الفصل 87: عالم التدريب المضاعف مئة مرة… ووراثة طائفة هوهوان؟
بعد أن أُغلقت بوابة الانتقال، ومرّت لحظات من التأكّد من أن تشن مو ويي تشينغتشنغ قد غادرا بالفعل، بدأ الناس ينهضون من الأرض، متكئين على الأشجار، وأجسادهم ترتجف بشدّة.
لو رآهم أحد من بعيد، لظنّ أنهم خرجوا لتوّهم من دار لهو، بعد ليالٍ لا تُعدّ ولا تُحصى.
"ما حدث اليوم… علينا أن نبلّغ زعيم الطائفة فورًا! لا عجب أن حتى أرض السموم الخمسة سقطت أمام أرض تيانيان. بوجود هذا السيد الشاب… من المستحيل ألا تنهض!"
"أرض السموم؟ معلوماتك متأخرة! وصلتني أخبار مؤكدة أن أرض دونغجي قد أعلنت ولاءها لأرض تيانيان رسميًا! والآن، لم يتبقَ في الجنوب سوى أرض مقدسة واحدة... تيانيان!"
"ماذا؟! حتى دونغجي خضعت؟! لا، علينا أن نتحرك فورًا! لم يعد وقت المراقبة، إما أن نغادر الجنوب… أو نخضع لأرض تيانيان!"
"وتظن أن الأمر بهذه البساطة؟ الطوائف التي ترغب بالولاء لأرض تيانيان من أجل جرعة واحدة من حبة الخلود( حبة طول العمر)… قد امتدت صفوفها إلى خارج الجنوب!"
لم يكن لدى أحد ما يردّ به.
لكنهم أدركوا شيئًا واحدًا——
أن محاولة الاقتراب خير من الوقوف دون فعل شيء.
نعم، الجنوب تغيّر.
لكن السبب، لم يكن الوحوش.
بل رجلٌ واحد—— تشن مو!
لقد أخطأ الجميع في تحديد من هو البطل الحقيقي.
...
في قصر تشينغيون.
كعادته، كان تشن مو مستلقيًا على كرسي طويل، يستمتع بدفء الشمس بعيونٍ نصف مغمضة، في هيئة هادئة ومريحة.
أما يي تشينغتشنغ، فكانت تقف خلفه، ويداها الناعمتان، باردتان قليلًا، تدلّكان صدغيه وفروة رأسه برفق.
تيارات دقيقة من الطاقة تسري في جسده، تمنحه راحة يصعب وصفها.
ولا يمكن إنكار أمر واحد——
منذ أن دخلت القصر، بدا أن موهبتها في هذا المجال تتجاوز حتى موهبتها في الزراعة، وكانت تتقدّم فيه بسرعة مذهلة.
بل إن تشن مو اعتقد أن موهبتها الجسدية قد تكون أعلى من موهبتها القتالية.
فجأة قال:
"هل ستذهبين اليوم إلى برج المحن؟"
"نعم." أجابت، ثم أضافت بتردد: "لكن..."
"لكن ماذا؟" سألها بهدوء.
"أشعر أنني وصلت إلى عنق الزجاجة… لم أعد أستطيع التقدّم. صورة السلف تشن شو، لا أستطيع صدّ أكثر من ثلاث ضربات منها، مهما حاولت."
أطبقت شفتيها، وملأت عيناها عزيمة لا تهدأ.
"تشن شو..." تمتم تشن مو، وقد بدا الاسم مألوفًا له.
كان يتذكّره بشكل مبهم ، كأنه كان أحد عباقرة السيف الذين لمع اسمهم في الجنوب في عصرٍ مضى.
لكنه لم يتوقف عند الأمر طويلًا.
وبما أنه رأى رغبتها الصادقة في اختراق حدودها، قال:
"لدي طريقة لرفع مستوى زراعتك بسرعة كبيرة... هل ترغبين بتجربتها؟"
"أرجو من السيّد الشاب أن يرشدني!" أجابت دون تردّد.
نهض تشن مو من مكانه، وفتح بوابة تؤدي إلى عالمه الصغير، حيث سرعة التدريب تعادل مئة ضعف السرعة الطبيعية.
وأشار إليها: "ادخلي."
لم تتردّد لحظة.
ثقتها به كانت مطلقة——
فلو أراد إيذاءها، لما احتاج إلى كل هذا.
في هذا العالم، حيث البقاء للأقوى، القوة هي كل شيء!
...
عندما دخلت من الجانب الآخر، لفحها نسيم عليل.
"يا إلهي… ما هذه الطاقة الروحية النقية؟! لمجرد أنني جمّعتها قليلًا، حتى بدأت تتدفّق وحدها إلى عروقي والدانتيان!"
نظرت حولها بدهشة وقالت: "هل هذا… عالم سماوي؟"
"ليس تمامًا." جاء صوته من خلفها.
التفتت إليه، تنتظر التفسير.
قال وهو يبتسم:
"هذا عالم صغير أنشأته عندما ارتقيت إلى رتبة الإمبراطور. الطاقة الروحية هنا لا تنضب، والتدريب فيه أسرع بمئة مرة من العالم الخارجي."
لم يكن هناك من يُكذّبه——
فهي لم تدخل عالم الإمبراطور من قبل، وكل ما يقوله هو الحقيقة في نظرها.
"سرعة تدريب بمئة ضعف؟!" شهقت، وقد فتحت فمها على اتساعه من الذهول.
قال تشن مو:
"تدرّبي هنا جيدًا. لن يُزعجك أحد. وإذا أردتِ الخروج، استخدمي هذا الرمز."
أمسك بيدها، ورسم على ظهرها نقشًا صغيرًا لا يظهر إلا عند تفعيله بالطاقة الروحية.
"شكرًا جزيلاً، أيها السيّد الشاب! أقسم أنني لن أخذلك!" ركعت على ركبة واحدة، وضغطت قبضتيها بتحية مخلصة.
...
ما إن غادر تشن مو، حتى جلست يي تشينغتشنغ القرفصاء وبدأت بجذب الطاقة الروحية المحيطة.
تجمّعت السحب فوق رأسها، وانهالت الطاقة الروحية كالأمطار، تتدفّق إلى جسدها بلا توقف.
مهمّتها الوحيدة——
امتصاصها، وتحويلها إلى زراعتها الخاصة.
وخلال لحظات——
اخترقت الحاجز الذي أوقفها طويلًا!
"إذن… هكذا تكون سرعة تدريب مئة ضعف؟!" تمتمت بدهشة.
ثم أغمضت عينيها، تواصل التدريب——
عازمة على اختراق كبير قبل مغادرتها!
...
في قصر تشينغيون.
بعد أن تأكّد تشن مو أن كل شيء يسير على ما يرام، أغلق مرآة السماء.
أسند يديه خلف رأسه، وحدّق بالغيوم البيضاء.
"لماذا... الجميع يحبّون الضغط على أنفسهم؟"
ردّ النظام:
【أظن أن السبب بسيط… لأنك قويّ للغاية، فوجودك يخلق ضغوطًا لا تُحتمل من حولك】
"حقًا؟" تمتم، متذكرًا كيف كانت عائلته تقارنه دائمًا بأبناء الآخرين المتفوقين.
والآن… أصبح هو نفسه ابن الآخرين .
والشعور؟ ليس سيئًا.
"فليتعبوا كما يريدون… أما أنا، فلا أريد سوى أن——"
دق! دق! دق!
لم يُكمل جملته، حتى سُمع طرقٌ على الباب.
"..."
لوّح بإصبعه، فانفتح الباب تلقائيًا.
وإذا بصوت مألوف يصدح:
"يا تشن مو العزيز!"
تمامًا كما توقّع——
الزائر لم يكن سوى تشو جيانغخه ، زوج عمّته جيان تشينغتشو ، والذي يشغل أيضًا منصب رئيس طائفة هوهوان .
نهض تشن مو وقال:
"يا رئيس الطائفة، كيف وجدت وقتًا لزيارتي؟ لا بد أنكم منشغلون دائمًا."
تنهد تشو جيانغخه وقال:
"يا فتى… لقد ورّطتني!"
ثم مال برأسه قليلًا، كاشفًا عن أذنه الحمراء:
"انظر! عمّتك أمسكتني من أذني وكأنني طفل! استجوابٌ يومي!"
ضحك تشن مو وقال:
"تبدو متعبًا، تفضّل، اجلس. سأسكب لك بعض شاي التنوير"
تناول الكوب، ثم تنهد:
"منذ أن كشفتَ تلك القصة، وعمّتك تتعامل معي كأنني خائن! لكنني أقسم، طوال حياتي، لم أفعل شيئًا يخونها. صحيح أنني رئيس طائفة هوهوان، لكنني لم أختر هذا المنصب بمحض إرادتي!"
ابتسم تشن مو وقال بلطف:
"أنا أصدقك، يا عمّي."
...
لكنه كان يعلم——
هذه الزيارة لم تكن لمجرد الشكوى.
"قل لي صراحة… أتيت إلى هنا لهذا فقط؟" سأله مباشرة.
وضع تشو جيانغخه كوب الشاي، وأخرج من جيبه لوحًا من اليشم النقي.
دفعه برفق إلى تشن مو.
وكانت عليه ثلاث كلمات محفورة بوضوح:
طائفة هوهوان.
قال:
"في الواقع… أريد أن أُسلّمك منصب رئيس الطائفة."