قافلة متوجهة إلى عاصمة ريشة السماء. ، العربات كانت تجرها وحوش الباري المستأنسة ، وهي وحوش تقف على أرجلها الخلفية القوية تمتلك ذراعين قصيرتين و رأسا يشبه السحلية معروفة بسرعتها، تاجر بملابس مزخرفة يمتطي حصانا صاح بالجميع

"علينا الإسراع، سنضطر إلى السير بلا أتوقف... يجب أن نصل قبل قبل المسابقة لنضمن أفضل المواقع"

إن كان النبلاء والأمراء ينتظرون هذه التفاعلات و تظاهرات القتال ،لقياس قوة الطوائف و التعرف على المواهب الشابة ، فالتجار أكثر شوقا منهم لبيع منتجاتهم و زيادة ربحهم.

"تبا لم نكن سنظطر لإستجار المرتزقة لو أن معهد العنقاء لم ينسحب من المشاركة، " اشتكى صاحب القافلة متذمرا

فأجابه أحد التجار قائلا:

" أنا من عليه أن يشتكي ،للتعويض عن مال المرتزقة أنت وافقت على حمل ذلك الغريب معنا ، وأنا من يشارك عربته معه ،و يتحمل صراخه كل ليلة."

تظاهر رئيس القافلة بالإنشغال بتفقد العربات و لم يعلق على الأمر

"توقفوا.... "صراخ قوي دوى في المكان

"إن كنتم تقدرون حياتكم اتركوا كل شيء وارحلوا.. "رجل ضخم بطول تجاوز المترين يمتطي باري أسود و يحمل مطرقة على كتفه. من نظرة واحدة كان واضحا أنها تزن أطنانا لكنه كان يحملها كأنها لا شيء.

"عملاق البرق..... احذروا .. " صاح رئيس القافلة.

وقبل ان يكمل جملته قفزت ثلاث ظلال أمامه، لتقف بينه و بين العملاق إنهم المرتزقة .

كانت ملامح القوة بادية عليهم، اثنان منهما كانا يحملان سلاحا روحيا متماثلا ، رمحان متشابهتان

"عملاق البرق ، التقينا ثانية..." تحدث قائد المرتزقة، وقد ضرب رمحه على الأرض بقوة

"أرى أنكم حصلت على الرمح الثاني،...ربما ستكون لكم فرصة بخدشي هذه المرة..هاهاهاها.." ضحك بصوت مرتفع.

"سلاحان من قال إنهما إثنان فقط، " علق القائد مبتسما ،ليخرج الثالث رمحا مطابقا لسابقيه

"لن يكون الأمر مجرد خدش فلدينا رماح الشموس الثلاثة"،و رفع الثلاثة رماحهم لتلتقي في السماء

" هذه معركة لا داعي منها.."صوت شاب جاء من خلف المرتزقة

" سيدي عملاق البرق، بقوتك قد تتمكن من هزيمة المرتزقة لكن و قبل أن تفعل ذلك ستلوذ القافلة بالفرار .لكن لو استمعت إلي فلن تحصل على المال وحسب، بل ستستعيد ما فقدته"

"ماذا تعني يا فتى بكلامك..؟"

"الا ترغب ان يمحو سجلك الاجرامي و تعود الى حياتك السابقة"

هذه الكلمات هزت العملاق ، في الماضي كان يعيش كتابع لأحد النبلاء و بالرغم من عجرفة النبلاء ، إلا ان تلك الأيام تعتبر جنة مقارنة بجحيم العيش الان ، دون ان ننسى الخوف من خيانة رفاقه، إن كان بالامكان مناداة شركاء اللصوصية و قطع الطريق رفاقا.. فآخر مجموعة كان معهم حاولوا سرقة سلاحه الروحي،وبما انه الآن في مواجهة المرتزقة يمكننا ان نحزر ما أصابهم.

"أيها الفتى لا تغرني بحلم بعيد المنال و إلا سأصب جام غضبي عليك"

" سلاحك الروحي من فئة البرق، يتوافق جيدا مع تدريب العواصف الرعدية.... قد تكون فرصتك لتصبح بطل الممالك السبع، إن كنت مهتما بصيد بعض الجان"

"أيها الصغير تملك عيونا جيدة،إذا دللتني عن مكانه..فستحصل مني على مكافئة جيدة"

"مكافئتي هي حجر دم الياقوت ...مقابل إيصالك و لا علاقة لي بالنتيجة"

"ها....(التفت الى قائد المرتزقة) أنت لا زلت ترغب في تلك الصخرة.....طلبك مجاب اخبرني اسمك يا صغير"

" غريب اسمي هو غريب...، (التفت الى القافلة و أضاف)سمعتم ما قاله العملاق كل سيمضي في طريقه، هذا هو الوداع إذا"

عادت القافلة الى مسار رحلتها، و من خلف غبار العربات ظهر ظل شاب يرتدي عباءة تغطي جسده بالكامل و دون اي كلمة أخرح سيفا طويلا و انقض على عملاق الرعد صارخا

و بالطبع شخص كالعملاق لن يقف مكتوف اليدين حتى و لو علم أن الهجوم لن يأثر عليه. فما كان إلا أن حرر طاقته باتجاه مطرقة البرق لتشع بلون أزرق و تقع على صدر صاحب العباءة محطمة صدره و قد انفجرت الدماء خارجا وطار بعيدا

"هذه عينة صغيرة مما سيحصل عليه جنينا الصغير" ضحك العملاق و هو يحلم بمكافئته

وقعت الجثة على بعد امتار و الدماء الدافئة كانت لا تزال تتدفق منها، لترتوي الأرض بها

"اااه..،" صراخ قوي جاء من الجسد المهشم و نافورة الدماء توقفت عن التدفق. طقطقة عظامه المحطمة تسمع بك وضوح وهي تتجمع و تعود إلى مكانها جاعلتا العملاق يتوقف عن الضحك

صاحب الجسد المهشم وقف على رجليه و كأن شيئا لم يكن ...عبائته الممزقة سقطت على الأرض ليظهر جسد مغطى بحراشف الخضراء.

"ما هذا المخلوق بحق الجحيم؟" ارتعد العملاق

"أهذا كل ما لديك إنه ليس كافيا ، ليس كافيا لقتلي....أنظر أترى هذه العين السوداء انها عين الحياة، تستطيع الحصول عليها فقط إن قتلتني أرني أقوى ما لديك لا تتردد .. هيا.. هيا "

" هاهاها... إنه يوم سعدي ،جائزة أخرى امامي ..سأحقق رغبتك و أنهي حياتك" رفع العملاق مطرقته و استعد للهجوم، لكن غريب قاطعه

"لا تتعب نفسك تلك حراشف سلمندر المستنقع الأخضر"

حملق العملاق بالحراشف غير مصدق

"هذه ليست مزحة ، انها أحد اللعنات المفقودة ... هل قمت بإغضاب وحش ما يا فتى.. لا أحد يستطيع تحقيق أمنيتك

فمطرقتي لم تصنع لكسر اللعنات" و سار مبتعدا عن صاحب الحراشف الخضراء.

بسماع قاسم لهذه الكلمات تحطمت معنوياته و بقي واقفا دون أن يفعل شيئا.فقط ملامح الإحباط غطت وجهه

في القافلة رفع أحد المرتزقة رمحه و كان الأصغر سنا بينهم، استمر بالتحديق به لياقطعه زميله

" سيكتشف الجميع الأمر إن استمريت بالتحديق؟"

" أنا فقط لا استطيع تصديق ان برسم بعض الأنماط يمكن زيادة قوة الرمح إلى هذه الدرجة ،و لا داعي لذكر نقش الوهم فالجميع صدق أننا حصلنا على الرمح الثالث من الشموس. (فكر قليلا ليبدي قلقه)

"اتعتقد ان الفتى سيكون بخير وحده مع ذلك المتوحش لطالما سمعنا قصصا عن خياناته وقتل رفاقه"

"ربما يجدر بك القلق على العملاق و ليس على غريب " أجابه ضاحكا.

وضع الشاب رمحه المزيف جانبا و رسم على وجهه ابتسامة و قال

"السحلية نجت من الموت.....هذا يعني أنني فزت بالرهان"

"أعرف أعرف لا داعي لذكر هذا كل مرة، لكن حقا قوة التجديد تلك مذهلة لينجو من ضربة كتلك، سيكون من الرائع الحصول على قوة مثل تلك"

التفت القائد لهم و قال

" شيطان التعاويذ كان في مدينة جوهرة الشرق... تلك ليست قوة، إنها لعنة، أتعرفون ما معنى ان تحصل على قوةة كتلك و صاحبها لا يملك طاقة روحية الأثار الجانبية ستكون كارثية ، لا تستطيع حتى تخيل الألم الناتج عت تغير جسده، ناهيك عن قواه العقلية التي بدأت تخور بسبب الإرهاق و عدم النوم. "

"سيدي ،أصحيح أن المرتزقة يخشون شيطان التعاويذ و لذلك لا يحاولون القبض عليه بالرغم انه صاحب ثاني أعلى مكافئة في الممالك السبع" سأل أصغرهم سنا

" لا تنسى نحن لسنا لصوصا نسعى خلف المال، في ظل اهتمام الحكام و النبلاء بمصالحهم الشخصية، نحن المرتزقة خط الدفاع الوحيد للعامة و لسنا جنودا لدى النبلاء لنخوض معاركهم بدلا عنهم"

هز الشاب رأسه بالإيجاب و قد فهم المغزى من كلامه

"أيها الجديد، و هل ستجرؤ على محاولة إمساكه بعد أن رأيت لعنته ،عليك قضم قدر ماتستطيع ان تمضغ( تحدث الثاني وبصوت عميق و راح يقول)

يسمونه ، الشيطان لكنه ليس الشيطان إنه الشخص الذي يذبح الشياطين،رأيته مرة يركل مؤخرة ثلاث أسياد قتال بعصا..(نظر الى المستجد بطريقة جدية) يركل مؤخرتهم بعصا عادية لعييييينة .

((((( شاهدت فيلم JOHN WICK و لم أستطع المقاومة )))))))

"اوو كان ذلك رائعا...أخي الأكبر سطر رئع.. بالتاكيد سيستخدمه الراوي" أشاد الشاب الصغير كما أشار القائد بإبهامه اعجابا.

" اتعتقدون ذلك حقا اذا ساقوم بتدوينه"

على بعد مسيرة يوم من مدينة ريشة السماء و في إحدى الغابات، كانت هناك جثة رجل و بيده مطرقة لم يفلتها حد بعد مماته. وقف شاب قصير القامة أ مامه و تنهد

" يبدوا أن الخيانة من طبعك، بعد ان خسرت امام خصمك، حاولت استرجاع حجر ياقوتة الدم....على الأقل حصلت على ما أريد، جان الظلام سيكون لنا جولة ثانية "

2017/10/03 · 1,637 مشاهدة · 1194 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025