فاض جسد دو باي بالطاقة و راح يرمق تاي جين هذا الزمن أو الأصح ساو جين مع نية قتل خالصة
" لي تشوي، يو مي.........تذكر جيدا هذين الإسمين فاليوم ستتلقى عقاب قتلك لهما"
انحنت شفاه ساو جين عن ابتسامة خبيثة و أخفى نفسه داخل ضبابه السام، هيئته الروحية تعتبر من أخطر الهيئات و ما زاد الطين بلة هو عثوره على تقنية نمو تتحدى السماء
* فلتمت*
صرخ دو باي قافزا وسط السديم غير مبالي بالسموم ، كان ذلك جنونيا حتى و إن كتم أنفاسه فسيمر السم عبر مسام جلده و يدمر أعضاءه، لكن هذا الأخير خرج بكل بساطة من الضباب .
*بووم*
ليفجر لكمة في صدر فتى السموم و يقذفه عدة أمتار إلى الخلف، بالرغم من ذلك لم يشعر بتأثير الضربة كما يجب، و لم يكن هناك أثر لهجوم الجليد خاصته أيضا .
كما توقع وقف أبيض الشعر يمسح خط الدم من فمه دون أن يتلقى ضررا كبيرا
"أتعرف شيئا سيد دو،بالرغم من أني أراك للمرة الثانية تقفز وسط سديم السم ،لكن ليس بإمكاني أن أفهم سر مناعتك و كيف أنك لم تتأثر؟"
" المرة الثانية، بماذا تهذي؟"
كان ذلك قولا غريبا، و الأغرب منه أنه المدعو ساو جين ارتدى على جسده درعا معززا بسحر النار و كأنه كان يعرف مسبقا كيف ستتم مهاجمته و بأي قانون.
"لا عليك، فعلى قتالنا أن يتأجل،إلا إذا لم تمانع أن تكون زرقاء الشعر سلاح الظلاميين الجديد"
"سول !!!"
أدرك دو باي مباشرة أنهم يهدفون لأسرها في إحدى مكعباتهم الحمراء، و عندما التفت خلفه رأى القصر تلتهمه النيران مع دوي متتالي من الإنفجارات.
انقبض قلبه و قد أدرك أن خصمه لا يخادع، و السؤال الآن:
أيترك العدو الذي تدرب طويلا لمواجهته و هو على بعد خطوة منه ، أينسى الإنتقام الذي سعى إليه ينساب من بين يديه؟
*اللعنة*
كان جواب دو باي أنصرخ حرقة،و ينطلق دون أن يلتفت متجها نحو القصر الملكي
" لولاك ، لانتهى أمري"
همس جين لنفسه و هو يحدق بالتميمة التي نقش عليها الطائر المعروف بإسم سفاري.
-------------
التهمت ألسنة اللهب قاعات القصر ، حاول هان سانغ العودة لكن يد المستشار قام بسحبه و تثبيته
"تراجع سيدي، المكان بأسره ملغم بسحر الإنفجار"
"لكن سول لا تزال هناك؟"
"سيدي، لا تنسى أن الملك مصاب و لن نتحمل أن يتأذى ولي العهد أيضا، عليك الإنسحاب و دع أمر سول إلى الساحر باو"
أومأ الساحر و هو رجل ملتحي في منتصف العمر بالموافقة، و تحت إصرار المستشار سلك سانغ الطريق المعاكس مغادرا المكان.
إلا أن المدعو باو لم يقدم على أي حركة، كيف ذلك و هو من قام بصنع هذه الفخاخ، التفت مغادر هو الآخر مع إبتسامة خبيثة على محياه
*بووم، بووم*
ما أن ابتعد الساحر قليلا حتى أضاءت كل الفخاخ السحرية فانطلقت سلسلة من الإنفجارات المتتالية
"ما الذي حدث؟"
حدق باو في ذهول، إلى الطريق المسدود بركام الأعمدة و الجدران المتحطمة نتيجة الإنفجار و إلى الجليد الذي غطى الأرضية
"من المجنون الذي قفز وسط حقل الألغام؟ و أي سرعة هذه؟"
في الجهة المقابلة من الركام، كان هناك درج أسفله يؤدي إلى الحديقة ، حيث اعتادت نساء القصر والخادمات الجلوس و السمر هناك، الحديقة التي كانت تفيض بالأمس بعبق الورود و تصدح بصوت الضحكات أصبحت خرابا نتيجة المعركة الدائرة بين هان سول و أربعة من الظلامين.
" الآن، حاصروها"
" اللعنة، لقد فقدت كل قواي"
لعنت سول حظها، وقد عجزت عن التحليق بعد أن استهلكت كل طاقتها، شكل الظلاميون الأربعة أختاما بأيديهم ليظهر تشكيل دائري على الساحة، هالاتهم تقاطعت لتشكل عمودا من الضوء الأحمر وسط الدائرة و الذي أخذ ببطئ يسحب الفتاة إلى داخله و يغمرها.
"اوووووووو.................... لاااااا....... الجدار...........الجدار"
*طاخ*
من العدم ظهر طريق جليدي مائل، يتزحلق عليه شاب أسمر قبل أن يصطدم بالجدار لتهتز أرجاء الحديقة، الاصطدام كان قويا حتى أن جسده صنع حفرة بالجدار و علق بداخلها
" آآآي ي ي مؤلم ،هذا بالفعل مؤلم، لقد فهمت الآن لما لا يمكن تصنيف الجليد ضمن الخطوات القانونية"
كما يستغل مستخدمو قانون الرياح للطيران، و البرق لزيادة السرعة قام دو باي باخترع خطوة قانونية خاصة به ، التزحلق على الجليد، و المفاجأة أنها كانت جيدة لقطع المسافات الطويلة، بشرط أن لا تكسر عظامك إذا وقعت من الطريق الجليدي الذي صنعته أو اصطدمت بالجدران.
الغريب في الأمر أن دو باي خرج من الجدار الذي انغرس فيه دون خدش يذكر
" دو باي !!!" ، هان سول في ذهول
" مرحبا سول جئت لإنقـ............."
" ما الذي تفعله أيها الغبي هنا؟"
" هذا الغبي جاء لإنقاذك، لقد تركت ذلك الوغد المسموم يفر ،و هكذا تعاملينني"
جواب دو فاجأها، كانت تعرف جيدا مقدار الجهد الذي بذله كي يثأر لرفيقته يومي، و لم تتوقع أنه سيتخلى عن كل ذلك،بهذه السهولة لأجل مساعدتها.
وضع دو يديه على خصره و نفخ صدره في وقفة بطولية
"أنت الأميرة و أنا البطل، وعلى الضحية أن تبقى هادئة في مكانها حتى ينتهي البطل من إنقاذها و..............."
*بام*
ثرثرة دو باي قاطعتها كرة نارية ضخمة انفجرت على جسده حتى لم يعد يظهر وسط اللهب و الدخان.
" أيها الظلامي اللعين،ألا ترى أنني لم أكمل كلامي بعد "
من وسط النيران خرج دو باي مع درع أبيض يغطيه من رأسه حتى إخمص قدمية، درع من قانونه جعله يبدوا كتمثال نحت من الجليد.
هذا الدرع الجليدي الحامي، هو ما مكنه من القفز وسط سديم السم و الخروج بعد إصطدامه بالجدار دون إصابات تذكر.
دوباي رفع يده إلى السماء ،عشرات الرماح الجليدية نزلت على الظلاميين الأربعة.
كسر هذا الهجوم تشكيلهم السحري و نجح ثلاثة منهم في تفادي الهجوم بينما سقط رابعهم بعد أن اخترق إحدى الرماح صدره.
" أيها المتطفل اللعين"
عاد مستخدم النار و قد ظهرت هيئة غولم ناري، لينزل قبضته العملاقة المغلفة بالنيران صوب دو باي، الذي قابل الهجوم بإبتسامة
** إخماد**
كل النيران انطفأت فجأة و اختفى الغولم الناري ليجد الظلامي نفسه وجها لوجه أمام عدو لن يرحمه، في الوقت الذي كان يحاول أن يفهم أين اختفت نيرانه كان الجليد قد طغى على جسده.
في ثانية كان الظلامي ميتا بأكثر طريقة مثيرة للسخرية، مقاتل بقانون النار أصبح تمثالا جليديا.
في الآن ذاته، كان الظلامي مستخدم البرق قد وصل بسيفه اللامع إلى ظهر دو باي، لكن هذا الأخير لم يلتفت حتى
*ووش*
اخترق السهم جمجمة ظلامي البرق،و الذي نسي أمر فتاة القوس التي كانوا بصدد أسرها.
" ألسنا تشكل ثنائيا رائعا، و الآن بقي شخص واحد ، قانون الأرض على ما أعتقد"
كما جرت العادة يتم اختيار أربعة ظلاميين بأربع قوانين مخالفة لقانون المراد أسره، و لذلك حزر دو باي ماهية قوة الظلامي ضخم الجثة صاحب العباءة السوداء التي غطت ملامح وجه و الذي طيلة هذه المعركة لم يتحرك قيد أنملة
" ليس تماما"
كان واضحا أنهم أشدهم خطورة، فحتى من هجوم الرماح السابق، لم يتبين لدو باي كيف تفاداه ، و جواب هان سول أكد فرضيته
// الأوامر تقول إذا لم نحصل على الهدف فيجب أن يموت //
صدر الصوت مباشرة في عقولهم، و قبل أن يدركوا ما يحدث اختفى الضوء من حوله و عم ظلام دامس لا يكاد المرء يرى فيه يده
هذا الظلام لم يسلبهم حاسة البصر و حسب، بل لم يكن في مقدورهم حتى سماع أصواتهم
'سول إنه يستهدف سول'
فكر دو باي في كلامه، أغمض عينيه بالرغم من أن في حالته هذه لا فائدة من عينيه لكنه قام بذلك ليرفع من تركيزه، معتمدا على حدسه قفز دو باي بعد أن غلف جسده بالدرع الجليدي.
اختفى الظلام و معه اختفى الظلامي ضخم الجثة، أمام عيون سول كان وجه دو باي المبتسم
" أرأيت ، لقد أكمل البطل مهمته و أنقذ الأميرة"
لكن تلك لم تكن إبتسامته المعهودة، أخفضت سول بصرها لتدرك الحقيقة المرة
" دو.........أنت.................مصاب"
إنهار جسد البطل أمامها مع جرح غائر في صدره و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة
" أيها الغبي ما كان عليك القدوم إلى هنا"
رد دو بابتسامة و راح يتحدث بتقطع بسبب إصابته البليغة
"ها........أي رجل هذا الذي يترك المرأة التي يحب خلفه......... هيه أنا فعلا سيء في هذه الأمور ........اخترت أسوء لحظة للإعتراف........... لقد سعيت طويلا كي أصبح أقوى و أنتقم...........يوم حققت هدفي كنت سعيدا........ليس لأني اقتربت خطوة من تحقيق إنتقامي.............بل لأني شعرت أنني إقتربت منك خطوة "
" حتى قبل أن تصبح أقوى، كنت دائما مقربا إلي............دو...............دو ، أرجوك إبقى معي"
------------------------------------