64 - حقيقة سحر الإستعباد (2)


طريق المقاتلين طريق طويل و وعر، و يحتاج السائر فيه إلى قلب قوي و عزيمة لا تخور، الأشخاص ذو الطبيعة النفسية الحساسة و ضعيفوا الإرادة، لا يستطيعون المضي قدما مهما بلغت موهبتهم.

هان سول ليست بالفتاة الضعيفة، لكنها في النهاية تبقى مجرد فتاة و مع كل الضغط الواقع عليها فقد يحدث ما لا يحمد عقباه.

عندما يتعود المرء على سماع فقط ما يرضيه فإن سماع الحقيقة يصبح غريبا، و بالرغم من وقاحة جين عند عرضه الحالة النفسية لهان سول، فإن كلامه أفحمهما و لم يجد النبيلان ما يقولانه دفاعا عن أنفسهما.

مستمتعا بعجزهما عن الكلام كان هو من قطع الصمت مرة أخرى.

" بسببكم أصبحت ترى في عبوديتها الوهمية حريتها، لو أردتم استعادتها فعليكم كسب ثقتها و أول خطوة هي أن تكفوا عن معاملتها كلعبة، من يدري قد تقف يوما ما لجانبكم ففي النهاية ستبقى من هان "

المبعوث بدأ يرى أنه بطريقة ما هم فعلا مدينون له، فما دامت الفتاة حية و ليست في قبضة عائلة دي ، هناك دائما فرصة لاستمالتها مستقبلا.

أما هان جيان فحتى لو اقتنع بخطئهم فإن كبرياءه لا يسمح له بالاعتراف أمام نكرة من العامة.

" قد تكون فعلت جيدا و ساعدت سول، لكن هذا لا يبرر تطاولك على أسيادك ،تدخلت في ما لا يعنيك و ترد بكل وقاحة، أنت...... "

" يا رجل ما هذا ؟، ماذا على المرء أن يفعل ليسمع كلمة شكرا ، لدي فكرة..........ماذا لو سمعنا رأي السيدة الأولى في الأمر، أليست هي عماد هذه المملكة و تحمل نفس الهيئة التي أنتم خائفون من فقدانها، أليست سول هي المرشح المثالي لتكون تلميذتها، أم تفضل النقاش معي عن الفروق الطبقية و مكانة العامة "

هذه المرة حتى جيان، بل الملك نفسه لو كان حاضرا فلن يجد ما يقوله ردا على هذا ، السيدة الأولى و مهما بلغت مكانتها فستبقى امرأة ، و لن ترضى أن تعامل جوهرة مثل هان سول و تلميذتها المستقبلية، بل أي فتاة عادية من العائلة بهكذا طريقة.

المبعوث الذي استشعر أن شجار النبيل الشاب سيجلب كارثة جديدة ، قفز ليوقف الجدال و رسم على وجهه ملامح الإمتنان

" أتعرف شيئا أنت شاب صالح و نحن أسأنا فهمك، بالنيابة عن العائلة المالكة أقدم لك شكري ، لن نطيل البقاء أكثر فلا زلت في فترة نقاهة "

" و أخيرا سمعت كلاما جميلا، العفو .......... لكن كما يقال كلمة شكرا لا تشبع البطون، بعض الكريستالات ستكون جيدة، عندها يمكنني وضع للشائعات المنتشرة، و القول أن ما يربطني بسول هو علاقة عمل"

" فكرة رائعة من الشاب النبيل، سأتدبر الأمر"

على عكس الامتنان الذي أظهره المبعوث و الذي وجد في اقتراح جين ردعا مناسبا للشائعات ، كان لهان جيان له رأي مخالف

' ما هذا الفتى؟، يحسب حسابا لكل شيء، و لا يترك خلفه أي ثغرة أو خطأ نحاسبه عليه!، خطير، إنه فعلا عدو خطير ، إن تمكن من أخذ اعتراف رجل معجون بالسياسة كالمبعوث فبالتأكيد هو قادر على التأثير على فتاة ساذجة و جعلها سلاحا في يده يشكله كما يشاء، لابد من التخلص منه '

--------------

بينما كان المبعوث و هان يبتعدان صوت جين أوقفها ثانية

" هناك شيء نسيت أن أسألكم عنه، سول لم تكشف عن هيئتها إلا في أحرج لحظة، حتى أنا لم أحظى بفرصة رؤيتها، فكيف علمتم أنتم بذلك "

" هناك ساحرة من المعهد جاءت للقصر و أبلغت عن الأمر "

أجاب المبعوث، و هم بالمغادرة.

أما جين فقد استغرب الأمر ، فهو يتذكر جيدا أن تشوي أبلغته أن ساحرة من بلغتهم عن أزمة هان سول،ناهيك أنه لا زال يجد أمر عثور دي وو على سول التي كانت تهرب سرا للبوابة الشمسية غريبا أيضا.

' كثرة الصدف تعني أن أحدا خطط للأمر، يجدر بنا البحث عن الساحرة فاعلة الخير هذه '

------------------------------------

" هل أشرقت الشمس من المغرب، هل هي نهاية العالم ؟"

دو باي كان في قمة الاستغراب و هو يرى أمين المكتبة النائم بشكل مستمر و لا يستيقظ إلا لإخراس الطلاب، مستيقظا مع ابتسامة على وجهه و فوق هذا كانت هناك فتاة تغني بصوت عالي و لم يبدوا عليه الإنزعاج، على العكس يبدوا أنه مستمتع بصوتها العذب و الذي يمتلك وقعا لطيفا و فيه سحر و متعة للأذان

تقدم أحدهم ليعلق قائلا

" علي الإعتراف أن وصف غناءها بالجميل هو إنقاص من حقها، لكن هذه مكتبة و ليست مكانا مناسبا.... "

*فوووش*

لم يكمل الفتى حديثه حتى وجد نفسه خارج المكتبة،عيون أمين المكتبة كانت حادة تماما كأي وقت مضى، و لو تجرأ احدهم على إيقاف غناءها فسيطرده بنفسه خارجا.

توقفت الفتاة عن الغناء فجأة ، حملت بعض الكتب في يديها و استدارت مغادرة لكنها توقفت عندما لمحت دو باي لتقوم بتحيته

" مرحبا دو، هذه الكتب التي طلبها جين سآخذها إليه ، أراك لاحقا "

حدق دو بالفتاة التي حدثته و كأن هناك معرفة سابقة بينهما، شعرها كان أحمر ناصع يصل إلى الكتفين، مع زوج عيون زهرية كبيرة و جميلة ، أنف دقيق و فم كرزي صغير، حتى الخانة تحت عينها أضافت لجمالها حسنا و بهاء.

و بالرغم من أن الفتاة ارتدت فقط الزي الرسمي للمعهد لكنه كان ضيقا بعض الشيء فأبرز جمال قوامها و سحر أنوثتها.

عيون الجميع كانت منصبة عليها، فكيف يعقل أن يكون في المعهد فتاة بجمال يدمر المدن، و لم يسبق لهم أن رأوها

تفطن دو أخيرا أن يسألها من تكون؟ ، لكن كانت بالفعل قد غادرت

" فتاة أخرى، جين تعرف على حسناء أخرى في غيابي...... لكنها بطريقة ما تبدوا مألوفة لي؟، من يبالي فلدي موعد مع معلمتي الجميلة "

ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة و راح يختار أفضل مكان لمعلمته و كله حماس، قبل أن يتفاجأ بالحسناء الغامضة و قد عادت من جديد

" دو باي، نسيت أن أخبرك هان سول نقلت رسميا للفرع الخارجي و لن تكون قادرة على القدوم قبل إتمام مهامها "

" ها..............و تعرفين سول أيضا !!!! "

الشائعات حول جين و سول هدأت، فبعد أن تم تأكيد أن من مات منذ أيام هو شين تانغ، و ليس تابعا لدي وو.

أبلغت تشوي الجميع أن كل ما حدث كان من تخطيط تانغ

و بعد الخمسمائة كريستالة التي حصل عليها جين من المبعوث، أدرك الجميع أن المسألة بالنسبة لجين كانت صفقة تجارية و ليس قصة رومانسية كما اعتقدوها.

كما لم تعد سول طالبة في المعهد ، ففي محاولة والدها للضغط عليها كي توافق على الزواج قام بإخراجها من المعهد، لكن بعد ما آلت الأمور أن تصبح خادمة لجين، راحت العائلة الملكية تحاول استرضاءها فلم يكن هناك حل غير إعادتها كتلميذة للفرع الخارجي مؤقتا.

الفرع الخارجي ،هو ليس بمكان بل هو اسم لمجموعة الشبان و الشابات من فقراء العامة الذين لم ينجحوا في امتحان القبول، يقومون بأعمال النظافة و الطبخ و غيرها مقابل ثماني كريستالات من الطاقة و مبلغ من المال.

يستطيع تلامذة الفرع الخارجي المشاركة في التدريبات الأساسية و تعلم المهارات الشائعة، لكنهم لا يحصلون على مهارات عالية المستوى و لا على تقنيات نمو.

باختصار هم خدم مع قدرات قتالية، بالرغم من ذلك شهد التاريخ عن أبطال جاؤوا من هذا الفرع بعد أن تمكنوا من رفع مستواهم ليصبحوا طلاب رسميين بعدها.


================================

تأليف: Magicien

الفصل القادم: الفرع الخارجي

2018/08/14 · 1,700 مشاهدة · 1114 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024