في حديقة القصر الملك، الفتاة ذات الشعر الأزرق التي وكلت بمهمة تسليم الملك المخلوع إلى حراس السجن، ثبتت في مكانها و الخوف يملأ عينيها
' الهروب.... سأستخدم السهم الضوئي لتشتيته و أفر بجلدي'
رسمت هان سول بعناية خطة الهرب كما أنها أخرجت السهم المقصود من مكعبها و خبأته في كم يدها، إلا أن جسدها الذي كان يرتعش من ضغط الطاقة السحرية الذي أطلقها خصمها الغير المتوقع جعل تنفيذ فكرتها شبه مستحيلة
" آسف يا صغيرة، لقد ضحيت بالكثير لأصل لما أنا عليه و لن أسمح لأحد بكشف أفعالي حتى و لو كان من دمي"
الإبتسامة الشنيعة على وجه الملك هان تسو ، جعل سول تفكر جديا في التخلي عن الهرب و طعن العجوز اللعين في رقبته، لكن السؤال هل سيكون بمقدورها تنفيذ أي من الخطتين فراحت تحاول تشجيع نفسها بالحديث مع الخصم الغير متوقع.
" سيدي الساحر، إنه لشرف عظيم أن أقابلك هنا، سيد ....سي مار"
الرجل الذي جعل هان سول تتجمد في مكانها، و تسبب ضغط هالته في ارتجافها لم يكن غير الساحر المشهور الذي اختفى دون أثر منذ ما يناهز السنة تقريبا.
هان سول وجدت جواب لغز ذلك الإختفاء الذي كان يحير الجميع، سي مار العظيم كان مسجونا في المكعب الأحمر، و من أسره لم يكن عدوا من مملكة أخرى و لا ظلاميا، بل هو ملكهم الطاغية هان تسو.
' هذا ليس هيئة الساحر الروحية، إنه جسده الحقيقي !'
من هول المفاجأة لم تنتبه سول قبل هذه اللحظة أن الذي خرج من المكعب، هو سي مار بلحمه و شحمه و ليس هيئته الروحية كما يفترض أن تعمل آلية الاحتجاز في المكعب الأحمر.
" سي مار، تخلص منها "
طردت هان سول فورا تلك الأفكار من عقلها و بسرعة حررت هيئتها و أطلقت العنان لطاقتها، هي لن تسقط بلا مقاومة و بالتأكيد ستأخذ العجوز اللعين رفقتها، و لذلك كان السهم الأول موجها نحو رأس الملك
*طاخ*
أمام عيون هان سول حلق ضرس في الهواء، استلزم منها الأمر ثانية قبل أن تستوعب أن ذلك الضرس قد خرج من فم الملك الذي أصبح كله دماء
"من تظن نفسك لتأمرني؟، أيها الحقير، القذر ، اللعين، ابن الساقطة......."
تحت عيون الفتاة الحائرة استمر الركل و السب و الشتم،و على ما يبدوا أن الساحر لا يعرف الكثير من الكلمات النابية و لذلك إنتقل إلى البصق.
لن يصدق أحد في الدنيا أن من يشتم و يبصق هو ساحر عظيم ذو مكانة تتخطى أي نبيل، و العجوز الذي مسحت بكرامته الأرض هو ملك البلاد.
"كيا......."
أراد الملك العجوز النطق بتعويذة للسيطرة على سي مار، لكن قبل أن ينطق بأول كلمة، قبضة سي مار سحقت رقبة الملك ، و عيونه تطلق شررا مرعبا، قبل أن يومئ للمكعب الأحمر الذي في يد الملك
" أرجوا أن لا تمانع الجلوس على الأرضية ، فلا يوجد كرسي عرش بالداخل"
ما أن أنهى سي مار كلامه حتى انفجر عمود من الضوء الأحمر، ابتلع الملك و سحبه داخل المكعب الأحمر بدلا عنه.
السحر الذي يحتاج عادة أربع أشخاص مع قوانين مختلفة دون حساب الوقت لتنفيذه، تم تحقيق في ثانية و من قبل شخص واحد
"ما....ماجي..... هذه طاقة ماجي"
لم يحتج الأمر لمزيد من الشرح، الطاقة التي تشع من جسده، تحرره من المكعب بمفرده ، سي مار كسر الحاجز و ارتقى إلى الرتبة الأسطورية الماجي.
أخيرا التفت الماجي الغاضب إلى الفتاة، و قد انتابه الحرج و هو يتذكر كل الشتم الذي صدر عنه، فخدش رأسه مغيرا الموضوع
"أنت هان سول، أليس كذلك؟"
" أجل..... سيدي"
"عرفت ذلك، فأنت تماما كما وصفك جين"
" جين!!...من يكون ؟"
في اللحظة التي رأى سي مار ردة فعلها و عدم تذكرها لجين تغيرت ملامحه و شحب وجهه
"لماذا؟، لماذا أثر السحر المقدس لا يزال موجودا، هذا ليس ضمن أي من الإحتمالات المستقبلية التي توقعها سفاري....مستحيل"
أمسك سي مار رأسه بكلتا يديه و راح يصرخ في كفر
"جين أيها المخادع اللعين، لا أصدق بأنك تلاعبت بي منذ البداية، هذا يعني أنه لا مفر من قتال ذانك الإثنان"
"ما الذي تتحدث عنه، من يكون جين هذا بحق الجحيم؟"
تصرفات سي مار الغامضة، تسببت في توترها لكن أكثر ما أخافها هو نظرة القلق في عينيه
" ستعرفين قريبا، المهم الآن أين بقيتكم؟، أين صديقكم الذكي و خطيبك دو باي؟"
" في مملكة الأنهار اللامتناهية"
أجابت سول ،في حين تغيرت تعابير الماجي ثانية و كأنه اكتشف سر الخدعة
"آنسة سول، عليك ان تكوني قوية، أحد المتواجدين بمملكة الأنهار سيواجه خطر الموت"
قلب الفتاة وقع مباشرة عند قدمها،حدس غريب ترك قشعريرة تسري في جسدها، لسبب مجهول من كل أحاديث سي مار الغامضة السابقة ، علق في ذهنها جملة واحدة * الاحتمالات المستقبلية*
فجأة تراجعت هان سول إلى الخلف، ذكريات عن حياة سابقة، عن خط زمني آخر لم يعد موجودا انفجرت فجأة في رأسها كشريط سينمائي
في هذه الذكريات كانت هنا في القصر الملكي، و تماما كما يحدث الآن كانت هناك معركة ضارية ضد الظلاميين.
كان الوضع مختلفا عما هي عليه الآن كانت فتاة ضعيفة، بلا حول و لا قوة لدرجة أنها أصبحت بيدقا في يد العائلة الرئيسية،من أجل الحفاظ على هيئتها الروحية النادرة ضمن العائلة،تم إجبارها قصرا على الزواج بولي العهد هان سانغ.
لكن الأوضاع ساءت لأبعد الحدود، و أصبحت مستهدفة و محاصرة من الظلاميين بهدف أسرها في أحد المكعبات الحمراء، أما خطيبها هان سانغ و البقية تخلوا عنها لينجوا بأنفسهم
///////
"أنت الأميرة و أنا البطل، و على الضحية أن تبقى هادئة في مكانها حتى ينتهي البطل من إنقاذها...."
في أعلى درجات يأسها، ظهر بطلها الأسمر و أنقذها، لكن ثمن ذلك كان غاليا جدا.
" أرأيت ، لقد أكمل البطل مهمته و أنقذ الأميرة "
لكن تلك لم تكن إبتسامته المعهودة، أخفضت سول بصرها لتدرك الحقيقة المرة
" دو.........أنت.................مصاب "
إنهار جسد البطل أمامها مع جرح غائر في صدره و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة
" أيها الغبي ما كان عليك القدوم إلى هنا "
" ها.....أي رجل هذا الذي يترك المرأة التي يحب خلفه... هيه أنا فعلا سيء في هذه الأمور.....اخترت أسوء لحظة للإعتراف .....
///////
هان سول التي ارتجف جسدها لهذه الرؤيا، حدقت في يديها مع عيون دامعة كان في مقدورها الإحساس بدفئ دماء حبيبها و رؤية لونه الأحمر.
ففي النهاية لم تكن هذه أحلاما بل ذكرى عاشتها في زمن مختلف.
" دو........ إنه حبيبي دو باي، إنه في خطر"
أخذ قلب هان سول، ينبض بجنون، قبل أن تقوم قوة غير مرئية بحضنها من الخلف و تهدئتها
//*صغيرتي، آسفة لذلك،لطالما كان نهر الزمن لا يرحم، و يرفض بقوة أن يغير مجراه*//
رن صوت حفيف الأشجار في أذن سول ، بعبارات مفهومة و صوت واضح.
هيئتها الروحية، سيدة القوس التي فقدت الإتصال بها منذ مدة عادت لتخاطبها
//* لكن لا تقلقي، ذلك الفتى أعند من نهر الزمن نفسه*//
========
في الحصن على حدود مملكة الأنهار حيث المعركة بين دو باي و الملك السماوي
" سـ.....سـ.....سيدي، لماذا !؟"
عيون الحارس الشخصي أصلع الرأس و أحد أخلص الرجال للملك كانت تملؤها الألم و الحيرة عندما قام سيده و ولي نعمته بطعن صدره بالسيف
" كيف تجرؤ على التدخل"
" فعلت ذلك....لمساعدتك.... مولاي؟"
سحب الملك السماوي سيفه من صدر تابعه و في عيونه ندم لقتله حارسه الوفي، لكن خطأه في نظره لا يزال لا يغتفر.
بخطوات متثاقلة اتجه الملك السماوي نحو الجثة الأخرى الملقاة على الأرض و في ظهرها رمح أصابه نتيجة هجوم غادر
" لم يكن يفترض أن تكون نهاية قتالنا بهذا الشكل.... سأحرص على أن يعرف الجميع إسم أقوى خصم قابلته في حياتي، و أنبل شاب عرفته... التاريخ سيذكرك دائما سيد دو باي"