31 - الماضي ( قصة شادو)

منذ 10 سنوات في مملكة ريشة الأرض

أشخاص بعباءات بيضاء و قبعات ورقية وقفوا أمام قبر مفتوح ليلقوا نظرة الوداع، بعد غلق التابوت و الاستعداد لبدأ الدفن، التابوت المغلق بدأ في اللمعان بقوة، لينفجر غطاءه و يرتفع عدة أمتار للأعلى، و من وسط التابوت لمع ضوء أعمى العيان ليظهر ظل لأحدهم يحاول الوقوف خارجا من القبر.

بدأ أصحاب العباءات البيضاء في الصراخ، فارين من الميت الذي عاد إلى الحياة....باستثناء سيدة خانتها رجلاها من شدة الخوف

بدأ الضوء في الهفوت ليظهر شاب في 18 ، يحك عينيه

" اللعنة ، من أين جاءت كل تلك الأضواء، أنا لم أرى أي مصابيح هنا" ، لمح الشاب السيدة الواقعة على الأرض ليبتسم بلطف و بلغته قال

" مرحبا إسمي شادو هل تستطعين إخباري ما يسمى هذا المكان"

لكن المرأة المرعوبة بدأت في الصراخ و الدموع في عينيها

" لدي أطفال، أرجوك لا تؤذني، سيدي الشبح"

" أنا لست شبحا........ لحظة كيف يعقل أنني أفهم ما تقولين........آه ما هذه الذكريات، ( استمر متجمدا في مكانه لبعض الوقت قبل أن يحمر خجلا) أشعر أنني أتجسس على الفتاة يبدو أنه نوع من تشارك الذاكرة" تجمد في مكانه ثانية قبل أن يبدأ بالصراخ

" هل هذا يعني أن الفتاة التي قمت بالمبادلة معها تعرف كل ذكرياتي و أماكن.............. ( صرخ بصوت أعلى وعلامات اليأس بادية عليه).....لا، لا ، هذا في ليس عدلا إنها ستكشف كل أسراري (توقف مكانه و كأن ذكريات جديدة بدأت ترتسم في عقله ليبدأ بالضحك هذه المرة) يبدوا أننا متشابهان ، لو أننا كنا في نفس البعد كنا سنتوافق جيدا"

تجاهل شادو السيدة التي أمامه و اتجه صوب المدينة كان يمشي و كأنه سار على هذه الطريق مئات المرات ، كان سعيدا و الابتسامة لا تفارقه و أخيرا وصل إلى مدينة الصخرة،كانت المدينة نصف مدمرة تقريبا، الحطام في كل مكان الدخان يتصاعد من الأبنية، رائحة الدماء و صراخ المصابين يصم الأذان.

ذكريات أخرى اقتحمت رأس شادو، جاعلتا الابتسامة تختفي عن وجهه

" ما معنى هذا، هذه ليست مزحة ......إنه مكان يشبه الروايات ،و قصص الألعاب......هذا المكان يعتبر مثاليا للنيت و مهووسي الألعاب، إنه مثل الحلم بالنسبة لهم، لكن المشكلة أنني..................................لست واحدا منهم"

إنه أشبه بالعصور الوسطى ، لا وسائل ترفيه ( الدموع بدأت تنهمر من عينيه)، لا أنمي و لا أنترنت ، وفوق كل هذا المملكة في حرب أهلية، كيف يفترض بي أن أنجو في هذا المكان".

يامادا شادو ، شاب يتيم من اليابان توفيت والداه بحادث سير ،اضطر للترك الدراسة من أجل العمل، حياته كانت تتمحور بين عمله و غرفته الصغير الذي يقضي فيها وقته يشاهد مسلسل تكساس غيرل أو يتصفح الانترنت على هاتفه، هدفه كان جمع قدر ما يستطيع من المال ليسافر إلى أمريكا، لم يكن ذكيا لينجح في دراسته، لكنه كان مصرا على تجربة حظه في أرض الفرص .

إلا أن القدر له خططه الخاصة، حيث تم مهاجمته من قبل بعض اللصوص ليتركوه في بركة من الدم على أرضية الرصيف الباردة

" هل تريد أن تعيش"، صوت تكلم مباشرة داخل رأسه

"بالتأكيد....أنقذني أرجوك"

تحدث الصوت داخل عقله ثانية

" من حظك أن هناك شخصا آخر يلفظ أنفاسه الأخيرة في هذه اللحظة و مثلك تماما يرغب في الحياة، إن تبادلتما عالميكما فستنجوان، لكن لا أحد منكم سيكون قادرا على العودة"

" ما الذي تهذي به، فقط قم بإنقاذي....... علي أن أعيش لن أموت قبل أن أحصل على نصيبي من السعادة "

و الآن وسط مدينة الصخرة يقف شادو يحدق في السيف الواقع على الأرض،( وفقا لذكرياتي الجديدة فإن كنت أملك طاقة روحية فأنا سأتمكن من تنفيذ بعض التقنيات و أدافع عن نفسي)، حمل شادو السيف و ركز طاقته ، لكن لا شيء حدث،كان الأمر بلا فائدة، أغمض شادو عينيه لتكون المفاجئة

" أنا شخص عادي، لا أمتلك أي قوى روحية.....، إن لم أكن سأكون بطلا في هذا العالم فلماذا أحضرتني هنا بحق الجحيم؟"

--------------------------

بعد عدة شهور، في إحدى الغابات على حدود مملكة ريشة الأرض، شاب مصاب يجر نفسه بخطوات متثاقلة تاركا خطا من الدم من ذراعه المصابة، أخيرا سقط أرضا ، عيناه كانت تحدق إلى السماء و الدموع في عينيه

"أيها العالم القاسي، ألا يحق لي ببعض السعادة، لا في عالمي و لا هنا"

و راح يحدق في السماء منتظرا نهايته، ليرى تصدع في الفضاء ، انشقت بسببه السماء و من الفراغ الأسود الذي تشكل خرج طائر أسود و من خلفه مباشرة ظل لشاب قفز من الفراغ

" أنا أرى هلوسات الآن، إن كان ذلك فلماذا لا تكون لتكساس غيرل" أغمض شادو عينه مستسلما لمصيره

ببطئ شديد فتح عينيه و شعور الألم يقتله، أنا أشعر بالألم هذا يعني أنني لا زلت على قيد الحياة كيف يعقل ، وضع يده أرضا و رفع جسده بأقصى ما لديه محاولا الوقوف ، لكن شعور الألم بكتفه أوقفه

" أنا لا أزال على قيد الحياة"

"بجسد مميز كالذي تملكه بالتأكيد ستنجو، كثافة العظام و العضلات لديك غير طبيعية، سفاري يقول أنك من بعد آخر"

التفت شادو لمصدر الصوت ليرى شابا يخلط بعض الأعشاب، و بالقرب منه طير أسود و على رأسه خط ذهبي

"سفاري، سفاري، (أيها الضعيف المغرور المشعوذ المجنون)، أنا لست حيوانا أليفا لتقوم بتسميتي " صرخ الطائر بالفتى

" بالطبع لا ، أنت صديقي لا أستطيع أن أنادي صديقا لي بالطائر أو الباري.......سفاري اسم يليق بك أكثر"

الطائر أدار رأسه غاضبا، حدق شادو بالطائر مستغربا

"هل هناك حيوانات قادرة على الكلام في هذا العالم،.........شكرا على إنقاذك حياتي ،أنا شادو مدين لك بحياتي"

2017/11/21 · 893 مشاهدة · 849 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025