رواية التنين الأخير و القمر المظلم

توجه نظر التؤام إلى ديون ، بعد ان رآهم ذهب إلى جانبهم واضعاً يديه على رأسيهما ، مظهراً ابتسامه لطيفة على وجه:" أنا لم اخبركم عن حاله ابنائي ابداً ، هل هم أحياء ام اموات، هذا كله من تأليفكم"

اصبح الجميع يتشاورون البعض مستغرب ، و البعض الآخر ظهرت ملامح السعادة و المرح عليهم ، فكانوا يأتون وينظرون في وجهوهم ليقولوا :" انهم حقا ابناءك ديون"

كان اهل المدينة يعتبرون ديون مثلهم ، لا توجد القاب الاحترام بينهم ، فقد كان يقضي اغلب أوقاته رفقة السكان ، بعد ان هدأ الوضع تكلم جيسون وقال:" مرحبا ايها الصغيران ، انا جيسون أخ ايثان الأكبر و صديقاً لأباكم و هذي طفلتي سكارليت قريبا ستدخل الحاديه عشر "

صوب جيسون نظره نحو سكارليت:" القي التحيه"

القت التحيه على الجميع ، بعدها ذهبت للداخل ، كانت سكارليت تمتلك شعر قرمزي فاقع .

بعد ان ذهبت ، همس اوز باذن روز :" هل احسست بذلك "

نظرت روز :" اجل "

بعد ان انتبه لهم ديون ظهر شبح ابتسامه على وجه وقام بالهمس لهما:" إن والدتها هي من عشيرة التنين الأحمر ، لذلك لا تتكلما "

لم يتحدث اي احد لذلك استمرا بالسكوت حتى انتهى ديون من الحديث ، وأكملوا سيرهم ، انتبهت روز على شيء ، لذا سألت ايثان :" اممم... سيد ايثان.."

:" ماذا ... وايضا آنستي الصغيرة ناديني ب ايثان فقط ، اذا مالذي تريدين السؤال عنه"

:" لماذا لا يوجد شباب هنا ، جميع من رأيتهم هم كبار السن ورجال في منتصف العمر"

بعد ان سمع ديون كلامها ابتسم وقال:" انتي ملاحظه جيده ، اذا ما الذي تظنينه برأيك ؟" لم تجبه روز لذلك اكمل كلامه:" ارتفاع الضرائب للنصف بعد ان استلم اخي منصبه ، اذا مالذي تظنينه بأن يفعل سكان المدينة"

"يرسلون ابنائهم للجيش او الشرطة بما ان اجورهم مرتفعة " كان الشخص الثالث هو من تحدث , التفت الجميع نحوه ، ولكن ما تلقاه ذلك الشاب خو ضربه على رأسه من قبل ديون:" انت لم تتعلم أبداً ، انا وجهت السؤال لها ، لماذا انت الذي تجيب؟"

نظر الجميع باستغراب نحوهما لذلك تسأل اوز في سره عن سبب وجود هذا الشخص معنا ولما يكلمه الجميع باحترام، فقد كان يريد ان يقول هذا بصوت عالي.

تسأل جيسون عن هذا الشخص الغريب، فأجابه ديون :" انه جون احد تلامذتي الجدد "

" اوه هذا رائع اذا هو التلميذ رقم كم؟"

"التلميذ رقم 11 و اوز و روز 12 و 13 أما التلميذ الرابع عشر هي سكارليت و الخامس عشر لم اختره ..."

اوقف جيسون ديون :" انت. .انتظر لحظه ماذا تعني بأن سكارليت تلميذتك ..هيا أجبني!"

نظر اليه باستغراب :" ألم أخبرك عند أول لقاء بأني سآخذ سكارليت عندما يحين الوقت ، سكارليت ستصبح تحت وصايتي "

قام جيسون بامساك ديون من ياقته وقال بغضب :" أنا لن اسمح لك بأخذ سكارليت "

اتجه ايثان نحوهما وقام بامساك يد أخيه :" ابتعد أخي ، أنا لن اسمح لك بأن تمسك سيدي هكذا "

"أ..أنت ، ألست أخاك ، لذا ابتع..."

في هذه اللحظه ضربه ديون على معدته حتى سقط على الأرض:" تباً .... ديون لما فعلت ذلك"

قام ديون بتعديل ملابسه و قال بوجه جاد:" اذا كنت تريد من ابنتك ان تموت او في احسن الأحوال لن تراها تسير على قدميها في المستقبل .."

صدم الجميع عندما سمعوا كلام ديون ، اصفرّ وجه جيسون:" لا..لا يمكن ....انت تكذب ، صحيح !؟ "

نظر له ديون ، وبدأ بالحديث معه .....

ظهر الملل على وجه روز من كثر تكرار الحديث بينهم ، حتى همست بأذن أوز:" بسس بسس"

اخفض اوز رأسه وقال بصوت منخفض:" ماذا؟"

ظهرت ابتسامه عريضة على وجه روز:" ما رأيك ان نستكشف المدينه لوحدنا ، اذا بقينا معهم سنعود لنَقُلْ أمي ولنستمتع"

" اممم حسنا سوف نستأذن من الس... اقصد والدي "

"اييييه لا أريد ، لنذهب خفيه، ما رأيك؟"

نظر إليها بنصف عين:" أنتِ حقاً غبية ، سوف اذهب لأستأذن منه"

"تسك"

ذهب اوز عند ابيه و بدأ بالحديث معه ، بعد أن انتهى لوح اوز لروز بالموافقة ، امسكت روز بكلتا يديه بيد اوز ، كان مستمعه ولكن ما أخبرها اوز قد صدمها ، ألا و هو أن يرافقهم ايثان .

لم يعجبها ما قال والدها :"تباً "، ولكنها وافقت ، وذلك لأجل متعتها فقط.

عند خروجهم من منطقه سوق الميناء والتجار تغيرت ملامح المدينة

، فقد كانت لا تقارن بما شاهدوه سابقاً .

كانت نظرات التعجب ظهرت على وجه التوأم، فقد سأل اوز ايثان عن سبب كون منطقه التجار مختلفه عند بقية المدينة ؟

أجابهم ايثان وقال:" ذلك بسبب ان الميناء يعتبر أكبر ميناء واهم ميناء تجاري في المملكة كلها، لذلك الميناء يعتبر تحت سيطرة سيدي ديون ، سابقاً كانت المنطقه تحت حكم الإقطاعية ولكن بسبب تصرفات الدوق فانين المريبة تم طلب فصل الميناء عن حكم الاقطاعية ولكن قام الدوق برفض ولذلك اتى سيدي وقام بحل الوضع ووضع الميناء تحت سيطرته حتى يضمن عدم دخول اقطاعية ارتين و اللوردات في نزاع ، ولذلك سيدي لا يستطيع تحريك حجر واحد داخل الاقطاعية ، فقد قام الدوق فانين بمنع سيدي بأخذ اي سلطة داخل الاقطاعية ، وحتى القصر فقد منع سيدي التحرك فيه بحرية ..."

قال ايثان بصوت خافت:" كان من المفترض من سيدي ان يصبح الدوق.."

لم يظن ايثان بان في استطاعه التؤام سماع اخفت الأصوات

نظر التوأم باستغراب ولم ينطقوا بأي كلمه ، اكملوا سيرهم حول المدينة ، وصلوا عند منطقه كان يجلس الناس على الأرض ويكثر بها الفقراء ، حاولت روز ان تدخل ولكن ايثان منعها .

"ابتعد عني" حاولت اوز ابعاد يده ولكن بدون فائده

"آنستي اعتذر ولكن لن اسمح لكِ بمواصله السير "

"لماذا؟" تسأل اوز عند سبب المنع من دخولها

فقال:" لكل مملكة واقطاعية ومدينة جانب مظلم ، اذا دخل احد لن يستطيع الخروج"

" تسك " طقطقت روز على لسانه:" حسنا اذا لو سمحت هل لا تركتني رجاءً يدي بدأت تألمني"

ترك ايثان يدها:" اعتذر آنستي"

بعد ان اكملوا سيرهم توقفوا عند مقهى صغير :" هل باستطاعتكم ان تنتظراني قليلاً ، اود مقابلة شخص ما..لذلك انتظراني هنا ولا تبرحا مكانكما"

ابتسمت روز :" حسناً لا تقلق علينا اذهب"

بعد ان دخل ايثان إلى المقهى اختفى التؤامان من أمام المقهى

أطال ايثان البقاء في المقهى ، ولكن بعد ان خرج ، صدم وضرب جبينه بيده وقال بغضب:"تباً لأولئك الأولاد ....، هل اصبحت حاضناً لهم "

لوح ايثان بيده ، وظهر شخصان :" ما الأمر سيدي"

"نظر نحوهم بغضب :" ما الأمر هاا ... وكأن لا شيء حصل...أين الطفلان الآن ... ولما لم تتبعونهما ."

تكلم الشخص الأول :" لم نستطع اللحاق بهما ، اعتقد بأنهم احسوا بنا ، لذلك تواريا عن الانظار.."

" يا إلهي صبرني ، اذا اين ذهبا "

اشار الرجلان إلى الشمال

قبل ان يختفي ايثان التفت وقال:" انتظرا جزائكما عن عودتنا للقصر "

بعد ان قام بتهديدهم اختفى ايثان أمام ناظريهما

في مكان آخر من الاقطاعيه

كان كل من روز و اوز يلهثون:" تبا لو لم نكن سريعين للحقوا بنا "

جلست روز على الأرض وهي تضحك:" اهاهاهاهاهاها هذا ممتع هذا ممتع لنعد الكرّةَ اهاهاهاها "

نظر لها اوز بمقت :" لا أعلم مما هو مصنوع دماغك...."

"أ.....أي....أيها الحقير هل تقول بأنني متخلفة..." غضبت روز على اوز ولكنه اسكتها قبل ان تكمل كلامها.

" انتي التي قلت عن نفسك هذا ، وايضا لم أكمل كلامي ..."

"حسنا أكمل..."

" أنا ايضا استمتعت بهذه المطاردة ولكن اذا اطلناها سيتم القبض علينا من قبلهم ، ايضا ملابسك لا تنفع في هذه المواقف، لذلك الشكر لحدسك الذي انقذنها..."

وقفت روز وقامت بنفض الغبار من ثم قالت:" اذا مارأيك بالذي قاله ايثان ...."

قام اوز بالتفكير وقام بتغطية فمه:" لا أعلم ؟ اصبحت لا اثق بأحد ....."

عندما رأت روز تغير ملامح اوز ، اتجهت نحوه وقامت باحتضانه:" انا ايضا لا اثق بأحد ، أنا لا أثق إلا بسواك ، لذلك ثق بي وحدي أنا فقط ، لا تثق بأي أحد حتى أمي وأبي..."

تعالت شهقات روز كانت تحدثه وهي تبكي،

بعد ان احس ببكاءها، وضع يده على رأسها واحتضنها بقوة:" انتي ايضا لا تثقي بأحد سواي حتى ايرينا لا تثقي بها ...اذ لم اثق بكي ، فسأثق بمن؟"

اومأت رأسها بالموافقة وقامت بمسح دموعها ، ثم ابتسمت وقالت:"هيا لنكمل...."

.............

"آآآآآه ابتعدوا عني"

سمع التوأم الصراخ فقد كان قريباً منهم ، لذلك هرعوا مسرعين ناحيه الصوت

عندما وصلوا إلى المكان ، كان هناك مجموعة من الرجال ، احدهم ضخم الجثه ، متجمعين أمام فتاة كانت تلبس قبعه قد غطت نصف وجهها وملابس فخمة ، من الوهلة الأولى ستقول بأنها ابنه احد النبلاء او التجار .

كان عدد الرجال ٤ مع زعيهم ضخم الجثه ،

"هييي أنتم مالذي تفعلونه هنا ،" كان اوز اول من تحدث

الفت الرجال وقال زعيمهم:" ما دخلك أيها الشقي .."

نظر اوز نحوهم بنظره سخط :"اووه اذا ايتها الآنسه اتريدين ان نساعدك "

صرخت وقالت:" ارجوكم ابعدوا حفنة الحثالة عني ...."

بعد ان سمع احد الرجال كلامه قام بلكمها في معدتها حتى بصقت دماً

عندما رأى اوز المنظر قام بتحويل عينيه و بلمح البصر اصبح امام الرجل الذي ضرب الفتاة .....

اصبحت روز وحدها امام زعيهم... حاول اللحاق باوز و لكن روز قامت بايقافه وقالت:" لا تستهن بي ،"

ضحك الرجل وقال:" انتظريني بعد ان انتهي من ذلك الشاب سيأتي دورك ...."

ولكن ما أن التفت حتى وجد اثنين من رجاله ملقيين على الأرض أما الثالث فبلكمه واحده جعله يلتصق بالجدار .

غضب الرجل وحاول الذهاب إلى اوز ولكن روز قامت بامساك يده ودفعه نحو الجدار القريب:"حان دوري ،" وقالت بصوت عالي:" هيي اوز اذا فقدت السيطرة اوقفني حسنا .."

جلس اوز على احد الرجال و رفع ابهامه وقال:" لك ذلك، ولكن سوف اوقفك اذا بدأوا بالظهور ..."

ابتسمت روز ، بعد ان وقف الرجل:"ايتهاا ..اللعينه"

اتجه نحوها ، قامت تحويل عينها ولكن ما ظهر على وجهها شيء مختلف ، ظهرت خطان سميكان بنهاية حاده تحت العين اليسرى ، عندما رأى اوز والفتاة ذلك فتحا أفواههم

امسكت روز بذراع الرجل مما جعلته يسقط على الأرض ومن ثم ركلته على وجه ، لم تكن الضربة قوية ولكن قامت بركلة مرة اخرى ببطنه ، فقد ارسلته طائراُ نحو الجدار ، ومن قوة الضربة فقد تصدع الجدار ، بصق الكثير من الدماء....

صفق اوز "رائع رائع متى حصلتي على هذه القوة ؟...."

قامت روز بتعديل ملابسها و شعرها:"لا أعلم متى حصلت على هذه القوة ولكن اض...." كح كح بصقت روز دماء سوداء عينيها جلست على الأرض .

هرع اوز نحوها :" هي روز انتي بخير؟ "

مسحت روز الدماء عادت عيناها إلا طبيعتها :" لا تقلق أنا بخير الآن "

وقف ايثان خلفهما وقال:"سيدي الصغير ، آنستي... لقد وجدت...ما هذا مالذي حصل هنا؟"

ابتسم الاثنان ولم يتكلموا

" انتما سيدي ينتظرما لقد حان وقت الرحيل،....هيا اذهبا وانا الحقكما فيما بعد "

كتم الطفلان ضحكتهما بعدما رأوا وجه ايثان ، واتجها نحو الفتاه وقالا:" مرحبا... هل انت بخير...؟"

ابتسمت وقالت :" الشكر لكما ... لقد انقذتماني "

" هذا جيد لم نتعرف ، انا اوز و هذه توأمي الأصغر روز.. كلانا في الخامسة عشر...."

فتحت الفتاه فمها لم تصدق ما قاله :" ت...توأم ولكن اشكالكم مختلفه .."

ضحكت روز وقالت:" الجميع يخبروننا بهذا..ولكن لم نتعرف عليك..."

"اوووه أنا اعتذر أنا آمبر وانا في الثامنه عشره ..."

"احم احم لقد حان وقت العودة"

تنهد التوأم وقالا:" حسنا حسنا سنعود ، اذا وداعاً اتمنى ان نلتقي في المستقبل ..."

بعد ان ذهبا نادا ايثان الرجلان المرافقان له وقال:" نظفها هذه الفوضى "

بصوت واحد قالا:" أمرك.."

بعد انتهوا اتجه ايثان نحو الفتاة وجلست حتى اصبح مساوياً لنظرها :" ايتها الآنسه هل لا خلعتي قبعتك "

قالت الفتاه بنظره " مالذي تقوله"

"اووه أنا لا أقول شيء غريب حسنا لأخبرك انتِ أحد أفراد عشيرة التنين الذهبي..."

فتحت عيناها من الذي سمعتك:" ك....كك..كيف علمت؟"

وابتسم وقال :" انا أحد افراد الأسرة التي تعاقدتم معها من نشأة المملكة ....."

تنفست آمبر بعمق حتى استعادت سيطرتها على نفسها :" حسنا وماذا تريد..؟"

"لا شيء..." بعد ان انهى كلامه امسك ايثان برقبتها وقال:" ابقي أمر سيدي الصغير و الأنسة سرا عن الجميع ، واذا احسست بحركة غريبة من قبلكم أول من سأقوم بقتله هو انت، هل فهمت ذلك؟"

بعد ان تركها جلست آمبر مرتعبه من الذي حصل ، كانت تشاهد ايثان يختفي من محيطها بلمح البصر

"سيدتي سيدتي لقد وجدت اين ذهبتي" ظهر رجل في منتصف الثلاثين شعره أشقر وعينيه خضراوتين ،

"آه انا هنا ...." خلعت آمبر قبعتها شعرها البني تحول إلى أشقر اما عيناها فعادت خضراء

صرخ الرجل عندما رأى عنق آمبر أحمر و ملابسها ملطخةبالدماء "س...سيدتي هل أنت بخير ؟"

"لا تقلق هلا عدنا علي أن أبلغ والدي بشيء.."

انحنى الرجل وقال:" أمرك مطاع"

...........

بعد ان وصل التوأم إلى مكان العربة كان في انتظارهم كلٌ من أبويهما وايضا كان ايرين برفقتهما

عندما رأى التوأمان ايرين ركضا باتجاهه :" انه ايرين هذا ...هذا رائع ...ولكن لما انت هنا ..؟"

ابتسم ايرين وقام بفرك رأسيهما:" لقد انعيت ما اوصتني به خالتي لذلك اسرعت بالقدوم هنا..."

بعد ان انهو حديثهم أصبحت الساعه العاشرة ، ركب الجميع في ثلاث عربات ، كان ديون وآن و التؤام رفقة ايثان في عربة ، أما جون ومعه ثلاثة اشخاص بعربة اما الباقي فهم في العربة الأخيرة .

خرجت العربات بسرعة من الأقطاعية متجه نحو العاصمة الملكية مافرو*mavro*