في جزيرة الأسلاف،كان المئات من المقاتلين الشباب يقفون في مجموعات بإنتظار تفعيل البوابة القمرية الكبرى.
كانت هذه البوابة عبارة عن قرص حجري عملاق عليه مختلف النقوش و الرونيات و في وسطها مادة زئبقية تتموج بإستمرار.
الأوريس مع بشرتهم الحمراء كانو متواجدين و بكثرة، ففي النهاية أحد مستكشفيهم هو من عثر على حجر القمر، وبالرغم من هذا لم يكونوا أنانيين و سمحوا أن ترسل كل مملكة ممثليها من الشبان
"انظر هناك،أيفترض بنساء الشياطين أن يكن بهذا الجمال؟"
لم يستطع نبيل من مملكة الأنهار إلا أن يبدي إعجابه بفرقة فتيات الأوريس،كان يتوقع أن يرى وحوشا حمرا، فإذا به يرى حسنوات يأسرن بإبتسامهتن القلوب، لون بشرتهن هو أكثر ما يميزهن و هي أقرب لحمرة خدود فتاة لحظة خجلها و حضورهن اتسم برقة و وقار آسر، كانوا مثل نسمة ربيع سلبت قلوب الجميع.
"يا لهن من فاتنات، أنا ذاهب للتعرف عليهن"
قبل أن يرمي بخطوته كانت يد المشرف تسحبه إلى الخلف
"ابقى مكانك أيها الأحمق، صفعة واحدة من إحداهن و ستودع هذه الدنيا،غر مثلك لم يتقن دفاع الهالة يحاول التغزل بنساء الأوريس"
حذر أحد المشرفين مرافقيه، القوة البدنية ليست حكرا على رجال الأوريس و قبل أن يتعلم المقاتل كيف يشكل من هالته درعا يخفف بها هجمات الأعداء فلا يحلم بمواجتهم.
"نبلاء البشر فعلا فارغوا الرأس،يشتمون جنسنا ثم يتحرشون بنا "
تحدثت إحدى الفتيات متذمرة من نظرات الشبان القذرة، لكن رفيقتها كانت تنظر في الإتجاه الآخر حيث أقبل آخر الوافدين
"فتيات،مجموعة النجمة السماوية وصلوا،ألا يبدون ....... غير نبلاء"
مينغ، تلامذة جين الأربعة،تشوي ،ليان و أيضا سول مع دو باي إضافة إلى دياني و جادو من مركز الأطلال
هؤلاء العشرة هم ممثلي معهد تنين الأرض،لم تعزهم القوة لكنهم و من بساطة لباسهم و تواضع حضورهميمكن الجزم أنهم من عامة الشعب.
ممالك البشر لا تؤمن بنظام المساوات، في هذه المناسبات لا يتم إستدعاء سوى أبناء النبلاء و الأغنياء، لطالما كان هذا هو الحال حتى مركز الأطلال في الأمس القريب كان سرا لم يسمع به العامة.
أما السر وراء حصولهم على الدعوة فهان سول و التي تعلمت كيف تتلاعب بالعائلة الرئيسية أصرت على إستدعاء خطيبها المستقبلي إلى الرحلة معها.
هان سانغ و إثنان من أتباعه تخلوا عن المجيء، فهذا الأخير كانت ستصيبه جلطة لو رأى من يفترض أن تكون خطيبته تتأبط ذراع رجل آخر، أما البقية الذين لم يجاملوا سانغ، تم استدراجهم إلى نزال لا أمل لهم بالفوز به.
"أقوياء، لكن بالتأكيد هم من العامة باستثناء زرقاء الشعر و الساحرة"
احدى فتيات الأوريس و من أول لمحة قامت بتحديد مستواهم الإجتماعي، و على ما يبدوا أنهن كانوا في انتظارهم
"من منكم المدعو تاي جين؟"
مع وجه جميل،و شعر أسود طويل تناسب مع قوامها تحدثت فتاةمن مجموعة الأوريس في الرابعة عشر حتى دون أن تبدي التحية.
"أخبرتكم مئة مرة أن جين يلقي بسحر الإغواء على الفتيات، لكن لا أحد منكم صدقني"
"دو ،لا يوجد سحر كهذا"
لا يزال دو باي مقتنعا بنظريته، حتى مع نفي تشوي الدائم أن لا شيء يعرف بتعويذةالحب
"و لماذا في كل مرة تظهر فتاة مهتمة بجين،حتى و هو غائب"
فتاة الأوريس رفعت من صوتها في غضب و أوقفت حديثهم
"كفوا عن الثرثرة و أجبوني"
"إنه ليس هنا، من تكونين و لماذا تبحثين عنه؟ "
الصوت العذب أجبر الجميع على الإلتفات،لا شيء يقارن بجمال صوتها إلى حسنها القادر على تدمير الممالك و يبدوا أن جمال ليان يتماشى مع إرتقائها، و كذلك لون شعرها الذي تغير لقرمزي بديع.
"لأنه قام بإقناع أخي أن يتزوج ساحرة من معهدكم، تلك المدعوة زي يون"
"ماذا فعل؟؟؟"
سأل الجميع في ذهول، و قد صعقهم الخبر
أن يتولى جين تزويج مشرفته و مع مقاتل من الأوريس كان جنونا فوق جنونه المعتاد، الوحيد الذي خدش رأسه مبتسما هو دو باي الذي سبق أن شهد امرا مماثلا في الماضي
"حسنا ربما لا تعرفون هذا،لكن تزويج الآخرين هي إحدى هوايات جين الغريبة، حتى أنه قام بتزويج والدته"
"ماذا قلت؟؟،هو من قام بتزويج أمه!"
"مستحيل"
صاحت ميني مع فم مفتوح
"لا شأن لي بوالدته ،من تكون زي يون هذه للتزوج بأخي أنا ، أصغر قائد في جيش الأوريس"
"أعذريها، فقط هي لديها عقدة الأخ الأكبر"
تدخلت إحدى صديقاتها لمحاولة تهدئة الوضع، لكنها تأخرت فتشوي كانت تشتعل غضبا و لن تقف ساكتة لمن يهين مثلها الأعلى.
"هيه........و ماذا يعني أنه قائد،معلمتي هي على بعد خطوة واحدة من أن تصبح خامس ساحرة عظيمة، حتى لو كان أميرا فلا زال لا يليق بمقامها"
"ساحرة عظيمة!،لا شك إذا أنها عجوز تخفي سنها باستخدام السحر، اللعنة عرفت أن هناك شيئا خاطئا،أخي المسكين"
"من التي تخفي سنها يا مجنونة، و إن كان أخوك بهذه العظمة فلماذا لم يجد له زوجة حتى الساعة"
اشتد الشجار بين الفتاتين و لم تبدي أي منهما علامة على المهادنة
"أنتما كفا عن هذا؟، كلاهما بالغان و يستطيعان.............."
"لا تتدخلي...."
"جين هذا خطأك"
"جين هذا خطأك"
حاولت إحدى الفتيات التدخل و أن تكون صوت العقل لكن تم إسكاتها فورا و قد اتفقتا أخيرا على نفس الشيء
"فتيات،فتيات"
صرخ كال مينغ
"تاي جين إنه على البوابة"
التفت الجميع إلى البوابة ليجدوا أن المادة الزئبقية تغيرت و هي الآن تعرض صورا عن شاب اكتسى بثوب أحمر من دماء أعداءه
"أهذا نوع من الإتصال، هذا الحجر اللعين كان يتغذى على المانا من جسدي،كنت لأتركه و أذهب لكني وعدت ريد أن أعيده إليه"
--------
تحول السهل في جزيرة الأسلاف إلى عرض سينمائي في الهواء الطلق، و البوابة الحجرية العملاقة هي شاشة السينما .
عرض مباشر لمعركة تحدث في الجهة الأخرى من العالم
" إنه فعلا جين، كيف يعقل هذا؟"
" إنه سحر متقدم، نوع من الإتصال بالصوت و الصورة"
أشارت تشوي إلى ساحر من الأوريس يحمل حجرا مضيئا بيده،و الذي كان يتساءل هو الآخر
" ماذا يحدث هنا،و أين هو ريد؟"
هذا الساحر يقيم حاليا أبحاثا عن أحجار القمر، و لعجزه عن الذهاب إلى مركز الأطلال كونه ساحر أرسل المدعو ريد عوضا عنه، لكن حظ هذا المسكين السيء أوقعه في يد جين، الذي قام بسجنه و سرقة الحجر منه.
تسمرت عيون الجميع على المشاهد التي بثتها البوابة
حيث كان شاب أبيض الشعر يقاتل ضد أشخاص يفوقونه في المستوى،لكن كلمة قتال لم تكن الوصف المناسب، إنها مجزرة من طرف واحد .
وثب جين في مكانه على أصابع قدميه ببطئ و بكل خفة ، و في لمح البصر اندفع مهاجما في زخم لا يمكن إيقافه، كل هجماتهم مرت في الهواء و بدلا عن السيوف و الرماح إستخدم يديه كسلاح
أصبح الصراخ هو عنوان المعركة، أينما وصلت يده فيعني الموت، فقأ العيون ، حطم الجماجم و كسر العظام
حاول البعض أن يهاجموا عن بعد، لكن حاجز المانا صد ضرباتهم
* سبلاش*
تطايرت الدماء، بعد أن مزق جين أذن الفتاة مستخدمة القوس ، كونها إمرأة لن يشفع لها
تحدث جين في الأذن التي أصبحت في يده ساخرا
" أنا أشكرك لأنك أحضرتهم إلي....."
توقف جين عن الكلام و هو يحدق للحلقة التي ارتسمت في السماء
" لم أعرف أنه يمكن إستخدام حجر القمر كوسيلة للإتصال بين الأبعاد، لكنيلا أسمع ما يقولون؟"
حيث كان حجر القمر معلقا، و الذي عكس صورة لمئات الأشخاص الذين راحوا يتساءلون عما يجري
و سرعان ما أخذوا فكرة موجزة عن الوضع
معظم الحاضرين من البشر كانوا قد سمعوا بأحداث البوابة الشمسية ، و عن تاي جين الذي علق في مركز الأطلال أثناء إنقاذه للأطفال المختطفين من قبل إحدى العشائر بمساعدة الظلاميين
لكن المؤكد هو أنهم لم يتوقعوا رؤيته ثانية، فالعشيرة التي تسببت في الفوضى ستفعل المستحيل لإخفاء جريمتها.
" يا للوحشية، لقد سمعت بمجزته مع حراس الأنهار اللامتناهية، لكني لم أصدقها"
"ما لا يصدق هو كيف أنه لا يزال حيا ؟"
"إن كانت هذه المشاهد من مركز الأطلال فكيف له أن يستخدم السحر"
معركة جين لفتت إنتباه الجميع، حتى الضخم من الأوريس و هو أحد أقوى المقاتلين من جيل الشباب علق و قد اشتعلت روح التحدي بداخله
"إذا هناك من البشر الذين نجحوا في التعديل الجسدي،مثير للإهتمام"
لم يسمع الضخم تعليقا من الساحر الذي صب كل تركيزه على الرونيات السحرية محاولا إكتشاف السبب في عدم وصول صوتهم إليه
"إستبدل الرونية الرابعة، دعني أفعلها فلدي معرفة باللغات السحرية"
مع خيط من المانا في إصبعها أصلحت لي تشوي الرونية تحت أنظار الساحر الذي ارتبك أينما إرتباك و هي بالقرب منه.