"ما...... معنى......هذا "
ضربت المشرفة زي يون الأرض بقدمها في غضب ، فراحت لي تشوي تحاول تهدئتها
" معلمتي تمالكي أعصابك، حقيقة كون لا أحد من الظلاميين يستهدفك فهو أمر جيد "
"أمر جيد!!، مستخدمي الظلام هاجموا كل ساحر و مقاتل مصنف في المدينة بإستثنائي حتى تلك الساقــ..... الغبية تارا تم استهدافها في حين لا أحد عبرني"
"سحر التعزيز للسيدة تارا مفيد لأي مقاتل ....."
نظرات زي يون أجبرت تشوي على أن تبلع كلماتها، في حين يو مي تلميذة جين و صاحبة هيئة العصا السحرية اكتفت بالإبتسام قبل أن تقترح حلا
" سيدتي، إن لم تأتي الحرب إليك، فلما لا تذهبين إليها "
التفتت زي يون إلى الفتاة صاحبة العصا مع ملامح تدل على إعجابها بالفكرة
"مثل التلميذ مثل المعلم كلاكما لا يعوزه الدهاء ، أما هؤلاء الأوغاد فسأجعلهم يدفعون ثمن تجاهلي غاليا "
على غير عادتها الساحرة الشقراء كانت عدائية و تتوق للقتال، ما يزعجها فعلا هو ليس تجاهل الأعداء لها بل صحة ما قاله جين لها، بسبب طبيعتها اللطيفة و الغير تنافسية فإن لا أحد سيضع إعتبارا لها و إن لم تغير من طباعها فإنها لن تصنع إسما لنفسها.
" يو مي، الجميع مشغولين في معاركهم فمن يفترض بنا أن نقاتل "
تساءلت تشوي منبهة، لتجيب يو مي و كأنها تنتظر هذا السؤال
"ما رأيكم في التوجه إلى الزنزانة السرية، ضيفها شخصية هامة حاليا و على الأغلب لا أحد سيتفقده "
أدرك الإثنان من تقصد يو مي بكلامها، لكن كيف يفترض بهم معرفة المكان المقصود
" الزنزانة السرية، أعتقد أنك تعرفين معنى سرية "
علقت تشوي
"سأتصل بالرئيس ليمنحني الإحداثيات "
قربت يومي سوار الإتصال من فمها و اتصلت بمن يعرف كل كبيرة و صغيرة في هذه المملكة
" مينغ.......مينغ كال، السيدة زي يون ترغب فيمعرفة مكان سجن المدير؟"
أنهت الفتاة اتصالها و سط حيرة الفتيات، فكيف يعرف طالب من الفرع الخارجي الذي لم يتم ترقيته لطالب أساسي حتى عن هذ المكان السري ، بالطبع لو عرفوا مقدار الأسرار المخزنة في قصر العقل خاصته لسقطت أفواههم من الدهشة.
انطلق الثلاثة إلى المكان المقصود و ما أن اقتربوا حتى دوى إنفجار ضخم من تحت الأرض لترتفع سحابة غبار عنان السماء و الفرصة التي بحثت عنها زي يون جاءتها أخيرا.
في زنزانة سرية تحت الأرض ، صممت خصيصا لحجز أخطر المقاتلين، جلس ضيفها الوحيد في ملابس السجناء الرثة جلسة القرفصاء على الأرضية الباردة .
فتح عينيه فجأة و حدق بعيونه الحادة خلف قضبان سجنه، على غير العادة كان الوضع هادئا و لا أثر لأي حارس بالجوار
' هذا الصمت ما هو إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة '
تنهد الرجل الذي كسى الشيب رأسه و الذي كان بالأمس أحد أعيان المملكة و مدير معهدها و قد صار اليوم سجينا متهما بالخيانة و شريكا لمستخدمي الظلام في زنزانة منفصلة بعيدة عن العيون و أذان أتباعه، لكن ليس بعيدا عن جواسيس الظلاميين.
" سمعت أنك الآن واحد منا ، فقررنا زيارتك "
تغير الفضاء وتلاشى سحر الإخفاء ليكشف عن رجال بعباءات سوداء غطت القلنسوة ملامحهم
لوح المتحدث، بالمكعب الأحمر مضيفا
"لما لا نجعل إنظمامك لنا أمرا رسميا "
بكل سهولة تسلل مستخدمي الظلام إلى ما يعرف بالزنزانة السرية بهدف أسر السيد وان تيو في المكعب الأحمر و تسخير قوته لصالحهم.
* تسسك، تسسك *
في اللحظة التي تمت محاصرة مدير المعهد السابق فوجؤوا بهجوم من صواعق برقية قادرة على شويهم و هم أحياء تنزل عليهم.
كل خططهم راحت أدراج الرياح بسبب المعلومة التي سربها جين بعد عودته من المستقبل فكسر شوكتهم و أخلط أوراقهم.
"من الجميل رؤيتك مستيقظا سيد ياو"
ابتسم المدير لرؤية أمين المكتبة المشهور بكسله و كثرة نومه نشيطا على غير عادته، إلا أن كلمة نشيط ستكون فيها بعض المبالغة فهذ الأخير يبدوا أنه خرج للتو من نزال صعب،كغيره من السحرة المعروفين فقد كان مستهدفا هو الآخر.
" لا تفهمني خطأ ، أنا سعيد برؤيتك لكن هل تستطيع مواجهتم بمفردك تبدوا مرهقا "
نبه المدير أنه ليس في وضع مواتي للقتال أو تقديم المساعدة، فالختم الذي استخدمه ني بو ساي لأسره يوم اتهم بالخيانة ألحق أضرارا بهيئته لن تشفى قبل وقت.
لحسن الحظ ذلك لم يؤثر على رشاقته و بحركة واحد فر من حصار أعداءه ليقف لجانب رفيقه
"يا للإزعاج،لم أحضى بساعة نوم واحد ، بالكاد تخلصت ممن كان يتربص بي و ها أنا هنا أقف ضد أربعة دفعة واحدة ، أنا أكره هذا لكن لا أملك خطة بديلة "
مع رفقته الطويلة في أيام الصبا، أدرك المدير فورا ما يقصده بجملة لا أملك خطة بديلة إنه وقت الفرار، لطالما تجنب صديقه المعارك الخاسرة وإن امتلك الساحر ياو حكمة مفضلة فستكون بالتأكيد (( الهروب ثلثا المرجلة))
بتلويحة من يد أمين المكتبة لمعت دائرة سحرية بضوء قوي أعمى الأبصار ليستغلا الفرصة لإطلاق العنان لأرجلهما
"أنا بالفعل أكره الركض " تذمر ياو
سحر الضوء خاصته منحهما بعض الوقت لكنهما لم يبتعدا كثيرا فشخص خامس ظهر من العدم و أغلق عليهم الطريق.
رفع مستخدم الظلام الخامس و الذي اتضح أنه ساحر يده لتلمع دائرة سحرية ، تجمعت الصواعق البرقية مشكلة طائرا عملاقا إنقض بمخالبه عليهما ، رد أمين المكتبة هو الآخر باستدعاء طائر تشكل من لهيب قرمزي.
وحوش العناصر، هو تشكيل خاص فقط بالسحرة و يعجز المقاتلون و لو امتلكوا نفس القانون عن تنفيذه، و كلما كانت قوة الساحر أكبر كلما كان تشكيل الوحش أعظم.
اشتبك وحشا البرق و النار و تبادلا ضربات مدوية فأدى تصادم النار و البرق إلى إنفجار هز المكان و أسقط السقف على رؤوسهم.
بعد إنقشاع الغبار كان كلا الوحشين المشكلين إختفيا بعد إنتهاء مهمتهما، لكن الضرر الأكبر وقع على أمين المكتبة المرهق ليقع على ركبة واحدة، و ليزيد الطين بلة فقد لحق بقية الظلاميين بهم.
" هذه هي نهايتكم قبركم سيكون هنا "
سخر أحد الظلاميين مشيرا برمح لمع نصله من لهب إلا أن نيرانه سرعان خف لهيبها و كأنها انحت خزيا من الهالة التي اكتسحتهم.
"صدقت ............هذا المكان هو قبركم "
الصوت النسائي الجميل جاء بنبرة إستبدادية ألقت الرعب في قلوب سامعيه
الإنفجار السابق الناتج من زخم موجات تصادم وحشي النار و البرق أدى إلى إنفجار سقف السجن، مرسلا إشارة غير مقصودة لساحرة تتوق لإثبات وجودها.
رفع الجميع رأسه إلى السماء ليشهدوا نزول حسناء شقراء ببطئ من السماء، و قد غلفتها هالة صارخة من المانا.
" زي يون،متى أصبحت برتبة خبير "
لم يكن أمام المدير إلا أن يسأل في تعجب، فهذا ليس مجرد إرتفاع في الرتبة و زيادة في حجم المانا ، بل هذه قوة تلامس السحرة العظماء.
-----------------------------
تأليف: Magicien