الفصل الأول: التنقل
غرفة مظلمة.
تك-
تك-
تك-
شاب في منتصف العشرينات يجلس أمام شاشة الحاسوب، المصدر الوحيد للضوء في هذه الغرفة الموحشة.
لم يلقِ بالًا للفوضى المحيطة به، مستمتعًا بلعب إحدى الألعاب كما لو أن العالم الخارجي لا وجود له.
[بطل الأكاديمية]
اسم مستهلك. رأيته كثيرًا لدرجة أنني شعرت بالديجا فو، كما لو أنني قرأته في روايات لا تُحصى.
لكن هذا ليس المهم.
لقد استمتعت بهذه اللعبة الأسبوع الماضي.
القصة؟ مكررة. الأحداث؟ كلاسيكية.
عالم سحري-علمي اجتاحته الشياطين… إلخ.
أعلم، حتى أنت يا عزيزي القارئ تستطيع تخمين الأحداث حتى النهاية، وأراهن أن 80% مما ستتصوره سيكون صحيحًا.
لكن ما جعلني أدمن هذه اللعبة هو مستوى الحرية الهائل الذي تقدمه. يمكنك اختيار وجهة النظر قبل اللعب بالشخصيات الرئيسية، وحتى النهاية، لم تفشل اللعبة في مفاجأتي.
إنه أشبه بإعطاء مؤلف فاشل لاستوديو محترف.
وفي النهاية، بعد تجربة جميع الشخصيات الرئيسية، تُفتح ميزة "إنشاء الإضافة" —حيث يمكنك تصميم شخصية جديدة تمامًا لا علاقة لها بالقصة الأصلية والاستمتاع باللعب بها.
ولهذا أقول إن هذه اللعبة تمنح حرية سخيفة إلى حد السخرية.
ولا ننسى صعوبتها الجحيمية.
على أي حال، بما أنني لعبت بكل الشخصيات، بجميع المسارات، وبكل الاحتمالات الممكنة، يمكنني أن ألقب نفسي بفخر بـ "المدمن القذر ".
لكن ما يجعل هذه اللحظة مميزة بالنسبة لي…
هو أنها آخر مرة ألعب فيها هذه اللعبة. بعد اليوم، سأنتقل إلى لعبة جديدة.
حسنًا، أعتقد أن الوقت قد حان لتقديم نبذة عن حياتي غير المهمة.
كنت طالبًا مجتهدًا… إلى حدً ما.
صدقني إلى حدً ما…على الأقل لم أكن أنام في وسط الحصة.
حسنًا، بالنسبة لحلمي، كان طبيعيًا.. تقريبًا… كنت أود أن أصبح طبيبًا نفسيًا، أردت حل الأمراض العقلية ومساعدة البشرية…
بفتتت!
أنا أمزح..لكن حديثي لم يكن خاطئًا بالكامل.
كنت أريد أن أصبح طبيبًا نفسيًا، ليس لمساعدة المرضى، بل للاستماع إلى مشاكلهم والضحك عليهم في الجزء الخلفي من عقلي.
وربما نشر قصصهم هنا وهناك دون ذكر اسماء بالطبع.
أعني، لا يوجد شيء أكثر متعة من الاستماع إلى شكاوى البشر المثيرة للشفقة.
بالنسبة لي، كان هذا سببًا عادلًا وبطوليًا تمامًا.
حسنًا… من وجهة نظري على الأقل.
لكن عندما دخلت عامي الأول في الثانوية… مات والداي.
ومع موتهما، مات حلمي أيضًا.
كنت وحيد والديّ، بلا أشقاء، وبلا أحد يشاركني هذا العبء.
لكن لم يعد يهمني الأمر الآن، وجودهما أو عدمه أصبح سواءً في نظري.
لا، لست عديم القلب أو متبلد المشاعر، لكنني بكيت بما فيه الكفاية، حزنت حتى مللت من الحزن نفسه. وفي النهاية، كل ما حصدته كان درجات بالكاد أنقذتني من الرسوب في سنتي الأولى.
لذلك، قررت أن أمضي قدمًا—عملت، تخرجت من الثانوية، نسيت حلمي، التحقت بالجامعة، ثم قبل عامين… أصبحت موظفًا عاديًا في شركة متوسطة المستوى.
"تنهد…"
"تك-!"
بما أن هذه ستكون آخر مباراة لي في هذه اللعبة، لا بأس بجعلها مميزة بعض الشيء.
فتحت برنامج الاختراق، أو كما يُعرف باسم آخر: "الهاك" .
في مباراتي الأخيرة، سأجرب اللعب بأسلوب مختلف—اللعب بشخصية مخترقة. سيكون ذلك ممتعًا، بلا شك.
لكنني لن أستخدم هاكًا قويًا، فاللعبة ستكشفني وتحظرني على الفور. لا، لست أمزح، أنظمة الأمان في هذه اللعبة مجنونة.
لذلك، سأختار الطريق الأكثر ذكاءً—إنشاء شخصية ذات مواصفات خارقة، كسر التوازن من الداخل، حيث يمكنني تعديل السمات بحرية بدلًا من تركها للعشوائية.
نظرت إلى الشاشة، حيث ظهرت أمامي صورة جميلة لمجموعة من الفتيان والفتيات بزي موحّد، يدخلون الأكاديمية بابتسامات مشرقة.
بعد تشغيل المخترق، نقرت على زر [بدء اللعبة] ، الذي كُتب بخط متقن وزخرفة راقية تذكرني بالعصر الفيكتوري.
[اختيار الرئيسين]
[إنشاء إبداعي]
لم أتردد، وضغطت على [إنشاء إبداعي] .
ظهر أمامي مجسم عشوائي لفتى.
شعر أسود؟ تم.
عيون زرقاء لامعة وجميلة؟ تم.
تسريحة أنيقة؟ تم.
أما الزي…
بدلة كلاسيكية سوداء، قميص أبيض تحت سترة سوداء، ربطة عنق سوداء، قفازات سوداء تغطي اليدين بالكامل.
ولإضافة لمسة من الغموض— قناع معدني صغير، دائري الشكل، يغطي معظم الوجه لكنه يكشف الفك.
زي أنيق؟ تم.
"تك-!"
ضغطت على [التالي] ، ليظهر أمامي زر [عشوائي] ، وأسفله ثلاث خانات فارغة.
ابتسمت بخفة، ثم همست:
"حان وقت استخدامه."
"تك-تك-!
"تك-!"
"تك-!"
نقرت على الخانات وكتبت أمرًا في المخترق: <زيادة الحد الأقصى>
في لحظة، تحولت الخانات من ثلاث فارغة إلى سبع.
"أوه… إذًا الحد الأقصى حقًا هو سبعة؟!"
عادةً، تحصل كل شخصية عشوائية على عدد متغير من خانات السمات، وكنت أعيد إنشاؤها مرارًا حتى أجد عددًا مقبولًا. أعلى ما حصلت عليه سابقًا كان أربع خانات فقط.
لكن حتى مع ذلك، لم يكن العدد وحده هو المهم، فقد تحصل على سمات عديمة الفائدة. ومع ذلك، ارتفاع العدد يعني فرصًا أكبر للحصول على شيء قوي.
"جيد جدًا… الآن تبدأ المتعة."
تجاهلت زر [عشوائي] ونقرت مباشرة على السمات، ثم كتبت في المخترق: <بحث>
في لحظة، تحولت الشاشة من سبع خانات إلى قائمة ضخمة تضم مئات السمات المختلفة.
تجاهلتها جميعًا ونظرت إلى تصنيفات الفئات:
[عديم الفائدة]
[جيدة]
[عالية المستوى]
[أسطوري]
بدون تردد، نقرت على [أسطوري] ، لتظهر أمامي مجموعة من السمات القوية:
-[محبوب من قبل المانا]
- [السياف السماوي]
- [شهوة الدماء]
- [قلب الساحر الأول]
- [الجسد الشيطاني]
- [ال……..
-…
-…
ظهرت عشرات السمات المذهلة، مما جعلني أتساءل:
"أين كانت كل هذه السمات عندما كنت ألعب؟!"
بينما كنت أتصفح القائمة، لاحظت خيارًا مخفيًا في الزاوية العليا، كما لو كان مصممًا ليبدو غير مهم:
[سلة المهملات]
"هممم… هل هي مجرد سمات قمامة؟ أم أن هناك شيئًا آخر؟ة
"تك-!"
بدافع الفضول، نقرت عليها.
فانفتحت أمامي قائمة جديدة، تضم عشرات السمات الغريبة:
-[رقصة التايكنج]
-[ضحكة باثون]
- [زيادة احتمال التصويب]
"هاه… فعلًا مجرد سمات قمامة."
كنت على وشك إغلاق القائمة، لكنني قررت النزول إلى الأسفل…
وفجأة، تجمدت عينيّ على بعض الأسماء—
“ماذا؟! هذا مستحيل!"
-{سيد المانا}
- {سيد الألف وجه}
- {الجوكر}
- {التكيف}
- {الجسد القتالي}
- {هادئ}
- {أسطورة السحر الأسود}
كانت هذه أسماء براقة بشكل لا يُصدق!
دون أن أكلف نفسي عناء قراءة تعريفاتها، نقرت عليها جميعًا وضغطت <تأكيد> .
"سمات مكسورة لدرجة أنها ستدمر توازن اللعبة تمامًا… لهذا السبب تم حذفها."
ابتسم بشغف، وهمس لنفسه: "هذا بالضبط ما احتاجه."
بعدها، عدت إلى شاشة السمات، ثم نقرت على [التالي] .
في الحال، تحولت الشاشة إلى صفحة جديدة بخانات فارغة، مع عنوان متألق في الأعلى:
[المهارات]
"هممم…"
كررت نفس الخطوة السابقة، وكتبت في المخترق: <بحث>
وكما توقعت، ظهرت مئات المهارات أمامي، لكنني تجاهلتها ونظرت إلى الفئات…
لكن لسوء الحظ، لم يكن هناك خيار [سلة المهملات] هذه المرة.
"حسنًا، لا بأس."
نقرت مباشرة على [أسطوري] ، ثم بدأت بالبحث الدقيق. بعد عشرات الدقائق من الفرز، توقفت عند ثلاث مهارات:
{ سيف الظلال} [الرتبة: SS <قابل للنمو>]
{سيد الاغتيال} [الرتبة: SS+ <قابل للنمو>]
{أدن} [سلبي]
"هههيهي، هذا مثالي تمامًا… أفضل المهارات في الفئة الأسطورية برأيي."
أما بالنسبة لـ {أدن} ، فقد كان نوعًا من الذكاء الاصطناعي، أو هكذا كُتب في وصفه. لم أهتم كثيرًا، بل نقرت فورًا على [التالي] .
دينغ—!
[يرجى اختيار الاسم]
{ }
"هممم…"
بعد تفكير، كتبت: {كال مورت}
"يبدو جيدًا بما فيه الكفاية."
ثم ضغطت بسرعة على [التالي] .
"بششش-!!"
فجأة، تحولت الشاشة إلى سواد دامس.
"وششش-!"
أظلمت رؤيتي..واختفى كل شيء من حولي…
…
…
…
"م-ما هذا بحق الجحيم؟!"
في اللحظة التالية، وجدت نفسي داخل غرفة جميلة ونظيفة… مستحيل أن تكون غرفتي!
توجهت إلى المرآة بصدمة، ورأيت شابًا وسيمًا يحدّق بي من داخلها.
"أعتقد… أنني فقدت وعيي بطريقة ما؟!"