هذا ليس تشكيلا عاديا، إنه وحش من الرتبة السادسة...... هل إبتسم؟"
زعيم هايان المتفاجئ استمر في التحديق في الوحش الأثيري دون تصديق.
"ذلك لأنه ليس سحرا إنه قانون المحاكاة، قانوني الجديد و أيضا ....."
قبل أن يكمل جين حديثه قفز النمر على الزعيم مهاجما
"يين، أنا لم أنهي كلامي "
تنهد بإبحاط و أضاف
"لقد أصبحت شرسة و قليلة الصبر، ربما لأنها تواجه وحشا مثلها"
كما ذكر جين معركة بين وحشين، و قد ابتعد كثيرا عن إنسانيته في هيئته الجديدة
ارتفع الغبار و تحطمت الأرض زئير النمر أرعب كل الوحوش و هجمات المخالب حطمت الصخور و بالرغم من قوة النمر إلا أن التفوق كان للزعيم وقد إستحقت هيئة المقاتل الوحش إسمها، تقنياتها لم تعتمد على مهارات الفنون القتالية كسائر الهيئات بل تماما مثل الوحوش ركزت على الغريزة و القوة الغاشمة و حسب.
مخالب الزعيم طعنت و قطعت و مزقت كل ما في طريقها.
"اللعنة،إنه أسوء من الوحوش الحقيقية "
لعن الزعيم حظه، فهجماته كانت تمر عبر النمر الأثيري لتترك أخاديد على الأرض، و طعناته كانت بلا فائدة و كأنه يصارع الهواء، لو كان وحشا حقيقيا مثل التي واجهها في مجال الوحوش الشيطانية لكانت أطرافه قد قطعت الآن و لكان قلبه و أعضائه قد تمزقت .
" فلتأكل هذه"
رمى الزعيم بأقوى هجمة لديه،باستخدام قانونه الثاني نزل عمود برقي قادر على صعق أعتى الوحوش و تحويل أحشائها إلى هلام
" هاي، لا تقم بإطعام وحوش الآخرين دون ان تطلب الإذن"
مع إعتراض جين، جاء
صوت التجشأ، خرج النمر مسترخيا بعد ان شبع و قد تضاعف حجمه و لف البرق جسده، سقط فم الزعيم غير مصدق أن كرة جين للتو التهمت برقه.
' اللعنة ما هذه الهيئة؟ '
قفز الزعيم إلى الخلف و استدعى درعا دائريا مزينا بالنقوش ثبته على يده.
*طاخ *
كف النمر سقط على الدرع بقوة حتى إنحنى جسد هايان لكن هذا لكن هذا الأخير لم يكن ليتخلى عن الهجوم و يلجأ للدفاع بلا سبب.
*طاخ، طاخ*
استمر النمر في الهجوم و استمر الزعيم في الدفاع، كان صوت إحتكاك مخالب النمر مع الدرع تزداد في كل هجمة و معها كان جسد هايان يتمايل بقوة يمينا و يسارا، بعد مدة
لمعت النقوش على الدرع و تغير شكلها لترسم دائرة سحرية لمعت باللون الأحمر
" اللعنة سيعكس الهجمة "
قفز جين مبتعدا و قد أدرك أن الدرع سلاح معزز بالسحر، استغل الزعيم جسد النمر المتشكل من المانا ليفعل سحر الدرع و المتمثل في إمتصاص الضربات ثم إطلاقها دفعة واحدة
*بووم*
دوى إنفجار مهيب، و تم قذف كل من النمر و الزعيم بعيدا
ببطئ تلاشى تشكيل النمر و لم تبقى سوى الكرة الشهيرة و هي تعزف بنغمتها المتكررة و كأنها تشتكي التعب.
*نا نا نا
" يين عودي الآن"
نادى جين على هيئته للتجه نحوه و تختفي داخل جسده، أما الزعيم فقد تضرر هو الآخر من الإنفجار و لم يتمكن من أن يحتفظ بالإندماج مع هيئته، لكن ملامحه دلت أن هذا لا يزال ضمن حساباته
"سيد الكرة العظيم، من كان ليصدق؟، لكن قد لا يكون الأمر بهذا السوء، فأنت تمتلك سر الإنبعاث"
ملامح الزعيم تغيرت، يستطع جين أن يجزم أنه يرغب في أن يعيد بعث اولاده ، و بالرغم من أن المعلومات خاطئة فالهيئة هي من يتم استنساخها و ليس صاحبها ، لكن جين كان أكسل من أن يشرح له الوضع، أو لنقل انه اراد ان يكبر أمله الزائف قبل أن يخبره الحقيقة.
هالة الزعيم إرتفعت ثانية، كان غريبا أنه استرجع كامل قواه بهذه لسرعة بعد الإنفجار، لكن سرعان ما عرف جين الجواب
ارتفعت فوق الزعيم هيئة روحية لإمرأة ترتدي قناعا،و مع هدوء و سكينة مثل مياه البحيرة في يوم ربيعي مشرق
تماما مثل اليان و اليانغ، هيئة الزعيم هايان هي هيئة مزدوجة، مقاتل ذكر طغت الفوضى و القوة عليه فأصبح وحشا يعتمد على غريزته، و مقاتلة أنثى هدوءها و رقتها أثرت حتى على مالكها حتى لا يصدق من يراه أنه للتو علم بفقدانه لولديه.
الماء كان هو قانون الهيئة الثانية، و قد لمع بضوء لطيف ساعد في إلتئام جروحه
" هيئة اليان واليانغ، لا عجب أنك أصبحت مقاتلا أسطوريا"
علق جين على هيئته إعجابا لا إندهاشا، منذ البداية و السبب الذي جعل جين يترك يين تقاتل بمفردها هو أنه على علم مسبق بميزات هذه الهيئة.
منذ أول لقاء لهما و جين لم يتمكن من تصديق الصدفة التي جمعته به في حياته السابقة و الحالية، الزعيم هايان كان في الخط الزمني السابق حليف الوباء، و قد يكون الحليف الوحيد الذي نجى من غدر الوباء و تمكن من تفادي فرقة المغتالين
'حظك في هذا الزمن عاثر،يا صاحب اليان و اليانغ'
بالرغم معرفته بالهيئة، فهذا لا يضمن نتيجة المعركة فخصمه إستخدم لتوه النصف الأقوى في هيئته.
من النقيض إلى النقيض، كنسمة هواء تحرك الزعيم و في خطوة قطع المسافة في لحظة و بسط كفه لتنفجر ضربة على جسد جين الذي تراجع بضع خطوات و تحدث مصطنعا الإبتسامة
" لطالما كانت مهارات الرجال الذي أتقنوا فنونا نسائية هم الأفضل، خصوصا من يمتلكون هيئة تعاكس جنسهم"
الفنون القتالية النسائية صممت خصيصا لتغطي الفرق في القوة الجسدية، و لذلك من الطبيعي أن تصبح هذه المهارات أكثر فعالية في يد الرجل، لكن و بالرغم من معرفة الجميع بهذه الحقيقة فيصعب على معظم الرجال تعلم هذه التقنيات ففي النهاية هم يفتقدون للمرونة و السكينة التي تتمتع بها النساء
*طاخ*
حركة بحركة أعاد جين تحركات خصمه لكن بدل الكف استخدم قبضة, لتتفجر في جسد الزعيم، لتراجع عدة خطوات إلى الخلف و هو يصر على أسنانه
" أعتقد أن هذه النسخة الرجالية من مهارة إنفجار الكف لما لا تدعنا نرى من سيتدمر أولا، أعضائي أم عظامك "
إنفجار الكف ضد القبضة المدمرة
القبضة المدمرة هي المهارة التي استخدمها جين لتفادي تمزق مجاله الروحي عندما وصل إلى مركز الأطلال، أما إنفجار الكف و الذي يمكن اعتباره النسخة الخاصة بالنساء منها و المعروفة بمهارات اليد الناعمة فتعتبر أكثر خطورة كون الموجة المتدفقة من تفجير الهالة على سطح الكف يتجاوز جدار العضلات ليصيب الأعضاء الداخلية مباشرة
بدأت المواجهة بهجوم مباشر لكف الزعيم على صدر جين الذي تحرك جسده قبيل الإنفجار و رد بلكمة على الضلوع، لكن لم يكن هناك إنفجار
هذه المرة
فعلى غرار مهارة الكف جين يحتاج لوقت لتجميع طاقته
"أهذا كل ما لديك؟"
*طاخ طاخ طاخ
سخر الزعيم و أطلق
وابلا من هجمات الكف المتتالية لتنفجر
على صدر جين و قذفته عدة أمتار إلى الخلف،
سيفشل
الدرع الذي يحمي صدره في تخفيف الضرر و حتى مع سحر
العلاج سيحتاج المرء وقتا ليتعافى من هكذا هجمة،و هايان سيأخذ كل وقته لتعذيبه و استخراج تقنية إعادة الإنبعاث منه.
"هذا مؤلم، دعني أحاول ثانية"
وقف جين وسط ذهول خصمه ليبدأ الجولة الثانية و اتخذ وقفة قتالية، هذه المرة كان الأمر مختلفا
" أيها اللعين كيف لا تزال واقفا ؟"
*بام، بام ،بام *
احتدم الإثنان في معركة متقاربة ، و قد انفجرت الضربات على أجسادهما بعد أن رمى كلاهما هجمات في زخم لا يتوقف و بعد عدة جولات كان عقل الزعيم يتساءل عن السر كون المعركة لا تسير وفقا لهواه
' لماذا ؟، لماذا لا أستطيع دفعه للتراجع '
حتى مع قوة جين الجسدية فمن غير المنطقي أن يخسر سماوي في إلتحام مباشرة، لم يجد الزعيم جوابا لسؤاله إلا بعد أن شعر بالضعف يتسرب لجسده مع وخز حاد في باطن كفيه
" سم............لقد قمت بتسميم درعك"
" يضع الناس السم على الأسلحة بإستمرار، فما المانع من إستخدامها على الدروع"
جين مغتال و المغتالون يحبون السموم، لكن لا يوجد غيره من يضع السم في آخر مكان يخطر على بال البشر.
مواجهة مقاتل سماوي ليست أمرا هينا،
لكن في اللحظة التي عرف فيها ماهية هيئته الروحية، اختلف الوضع، جين سأل فتاة الظل تونا المساعدة لتشتيت الطاقة المتسربة لأعضائه كما قام بطلاء الدرع الذي يرتديه على صدره بالسم
و مع استمرار الزعيم بتنفيذ هجمات الكف، تسلل السم عبر مسام يده مما أضعفه قبل
أن ينتبه
و الآن و بعد أن أدرك الأمر تعمد جين الإلتصاق به ليمنعه من أن يلتقط أنفاسه أو يستخراج أي سلاح.
في النهاية أخفض الزعيم جسده ثم قام بدفعه بكتفه صانعا مسافة بينهما و صرخ مرتلا
*يا أساس الحياة، أيها المــاء.....*
" لا وقت للترانيم، إن كنت تشعر بالضمأ فاشرب هذه "
حاول الزعيم تنشيط قانون الماء خاصته لعلاج نفسه و تنفيذ هجوم مختلف، لكن كف جين وقع مباشرة على ذقنه ، ليعض لسانه قبل أن يكمل ترنيمته.
في الوقت ذاته جين الذي لم يكن بحاجة لترديد أي ترنيمة فكلها موجودة بخاتم السحر خاصته ،نشط دائرة سحرية عند قدمي خصمه محولا الأرض إلى وحل.
لا إراديا أخفض الزعيم بصره إلى الأرض عندما أحس برجليه تغوص، في نفس اللحظة جين الذي كان يتصيد الفرصة و بدلا عن استخدام قبضته إنتقل إلى استخدام رجله ، ليركل و بكل قوته ما بين الساقين العالقتين في الأرض.
*آآآآآه*
كأي رجل صرخ بجنون من الألم
و قبل أن يستعيد أنفاسه و يتبين أين أخطأ في حساباته، لمع حد خنجر هلالي في يد جين
لا يفل الحديد إلا الحديد و الخنجر المدعوم بطاقة سماوية اخترق هالة مقاتل السماء الأوليةليخترق مباشرة قلبه.
"علي أن أشكرك، جشعك للحصول على تقنية غير موجودة من الأساس جعلك تتساهل معي "
لو استخدم الزعيم قانونه، لو استخدم أحد أسلحته، لو لم يكن في قمة يأسه حتى رأى في تقنية لم يثبت وجودها أملا لإسترجاع ما فقده لتغيرت نتيجة المعركة، لكن لا فائدة من كلمة لو الآن
استمر جين بدفع خنجره و هو يحدق في عيني خصمه و يراقب كيف يفقد بريق الحياة منهما
"آه ،لقد كان مشوارا طويلا ، ثمانمائة و سبعة و ستون نذلا، شهور و شهور أقتل و أحسب حتى تعبت من العد التنازلي الذي رفض أن ينتهي و أخيرا وصلت إلى الصفر"
" وون، لان..................سامحاني، سامحا والدكما ...... "
" يجدر بك طلب المغفرة ممن التهمتهم تيفا أيضا، أنت أسست العشيرة القذرة و معك ستنتهي، و من اليوم لن يتذكرك أحد لا أنت و لا عشيرتك، سيد هايان"