"أهذه هي قرية التل الأخضر، لو لا الحادثة لما سمعت بهذا المكان"

تحدث شاب طويل القامة بشعر أسود قصير من على صهوة حصانه و عيونه الحادة تحدق بالمارة باستصغار، ليجيبه مرافقه الكهل ذو اللحية بهدوء

"التحقيق في هكذا قضايا هي مهمة العائلة الرئيسية ، و لا بأس بفحص الشباب فقد نجد موهبة أو اثنتين نضمها للمعهد"

ابتسم الشاب ذو العيون الحادة ابتسامة متكلفة

" و هل تعتقد أنك ستجد مواهب في مكان كهذا؟، أنت بالفعل شخص متفائل"

أهل القرية كانوا على أشدهم ، فقد وصلهم خبر قدوم عضو من عائلة شين التي هم فرع منها، و أكثرهم حماسا هم الشباب ، فإن كانوا محظوظين فسينتقلون إلى المدينة لتفتح لهم آفاق جديدة، طوال ساعات الصباح وهم يتحضرون للمسابقة باستثناء جين الذي جلس يتناول طبقه السابع من الشعيرية السوداء، غير مبالي بالمسابقة

" الحساب من فضلك"

" مئة و عشرون فضية، سيدي " رد النادل و كأنه كان ينتظر السؤال

" مئة و عشرون ، لماذا ، هل تراني أكلت خوفا مشوي و لم أعرف؟"

"سيدي هذا حساب ثلاثة أيام على التوالي، ( أشار النادل إلى الصحون المتراكمة ) ، و أنت بصراحة تمتلك شهية عظيمة"

"ليس اليوم ، شهيتي منخفضة ، هاك 20 فضية،( التفت إلى طاولة خلفه و صاح )

أيها الطبيب، لا تنسى دفع حسابي أيضا إنها مئة فضية، ( نظر إلى النادل و أصبعه لا زال يشير إلى الطبيب )هو سيدفع"

الطعام سقط من فم الطبيب ما أن سمع كلامه، فبخيل مثله يفضل الموت على هكذا تعذيب

' كم يعتقد أنني أكسب في اليوم ليطلب مني 100 فضية كلما رآني، طفح الكيل ، لا نقاش ،أنا راحل من هذه القرية '

بالطبع لم يجرؤ على قول ذلك علانية، و استمر فقط في لعن جين سرا.

لم يكد جين يخرج من المطعم حتى وجد شخصا يعترض طريقه و الغضب بادي عليه

" إلى أين تعتقد أنك ذاهب، دون أن توفي بوعدك؟"

فتاة بضفيرتين وقفت في وسط الطريق و قد شابكت ذراعيها و نفخت خديها ، بفعلتها بدت أكثر لطفا و ظرافة

"أخي ألم تعدني بأنك ستهزم أخ لونا باي، و كل ما تفعله طوال الوقت هو الأكل و التسكع"

انحنى جين و في حركة واحدة كانت مي على كتفيه

"أيتها الأميرة، لا يفترض التجول خارجا ستجعلين والدتك تقلق عليك "

تجاهلت الفتاة تحذيره لتشير بأصبعها حيث اجتمع العديد من الناس

" أخ لونا هناك حيث التجمع، بسرعة انطلق و أجهز عليه"

"أمرك أميرتي، لننطلق"

قلد صوت الحصان و انطلق يركض باتجاه الساحة بينما أخته راحت تصرخ فرحا

وسط ساحة القرية تم تنصيب منصة مستطيلة الشكل ، لتكون ساحة القتال بين الشباب،صاحب الرتبة الأولى و الثانية سيختارهما النبيل من العائلة الرئيسية لضمهما إلى القسم الخارجي

لمعهد الفنون القتالية

العيون كلها مركزة على دو باي الشاب الأسمر ذو الشعر الأشقر، في الثالثة عشر من عمره ، بالتأكيد هو المرشح الأول فلتوه فاز في مبارتين و هو يتحضر لمباراته الثالثة ضد فتاة، كان التوتر واضحا على الفتاة لكنها بطريقة ما تمكنت من أن تجمع رباطة جأشها و تستعد لبدأ النزال

"ابتعدي قليلا"

يد غريبة أزاحت الفتاة عن الطريق، ليتقدم شاب بشعر أبيض إلى دو باي و يسأله

" أنت هو أخ لو نا؟، علي أن أهزمك فقد سبق و وعدت أختي بذلك"

استغرب دو باي و حتى الجمع المسألة، فجين لم يسجل للمشاركة في المسابقة و لم يبدي اهتماما للانضمام للمعهد و باعتباره غائبا لسنوات فبديهي أن لا يحسب حسابه أحد، في الأخير استيقظ الفتى الأشقر من الصدمة ليبتسم قائلا

"اه ، هذا أنت أخو الصغيرة مي، اسمع أعرف كامل القصة فأختي المشاغبة دائما ما تقوم بإغاضة قريناتها، ، لكن كما ترى أنا مشغول هذا اليوم"

تقدم دو باي إلى جين و همس قائلا

" ألا ترى الفتاة الجميلة خلفك، إنها فرصتي لأظهر بشكل جيد أمامها، ما رأيك أن نؤجل القتال للغد و أعدك

سأتظاهر بالهزيمة أمام أختك"

" لا داعي للتأجيل أو حتى التظاهر فقد لنهي الأمر هنا و الآن"

شمر جين عن ذراعيه ، مستعدا للقتال ،تصرفاته تعتبر وقاحة، خصوصا بحضور ممثلين عن عائلة شين، كبير القرية مسح عرقه و تصنع الإبتسامة محاولا تبرير تصرفاته للضيوف

"إنه شاب متهور، كان أسيرا عند الأوريس و لم يعلمه أحد أصول مقابلة النبلاء، سأتدخل لإيقافه"

حك الكهل لحيته، و قد لفت ذكر الأوريس انتباه

"أليس هو نفس الفتى الذي بلغ عن مقتل مونرو ، (أومأ زعيم القرية بالإيجاب)، دعه إذا نرى ما هو قادر على فعله"

تنهد دو باي و رفض أن يأخذ وضعية القتال

" اسمع أنا أعلى منك بثلاث مستويات، و على وشك الاختراق لرتبة الروح ، فقط سينتهي بك الامر محرجا أمام اختك و أمام كل هؤلاء الناس، فلما لا تدع الأمر عندما نكون بمفردنا"

جين يرغب بانهاء الأمر، فهو لن يسلم من غضب أخته لو انسحب، لذلك التفت للفتاة التي استولى على دورها و قال

" أغلقي أذنيك للحظة، فلا يجدر بك سماع هذا، هاي أيها الأشقر ال***** ابن ال******* لما لا ******"

على الرغم أنه أخفض صوته و من كان خارج الحلبة لم يسمعوا شيئا ،إلا أن الفتاة كانت قريبة بما فيه الكفاية ، لتفر خارجتا من الحلبة مع وجه أحمر كالبندورة

" أيها المأفون سأحطم ذلك الفم اللعين"

عيون دو باي أصبحت حمراء من الغضب و قد أطلق العنان للقواه لتتجمع طاقة بلون أحمر قرمزي حول جسده و رمى قبضته الثقيلة على وجه جين ، حتى من بعيد كان بالإمكان رؤية التموجات في الهواء بسبب قوة ضرباته، ابتسم الكهل

" ذلك الأشقر ليس سيئا، هو على وشك الدخول إلى عالم الروح، من التموجات في الهواء أستطيع القول أن قوته تجاوزت مستواه ، يبدوا و كأنه في حالة هيجان"

عيون الزعيم اتسعت ليقفز كمن لدغته عقرب ، الفرق بين جين و دو باي كبير ، لكن بما أن دو باي أصبح هائجا فقد يخرج الأمر عن السيطرة، و لا غربة له في أين يرى فتى من قريته يتعرض للأذى

"علينا أن نوقف القتال ، جين مجرد مبتدأ"

هم الزعيم بالنزول إلى الحلبة لكنه توقف، عندما لمح نظرة الدهشة على الكهل و هو يشير له بالانتظار

"مستحيل، مهارة ورقة الخريف "

وسط الحلبة وابل من اللكمات و الركلات السريعة التي قطعت الهواء كانت تتجه صوب جسد جين لكن بلا أي فائدة، كل تلك الهجمات القوية و السريعة كانت تنتهي في الهواء، فجين كان يتحرك بمرونة و خفة مذهلتين متفاديا كل ما يرميه عليه خصمه

بعد مدة ،الاضطراب عرف طريقه لقلب دو باي، أن لا يتمكن من لمسه بهكذا هجوم و خصمه لا يفعل شيئا غير المناورة و الابتسام هو ضرب من المحال، مع كل ذلك التوتر أصبحت حركاته واضحة و متوقعة

'ما الذي يحدث بالضبط ، كيف يعقل أنني لا أستطيع لمسه............... ، ما هذا اللون الأزرق ،ماذا حدث لما أحدق بالسماء؟'

عم الصمت المكان فلا أحد فهم بالضبط ما حدث، في لحظة واحدة انقلبت الأدوار و رمي المهاجم خارج الحلبة

" ياي، لقد فاز أخي، أخي أنت الأفضل"

بسبب هتاف مي و قفزها فرحا، أفاق الجميع من ذهولهم، لقد فاز ببساطة تفادى لكمته ليمسكه من ذراعه و يقذفه من على كتفه خارج الحلبة

"إنه خارج الحلبة، و وفقا لشروط القتال فدو باي خسر النزال" تحدث أحد المتفرجين

لا أحد توقع نتيجة كهذه، و بالرغم أنهم شهدوا المعركة فلا زاولوا غير مصدقين حقيقية ما حدث

===========================

تأليف: :Magicien

لا تبخلوا علينا بأرائكم و تعليقاتكم

2018/02/28 · 2,558 مشاهدة · 1145 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024