الأطلال المخفية، هي أثار حضارة مملكة قديمة تعود لمئات السنين كان سكانها في قمة قوتهم و تطورهم ، لكن و كأي حضارة مهما بلغت عظمتها فإنها لم تستطع الصمود أمام نهر الزمن الذي لا يرحم.

لسبب مجهول، اختفت أرض هذه المملكة الغامضة من على وجه عالم ألتانيا ، و من حين لآخر تظهر بوابات في أماكن مختلفة موصولة بأراضي المملكة المفقودة، و تعرف باسم الأطلال المخفية

من وسط البوابة كان بالإمكان رؤية منظر طبيعي مختلف عن الصخور و الحجارة التي من حولهم، الحماسة كانت واضحة على وجه أرفي

" بوابة الأطلال المخفية، المعلومات تؤكد وجود كنز هناك، إن حالفنا الحظ فقد نعثر على سلاح مقدس "

تدخلت أرتسيا كي لا يبالغ في رفع آماله

"لا تفرح كثيرا ، نحن لم نعثر على شيء بعد"

" أرتسيا ، لماذا تحبطينني باستمرار دعيني أستمتع بحلمي، الجميع يعتبرني الحلقة الأضعف كون هيئة روحي دفاعية "

لم تنطق أرتسيا بحرف و اكتفت بالقفز داخل البوابة، ليتبعها الشاب مباشرة، وجد الشابان نفسهما في منطقة شاسعة خضراء خالية من المباني

أخرج أرفي بوصلة، و ما إن شحنها بقوته حتى بدأت في الدوران لتتوقف أخيرا في جهة الشرق

توجها الإثنان صوب الشرق، في النهاية وصلا لمنطقة خالية ، بدأ أرفي يحك رأسه و هو يلتف حول نفسه

"هذا هو المكان ، لكن لا شيء هنا هل علينا الحفر"

" إنه نوع من سحر الوهم، لكنه أصبح ضعيفا مع الزمن فقط أغمض عينيك و حاول ختم طاقتك الروحية، بعدها اسمح لجسدك و حواسك بتقبل الطاقة السحرية "

نفذ أرفي كل ما سمع، في النهاية أخذ نفسا طويلا و فتح عينيه ببطئ ليتفاجأ بتغير كل ما حوله المساحات الخضراء تحولت إلى أنقاض مدينة قديمة، أما المكان الذي كان الذي أشارت البوصلة إليه فهو ضريح

أسرع أرفي من فوره ليدفع غطاء التابوت الحجري، الذي غطته طبقات الغبار و شبكات العنكبوت، مع بعض الجهد انزاح الغطاء و وقع مدويا على الأرض.

لا الغبار و لا رائحة الجثة كانت قادرة على إطفاء عيون أرفي التي تشع سعادة ، لقد وجد ضالته أخيرا، غير مبالي بالكتب و الأدوات الموجودة داخل التابوت سحب السيف من قبضة الجثة و راح يتفحصه

"سيف روحي مادي مع قانون البرق، أنا لم أعد الحلقة الأضعف بعد الآن، "

أمعنت أرتسيا النظر إلى السيف و قالت

" سلاح روحي مادي استخدامه، قد لا تكون فكرة سديدة "

بعض المقاتلين من الأسلاف و في مرحلة معينة من التنوير الروحي، كانوا قادرين على تحويل هيئة الروح صنف الأسلحة، من شكلها الطاقوي إلى سلاح مادي ملموس ، محتفظا بقوته و قوانينه

عرفت هذه الأسلحة باسم الأسلحة الروحية المادية و هي غاية في الندرة ، وعلى عكس الأسلحة المقدسة التي لا يستخدمها إلا المتمرسون في الفنون القتالية.

فهذا السلاح هو حلم أي شخص عادي بلا هيئة روح، لكن لا يمكن قول نفس الشيء للمقاتل الروحي فحتى سلاح بهذه القوة فله مساوؤه ، فكونه سلاحا روحيا لشخص آخر فهو يؤثر سلبا على الهيئة الروحية.

أرفي يعرف هذا الأمر أكثر من أي شخص آخر، لكنه لم يجد حلا آخر.

القوي الضعيف القادر على الوقوف ضد أقوى المقاتلين و صد الهجماتهم، و العاجز عن إسقاط أضعف الخصوم، السلاح الروحي المادي هو أمله الوحيد في الارتقاء.

في البداية كان يريد سلاحا مقدسا يستخدمه جنبا إلى جنب مع حاجزه الدفاعي أما الآن فهو يفكر بدمج هيئته الروحية مع السلاح الروحي المادي، و هو أمر غاية في الخطورة

أصحاب الهيئات الحرة من نوع الأسلحة سيفعلون المستحيل و يدفعون أي شيء مقابل الحصول على سلاح مادي مطابق لهيئتهم، إن نجحت عملية الدمج فسيتمكنون من تفعيل قوانين السلاح المادي و التدرب مبكرا قبل الولوج لعالم القانون.

لكن نسبة الخطر تبقى موجودة و ترفع أكثر كلما زاد الاختلاف بين السلاح و الهيئة.

كان أرفي لا يزال في قلبه بعض المخاوف لذلك تحدث بصوت مسموع و هو يشجع نفسه

" و هل لدي خيار، الاعتماد على الدفاع سيجعلني دوما في آخر الركب، إن لم أحصل على سلاح للهجوم فسأعدل من هيئتي الروحية، أنا سآخذ السيف و كما اتفقنا بقية الكنوز هي لك"

ما بقي في التابوت عبارة عن ثلاث كتب و حبوب طاقة و خرزات خشبية، هذه الأدوات يمكن بيعها بمبلغ جيد أما الكتب فالأمر سيعتمد على ما تحتويه.

بينما أرتسيا كانت مشغولة بتقييم الأدوات، كان أرفي مركزا على سلاحه الجديد، و يبدوا أنه تعود عليه بسرعة

"اه ، هناك مشكلة لا يمكنني الالتزام بالإتفاق السابق، فالاتفاق كان مع شريكتي أرتسيا ، و ليس معك"

توقفت الفتاة عن تصفح الكتب، و انسحبت بضع خطوات للخلف

"إذا اكتشفت الأمر بسرعة، هذا متوقع فمن العادة أحتاج لوقت أطول حتى أدرس شخصية من سأقوم بالتنكر على هيئته، دعني أحزر صديقتك لا تعرف شيئا عن سحر الوهم"

أرفي شد قبضته على السيف و راح يراقب بفضول جسد من تنكر على هيئة صديقته و هو يتقلص و دخان أبيض يخرج من جسده ليظهر شاب بشعر أبيض كالثلج

"ذلك صحيح، فزميلتي لديها تجربة سيئة مع السحرة،أتمنى أنك لم تقم بإيذائها"

" إنها بخير، استخدمت دائرة سحرية لنقلها لأطراف الغابة ،لكن من يدري ما قد يحدث لفتاة بمفردها وسط الغابة، ربما عليك الإسراع في العودة إليها"

"أنت فعلا جريء، مازلت هادئا حتى في موقف كهذا، لكن لا يهم سأتاكد من أن أجعلك تدفع الثمن"

"لا علاقة الجرأة بالأمر ، انا فقط لا أرى شخصا يحتقر قوة هيئته الروحية كخصم لي"

" أيها الوغد ....."

لوح أرفي السيف باتجاه جين ، الذي حنى جسمه للخلف متفاديا الضربة و قفز خطوة للخلف ، لكن أرفي تبعه بسرعة و هاجم ثانية قاطعا الهواء.

لحسن الحظ مهارة ورقة الخريف منحته أفضلية في الدفاع، و جعلته قادرا على المناورة لكن الأمر ليس بهذه السهولة فخصمه من عالم الروح و يستخدم سلاحا، و لولا أن أرفي لم يكن بارعا بالسيف لكان الوضع أخطر بكثير.

' هذا لا يصب في مصلحتي علي تجريب شيء آخر'

* طاخ*

حصى صغيرة ضربت أرفي على رأسه

" كما توقعت أنت غير قادر على استخدام درعك الروحي و السيف المادي في آن الوقت"

حك أرفي جبهته مكان إصابته بالحصى و ابتسم ساخرا

" و كل ما تملكه أنت هو، مهارة دفاعية جيدة، لنرى إلى متى ستنجح في الهرب مني"

شد مقبض السيف بكلتا يديه و رفعه للأعلى مهاجما بكل قوته

*بام*

لكمة انفجرت على أنف أرفي أرغمته على العودة خطوة للخلف

" أنا لم أتعلم هذه المهارة لأجل المناورة، بل لأنها ترفع من حدة الحواس لدرجة أنك ترى الأشياء أبطئ من الواقع"

صرخ أرفي و لوح بسيفه ثانية

*بام* *بام*

لكمتان انفجرتا على جسد أرفي واحدة على ضلوعه و الثانية على الصدغ اللكمتان كانا سريعتان حتى أنه شعر بهما معا في الآن ذاته

ترنح أرفي قليلا، لكنه فقط هز رأسه و صر على أسنانه، تلك اللكمات فقط زادت من حدة غضبه

قبضة جين كانت قد تخدرت بالكامل جسد غريمه كانا صلبا للغاية، كثيرا ما يأخذ الجسد خصائص هيئته الروحية ، و هذا الأخير جسده صلب تماما كدرعه

تنهد جين و راح يهز يداه اللتان تخدرتا

' القتال بيدين عاريتين ليس في مصلحتي، الآن أنا بالفعل في موقف سيء و سأضطر لقتله'

جين لم يكن يخطط لقتل الشاب المسكين لذلك لم ستعمل أي سلاح لكنه الآن يفكر جديا بذلك، على الرغم من أنه في وضع صعب لكن القتال و القتل في نظر جين أمران مختلفان تماما

في القتل كل ما يحتاجه هو ضربة واحدة في اللحظة و المكان المناسبين و ينهي أمر عدوه، و مع مهارات أرفي السيئة في السيف ، فلن يحتاج الأمر أكثر من ضربة ، جين حسم أمره و قرر التخلص منه

عندما كان جين على وشك استخدام سلاحه، فجأة لمع السيف المادي مصدرا تشكيلا برقيا و أطلق عدة صواعق

أرفي الذي بارتفاع قوة السيف الذي في يده اشتعل حماسا و راح ينظر لخصمه باستهتار

" أيها الفتى يبدوا أن حظك قد انتهى، المعركة انتهت"


===========================

تأليف: :Magicien

لا تبخلوا علينا بأرائكم و تعليقاتكم

2018/03/11 · 2,338 مشاهدة · 1225 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024