قبل أيام ، حين كان جين يقضي كل وقته في المكتبة منتظرا اللحظة المناسبة للسطو على الطابق الثالث، فاجأته هان سول بزيارة غير متوقعة، كانت غاضبة كونه ترك منصب تلميذ الساحر العظيم يطير من يديه و انتهى الأمر بينهما بالشجار كالعادة.
ما لم يعرفه جين أنه بعد شجارهما كانت قد انتشرت إشاعة مفادها أنهما حبيبان و أن هان سول غاضبة من صديقها الذي أفسد فرصته لتقبل عائلتها النبيلة به.
بسبب شجار جين و سول قبل الإمتحان و وقوفها معه أثناء قتاله ضد تانغ، بذرة هذه الإشاعة وجدت تربة خصبة لتنموا و تكبر حتى وصلت لمسامع خطيبها، أو بالأصح الذي تقدم لخطبتها فلا شيء رسمي بعد.
عائلة دي ، هي ما يمكن أن تسمى بعائلة حديثة الثراء و مع الأموال التي اكتسبوها تمكنوا من تجنيد العديد من المقاتلين الأشداء و تأجير أفضل المدربين لأبنائهم في وقت قياسي أصبحوا قوة يحسب حسابها، و الآن يحاولون شراء المكانة الرفيعة.
أملا في الحصول على النبالة اقترحوا مصاهرة العائلة الفرعية للملك، و بالطبع الملك لم يرفض هداياهم التي جاءت مع طلب الزواج و راح يضغط على والد سول كي يوافق.
كان اسم هذا الخطيب دي وو، و هو مقاتل في العشرينات، في بداياته لم يسمع أحد به، فقد كان مجرد مقاتل بهيئة مجهولة و معدل نمو بطيء، بسبب ضعفه انغمس في اللهو و الشرب حتى الثمالة، حتى لا يكاد يذكر اسمه إلا و لقب السكير معه.
لكن كل شيء تغير عندما اخترق لعالم القانون منذ سنة، قوته ارتفعت بشكل جنوني فعاد ينتقم ممن سخروا منه في الماضي.
سحرة كانوا أم مقاتلين ، فرادى كانوا أم في مجموعة ، كل من سخر من هذا السكير في وقت سابق دفع ثمن ذلك غاليا.
في اللحظة التي وصلت فيها الإشاعة إلى مسامعه حتى استخدم نفوذه محاولا فصل جين من المعهد، لكن مع إنجاز هذا الأخير في الكشف عن مستخدمي قانون الظلام و إصرار المعهد على عدم تدخل الأجانب في شؤونهم الداخلية ، لم يتمكن من فعى شيء.
و في الأخير استقر الأمر على الضغط على والد هان سول و الذي خير ابنته بين إسكات ألسنة الجميع بالموافقة على الخطبة أو التخلي عن المعهد.
عندها كان رد سول عكس توقعاتهم ، و رحبت بالإنسحاب من المعهد بدلا عن القبول أن تكون دمية في أيديهم.
---------
كل من جين ، ليان و تشوي كانوا يركضون باتجاه بوابة المعهد ، لم يتمكنوا من الإتصال بدو باي المشغول في تدريباته .
تشوي شرحت باختصار ما حدث مع سول و قالت
" بعد أن غادرت المعهد جاءت فتاة تحذرها، خطيبها جن جنونه بعد أن سمع أنها تخلت عن كل شيء و رفضت عرضه و قد أقسم على أخذها عنوة لمنزله"
" ما معنى هذا ؟ ،حتى و لو كانت من الفرع فستبقى هان، كيف يعقل أن يأخذها عنوة ؟ "
تساءلت ليان مستغربتا لتسمع جوابا عن الحقيقة المرة من فم جين
"هان الأصل تخلوا عنها...... سيجعلون من سول عبرة لكل فرد من العائلة الفرعية يفكر في تحدي الأصل أو مخالفتهم "
كان ما يحدث لسول حاليا مشابه لقصة والدته منذ خمسة عشر سنة، لعبة حقيرة يؤدونها كلما كان ذلك في مصلحتهم
والدة جين و كونها ابنة بالتبني لعائلة هان، تم استغلالها بأبشع الطرق في حين هي ضحت بنفسها لحمايتهم، قامت هان بالتخلي عنها و تركتها لتموت على يد زوجها ساو يي.
لكن بما أن سول اختارت القتال و عدم الإستسلام، فجين قرر الوقوف إلى جانبها و لو اضطر لكشف بطاقته السرية ألا و هي علاقته بالساحر العظيم سي مار.
في الظلال ، كان شاب ملثم يتكأ على العكاز يضحك بجنون و هو يراقب جين خارجا من المعهد، هذا الملثم هو من كان خلف هذه
الإشاعات التي انتشرت عن علاقة جين بسول، كما أنه حان حريصا أن تصل الأخبار لدي وو،و حتى الفتاة التي التقت بتشوي و حذرتها كانت هي الأخرى من طرفه.
" بسرعة.....بسرعة ....أيها الفأر، توجه نحو المصيدة، توجه نحو نهايتك"
*ها ها ها ها
أطلق الملثم ضحكات جنونية ليذهب خلفهم،و يشهد نجاح خطته.
-----
وسط المدينة ، كان الفوضى تسود المكان بسبب القتال الجاري بين فتاة جميلة بشعر أزرق فاتح و شابان في ثياب سوداء
تعرض أحد الشابان لإصابة بالغة و كانت الدماء تنزف بغزارة من كتفه بينما الثاني اتخذ خطوة للوراء غير مصدقا للمقاومة الشرسة التي أبدتها الفتاة الصغيرة.
" آنستي، لا داعي لكل هذا فقط اتبعيني بهدوء لقصر النبيل دي وو، و تأكدي أننا حريصون على إزالة سوء التفاهم لتعود المياه لمجاريها "
عندما لم تجدي القوة معها نفعا، لجأ الشاب للمفاوضة في محاولة لإقناعها ، لكن سول ردت عليه و الغضب في عينيها
" سوء تفاهم، و من أنتم من الأساس و ما علاقتكم بي، لتطالبوني بالشرح"
"خطيبك،....خطيبك الذي مسحت بكرامته الأرض "
كان ذلك دي وو الذي تحدث، شاب ضخم الجثة بشعر أحمر شائك و عيون حادة مع ملامح قاسية
سول بدت تماما كطفلة صغيرة أمامه.
الشابان الذي يفترض أن يجلباها للقصر تغيرت ملامحهم ، و قد أدركوا أن وقت مهمتم قد انقضى و قبل أن يحاولوا حتى تبرير سبب تأخرهم.
قدمه كانت قد وصلت إلى الشاب المصاب لتنفجر ركلته على ظهره و تقذفه بعيدا، ثم رمق تابعه الثاني بنظرة باردة أخرسته
"أنا لا أتذكر أنني قبلت بك، أيها السكير "
بالرغم من غضبها إلا أن عقلها كان يفكر في حل لمشكلتها
' اللعنة، على هذا المنوال هروبي للبوابة الشمسية سيفشل ، علي التصرف سريعا '
البوابة الشمسية تعتبر حاليا تابعة لمملكة الأنهار اللامتناهية و لا أحد يلجها دون تصريح، سول التي خططت للاختباء هناك بعض الوقت وجدت نفسها محاصرة و ليس أماها سوى استخدام أقوى بطاقتها.
حررت هان سول هالتها الحمراء لترتفع أكثر و أكثر، مشكلتا لصورة امرأة بثلاث عيون مغمضة، كانت تلك نفسها الهيئة التي عكستها مرآة الأرواح قبل أسابيع باستثناء أن الشيء الذي في يدها لم يعد ضبابيا بعد الآن بل كان واضحا للعيان لقد كان عبارة عن سلاح ، قوس عملاق.
عيون دي وو الحادة اتسعت، من المفاجأة كانت تلك هيئة المقاتل المسلح ، نفس هيئة السيدة الأولى أقوى مقاتلة في المملكة.
السيدة ذات ثلاث عيون سحبت خيط القوس ليظهر عليه سهم ضخم يتناسب مع حجم القوس الكبير و سحبت.
* ووش*
انطلق السهم المصنوعة من الهالة الحمراء بسرعة جنونية مخترقا الهواء، كل من رأى ذلك فهم كيف اكتسب هذا الصنف من الهيئات شهرته و مكانته و اعتباره الهيئة الأقوى.
هيئة السلاح في يد مالكها و حتى في أضعف حالاتها تبقى أقوى مئة مرة من أي سلاح من نفس النوع، فتخيل كم ستبلغ قوة هيئة السلاح و هي بين يدي هيئة مقاتل.
السهم كان يتقدم بقوة و سرعة دون أي مجال للدفاع ضده أو المناورة بعيدا عنه، حتى مقاتل محنك من عالم الإنصهار عليه أن يحسب حسابا لهذا السهم.
بالرغم من ذلك دي وو لم يرف له جفن ، و اكتفى بالابتسام في وجه السهم .
*.............*
ضربة موجة من الطاقة المكان و معها هدوء تام اجتاح الساحة، لا الضوضاء القادمة من الأشخاص الذين يراقبون المعركة، و لا صفير السهم و هو يخترق الهواء، لا شيء كل الأصوات اختفت في لحظة.
و في اللحظة التي تلتها تلاشى سهم الهالة الأحمر، و اللحظة التي بعدها تلاشت هيئة هان سول نفسها.
تقدم دي وو نحوها بخطوات بطيئة، و كله ثقة بانتصاره
جسد سول أخد في الإرتجاف و هي ترى تلك العيون الحادة تحدق بها كما تحدق الوحوش بفريستها، إضافة للإرتباك الذي أصابها عندما تلاشت هيئتها .
حاولت استجماع قوتها ثانية ، لكن يبدوا أن قواها الروحية كلها قد اختفت .
" قواي، ما الذي فعلته بي...؟"
تجاهل دي وو سؤالها و بعيون حمراء و نظرات منحرف تتفحص جسدها قائلا
" هل اعتقدتي أن هيئتك ستحميك مني، لقد دفعت ثمنا باهضا لتكوني لي، و بدلا أن تكوني مطيعة كأي محظية ( عبدة) رحتي تتغزلين برجل آخر، الآن و هنا سأعلم جسدك كيف يطيعني "
يد وو الضخمة أمسكت سول من رقبتها لترفعها عاليا، بينما يده الثانية كانت تتلمس جسدها بشهوانية مستمعا بنظرة الرعب في عينها راح يهمس في أذنها
" عنادك من أوصلنا هنا ، لكن أنا فعلا معجب بك و لا يزال عرضي قائما قولي نعم و لنعتبر كل ما حدث مجرد غيمة صيف عابرة "
دي وو كان الآن عازما على أخذها كزوجة بسرعة و أكثر من أي وقت مضى ، هو يعرف يقينا أن عائلة هان تماما كالحرباء يتلونون أينما كانت مصلحتهم، في السابق تخلوا عن الفتاة العنيدة التي عارضتهم و سمحوا له بمعاقبتها و أخذها و لو بالقوة، لكن في اللحظة التي يصل فيها خبر هيئتها إلى مسامعهم ، سينقلبون عليه و يحمون عبقريتهم ، ما كان عنادا سيصبح ميزة و معارضتها جرأة.
لكن هذه اللحظة الكنز بين يديه، الفتاة الأجمل مع الهيئة الأقوى ضعيفة و وحيدة، و لو استمر بتهديدها و الضغط عليها أكثر فستستلم له.
لو نجح في ضمها لعائلته فسترتفع قوتهم، و لتعض هان أصابها ندما كما تشاء.