الأطلال المخفية، من حين لآخر تظهر بوابات بعدية في أماكن متفرقة هذه البوابات توصل من يعبرها إلى حضارة قديمة أو الأصح إلى جزء صغير من حضارة قديمة ، أرض لا تتجاوز مساحته مئات الأمتار و الباقي مجرد فراغ إذا وقعت فيه فستجد نفسك تخرج من نفس البوابة التي جئت منها،أي نقطة البداية.
المذهل في الأمر أن هذا الجزء دائما ما يحوي معابدا أو توابيتا أو قصورا بداخلها مختلف الكنوز ، و الأرض التي يتم غزوها و استخراج كل الكنوز منها تختفي و لا تظهر بوابة تؤدي إليها ثانية.
خلف كل الغموض و الإشاعات التي تحيط بهذا الأمر هناك قصة مشهورة تم تأكيدها، الجزء الأكبر من أرض هذه الحضارة المنسية هي أرض أحلام المتدربين تحوي على أفضل موارد النمو من أوردة طاقوية و أعشاب نادرة و وحوش روحية ، إنها مركز الأطلال المخفية.
"علي العثور على شين ليو"
التفت جين إلى رفيقيه مضيفا
"عودوا إلى المعهد و أبلغوا سي مار بما حدث سأمضي بمفردي"
ركض جين نحو المدينة، هو الآخر لا يعرف كامل التفاصيل عن مركز الأطلال و كيفية الوصول إليها لكن المؤكد أنها تفتح مرة واحدة في السنة و لمدة محدودة .
شين ليو أحد المختارين للذهاب إلى الأطلال ،بالتأكيد حصل على بطاقته و عليه العثور عليه
جين و شين الشرخ بينهما لا يمكن إصلاحه ففي كل مرة التقى جين بفرد من عائلة شين إلا و انتهى الأمر بنزاع دموي
جين قتل فردين من عائلة شين حتى الآن، مونرو الذي ضيق الخناق على عائلته حتى لم يجدوا ما يقتاتون به بعد أن تسبب في إبقاء أخته سقيمة، و قد ألقى بالتهمة على خادم مونرو
و تانغ الذي أدت به عجرفته إلى ذبحه في ساحة المدينة تحت أنظار الجميع.
و قبل ساعات فقط كان هناك نزال بينه و بين شين ليو ، الذي وقف مع هان سانغ ضد تلامذته، و لو لا أن جين كان يهدف إلى الوصول إلى مركز الأطلال المخفية من خلاله لقتله بدلا من إستخدام لفافة الإنتقال لإرساله بعيدا.
وصل جين إلى المدينة، أغمض عينيه و في ثواني كان قادرا على تحديد مكان من يبحث عنه
منذ ستة أشهر تدريب جين دخل مرحلة حرجة و لم يتمكن حتى من الإرتقاء لعالم الروح، عندما وصله خبر أن هناك مجموعة من النبلاء يخططون للتدرب في مركز الأطلال خطط جين للحاق بهم.
في قتاله السابق مع شين ليو، قام جين بإيلاج جزء من طاقته إلى العالم الروحي لهيئة ليو.
كانت هذه الطريقة التي استخدمها جين من أجل تتبعه عندما يتجه نحو مركز الأطلال المخفية، هذا النوع من السحر هو أمر خاص فقط بالروحانيين و لذلك يستحيل كشفه.
انطلق جين راكضا إلى المكان المحدد، و في اللحظة التي حاول فيها عبور الطريق مرت عربة مسرعة محملة بالبضائع حتى أن الخيول التي كانت تقودها كادت أن تسحقه تحت أقدامها
*صهيل*
"اوووه ، اهدأ ، إهدأ"
ما أن انتهى سائق العربة من تهدئة الأحصنة حتى التفت إلى جين بغضب
"أيها المجنون ألا تنظر أمامك، لو سقطت إحدى البضائع فهل ستعوضني؟ "
صوت السائق جعل جسد جين يرتجف، ليقفز لا إراديا للخلف مع عيون متسعة و قد اكتسح العرق البارد جبينه
هذا الخوف الغريزي الذي شعر به يعود أن جسده،يتذكر جيدا صاحب الصوت كما يتذكر أيضا الألم الذي عاشه عندما تم ضربه بقسوة حتى أوشك على الموت تحت يديه .
" أش.....أشتيريا"
بكلام يكاد أن يكون همسا خرجت هذه الحروف من فم جين و يحدق بوجه الوحش الذي قاتله في المستقبل غير مصدق أنه قابله الآن و في أسوء الأوقات الممكنة.
" هاي ،ما بالك يا ولد ، هل أنت بخير؟ "
كلمات السائق أعادت جين لوعيه، ليدرك أن هناك أمورا مختلفة بشأنه
السائق أمامه يطابق الخصم الذي هزمه و أوشك على قتله في المستقبل من ناحية المظهر ، الصوت و حتى الحضور
إلا أنه في الوقت ذاته مختلف عنه إختلاف السماء و الأرض
إنه نفس الصوت لكنه يخلو من تلك النبرة العميقة التي تنم عن ثقة لا تهتز
إنها نفس العيون لكنها تخلو من النظرة القادرة على الرؤية مباشرة إلى عمق روح من يقف أمامها
إنه نفس الحضور المطابق لشخص عادي لا علاقة له بالقتال و تدريبات النمو و التعمق في أسس الداو، إلا أنه خالي من التعطش للدم و هالة القوة القادرة على قمع أقوى المتدربين.
التفسير الوحيد الذي كان متبقيا هو أن أشتيريا سيستولي على هذا الجسد مستقبلا، آخرون قد لا يصدقون بإمكانية حدوث شيء كهذا لكن جين الذي يسكن جسدا غير جسده أعلم الناس بهذه التقنية .
' تبادل أرواح، لا إنه أشتيريا جسدا و روحا '
سرعان ما نفى هذه النظرية أيضا، فمع قدراته كروحاني بإمكانه و بسهولة تمييز الأرواح و الهيئات الروحية بما لا يترك فيه مجالا للخطأ
' علي أن أقتله، الآن و فورا '
لا وقت لجين لمعرفة السر خلف أشتيريا العادي الضعيف، لكنها بالتأكيد هذه فرصة لا تعوض للقضاء على هذا الوحش الذي سيتسبب في فناء البشرية بعد عشر سنين.
أخفض جين جسده استعدادا للهجوم و ببطئ سحب خنجره من أجل توجيه ضربة قاتلة، الثواني مرت بطيئة، لم يشعر في حياته بهذا التوتر لا يزال الجالس أمام مقعد سائق العربة هو نفسه الرجل الأسطورة حتى و أن لم يستيقظ بعد.
" جين أيها اللعين، أنت ميت لا محالة "
الصراخ الذي سمعه كل من في الشارع، شتت إنتباه جين التفت ليجد من كان يبحث عنه قد جاء إليه بقدميه راكضا و سيفه الطويل يسبقه قاصدا قطع رقبته.
أسرع جين بالتفادي و عيونه مركزة على سائق العربة أشتيريا الذي فر مبتعدا عن النزال، تلك هي ردة فعل أي شخص عادي عندما يتصارع فنانو القتال أمامه.
" أيها المأفون، بسبب افتراءاتك تدمرت عائلتي، سأجعلك تدفع الثمن "
شين ليو كان يرعد و يزبد غضبا، عندما نقله جين خارج المعهد حاول الرجوع سريعا لكن في طريق العودة تفاجأ بإتصال من والده يطلب منه الإبتعاد قدر الإمكان.
بعد أن اتضح أن يانغ شو تابعهم الوفي و مدرب أبنائهم أحد قادة الظلاميين، اتهمت عائلة شين كلها بالخيانة و سرعان ما ألقى جنود المملكة القبض عليهم ليزوجهم في السجون.
و شين ليو الذي لا يعرف جميع التفاصيل،لم يجد من يلومه على هذا غير الفتى تاي جين ،الذي سبق و أن إتهمهم قبل شهور مضت بالخيانة
" اللعنة ألم يكن بإمكانك التأخر لثانية أخرى، هل عائلتك ولدت تحت نجم مظلم أو ما شابه؟، أولا تسببتم في دمار المملكة و الآن في تدمير البشرية جمعاء "
تذمر جين من توقيت ليو السيء الذي تسبب في ضياع فرصة قد لا تعوض، لم يلقى أذان سائغة
* وووش *
ليو لم يبالي بما يقوله و لوح بسيفه نحو رأسه قاطعا الهواء، انخفض جين متفاديا الهجوم و في حركة واحدة ألغى المسافة التي كانت بينهما
* بووم *
لكمة يسارية على الضلوع تركت وجه ليو يتلوى من الألم، حاول الرد بسيفه لكن مع إلتصاق جين به ضربته فقدت معظم زخمها، ليصدها بسهولة مع ضربة كف على سطح السيف
* بووم*
مع لكمة أخرى في نفس المكان انقطعت أنفاس شين ليو.
*تقيييد*
بالطبع جين لم يفكر في أن يعطيه فرصة لإلتقاط أنفاسه، و انتقل من القتال إلى السحر ليقوم بتقييده بحبل من المانا ليسقط سيفه أرضا في نفس الوقت الذي لامست ركبتاه الأرض.
جين رفع السيف الذي سقط و وضعه على رقبة ليو، هذا الأخير صر على أسنانه في غضب منتظرا منيته،كان بإمكانه الإحساس بالمعدن البارد على رقبته و قد نزفت قليلا .