" سأفعل ما يقوم به أي شيطان، سأقتلكم جميعا"
بكل بساطة و تحت هذا التهديد أجاب فتى الأوريس، و كأن قتلهم ليس حتى بالقضية الكبيرة.
"أيها النجس، فلتمت"
دون تردد و مع كل الغل الذي يكنه اتجاه جنس الأوريس، ضرب بسيفه صدر صاحب البشرة الحمراء.
لم يكن هذا الفتى تنقصه القوة، و لم يكن حد سيفه تنقصه الحدة و بالرغم من هذا لم يقطع سيفه غير الملابس و أبى أن يترك جرحا على جسد الأوريس
" حقا تهاجمني دون تسليح سيفك بالهالة "
رفع ريد يده ليرد الصاع صاعين،صوت الصفعة تبعه صوت تكسر العظام.
" في تصنيف المقاتلين عند الأوريس، أنا سيد قتال في الرتبة الخامسة و هذا يعادل عالم الإنصهار في تصنيفكم"
اللطمة سقطت على خد المقاتل، فلوت رقبته ليخر على الأرض ميتا
تلك هي القوة الجسدية المشهورة لجنس الأوريس، الذين ملكوا قارة الجبل الأزرق و جزيرة الأسلاف عندما رأى رفاقه ذلك استلوا سيوفهم و رفعوا طاقتهم
"توقفوا جميعكم، إنه ليس عدونا "
نهرهم دينو و من ثم جمع قبضتيه و حنى رأسه معتذرا
"أعتذر على ما فعله تابعي، إنه أحمق يعتقد أنه لا يزال في العالم الخارجي و نسي أن الإنتماء للعشيرة يلغي أي عداوة قديمة "
هز ريد أكتافه بلا مبالاة، ليجيب
" جيد، فالحرب بيننا و بين البشر في العالم الخارجي لا تعني لي شيئا أنا الآخر، لكن إذا فكر أحدكم أنني لقمة سائغة فليجرب حظه "
القائد دينو كان في الماضي مجرد نكرة، مجرد متدرب في معهد من الدرجة الثانية،لكن بعد وصوله هنا و إنظمامه لعشيرة هايان التي كافأته بسخاء على كل مهمة أنجزها،ارتفع مستواه بسرعة ليصل لأواخر عالم القانون و هو في الخامسة و العشرون .
مع كل هذه التغيرات نمى بداخله شعور لم يعتده من قبل إنه الطموح،أصبح مستعدا لفعل أي شيء للوصول إلى القمة ، حتى التحالف مع الشيطان.
" سيد ريد، أتفهم غضبك لا يمكنني سوى تصور الصعوبات التي مررت بها للحصول على حجر القمر و في النهاية تجد نفسك مسجونا في الجانب الخطأ"
"قلها و لا تخف، أرأيت البوابة الصغرى بالكاد يستطيع قط العبور من خلالها"
تنهد بمرارة ، فتبادل الأقطاب حيث أصبحت البوابة الصغرى داخل مركز الأطلال، و الكبرى في العالم الخارجي ترك حسرة بقلبه
"أنت أذكى من شو الذي أراد الحجر لنفسه و أنا متأكد أنك ستجد حلا لإعادة البوابة الكبرى لهذا العالم أو بشيء لتوسيع تلك الحفرة"
"توسيع البوابة، هذا جنوني لكنها قد تكون فكرة جيدة"
"حقا"
مع هذه الفكرة الخارجة عن المألوف،اقترح دينو على ريد أن ينظم إليهم، فقد يكون هذا الأوريس و حجر القمر خاصته هو الحل لتهدئة العشائر التي تسأل تعويضا عن الأضرار الناجمة من غلق البوابة الشمسية، و هكذا جعل دينو يوم الغد موعدا لمقابلة زعيم هايان شخصيا.
في مساء نفس اليوم
كان ريد يتجول في السوق ليتوقف عند أحد متاجر الحدادة
"لدي سيف مادي بخصائص البرق، أريد تعزيز خناجري به"
وضع ريد خنجرين ذو شكل هلالي على الطاولة و هو صنف مشهور بين صفوف المغتالين على الطاولة، و بعدها أراد أن يخرج السيف من الكيس البعدي (نبتة الباق )، لكنه بدى غير معتاد عليه فأفرغ كل ما فيه تقريبا و معظمها بطاقات الخاصة بالإنتقال عبر البوابة الشمسية قبل أن يخرج السيف أخيرا.
"لماذا يمتلك هذا العدد من البطاقات ؟"
غير بعيد عن المتجر كانت هناك مقاتلة من هايان تراقب ريد، و من الواضح أنها لا تثق في المنتسب الجديد لعشيرتهم.
تفحص الحداد السيف قبل أن يقترح السعر و يحدد موعد الإنتهاء،لم يناقش ريد و أوما برأسه بالموافقة
بعدها مشى مبتعدا و في يده إحدى البطاقات ليصل إلى نهاية مسدودة في إحدى الأزقة، و الفتاة التي سبق ذكرها لا تزال تطارده.
"عفوا"
إعتذر أحد المارين بعد اصطدامه بالفتاة، و قد تسبب ذلك في أن يغيب هدفها عن بصرها للحظة
"أين بحق الجحيم قد إختفى ؟"
في جبل يبعد عدة أميال، ولج الأوريس إلى كهف تم إعادة تصميمه ليصبح سجنا لأحدهم
"أحضرت ما يكفيك من الطعام و الماء لمدة أسبوع"
السجين الذي كان جالسا في الركن و قد أخفى الظلام ملامحه أطلق صيحة استهجان
"باه، يا لمراعاتك أيمكنك أيضا إزالة الختم عن جسدي أيها المختطف المجنون"
تنهد ريد، و قال و الطعام في فمه
"أعتذر ثانية ،لكنك رفضت المساعدة و لم أجد طريقة غير سجنك هنا،و تأكد أنني سأقوم بتعويضك"
"يفترض أن ذلك طعامي"
سلم ريد الطعام للمسجون، و استدار مغادرا
" مهما حاولت أن تبدوا بخير، أنا أعرف أنك لست كذلك، لا أحد سيتحمل .............."
*نا نا نا نا نا *
صمت السجين لحظة ثم صرخ بالكرة التي تطوف أمامه
" هلا صمتي للحظة، فأنا أتحدث هنا"
"أراك بعد أسبوع، وداعا"
----------------
في الليلة ذاتها، في ساحة المدينة
*طاخ
خمسة مقاتلين من عشيرة هايان، تم سحقهم تماما من قبل الشاب و الفتاة و اللذان قاما بإنزال جثة تاي جين المعلقة و أعلنا رغبتهما في دفنه
' اللعنة، ما هذه الهيئة بحق الجحيم؟، عظامي ستسحق '
لم يجد هذا المقاتل إلا أن يلعن حظه فبعد أن تم إسقاطهم في لحظة من خلال هجوم الرمح الخاص بالفتاة ، ها هي أجسادهم تسحق تحت وزن هيئة الشاب الروحية.
كان هيئة الفتى عبارة عن حاجز أثيري يشبه لحد كبير الذي يستخدمه السحرة في دفاعاتهم إلا أنه يحوي أشكالا سداسية مثل التي توجد بدرع السلحفاة و أيضا كان له وزن ثقيل قد يقارب عشرات الأطنان.
" سأقولها ثانية ، هذا الفتى من مملكتي و سأقوم بواجب دفنه، إن لم تشأ عشيرتكم أن تبدأ عداءا معنا فلا تعترضوا طريقنا"
" عزيزي، كيف تتوقع أن يجيبوك و هم على هذه الحالة"
" او.........معك حق"
أرخى الشاب حاجزه ليسمح لأحدهم بالكلام و الذي انطلق في ديباجة عشيرته المشهورة
" هايان، لن تسكت على هذا............ من يقف في وجه عشيرتنا سوف........... اممم امممم اممم"
*طاخ*
عاد أصواتهم مجرد همهمة بلا معنى فلا تعرف إذا كانوا يتحدثوان، أو أنهم يئنون لأنه يتم سحقهم تحت درع السلحفاة ،التفت الشاب إلى الفتاة ذات تسريحة ذيل الحصان قائلا
"لا فائدة أرتيسا، إنه يمتلك فما كبيرا و قذرا"
" تستطيع أخذه و دفنه، لقد أردنا إيصال رسالة و قد فعلنا، و بقاءه معلقا هنا لن يفيدنا في شيء"
كان المتحدث هو دينو، و الذي كان مشغولا بالتخطيط لمستقبله، و آخر ما يريده هو فتح على نفسه جبهة جديدة للقتال .
على إثر ذلك أزال الشاب الحاجز تاركا الشباب يتنفسون أخيرا ثم غادر رفقة الفتاة حيث قاما بدفن الجثة في مكان بعيد عن الأعين
" فلترقد بسلام يا فتى، لم أتوقع أن يكون لقاءنا الثاني بهذا الشكل؟ "
الشاب الطويل القامة وضع شاهدا على القبر الذي حفره و كتب عليه (( بطل من مملكة الجوهرة السماوية))
المرأة مع تسريحة ذيل الحصان بجانبه سألت و هي تشعر بالأسى على الفقيد
" أمتأكد أنه ليس متنكرا على شكل ذلك الأوريس، في أول لقاء بيننا تمكن من خداعك بالتنكر على هيئتي "
ابتسم الشاب و رفع رأسه متذكرا ذلك اللقاء الذي غير حياته
" هيئتي الروحية قادرة على كسر أي سحر حتى أنهم لقبوني بقاهر السحرة، و للأسف ذلك الأوريس ليس متنكرا و هذه ليست جثة شخص أخر، لكن............."
" لكن ماذا؟ "
" هناك شيء غريب حول ذلك الأوريس، شيء لا أستطيع أن أحدده"
الرجل و المرأة لم يكونا سوى أرفي و أرتيسا
الذي إلتقاهما جين منذ أكثر من سنة و نصف في قريته التل الأخضر، الشاب الذي كان عاجزا عن تنفيذ أي هجوم مع هيئة روحه الدفاعية، قرر التخلي عن هيئته و تحويرها بإستخدام سيف البرق الروحي
لكن جين الذي أراد السيف لنفسه، قام بهزيمته و أراه أن هيئته الروحية التي يريد التخلي عنها ليست بالضعف الذي يعتقده.
تلك المعركة كانت نقطة تحول في حياةأرفي، و ما فعله اليوم بتكريمه و دفنه هو فقط رد للجميل.