الفصل الأول - التراجع، شجرة البوذي القديمة
[ملخص دولي: سُرقت شجرة البوذي القديمة قبل نصف شهر. يُقال إن الأسطورة ساكياموني قد بلغ التنوير تحت هذه الشجرة، وتُعتبر كنزًا وطنيًا هنديا. تُولي السلطات الهندية الأمر اهتمامًا بالغًا، وقد أمرت بالفعل إدارة الأمن بتشكيل فريق تحقيق.]
[عجائب العالم: رُصد وحش بحيرة لوخ نيس مجددًا. نشر أحد المسافرين صورًا، ويُقدّر مبدئيًا أن طوله لا يقل عن مائة متر. لاحقًا، وبعد فحص الخبراء، تبين أن جميع الصور تحتوي على آثار فوتوشوب واضحة، وقد اعتذر الشخص المعني.]
[الأسبوعية المالية: في الآونة الأخيرة، قام ملياردير غامض في مدينة هوتشنغ ببيع كميات كبيرة من الأسهم والعقارات، محولًا إياها إلى سيولة نقدية تبلغ قرابة عشرة مليارات، والعملية لا تزال مستمرة. يقول خبراء المال إن الاقتصاد المحلي مستقر ويتجه نحو التحسن على المدى القصير، وأن هذه الخطوة ستكلفه خسارة لا تقل عن عدة مئات من الملايين في الأشهر الستة المقبلة.]
18 يوليو 2025.
في ميناء خاص بمدينة هوتشنغ.
كان لو يوان يتصفح الأخبار على هاتفه، وعلى وجهه تعبير هادئ.
"لقد حان الوقت تقريبًا."
أغلق لو يوان هاتفه، وأخرج منظارًا ليراقب الأفق أمامه.
في تلك اللحظة، كانت عبّارة تظهر ببطء على سطح البحر البعيد، لا تحمل سوى حاوية واحدة. بالتمعن، يمكن ملاحظة أن الحاوية مغطاة بالأختام، مما يشير إلى أنها تحتوي على شيء ذي قيمة بالغة.
بعد نصف ساعة، رست العبّارة وتوقفت بثبات في الميناء بعد إلقاء المرساة.
سرعان ما نزل عشرات الأشخاص يرتدون ملابس سوداء ونظارات شمسية.
كان على رأسهم رجل أصلع ضخم البنية، عضلاته مفتولة، وعلى رقبته وشم لـ "عقرب أم أربعة وأربعين" سوداء يمتد حتى وجهه، وفي عينيه بريق بارد، يبعث وجوده وحده إحساسًا قويًا بالرهبة.
تقدم الرجل الأصلع وخلع نظارته الشمسية قائلاً: "السيد لو، كادت هذه الرحلة أن تُكلفني حياة عدة من رجالي. متى سيتم دفع الرصيد المتبقي، برأيك؟"
"في غضون نصف ساعة على الأكثر."
ابتسم لو يوان بهدوء، متابعًا: "سمعة منظمة العقرب معروفة دوليًا، من يجرؤ على التخلف عن السداد؟"
نظر الرجل الأصلع إلى الشاب أمامه، الذي لا يتجاوز عمره العشرين بقليل، ولكنه هادئ بشكل غير عادي، وأومأ برأسه قائلاً: "بما أن السيد لو قال ذلك، فقد ارتاح بالي. إذن، فليتفضل السيد لو معي على متن السفينة لفحص البضاعة أولاً، وإذا لم يكن هناك مشكلة، فسنفرغ الحمولة."
"حسنًا."
أومأ لو يوان بالموافقة.
تبع ذلك صعود الرجلين إلى السفينة. تم فض أختام الحاوية، ومع صوت احتكاك معدني، فُتح الباب.
وما كان بالداخل لم يكن سوى شجرة قديمة اقتُلعت من جذورها، ويبلغ طولها عشرة أمتار على الأقل.
الجذور، البراعم، وتلك الأوراق الخضراء الزمردية، تبدو وكأنها استُخرجت للتو.
لكنها كانت في هذه اللحظة ترقد بهدوء داخل الحاوية.
عند رؤية ذلك، تنهد الرجل الأصلع قائلاً: "لا أدري حقًا فيما يفكر الأثرياء أمثالكم، تنفقون كل هذا المال مقابل شجرة بالية."
عند سماع ذلك، هز لو يوان رأسه برفق: "هذه ليست شجرة عادية، إنها شجرة البوذي القديمة التي بلغ تحتها بوذا ساكياموني التنوير."
هذا صحيح.
حادثة سرقة شجرة البوذي القديمة، الكنز الوطني الهندي، كانت من تدبيره!
الرجل الأصلع بجوار لو يوان هو قائد إحدى أكبر ثلاث منظمات سرقة عالمية، يُعرف باسم "العقرب ذو الألف رجل". يُقال إنه طالما دفعت الثمن المناسب، فلا يوجد شيء لا يمكنهم الحصول عليه.
ولأجل هذه العملية، أنفق ما يقارب المائة مليون يوان إجمالًا.
ولكن بمجرد الحصول على الشيء المطلوب.
من وجهة نظر لو يوان، كل شيء يستحق العناء.
لأنه، شخص عاد بالزمن.
في ذكرياته، بعد أكثر من شهر بقليل، وتحديدًا في ليلة 1 سبتمبر 2025، سيحدث تحول غريب في العالم بأسره.
ستتجلى الأساطير والخرافات المختلفة على الأرض، وستظهر الوحوش الشيطانية والأرواح الشريرة وغيرها بأعداد لا حصر لها.
ويبدأ عصر جديد!
في ذلك الوقت، لن يكون العالم محكومًا بالمال، بل بقانون الغابة حيث يأكل القوي الضعيف، ويُقدَّر الأقوى.
سيستيقظ البعض، ويكتسبون "جسد الرعد" ويتحكمون في البرق، والبعض الآخر ستعود سلالاتهم إلى الأصول القديمة ويحصلون على مواهب خارقة، وبعضهم ستنمو لهم أجنحة على ظهورهم ليحلقوا في السماء.
شجرة البوذي القديمة ستتحول أيضًا في تلك اللحظة، لتصبح شيئًا ساميا لا يُعلى عليه. بعد صقلها، يمكنها زيادة الموهبة بمئات الملايين من المرات مباشرة، ليتحول الفاشل مباشرة إلى عبقري. فوائدها لا يمكن تصورها، ومبلغ المائة مليون أمامها لا يساوي حتى كومة من الورق المهمل!
في حياته السابقة، كان لو يوان متأخرًا جدًا في المعرفة، مما جعله يتأخر خطوة، ثم تتوالى الخطوات المتأخرة.
في النهاية، لم يستطع مواكبة وتيرة العصر الجديد، وقُتل على يد الآخرين، لتُصبغ الأرض بدمه.
أما في هذه الحياة.
عاد لو يوان إلى الحياة قبل ثلاثة أشهر من التحول العالمي، وحصل على فرصة أخرى.
لذلك، يجب عليه أن يخطط للمستقبل قبل التحول العالمي!
في هذه الحياة، يجب أن يسبق الجميع!
في هذه الحياة، يجب أن يصل إلى القمة المطلقة!
"مهما كان نوع الشجرة، المال هو الأهم."
لم يعرف الرجل الأصلع فيما يفكر لو يوان، فلوح بيده: "ما دام السيد لو قد تأكد من كل شيء، هل يمكننا الآن تفريغ الحمولة؟"
"يمكن."
بالطبع، لن يشرح لو يوان شيئًا. ابتسم ونزل من العبّارة.
بعد قليل، تم إنزال الحاوية التي تحتوي على شجرة البوذي القديمة، وتحميلها على شاحنة.
الشاحنة كانت جاهزة لديه منذ فترة طويلة، بدون سائق، حيث كان ينوي قيادتها بنفسه في الوقت المناسب. ولتجنب أي حوادث واكتشاف أمره، قام لو يوان بالعديد من الأعمال التحضيرية مسبقًا، مثل شراء هذا الميناء مؤخرًا، وإزالة جميع كاميرات المراقبة منذ فترة طويلة.
يجب العلم أن هذا الشيء يختلف عن أي شيء آخر، فهو كنز وطني هندي ويحمل في طياته أساطير وقصصًا خرافية مختلفة.
حتى مع ثروة لو يوان الحالية، فإن اكتشاف الأمر سيمثل مشكلة كبيرة.
أما بالنسبة للرجل الأصلع ومن معه.
فما يقومون به هو عمل غير قانوني في الأساس، ولذلك من المستحيل أن يفشوا السر.
"الرصيد المتبقي وصل."
في هذه اللحظة، نظر الرجل الأصلع إلى الرصيد المعروض على هاتفه، وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة: "التعاون مع السيد لو ممتع حقًا. إذا كانت هناك فرصة أخرى، فما عليك سوى الاتصال بنا في أي وقت."
على الرغم من أن شجرة البوذي القديمة تُعتبر كنزًا وطنيًا، إلا أن السلطات الهندية لم تتخذ أي إجراءات أمنية مشددة حولها.
ففي النهاية، من كان ليتخيل أن أحدًا سيفكر في سرقة شجرة؟
لذلك، بالنسبة لمنظمة العقرب.
على الرغم من أن هذه الصفقة تبدو غريبة بعض الشيء، إلا أنها كانت سهلة نسبيًا، والأموال وفيرة.
كان يتمنى بشدة أن يقوم لو يوان بطلب المزيد من الخدمات مرات عديدة، أما ما قاله سابقًا عن كاد أن يفقد بعض رجاله، فلم يكن سوى مزحة.
"بالتأكيد."
ابتسم لو يوان، وبعد أن صافح الرجل، صعد مباشرة إلى الشاحنة، وأدار محركها، وغادر الميناء.
الرجل الأصلع وأعضاء منظمة العقرب لم يتوقفوا أيضًا، وغادروا المكان بسرعة.
...
في وقت متأخر من الليل
في شمال مدينة هوتشنغ، توجد غابة جبلية ضخمة، نادرًا ما يطأها البشر.
ومع ذلك، في المنطقة المركزية، توجد فيلا من ثلاثة طوابق، تضيء أضواءها الساطعة من الداخل، وديكورها فاخر. في الخارج، يحيط بها جدار عالٍ وسميك يبلغ ارتفاعه عشرات الأمتار، يحجب الفيلا بأكملها، ولا يسمح للضوء بالتسرب إلى الخارج، مما يضفي عليها مظهرًا غامضًا للغاية.
في هذه اللحظة، عاد لو يوان، الذي كان مشغولًا طوال اليوم، ليجلس في بهو الطابق الأول، وقد بدا عليه الإرهاق.
صب كوبًا من النبيذ الأحمر لنفسه، ثم حول بصره إلى الفناء الخارجي.
هناك، زُرعت شجرة البوذي القديمة التي أحضرها من الميناء، وتم سقيها بكمية كبيرة من الماء للحفاظ على رطوبة التربة.
في الواقع، كان لو يوان يعلم أن هذه الشجرة يمكن أن تعيش لآلاف السنين، ولن يحدث لها شيء حتى لو لم يفعل ذلك.
لكن، من منطلق الحرص الشديد على كل شيء.
لم يكن يريد أي مشاكل على الإطلاق.
رنييييين ~
في هذه الأثناء، رن هاتف لو يوان فجأة. عندما نظر إليه، وجد أنه رقم من خارج البلاد.