3.
الغيمكوك ذو الأعين الشرسة تحت عرف ملتهب لا يهرب أبدًا مع أعدائه أمامه. هذه الحقيقة لم تتغير حتى لو واجه عدوًا قويًا.
كان الأمر نفسه الآن. كان الغيمكوك الملطخ بالدماء، واللحم الممزق في كل مكان، يواجه العدو، وعيناه تشتعلان. علاوة على ذلك، لم يصدر قط بصوت الموت أو صرخة الألم لأنه كان على وشك الموت.
عندما تمزق ريشه ولحمه، أطلق الغيمكوك، الغارق في دمه، صرخة تمزق السماء. مع الصوت، نفث آخر قوته.
ارتفع عرف الغيمكوك الناري. تم تنشيط أرتفاع الغضب، القوة الهائلة للغيمكوك.
انفجر انفجار ضخم حول جسم الغيمكوك مع دوي الرعد. يبدو أن انفجار القوة أرسل كل شيء بالقرب من الغيمكوك إلى أقصى نهاية للأفق.
لكن أمام الانفجار، لم يطير بعيدًا. بعيدًا عن الطيران، اخترق الانفجار الهائل بقفزة واحدة وصعد إلى جسد الغيمكوك في ضربة واحدة.
ثم بدأ في تمزيق لحم الغيمكوك، وريشه القوي، وجلده القاسي، ولبه الصلب، بأيديه الكبيرة.
كما لو كان يستخرج التربة، فقد قام بحفر لحم الغيمكوك، وبعد ذلك، بمجرد أن تم الكشف عن القلب، وضع الأورك العملاق ذو الأعين الأرجواني قبضته في القلب وسحب قلب الغيمكوك .
نزل الدم، وخمد الانفجار، وأنهار الغيمكوك الذي كانت روحه القتالية تشتعل.
لقد كانت كارثة. كانت تلك نهاية المشهد، التي تمت المطالبة بها حتمًا، صيحة انتصار من الوحش الذي دمر للتو الغيمكوك .
وصل الأورك خان إلى أوروبا.
4.
كان كل من جانغ سونغهون وماريا وكيم تايهون حول طاولة بدائية في مكان يمكنهم من رؤية مداخن كنيسة سيستين. كانت هناك أكواب أمامهم مع رائحة القهوة تنتشر في الصباح. كانت رائحتها جيدة جدا. حتى الإيطاليين، الذين كانوا أكثر من يشربون القهوة في العالم، يمكنهم الإعجاب بها.
لكن القهوة أمام ماريا لم تمس. بدلاً من احتساء قهوتها، نظرت بتوتر إلى مدخنة كاتدرائية سيستينا ثم إلى كيم تايهون، الذي كان يستمتع بقهوته. أخيرًا، نظرت إلى جانغ.
جانغ سونغهون، الذي بلل شفتيه برشفة، وضع كوبه جانباً وسأل، "هل لديك أي شيء تريدين أن تقوليه؟"
"لماذا أنت هادئ جدا؟" تحدثت ماريا، لكنها لم تستطع إخفاء قلقها. لقد اكتسبت الكثير من الخبرة والقدرة في ساحة المعركة حتى لا تنقصها الخبرة. بعبارة أخرى، الواقع الذي تواجهه الآن يعني أنها كانت جادة بما يكفي لإزعاجها.
"الآن هذا الوحش السخيف قادم إلى أوروبا، هل يمكننا البقاء على هذا الحال؟" كان الأورك خان، إمبراطور جميع الأورك، يقود جيش الأورك إلى أوروبا.
"إنهم يقتربون من بحر قزوين، وسيلتفون حوله".
إذا تجاوزت بحر قزوين، فماذا بعد؟ سيكون البحر الأسود!
وبعد ذلك، إذا عبروا أوكرانيا أو تركيا، فلا سبيل لإيقافهم.
بمجرد عبورهم البحر الأسود، يجب على أوروبا أن تشن حربًا دموية مع جيش الأورك : حرب لا أنتصار فيها.
"سيتعين علينا التعامل معه قبل ذلك الحين".
اعتقدت ماريا أن هناك طريقة واحدة فقط لإيقافه بعد أن علمت بوجود الأورك خان . قبل عبور الأورك خان وحشد الأورك البحر الأسود، كان الحل الوحيد هو تفجير الأسلحة النووية في أوكرانيا أو تركيا على البحر الأسود وسحقهم. في الواقع، حاولت ماريا وروسيا القيام بذلك.
ومع ذلك، لم يعطي كيم تايهون إشارة موافق للعملية. كانت تلك هي المشكلة.
"لم يحن الوقت للقيام بذلك. في هذه الحالة، الأسلحة النووية..."
إذا كانوا يريدون حقًا إيقاف جيش الأورك والاورك خان في أوكرانيا أو تركيا، فعليهم أن يصعدوا الآن. حتى الآن، لا يمكنهم فعل شيء مثل الجنود النظاميين. كان ذلك بسبب توجه الأورك خان إلى أوروبا، كانت الوحوش في تركيا وأوكرانيا هائجة أيضًا.
في هذه الحالة، كان كيم تايهون هو الوحيد الذي يمكنه الأمر بالأسلحة النووية. كان من الطبيعي أن يحترق قلب ماريا.
"هيه، إذا استخدمنا الأسلحة النووية في كل مرة نواجه فيها مشكلة، فهل سيبقى البشر في هذا العالم؟ الأسلحة النووية سلاح يدمر نفسه. سنستخدمها فقط قبل نهاية البشرية".
"هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إيقافه الآن!"
"من قال هذا؟ هل قال الزعيم ذلك؟"
"هذا..." في اعتراض جانغ، نظرت ماريا إلى كيم. بدلاً من الرد على عينيها، تذوق كيم القهوة فقط. أخيرًا، نظرت ماريا إلى جانغ مرة أخرى.
"إذن هل هناك طريقة أخرى لقتل هذا الوحش؟"
"لا أريد أن أخبرك عن ذلك هنا لأنه سر! أنا وأنتي نعرف بعضنا البعض، وإذا كان بإمكانك ترتيب لقاء مع امرأة من أجلي، فسأحب ذلك حقًا..."
(أيها الخائن، وماذا عن أيما!؟)
"إنها ترتفع." تجاوز صوت كيم تايهون الحد الفاصل بين ماريا وجانغ سونغهون.
وجه الاثنان، اللذان كانا يواجهان بعضهما البعض، رأسيهما ونظروا إلى مدخنة كنيسة سيستين. يمكنهم رؤية الدخان الأبيض يتدفق عبر المدخنة.
5.
"هذا كل ما يمكننا تقديمه." إلى جانب الكلمات، بدأ الكرادلة في وضع الأوراق في أيديهم ببطء وبطريقة مرتبة على الطاولة. كان انضمامًا، انضمام الى نقابة ماك .
"بعد مناقشة طويلة، توصلنا إلى استنتاج مفاده أنه لا يوجد شيء آخر يمكننا أن نقدمه لك. ومرة أخرى، بعد مناقشة طويلة، اتفقنا بالإجماع على إعطائك هذا".
وافق الكرادلة على حقيقة أنه لم يعد لديهم أي مواد للدفع لكيم. والآن أدركوا أن كل ما يمكنهم تقديمه هو أشياء عقلية. كانت النتيجة هي هذه الآن.
"ارجوك اقبلها."
كان هذا ما أراده كيم تايهون وجانغ سونغهون، على ما يبدو، في مقابل العملاق العظيم، استحوذ كيم تايهون على كل شيء يمتلكه الفاتيكان. كما كتب عقدًا. ولكن ما مدى فعالية العقد؟
لم يكن العقد موثوقًا به في المقام الأول، ولم يكن هناك شيء عديم الفائدة مثل العقد في هذا الوقت.
علاوة على ذلك، لم يكن خصمهم مجرد مجموعة عشوائية، بل كان الفاتيكان. لقد كانت مجموعة أظهرت الإيمان والالتزام بكائن واحد لأكثر من عشرين قرنًا. إن إخضاعهم للصعوبات المادية فقط لم يفعله أي شخص في تاريخ البشرية، ومحاولات إخضاعهم بهذه الطريقة دائمًا ما تخلق فوضى أكبر.
لم يكن كيم تايهون مختلفًا. لن يجعل الفاتيكان يستسلم من أعماق قلوبهم فقط بالقوة والعنف. كل ما كان عليه فعله هو إلحاق الهزيمة بالفاتيكان نفسها.
كانت الطريقة الوحيدة لجعل الفاتيكان رفيقًا وليس عدوًا، والاعتراف بأن البشرية كانت تواجه كارثة لم تصادفها من قبل، وأن الفاتيكان يجب أن يتبع كيم تايهون للنجاة من الكارثة.
"راجعت انضمامكم." لذلك، قبلت نقابة ماك انضمام الكرادلة. "بحلول هذا الوقت، أصبح الكرادلة أعضاءً في نقابة ماك ، وأطلب الآن التعاون الفعال والخدمة من أجل نقابة ماك ."
بعد أن تلقى جانغ سونغهون أوراق الانضمام من الكرادلة ، بدأ في تنظيمها. "بالإضافة إلى ذلك، ستبذل نقابة ماك قصارى جهدها لحماية أعضائها."
جانغ سونغهون، الذي رتب استمارات الانضمام، أنهى كلماته ونظر إلى كيم تايهون .
نظر الجميع إلى كيم تايهون .
تحدث كيم تايهون أمام أعينهم. "سننهيه في البحر الأسود، ونجهز البارجة."
تحرك كيم تايهون لحماية نقابة ماك .
6.
البحر الأسود…
حتى 30 ديسمبر 2016، كان أكثر البحار ضغوطًا في العالم. بينما ادعت دول لا حصر لها أن البحر الأسود ملكها، فإن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، والذي بدأ في عام 2014، جعل البحر الأسود رقعة شطرنج للقوى العالمية، وليس فقط أوروبا الشرقية.
كان من المضحك أن الوحوش أنهت هذا التوتر. لفترة من الوقت، ملأت صرخات البشر البحر الأسود الذي أصبح أرض صيد الوحوش، لكن ذلك كان حرفيًا لفترة قصيرة فقط.
في تركيا، حيث اختفى البشر وكان البحر الأسود في الشمال، بدأ السلام والوفرة، التي لا يمكن مقارنتها بالماضي، تحل محلها.
كان حشد الأورك هو الذي كسر السلام والوفرة والسكون.
لقد كانوا ساحقين منذ البداية. عندما سار المئات من الأورك على الأرض دون توقف، اهتزت الأرض مثل الزلزال وصرخت. الصوت وحده أخاف الوحوش القوية وجعلهم يهربون.
من ناحية أخرى، كان على أولئك الذين لم يتمكنوا من الهروب مواجهة أفظع حالة موت في العالم. أكلت جماعة الأورك الجائعة أي شيء كان على قيد الحياة. لم يكن هناك صيد في هذه العملية. لم تكن هناك معركة. كانت هناك عملية أكل فقط إذا كان هناك شيء حي. بغض النظر عن حجم الوحوش الضخمة، بقيت العظام فقط حيث ذهبت جماعة الأورك.
ولكن كان وجود الأورك العملاق يتحرك في مؤخرة الحشد هو الذي أنتج نتائج ساحقة أكثر من التي أنتجها المئة آلف أورك.
كان طوله حوالي أربعة أمتار. من الواضح أنه كان كبير إلى حد ما. بالطبع، لم يكن كبير جدًا مقارنة بالوحوش التي كانت تسمى ضخمة.
لكن العضلات التي تملأ جسده كانت مختلفة بالتأكيد. بدت العضلات وكأنها ملتوية بالفولاذ، وكانت شديدة الشدة لدرجة أن مجرد تحريك جسمه برفق جعل المشاهدين يلهثون. ذكرهم المظهر ذو الجلد الأخضر بهولك من مارفيل كوميكس. كان الاختلاف عن هولك هو أن أربعة أنياب حادة كانت بارزة لأعلى ولأسفل من فم هذا الوحش، وأن عينيه كانتا أرجوانية مشرقة.
كان هذا هو الاختلاف الوحيد. لم تكن القوة التدميرية التي يمكن أن يظهره ناقصة مقارنة بما أظهرته شخصية هولك في القصص المصورة.
ككر !
لم يكن هناك فرق بين شراسة هولك وضراوة هذا الوحش. كان من المستحيل مواجهته حتى من مسافة بعيدة، وليس قبل ذلك مباشرة.
"انه ليس بنكته." الجنود، الذين كانوا يشاهدون الأورك خان من مسافة بعيدة باستخدام المناظر، شعروا بالحقيقة.
"لم نكن نتخيل أنه كان بهذا السوء."
كانوا جنود روس، كلهم يرتجفون. لم يكونوا مجرد جنود، بل كانوا من المؤهلين لمحاربة الوحوش، مع وجود أنماط على ظهر أيديهم اليمنى.
"لقد حصلنا على أكثر من رتبة B في طاقتنا، لكن لا يمكننا الاقتراب أكثر."
علاوة على ذلك، لم يكونوا مجرد موقظين، بل كانوا أيضًا من النخبة. كان لدى كل شخص قوة وقدرة على التحمل تزيد عن 500، ورتبة طاقة أعلى من B . وكانوا أولئك الذين لديهم المؤهلات والقدرات التي تسمح لهم بعدم الانزعاج أمام الوحوش القوية.
"ما كنا لنتمكن من الاقتراب من هذا بدون هذا الصليب."
لكن وجود الأورك خان أثر عليهم أيضًا، حتى قبل أن يتمكنوا من رؤية الأورك خان دون المنظار. لقد جعلهم يتبولون في انفسهم من تلك المسافة، ولم يكن ذلك مجرد استعارة.
"إنه لأمر جيد أنني ارتديت حفاضات حسب الأوامر." هؤلاء هنا كانوا يتبولون بالفعل، حتى أنهم كانوا يرتدون حفاضات للكبار للتحضير لذلك. حتى هذا كان مصدر ارتياح.
(لا تعليق لدي هنا)
"ليس لديه وحش لمهاجمته، لذلك نحن فقط نتبول. دعونا نشكره على ذلك".
أولئك الذين كانوا يراقبون الأورك خان وجيش الأورك الذي أمامهم ماتوا أثناء مشاهدة الأورك خان يقاتل مع الغيمكوك . كان سبب موتهم بسيطًا. بمجرد أن صعد الأورك خان نحو الغيمكوك الواقف في طريقه، مات معظم أولئك الذين كانوا يشاهدون الأورك خان بنوبة قلبية. كانت الحفاضات مجرد دروس متبقية للناجين.
"هذا يبدو وحشًا لا منطق حوله. لا أفهم سبب صمت مثل هذا الوحش في منغوليا كل هذا الوقت"
بالإضافة إلى ذلك، هناك درس آخر تركه أولئك الذين ماتوا من قبل؛ هذا الوحش لم يتغاضى عن أي عدو.
"من الجنون أن تكون قادرًا على العيش عند قتال وحش مثل هذا."
لحسن الحظ، كان هناك شخص واحد في العالم الذي لا تنطبق عليه هذه الدروس. كان الرجل إلى جانب الجنود الموجودين هنا الآن.
"…أنه هنا."
في تلك اللحظة رفع جندي رأسه ونظر إلى السماء. تبعه باقي الجنود. حلقت طائرة بسرعة فوق السماء باتجاه الأورك خان . كان أكثر ما يمكن ملاحظته من تحليقها على ارتفاع منخفض هو العلم الروسي الذي يزين الطائرة. لكن لم يكن العلم هو الذي كان في أعين الجنود، بل ماك جديد على ذيل الطائرة. الجنود الذين أكدوا شعار ماك الجديد رسموا الصليب على أنفسهم في الفور أو جمعوا أيديهم. كانت هناك طرق مختلفة، لكن الصلاة كانت واحدة.
"لتكن بركة الإله مع السيد". بهذه الفعلة، قام الجميع على الفور بقضم الكبسولة في أفواههم.
بدأ السائل المر الذي انفجر من الكبسولات في مضاعفة كمية الطاقة في أحشائهم بعد أن نزلت من حلقهم، وتغيرت أعينهم.
بانج! في الوقت نفسه، سقطت القذائف من الطائرة التي تحلق على ارتفاع منخفض وبدأت في مهاجمة حشد الأورك على الأرض.
أطلق الأورك خان صراخ المعركة خاصته. بدأ الخوف القاتل ينتشر بسرعة حول الأورك خان، ووصل حتى إلى الجنود الذين كانوا لا يزالون بعيدين للغاية.
"اغه!" "آهههه!" بدأ الجنود بالصراخ بمظهر يشبه صرخة مونش*.
(تعرفون، تلك اللوحة الصارخة لفضائي ؛-؛)
بالطبع، وصل الخوف إلى الطائرة التي مرت فوق رأس حشد الأورك . لكن الطائرة لم يهزها ذلك الخوف إطلاقا. بل أن الطائرة أدارت أنفها باتجاه البحر الأسود شمالاً وواصلت قذف القذائف.
الحقيقة غيرت أعين الأورك خان الأرجوانية. توقفت عن الصراخ، وبدلاً من ذلك أمسك بأحد الأورك القريب منه وألقاه على الطائرة المحلقة، في هجوم غير تقليدي.
( Orc Khan: YEET )
ويز! الأمر الأكثر غرابة هو أن جثة الأورك التي تم إلقاؤها مرت فوق الطائرة على ارتفاع يزيد عن مائتي متر. لم يتوقف الأورك خان عند هذا الحد.
ثومد، ثومد، ثومد! بدأ بالركض خلف الطائرة، وعندما قفز، كان جسده مرتفعًا بما يكفي لإلقاء نظرة فاحصة على الطائرة. بدأت المطاردة المستحيلة بين الأورك خان والطائرة.
"يا إلهي."
كانت أعين الجنود، وهم ينظرون إلى المشهد المضحك، لوحش بلا أجنحة يطارد الطائرة التي تحلق بجانبه، تهتز دون توقف. كان كل شيء صادمًا للغاية. على الرغم من الوضع، لم ينسً الجنود أمرين: حقيقة أنهم ما زالوا على قيد الحياة، وحقيقة أن لديهم مهمة يجب إكمالها ما داموا على قيد الحياة.
"الآن، دعونا نتحرك."
كانت سيارة لاند روفر رينج روفر، المسماة رولز رويس الصحراء، تنتظر الجنود الذين أداروا رؤوسهم لإكمال مهمتهم.
"نحن نخاطر بحياتنا الآن، وسنسلم الأسلحة للسيد."
بدأ الصيد.