشن مو" بثقة.
"شكرًا لك، أيها السيد الشاب! سأذهب الآن!"
خطت "يي تشينغتشنغ" خطوة واحدة، ودخلت برج التجربة.
...
في الداخل، وُزعت على مساحة صغيرة.
أمامها مباشرةً، وقف كيان أزرق باهت المعالم، لا تُرى منه سوى خطوط وجهية وخطوط الملابس.
فوقه، عبارات عائمة بالهواء:
الاسم: تشانغ تشيفان.
الهوية: تلميذ الساحة الداخلية لأرض تيانيان المقدسة.
"يُعتبر هذا شرفًا، أليس كذلك؟"
قالت "يي تشينغتشنغ" مبتسمة، ثم استلت سيفها...
...
لا يعلم أحد كم مر من الوقت.
في الخارج، كان "تشن مو" مستلقيًا على غصن شجرة عمرها عشرة آلاف عام، متكئًا مسترخيًا.
"تلك الفتاة قوية حقًا. خلال هذا الوقت القصير، وصلت إلى المستوى التاسع!"
عبر حجر الصورة المعلق فوق برج التجربة، يمكن للمتواجدين متابعة تحديات المتسلقين.
وكان المشهد المعروض هو معركة "يي تشينغتشنغ" ضد ظل تلميذة حارسة للطابق التاسع.
استطاع "تشن مو" أن يرى بسهولة أن "يي تشينغتشنغ" لا تزال تسيطر على الوضع بسهولة.
واللافت أنها لم تستخدم سيف تيانيان المقدس.
بل استخدمت سيفها البنفسجي القديم من الدرجة العليا، مع حركات رشيقة وطاقة سيف أرجوانية جميلة.
عرض قتالي رائع جذب أنظار عدد كبير من المشاهدين.
...
"يا لها من حركات جميلة!"
"أليست الحارسة في الطابق التاسع هي ظل الأخت الكبرى يانغ؟"
"نعم! تقنيات سيفها معروفة بالسرعة والشراسة والتنوع الهائل."
"لكن القديسة يي تتفوق عليها بكل سهولة!"
"بالطبع، هذا مجرد ظل. أما الأخت الكبرى يانغ الحقيقية، فقد أصبحت الآن في عالم المعلم الكبير."
"لكن مع ذلك، القديسة يي تبقى موهبة فذة!"
...
الجميع أشاد علنًا بأداء "يي تشينغتشنغ".
...
ثم، تحول موضوع الحديث فجأة إلى "تشن مو":
"ياللأسف! السيد الشاب لا يبدو مهتمًا ببرج التجربة.
كنت أتمنى أن أرى مدى رعب موهبة البرق والنار عندما تتجلى!"
"أحمق!
السيد الشاب بالتأكيد يتجنب التصعيد.
لو دخل، لأصبحت صعوبة البرج مضاعفة مرات!"
"مرات عدة!
حتى التفكير في الأمر يصيبني بالقشعريرة!"
"تفكيركم خاطئ تمامًا."
فكر "تشن مو" لنفسه بابتسامة.
"أنا فقط... لا أملك أدنى اهتمام!"
...
وأثناء ما كان يفكر، استنشق نفسًا عميقًا للغاية.
شعر فجأة بشعور مريح يجتاح جسده!
بوووم!
اختلطت حوله شرارات صغيرة من البرق واللهب.
تساقطت أوراق الشجرة القديمة متراقصة حوله.
نجح في اختراق عالم المقاتل!
ودخل عالم المحارب الفطري، المستوى الرابع!
على الفور، لفت ذلك أنظار كل من حوله!
...
"يا إلهي!
السيد الشاب اخترق إلى عالم المحارب الفطري!"
"لقد كان لا يزال في المستوى السادس أو السابع منذ فترة!
وفي أيام قليلة فقط، اجتاز ثلاث عوالم متتالية!"
"حقًا، إنه وحش فريد من نوعه!"
"مع هذه السرعة، قد نرى السيد الشاب يتوج إمبراطورًا بأعيننا!"
"هل تعتقدون أنه سيتجاوز قداسة اللورد تشن تيانلين ويصبح أول من يخترق إلى مجال الإمبراطور؟!"
لو حدث ذلك حقًا...
سيُقيم "تشن تيانلين" وليمة كبرى لعشرة آلاف شخص، ويبتهج أمام العالم كله!
أرض تيانيان المقدسة أنجبت إمبراطورًا جديدًا!
...
في هذه الأثناء.
انفتح باب البرج.
خرج منه شاب يرتدي الأبيض.
محدثًا جولة جديدة من الضجة!
...
"انظروا! إنه "تشن يو"!
نجح في اختراق الطابق 350!"
"لم تمض سوى نصف أسبوع!
إنه بالفعل من أفضل العباقرة في مجال السيف بين شباب أرض تيانيان!"
"الطابق 350... هل سنتمكن نحن يومًا من رؤية هذا المشهد؟!"
...
تشن يو.
بمجرد سماع الاسم، تذكر "تشن مو" على الفور هذا القريب البارع في زراعة السيف، الذي بلغ بالفعل عالم المعلم الكبير رغم صغر سنه.
كان معروفًا بملابسه البيضاء الدائمة، ووجهه الخالي من التعابير، وسيفه الذي لا يُقهر.
حتى طائفة تيانجيان العريقة، التي تختص في السيف، سعت لاستقطابه كشيخ فخري لتعليم تلاميذها.
واشترط عليهم مقابل ذلك:
أن يشاركونه كل خبراتهم وتقنياتهم السرية في السيف!
...
اقترب "تشن يو"، وانحنى أمامه باحترام:
"تشن يو يحيي ابن عمه."
فتح "تشن مو" عينيه، وقفز بخفة من على الغصن.
"مادمت تناديني بابن العم، فلا حاجة لكل هذا الرسميات."
"كما تأمر، سيدي."
رد "تشن يو" ببرود معتاد.
كان شخصًا قليل الكلام للغاية.
...
ثم...
أخرج من حقيبته المصنوعة من قماش الكون بوصلة من الخيزران.
ناولها لـ"تشن مو" قائلًا:
"علمتُ أنك أيقظت جذر البرق.
لذا، جلبت لك أسلوبًا متقدمًا لزراعة السيف باستخدام طاقة البرق.
آمل أن يفيدك في طريقك."