في إحدى غرف القصر الملكي، كانت هان سول نائمة بهدوء على كرسي هزاز، لم يدرك أحد أن هذه الفتاة النائمة تبحر الآن في ذكريات عن حياتها الماضية قبل أن يتغير مجرى نهر الزمن.
داخل عالمها الروحي و تحت شجرة مورقة خضراء كانت روح سول نائمة عند أقدام هيئتها الروحية سيدة القوس، و التي فتحت عينها الثالثة لتشاركها قدرتها في رؤية كل الأزمنة.
-----------------------------------
في المعهد كان دو باي محاصرا من قبل ثلاثة طلاب، كان الأمر سخيفا فما الذي سيربطه بفرد من العائلة الملكية.
كان واضحا أن سانغ يريد ترسيخ فكرة أن سول هي زوجته المستقبلية كي لا يحاول أحد التقرب منها، و صادف أن دو باي تحدث معها اليوم.
"لقد فهمت، المرة القادمة عندما تبادلني فتاة جميلة الحديث مجاملة، سأكشر في وجهها و أصيح بها أن تبتعد عن وجهي"
" هل تسخر منا؟"
"واو ، يا لسرعة بديهتك ، و رفاقي يظنونني بسيط التفكير"
خادم يسخر من أسياده، من وجهة نظر الطلاب هذا تماما ما فعله دو باي من الفرع الخارجي و جواب هذا كان أن إنهالوا عليه بالركلات و اللكمات
*آآآآي*
ارتفع أنين الألم و الصراخ لكن من أفواه المهاجمين الذين أمسكوا بقبضاتهم المصابة
" و كأني ضربت جدارا "
"هل انتهيتم هنا، لدي أعمال تنظيف عالقة "
استدار دو باي مغادرا و بالطبع هذا لم يرق الشباب الذين لم يترددوا في إستدعاء هيئاتهم الروحية، و أقواهم كان أحد المصنفين المئة و قد التفت النيران حول يديه و شكلت قبضات ضخمة.
في خطوة القبضة النارية كانت متجهة لوجه دو باي و حتى مع تفاديه أحرقت شعره، فراح يركض في الأرجاء باحثا عن الماء.
"شعري الجميل يحترق ، الماء أريد الماء "
استمر دو باي في الصراخ بعض الوقت قبل أن يفكر في أن يستخدم جليده لتبريد رأسه و إطفاء النار، مع صوت الجليد و هو يلامس النار كانت عيون دو الدامعة ترمقهم في غضب
"لقد تجاوزتم الحد، ما كان عليكم إفساد تسريحتي "
تصرفات دو باي الطفولية و كلماته السخيفة لم تؤثر في الجو المحيط به ،عندما لمعت عيونه مع عزيمة القتال كان لابد لقلوب البقية أن ترتجف و يدركوا أنهم عبثوا مع الشخص الخطأ
قانون الجليد لا يصنف ضمن الخطوات القانونية ،لكن صقيعه الذي غطى كل شيء و القادر على إبطاء حركة خصومه و مع مرونة دو باي، قوته و سرعته جعلت من حركاته ضربات ساحقة
*بوم، بوم،بوم*
مر جين بين الثلاثة بكل بساطة مع دوي إنفجار ثلاث لكمات على أجسادهم، مقاتل النار تراجع خطوات للخلف، في حين أن سقط رفيقاه أرضا يتلوون من الألم
"ليس سيئا أيها الخادم، لنرى كم ستصمد"
ظهرت هيئة محارب ناري مستعر و إرتفعت ألسنة اللهب، لتزيل كل الصقيع و رغم ذلك لم يجرؤ على الهجوم، شيء ما خاطئ و لهب نيرانه أضعف من المعتاد
*وووش *
سهم مضيء ينبض بطاقة قوية إنغرس أمام قدم مستخدم النار
"يكفي "
صوت هان سول أوقفه عن القيام بخطوة أخرى، و أرغمه على إخماد هيئته على الفور.
" في المرة القادمة التي ستحاولون فيها تملق سانغ من خلالي، فسأغرس سهاما في صدوركم، انقلعوا من أمامي"
كلمات سول لم تكن تهديدا فارغا، ماذا لو أفرغت غضبها من سانغ عليهم أن لن يدفنوا دون شواهد قبور،الثلاثة انسحبوا دون كلام.
تنهدت سول على حالها و راحت تعتذر لدو
"آسفة،لما حدث "
"لا داعي للإعتذار، الحقيقة يجدر بي أن أشكرك، بعد هذا النزال سيضيع صيتي و من يدري قد أحصل لنفسي على صديقة"
"أنت لست متضايقا مني؟"
هز دو باي كتفيه مستغربا سؤالها
"و لماذا أتضايق منك؟ ربما خائف قليلا لقد اقشعر بدني، يا فتاة كنت مخيفة"
راح دو باي يقلد حركاتها ويلوح بيديه و قد جعل صوته رقيقا
"سأغرس هذه السهام في صدوركم، انقلعوا"
"هذا ليس صوتي، أنا لا أتحدث هكذا، و متى كنت ألوح بيدي هكذا؟"
دو باي لم يجب، و بدل ذلك استمر في تقليد حركاتها متظاهرا برمي شعره خلف ظهره ، هنا تذكر دو باي شعره المحروق و اغرورقت عيونه بالدموع ثانية و هو يتلمسه
"شعري الجميل، لقد إحترق بالكامل"
لم تعرف سول ماذا تفعل،هل تغضب من تقليده لها أم تضحك على تصرفاته الطفولية،في كل مرة تتحدث معه يأخذ الحديث منحى غير متوقع
'هل يتعمد فعل هذا؟، أم أنها فقط شخصيته '
كانت هذه الدقائق مع غريب الأطوار الذي يعتبر شعره أهم من تهديدات ولي العهد هان سانغ و أتباعه تنسيها كل همومها ،ابتسمت سول و سايرته في أفعاله
"اجعله قصيرا، ستبدوا وسيما مع بشرتك السمراء"
"أجل، سيجعلني ذلك أبدوا رجوليا، الفتيات يحببن هذا ؟........صحيح، صحيح،صحيح"
"أجل، صحيح"
أجابت سول،و بالطبع لم يكن بإمكانها الإجابة بطريقة أخرى أمام حماسته.
" بالمناسبة، لماذا شخص بقوتك موجود في الفرع الخارجي "
كان هذا السؤال يدور بذهننا منذ مدة، فقام دو بالشرح كيف أنه هيئته من صنف الوحوش لم تتشكل بالكامل بعد، و عن صعوبة الحصول على موارد لها
----------------------
في اليوم الموالي استدعت سول دو باي لتمنحه بعض الموارد
"هذه تقنية نمو خاصة بالوحوش الجليدية، الفصول الأولى منها ستكون مفيدة لك، و يمكنك تغييرها مستقبلا بعد أن تتبين هيئتك،و هذه جواهر وحوش جليدية ستساعدك كثيرا، اعتبرها إعتذرا لما حدث بالامس"
تفاجأ دو باي، و عجز لسانه عن الكلام،كان هذا كثيرا لمجرد إعتذار
"لا تفكر كثيرا و اقبلها، ليس بإمكاني تجاهل موهبتك و عدم تقديم المساعدة"
"أعتقد أنني أستطيع قبولها، فاليوم عيد ميلادي و لا يمكنني الرفض فهذا سينسيني البطاقة التي أرسلتها أختي اللئيمة"
كانت بطاقة معايدة سحرية و من الرسومات التي عليها واضح أنها مصنوعة منزلية، ما إن فتحها حتى أطلقت بعض الإنفجارات الصغيرة مع كتابة ضوئية
*** ها قد مرت سنة أخرى من عمرك أيها الفاشل، لا رغبة لي في رؤيتك فإياك أن تأتي هذه العطلة ***
" ها ها ها، أهذه بطاقة تهنئة، إنها فعلا فريدة من نوعها، لكن لا يحق لك أن تصفها باللئيمة، إنها فقط تعبث مع أخيها الأكبر"
توقفت سول عن الضحك ثم أضافت
"دو، عيد ميلاد سعيد "
إبتسامة سول أذابت قلب دو باي، و تركته مع وجهه أحمر متلعثما
"شكرا"
---------------
بعد شهور، كانت الحرب الأهلية التي دمرت المملكة، الآلاف انظموا تحت راية مستخدمي الظلام، و هاجموا قصر هان.
اشتدت وطأت المعارك، و تقهقرت جيوش المملكة التي لم تصمد أمام هجمات المكعبات الحمراء حيث سجن من كانوا في الماضي حماتهم بداخلها،و قد أصبح أفضل ساحري و مقاتلي المملكة أسلحة في يد الأعداء.
"السديم ، إنه مسموم ابتعدوا"
صرخ أحدهم منبها،و هو يشير إلى الضباب الأخضر المتجه نحوهم ، لكن التحذير جاء متأخرا و السديم الذي زاد مدى إنتشاره و أسقط العديد من الجنود.
"رياح أهناك من يستخدم الرياح ؟"
صراخ الجندي لم يلقى جوابا، أو بالأحرى لم يكن الجواب الذي توقعه
"جليد، ألا ينفع الجليد ؟"
ارتفعت جدران جليدية لتحاصر السديم و تمنع الجنود عنه، فوق الجدار ابتسم شاب أسمر مع شعر أشقر قصير و قد رفرف رداءه من قوة هالته الحمراء
""إلتقينا أخيرا، أيها الضبابي اللعين"
رفع الظلامي صاحب الشعر الأبيض ثلجي، نظره إلى خصمه المتحدي ، كان وجهه شاحبا نتيجة السموم التي يستخدمها
"الضبابي!، نادني تاي أو ساو جين على اسم والدي، الملك الفعلي لهذه الأرض"
"لم أكن يوما معجبا بهان لكن يبدوا أنهم فعلوا الصواب بعزلكم، و بما أننا نذكر الأسماء فأنا دو باي ..........قاتلك"
الفتى الذي سيعرف باسم الوباء مستقبلا تخلى عن لقب تاي لوالدته الذي ربته،و اختار لقب والده الملك المعزول ساو يي.
==============================