في لحظة، التف أتباع شو الثلاثة حول فتى الأوريس و حاصروه من كل جانب، و أحدهم كان يحمل مطردا مقدسا عبارة

"أتعرفون ما هي نقطة ضعف المغتالين..... إنهم ضعيفون في القتال المباشر"

منذ البداية كان شو يخطط لهذا،أولا استغل حالة زميله دينو الذي كان يائسا بعد سلسلة الهزائم، و أقنعه أن يكون طعما لاستدراج تاي جين كي يتسنى للمغتال من الأوريس الذي استأجره أن يقضي عليه.

بعد التخلص من السفاح المترصد بهم، جاء الوقت لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة فبعد موت دينو، حان الوقت لموت القاتل الذي استأجره، و لا أحسن من هذا الوقت حيث أن الأوريس متعب و مصاب.

حديثه عن نقطة ضعف المغتالين ليست خاطئة، لكن وسط هذا الحصار، كان الأوريس مرتاح البال

"سيكون جيدا لو تدخلت الآن"

*وووش *

أمطرت السماء بعدد لا يحصى من السهام و كلها معززة بهالة مقاتل سماوي، مما جعلها قادرة على اختراق دروعهم،تحت هذا الهجوم الكثيف و المفاجئ لم يكن هناك حتى فرصة للمقاومة فمات إثنان دون أن يعرفوا ماذا أصابهم.

أما الثالث فبضربة مستقيمة إلى السماء من مطرده المقدس ،شق الهواء و أبعد معظم السهام عن نفسه و عن قائده شو.

"فلتمت"

في لحظة غير المقاتل إتجاه مطرده، و سحب يده ليطلق هجوما مباشرا، لكن هجومه لم يكتمل، فقد قفز الأوريس إلى الأمام و لم يحاول التراجع أو تجنب الهجوم، و بقوة عرقه المعروفة ألقى بكل ثقل قبضته على اليد التي تحمل السلاح المقدس

"آآآه

أطلق الرجل صرخة عالية تغلبت على صوت طقطقة أصابع يده المهشمة و قد وقع المطرد أرضا،في خطوة ثانية، التف خلفه و مع عضلات ساعده البارزة أطبق على رقبته يعصرها.

أسرع شو إلى المطرد يلتقطه، لكن سهما مضيئا اخترق كتفه و حتى الدرع الذي يرتديه لم يكن ذو فائدة.

"دينو!"

الناجي الوحيد ، تعرف من فوره على صاحب الهجوم حتى قبل أن يقف أمامه، و تعليقا عن حيرته قال فتى الأوريس بعد أن كسر رقبة من في يده

"بالطبع هو بخير، فقد قررت في آخر لحظة أن أجعله شريكا لي بدلا عنك"

ظهر أخيرا دينو و راح يثبت قوسه الآلي على معصمه و يعيد شحنه بالسهام و على وجهه إبتسامة ساخرة

"إذا كنت تخطط لقتلي، كل هذا لترفع فقط رتبتك و تسيطر على منطقتي.......... ما مشكلتك ألن تقول شيئا؟"

فكر شو في الفراء، لكنه تفاجأ بخيانة جسده و قد نوقف عن الحراك كما شعر بالدوار و قد فقد كامل طاقته

'سهم مسموم'

إبتسامة فتى الأوريس أكدت شكوكه، مخططاته و طموحه كل ضاعت بسبب استخفافه بالمغتال الذي قلب الطاولة عليه في لحظة و تحالف مع دينو.

=======

المنطقة الوسطى و تعرف أيضا بساحة المدينة، هي المنطقة المشتركة بين كل العشائر و هي سوق تجاري ضخم حيث يتبادل الجميع بضائعهم كما أنه يحتوي على نزل و أيضا حانات.

في إحدى هذه الحانات كان شباب هايان يروون عطشهم للنبيذ في فرح.

فالأمر يدعوا للإحتفال ، فقد انتقموا لشرفهم و علقوا جثة عدوهم في ساحة المدينة في رسالة أن هذا هو مصير من يعبث مع هايان العظيمة.

كان دينو أكثرهم غبطة، بالرغم من أنه كان يحلم أن يمزق تاي جين بيديه لكن هذه النتيجة لم تكن سيئة فقد توفي العديد تحت قيادته ،على الأقل مع موت جين سيحفظ ماء وجه.

ضرب على ظهر الأوريس و أشار إلى الحضور قائلا

"ألا تعتقد أن عليك أن تعرفهم بنفسك، فالإحتفال على شرفك"

"اسمي ريد ، و أنا هجين نصف بشري نصف أوريس ، سمعت أنكم تطاردون شخصا و فكرت في المساعدة بما أنني عالق هنا بلا فائدة بسببكم و الآن و بما أنكم مدينين لي فيمكننا التفاوض بسهولة "

على عكسهم بدى أن ريد لا رغبة له في الإحتفال و دخل صلب الموضوع مباشرة، بالطبع كان ذكيا كفاية ليحور القصة قليلا و يزيل منها قتلهم للقائد شو و أتباعه

" عالق بلا فائدة !!"

استغرب الجميع كلام ريد، فبسبب الهواء الطاقوي الثقيل و الأعشاب الروحية تعتبر مركز الأطلال جنة المتدربين.

و الوافدون من العالم الخارجي يحتاجون لسنة على الأقل حتى تتشبع أجسادهم بهذه المصادر و يتباطئ نموهم في الإرتفاع،عندها فقط يغادرون هذه الجنة.

الوحيدون الذين يحق لهم الإستياء من غلق البوابة هي باقي العشائر ، فمعظمهم لم يبيعوا بطاقات العبور خاصتهم بعد ،ناهيك عن المبادلات التجارية مع العالم الخارجي و التي توقفت قبل أن تبدأ حتى.

" عشيرتكم و فقط لتمسك بذلك الفأر أغلقت البوابة الشمسية قسرا أتعرفون نتيجة ذلك ، لقد عكستم أقطاب البوابات القمرية التي تظهر مرة كل عشر سنوات ، و هذه السنة البوابة الصغرى ستظهر في مركز الأطلال، في حين أن البوابة القمرية الكبرى ستظهر في جزيرة الأسلاف، و أنا عالق هنا ...........**** بسببكم فوت فرصتي في الولوج إلى مجال العشب الروحي ******.........."

صرخ ريد آخر جملة بأعلى ما يستطيع، حتى توقف الكل عن الشراب و راح يحدق به.

" أقلت للتو مجال العشب الروحي"

المجال الروحي هو عالم صغير الحجم مقارنة بألتانيا أو الأطلال و هو الآخر يمتلك بوابات خاصة به تعرف بالبوابات القمرية، و تماما كإسمه هذا المجال يزخر بالأعشاب التي إستطاعت أن تخلق وعيا و روحا خاصة بها.

يحتوي مركز الأطلال على بعض أنواع الأعشاب الروحية كنبتة الماندراكورا، و أيضا البطاقات المستخدمة لعبور البوابة الشمسية و يمتلك بعضها وعيا قويا لدرجة قدرتها على الكلام، مثل البطاقة التي وقعت في يد جين منذ مدة و تحولت إلى سحلية على رأسها زهرة عندما استخدم قواه الروحية.

هذه الأعشاب ، هي إحدى ركائز التجارة بينهم و بين العالم الخارجي .

دينو فأدرك فورا أن ما سيأتي من حديث سيفسر لماذا كان شو يحاول قتلهم.

===============

بحديث فتى الأوريس ريد، عن المجال الروحي علق أحدهم ساخرا

" هل أنت غبي، البوابة القمرية هي طريق ذو إتجاه واحد،لو كان الولوج إليها ممكنا لتهافت الجميع للحصول على الأعشاب الروحية ذات المئة السنة و ما فوق "

تعتبر الأعشاب الروحية التي تتعدى المئة سنة كنزا نادرا، لأهميتها في الإختراق إلى عالم الإنصهار، و أيضا لتهدئة الروح ، و البرغم من معرفة الجميع أنها تتواجد في المجال الروحي، فيبقى الحصول عليها حلما بعيد المنال

فالبوابة القمرية هي طريق ذو إتجاه واحد من العالم الروحي إلى العالم الخارجي.

كما أن السجلات أكدت أن هذه النباتات ذات قوة توازي الوحوش الشيطانية و هي تتغذى على النباتات الروحية الأضعف.

و لذلك و على مدار السنين كانت الأضعف من هذه المخلوقات الذكية من الأعشاب الروحية تنتظر ظهور البوابات القمرية لتهجر من وطنها نحو العالم الخارجي، فحتى مع وجود المتدربين الذين يستهدفونهم لا تزال فرصتهم أكبر في النمو بعيدا عن بطش الأعشاب الروحية المعمرة منذ مئات السنين.

" هل يعقل انك تمتلك حجر المفتاح؟"

سأل دينو محاولا أن يحزر، ففتى الأوريس الواقف أمامه أذكى من أن لا يعرف بأمر الإتجاه الواحد للبوابة ، و التفسير الوحيد هو أنه يمتلك حجر القمر، و الذي يعكس إتجاه البوابة القمرية فيصبح الطريق للدخول هو الإتجاه الوحيد للبوابة.

فتى الاوريس لم ينكر الأمر بل أخرج حجرا يشع بضوء زمردي جميل

" أجل، لكنه الآن و بسببكم أصبح عديم الفائدة"

"يا لها من جرأة أن ترينا كنزا كهذا، ماذا لو قررنا إنتزاعه منك؟ أيها......... الشيطان الأحمر"

تحدث أحدهم مع نظرة إحتقار ،حتى في هذا العالم هناك من يمتلكون عداوة مع الأوريس، هذا الأخير و قبل دخوله إلى مركز الأطلال منذ سنوات فقد عائلته في إحدى الحروب ضدهم

" سأفعل ما يقوم به أي شيطان، سأقتلكم جميعا"

2019/05/05 · 1,308 مشاهدة · 1131 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024