250 - سيد الكرة VS أشتيريا (4)

" أين هو ؟"

بحث جين من حوله محاولا إيجاد أشتيريا وسط غيمة الغبار ، قبل أن يتبين ظلا يحاول بصعوبة الوقوف

" اللعنة، مررت بذلك الجحيم لهزيمتك، فلما لا تسقط؟"

تذمر جين في يأس و لم يعد لديه طاقة للقتال، تخلى عن مهارة ورقة الخريف و تحمل كل الضربات النازلة عليه من أجل هجوم الإنعكاس، لكن خصمه العنيد لا يزال واقفا أمامه

انقشع الغبار ليكشف عن جسد مهشم يقطر بالدماء، أشتيريا تعرض لضرر بالغ هذه المرة، تنفس جين الصعداء لوهلة ظن أن خصمه لا يقهر

" حسنا ، لا أراك قادرا على المتابعة ، بإمكانك فعل ما تشاء بالسماوي و الساحرة، فقط دع البقية و شأنهم"

هجوم الإنعكاس الأخير ، دمر المزيد من التعاويذ المرسومة على أرض الجزيرة، مما تسبب في رفع تركيز المانا، ببطئ ارتفع جسد جين ليحلق في السماء مبتعدا قبل أن يوقفه صوت خصمه

" ليس سيئا يا سيد الكرة....لكن من قال أنك انتصرت"

كشر أشتيريا عن إبتسامة حمراء بسبب الدماء في فمه، قبل أن يفرقع إصبعيه

* كوااااااع*

أصوات هدير مدمرة هزت الأركان، ليسمعها كل مخلوق على وجه قارة البشر، اهتزت الدنيا و هاجت الحيوانات و الوحوش لتهرب في أسراب.

في أنحاء متفرقة من الممالك ظهرت أجزاء سوداء تتموج كالظلال لمخلوقات لا تصف كلمة عملاقة حجمها الحقيقي

" أتخلف بوعدك، أنت خسرت القتال"

قبل النزال كان الإتفاق أن ينفذ الخاسر طلب المنتصر، في حين كان طلب جين العفو عن البشرية، كان طلب أشتيريا إطلاق صراح زوجته التي إختطفتها قديسة اللوتس

" أولا ، الإتفاق كان من يسقط أولا عليه تنفيذ رغبات الآخر، و أنا كما ترى لا زلت واقفا

ثانيا ، أستطيع إستشعار هالة الضوء الخاصة بزوجتي خارج قارة البشر مما يعني أنها بخير ، سيد الكرة لقد انتهى الأمر"

أنهى أشتيريا تبريراته، لكن و بدل رؤية وجه خصمه الغاضب، كان هذا الأخير هادئا

" توقعت هذا، فلو كنت مكانك لتلاعبت بمعنى الكلمات من أجل مصلحتي لكن...."

أشار جين بإصبعه إلى السماء

ببطئ رفع أشتيريا رأسه ليتفاجأ بوجود شمس ثانية تنير السماء

" عندما تواجه مقاتل هيئة روحية، فعليك أن تتذكر أنك تواجه إثنان في نفس الوقت، أنا لم أعد قادرا على المواصلة، لكن يين خاصتي بالكاد في مرحلة الإحماء"

يين كانت تتوسط السماء، منذ إلغاء جين لمحاكاة النمر لم يعد هيئته لعالمه الروحي بل أطلق سراحها بعيدا عن مجال التعاويذ لتجمع الطاقة ببطئ و تتحول إلى شمس صغيرة، و الآن حان وقت هجومها.

رفع جين الذي يحلق في السماء يده إلى أعلى، فبدى من زاوية أشتيريا و كأنه يحمل الشمس على كفه

" يا تنانين الظل، شمسكم هنا و تأمركم أن تعودوا إلى سباتكم"

*كوواااع*

تحدث جين بطريقة عادية، و رغم هذا بدى و كأن صوته وصل لأذان من يخاطبهم فتجاوبوا بإطلاق هدير يهز الجبال قبل أن يعم الصمت التام

كما ظهرت أجزاء من أجساد تنانين الظل فجأة، إختفت فجأة.

غير مصدق ما يراه حدق أشتيريا في سيد الكرة، هو أعلم الناس بأن مخلوقات الظل تتبع شمسها، لكنه لم يظن للحظة أن الفتى الغر الذي يقف أمامه يمتلك من القوة الروحية ما يكفي للسيطرة على التنانين الثلاثة، و إلا لماذا خاضوا هذا النزال من الأساس.

" منذ البداية لم يكن للتحدي أي معنى ؟"

همس أشتيريا مع شعور بالهزيمة، بطاقة التنانين التي بمقدورها تدمير عالم البشر كانت أساسا بلا فائدة

" كان ذلك طلبا من مؤسس الأوريس و سيد الزمن، كلاهما سألاني أن أمنحك فرصة للخروج دون أن تلطخ يداك بدم الأبرياء.... لكنك فضلت التلاعب بالكلمات على الوفاء بوعدك"

بتلويحة من يد جين، الكرة التي أصبحت شمسا هوت على الجزيرة العائمة.

أشتيريا لم يتحرك، فقط وقف في مكانه مع عيون متسعة في غير تصديق، و رغم اتساع عيونه هو لم يكن ينظر إلى الشمس بل كان غارقا في عالمه الخاص،في الماضي عندما أصيبت شخصية أشتيريا الأصلية و تبقت فقط شخصيته الثانية، شعر أن الجميع يتجنبه، لا أحد منهم تقبل هذه النسخة المشوهة عن أشتيريا العظيم

ببطئ و مع الوقت تحول التجاهل إلى شقاق، و الشقاق إلى عداوة، عداوة انتهت بإصابة مؤسس الأوريس و ختم سيد الزمن، و سجنه في بعد آخر.

" لماذا؟.....لماذا سألوك ذلك؟"

سؤال أشتيريا إبتلعه الإنفجار العظيم الذي لم يسبق لأحد أن رأى مثيلا له ،بالنظر من بعيد بدى و كأن الشمس قد إنفجرت و التهم ضوءها الذي يعمي الأبصار السماء، لتخلف موجات اهتزازية طردت السحب بعيدا.

أما الجزيرة العائمة، التي بلغ حجمها نصف مدينة أكويليا تحطمت إلى أشلاء.

الإنفجار المرعب أوصل المعركة إلى نهايتها، و نجى العالم من جنون أشتيريا لكن أكواليا لن تنجوا من وابل النيازك المتجهة نحوها.

أنفاس رفاق جين الذين شهدوا المعركة الأسطورية لا تزال مكبوتة فالخطر لم ينتهي بعد

" حسنا، حان دوري إذن"

الساحرة العظيمة زي يون حمست نفسها في إستعداد، أثناء القتال بين الأساطير، كانت مركزة بشكل تام لشفاء نفسها و علاج نفسها تحضيرا للأسوء، و بالطبع بضع صخور تسقط من السماء ليست بالأسوء.

في رمشة عين الصخور و الحجارة التي كانت متناثرة بالمئات كلها اختفت ، و لا حصى صغيرة واحدة سقطت على المدينة.

" مذهل، كما هو متوقع من معلمتي....الساحرة العظيمة و الوحيدة في عالم البشر"

تفاخرت لي تشوي بمعلمتها، قبل أن يسألها كيرا في تعجب

" الوحيدة !!"

" ساحر الأنهار متوفي، ساحرة الجزر مسجونة في المكعب ، ني بو ساي فقد قواه، و سي مار ترقى إلى ماجي"

" هي الأخرى ستترقى إلى ماجي في بضع سنين، مما يعني أن عليك تولي منصبها الحالي مستقبلا"

" أنا، ساحرة عظيمة، لا تمزح ..."

توقفت لي تشوي عن الكلام، عندما انتبهت أن الصوت الذي تحدث معها لم يكن لكيرا

" سيدي..."

" جين..."

قفز الجميع على صديقهم الذي واجه المستحيل و عاد منتصرا

*آآي*

من تحت أجساد رفاقه تأوه جين قائلا

" على هذا النحو، ستنجحون فيما فشل فيه أشتيريا"

ابتعد الجميع بسرعة و قد إنتبهوا أن فرحتهم جعلتهم لا ينتبهون لإصاباته

" استرح سأتولى علاجك"

مع إبتسامة اقتربت لي تشوي و رغم عنها تذكرت يوم إستدعائها لجين من المستقبل بالخطأ، يومها طلبت منه إنقاذ البشرية من الأوريس، من سيصدق أنه سينقذ فعلا البشرية و بسببه ستصبح ملكة الأوريس المستقبلية

" ماذا عن أشتيريا؟"

كعادته كال مينغ سأل عن أهم شيء، و قبل أن يجيب جين سمع في ذهنه سؤالا آخر، هذه المرة زي يون هي من سألت عن طريق سحر التخاطر

// أنقاض الجزيرة التي كانت ستسقط علينا، لم أكن أنا من تخلص منها ، و من فعل ذلك كان قويا .... أقوى منك و من أشتيريا //

على كل من سؤال زي يون المتوترة، و كال مينغ الفضولي، ابتسم جين في إطمئنان

" في الوقت الحالي، لا يوجد أي خطر يهدد البشر فقط"

2020/07/14 · 747 مشاهدة · 1033 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024