في قاعة الملك دونر الخامس .
يجلس الملك دونر الخامس على عرشه الفاخر في منتصف القاعه وبجانبه زوجته واطفاله ..
بينما كان النبلاء منتشرين من حوله وهم ينظرون بغرابه الى شخصية مخفيه بالكامل بغطاء عشبي وهناك قناع يغطي وجهه ، يقف امام الملك .
" جلالته.. اقدم لك الشبح وهو القناص الخارق الذي كنا ندربه لأكثر من 10 سنوات منذ ان كان طفلًا بعمر الثامنة " بجانب الشبح كان رجل عسكري المظهر والهالة ينحني قليلًا ويتحدث بصوت حماسي ..
نظر الملك دونر الخامس الى قائد الجيش السري رافاييل الذي خدمه لأكثر من ثلاث عقود منذ ان اصبح الملك بعمر الثلاثون عام حتى بلغ الستينات من عمره ، ولكن لم يدم نظره على رافاييل طويلًا فقد وجه انتباهه على الشبح ، المشروع التدريبي الذي كآن رافييل يعمل عليه منذ عشر سنوات .
بالنظر الى الشبح امامه بغطاء عشبي وقناع للوجه يخفي ملامحه ويكشف فقط عيناه الزرقاء الداكنة ، عندما التقت عيناه بأعين الشبح ارتجف الملك بدون سبب لقد شعر بقسوة ولامبالاة بالحياة باردة تخرج من تلك العينين وكأن الكائنات الحية لا تسوى شيء امامه .
' هل هذا هو الطفل الذي احضره رافاييل قبل عشر سنوات .. كانت نظرته الطف في السابق '. هكذا فكر الملك دونر ، نعم انه يعرف هوية الشبح في الواقع اثنان فقط يعرفون هويته وهم رافاييل وهو نفسه لأسباب امنية .
على الرغم من التفكير الداخلي للملك ، فكل ما شاهده الأخرون هو تحديق الملك بالشبح بهدوء حتى ارتجافه لم يستطع احد التقاطه الا ربما الشبح نفسه .
" الشبح … اسم جيد ، احسنت رافاييل لقد اكملت عملية تدريب طويلة وشاقه من اجل المملكة ، لذلك سيتم مكافأتك بأرض في مقاطعه روز "
انحنى رافاييل اكثر " شكرًا لك يا مولاي .. هذا اقل شيء اقدمه لوطني "
" اما الأن … الشبح لقد اكملت تدريبك الشاق واصبحت الأن بشكل رسمي احد قوات الجيش السري النخبه وهم الأفراد الأكثر تفردًا في الجيش السري ، لذلك لأثبات قدراتك فأريدك ان تبدأ اول مهمة لك في حربنا الحالية مع قوات الثورة في مقاطعه جنييف ، ستجد تفاصيلها مع رافاييل "
اومئ الشبح برأسه وانحنى قليلًا ثم غادر القاعه مع رافاييل تحت اعين الجميع الفضولية ..
بعد رحيل الشبح ، عمت القاعة بأصوات المحادثات وكان محتواها بالطبع بالجندي الجديد الغريب ..
وحتى الملكة واطفالها كانوا فضوليين عنه وسألوا الملك عن هويته ..
ولكن لخيبة امل الجميع فأن الملك اخبرهم كل شيء عن المشروع ولكنه لم يذكر هويته ووصفه بالشبح فقط .
ولكن حتى مع معلومات المشروع وهدفه كان العرق البارد يتصبب منهم ، قاتل يستطيع قتل شخص عن بعد اكثر من كيلو متر ؟؟ اليس لا يقهر ؟ ..
وكان اكثر النبلاء نفوذًا يشعرون بالخوف من وجود هذه القوة تحت يدي الملك ..
ولكن الأمراء كانوا سعداء فالخليفه بينهم سيحصل على الشبح كسلاحه ..
في الواقع الجميع كان لهم فهم سطحي لمدى رعب وقوة الشبح حتى الملك ورافاييل نفسه كان فهمهم متوسط .
الشبح لم يكن فقط طفل تم تدريبه .. بل كان احد القناصين النخبة في السابق وانضباطه وهدوئه وعقليته كانت على مستوى اخر تمامًا ، خصوصًا في عالم لم يظهر مصطلح القناص فيه الا قبل عقدين فقط وبالنسبة للشبح كان افضل قناص حالي ليس سوى هاوي .. فالقناص ليس فقط بدقة طلقاته .