11 - قصر البحيرة الفضية

مضى وانغ تشين في حث خطواته حتى وصل إلى حافة البحيرة الفضية ، كانت شاسعه وتتسم بالعمق وسُميت بهذا الإسم نظراً لخواص رمالها الشبيهة بالفضة

في أعماقها كانت تستوطنها العديد من الثعابين المجنونة من نوع المائة وحش والقليل من نوع الألف وحش وفي حالات نادرة يمكن لبعضها التطور إلى تنانين بحرية لكنها ستحتاج إلى رعاية ضخمة ودقيقة جداً من أجل ذلك

و منذ أن إقترب وانغ تشين من البحيرة حتى إهتاجت الثعابين مستعدة للهجوم والإبتلاع ولكنها هدئت بمجرد تعرفها عليه

هذه الثعابين المجنونة تعتبر من الوحوش النادرة في عالم الغو وتتميز بذكاء نصف بشر ويتم إستخدمها عادة في حراسة الكنوز المائية أو المنازل المصنوعة داخل البحيرات لطبيعتها الشرسة والمتفانية في الحراسة والدفاع لكن عيبها الوحيد هو ما لديها من شراهة تجاه اللحوم ولا يهم نوعية اللحوم المقدمة لها ، سواءً كانوا وحوشاً أو بشر فنوع اللحم المقدم لن يسبب مشكلة .

هي فقط كانت تحترم أسيادها الذين يتكفلون بوجباتها اليومية ، في حين لديها القدرة على تمييز العبيد وإلتقاط بعضهم كنوع من الهواية أو في حالة إهمال الطعام قليلاً فإنها سوف تفترسهم كعلامة على عدم الرضا ، ويمكن لهؤلاء العبيد أن يندبوا حظهم بعد ذلك

بالنظر إلى وسط تلك البحيرة فقد كانت تتمركز شجرة عملاقة ذات الوان وفروع غاية في الروعة والإبهاج

كانت الشجرة في الواقع عبارة عن قصر ذو ثلاث طوابق فخم الهيئة ، تُجسد معالمه الرفاهية التي يمتلكها أصحابه من سادة عشيرة وانغ

لقد كانت في الأصل أثراً قديماً يرجع تاريخه إلى 150 الف سنه ويُقال أن الذي زرعها هنا هو سيد غو خالد من المرتبه الثامنه في مسار الخشب ، وكان الغرض منها هو إحياء ذكرى لقاءه مع حبه الأول بجانب هذا المكان

ومع مرور الزمن إمتلكتها عدة عوائل لتتحول في النهاية إلى قصر خشبي في حوذة فو ياو وأسرته

الصادم أنها بعد هذه التحول هي لا تزال تُحافظ على هيئتها الشجرية بل و تستمر في إنبات الأوراق الخضراء الجميلة ذات الورود الصغيرة الملونه والمتناثرة حول الفروع والسيقان .

علاوة على ذلك فحينما يأتي الربيع، كانت تُنتِج فاكهة صفراء بيضاوية، يختبئ في قلبها لبٌ أحمر يجمع ببراعة بين الحلاوة المركزة واللمسة الحمضية اللاذعة، تجربة مذاقها نادرة ومختلفة تمامًا عن سائر الفواكه من عالم الأرض ."

نظر وانغ تشين إلى البحيرة الفضية ثم نقل وعية إلى فتحته البدائية وأخرج دودة غو الماء اليابس ثم قال اذهب فقفزت الدودة مباشرةً في البحيرة وبعد برهة قصيرة بدأ الماء من تحت أقدام وانغ تشين يتحول إلى يابسه زجاجيه زرقاء وكلما خطا خطوة إمتدت اليابسه الزجاجية تحت قدمه ليسير عليها في حين تختفي من خلفه ويعود الماء مره اخرى إلى خاصيته الأولى من الوراء

كانت هذه من إحدى الوسائل التي يعتمد عليها أسياد الغو في السير على الماء اذا إقتضت الحاجه

خطت اقدامه فوق الماء اليابس من البحيرة ، وبإقترابه من القصر بدئت بعص الفتيات ينظرن من داخل الشُرف و يحدقن في الشخص المقترب

" أيتها الفتيات لقد عاد السيد الشاب من الخارج اخيرا "

ـ ماذا ؟! هل حقاً عاد الفتى المدلل ؟

ـ بادلتها فتاه اخرى بالضحك إخفضي صوتك أيتها المجنونة او سنتعرض كلنا الليلة للعقاب بسببك

ـ ااٱاه إنه وسيم للغايه لولا أنه غبي بعض الشيء لكان سيبدوا رائعاً جداً ، يالا الأسف

ـ همممم أومئن جميعاً بالإتفاق

بسماعهن تبسم وانغ تشين في نفسه لكنه لم ينزعج على الإطلاق ، فما ذكرنه للتو لم يكن إلا مجرد الحقيقة المتفق عليها من قِبل الجميع ، أحياناً تظهر وأحياناً أخرى تتوارى تحت غطاء النفاق والمجاملات لكنها تظل حقيقة مثبتة

فماذا كان وانغ تشين في الأصل ؟!

لم يكن إلا مجرد سيد شاب تافه و أحمق ، ذو غباء متناهي مع طابع عنيد ومتعجرف يسبب الإشمئزاز .

الشيء الوحيد المميز فيه هو انه ولد كسيد شاب لعشيرة مع مظهر جيد وكلاهما لم يكونا إلا مجرد حظ يخلو من الإجتهاد الشخصي

ـ تنهد وانغ تشين في داخل نفسه "هيييه لماذا الأغبياء فقط هم من يتمتعون بالحظ الجيد في الغالب ؟

- ربما هذه هي عدالة السماء ؟

بالطبع لو وُلدت ذكياً ووسيماً و من عائلة تتمتع بالكثير من السلطه اليس هذا يُعتبر ظُلم للٱخرين في حين لا يوجد لديهم أي فرص للإرتقاء

الطبيعة عادلة وجوهر عدالتها هو النقص الذي يعتري الكثير من الأمور ، وإلا فما حاجة الكائنات لبعضها لو كانت مكتملة في الأصل .

بالنظر إلى الأعلى قليلاً فقد لمحت عيناه بعض الفتيات اللواتي كُن يتهامسن عليه من خلف إحدى الشُرف

كانت هذه مجموعة من جواري القصر اللاتي يتواجدن عادة في معظم القصور لأجل خدمة أسيادهن والترفيه عنهم بشتى الطرق

كان إتخاذ الجواري هو ظاهرة منتشرة في عالم الغو المليء بملايين الظواهر الغريبة والمدهشة

مع توافر القوة وطول العمر يتفنن البشر في إبتكار العديد من الأشياء التي تضيف مزيد من الرفاهية والمتعة في الحياة ، خاصة هنا في هذا العالم الذي يمكن تحقيق اي شيء فيه تقريباً

على سبيل المثال التحول من رجل إلى أنثى أو العكس بنسبة تحول 100% ودون الحاجه إلى إجراء أي عمليات طبية معقدة تكون نتيجتها عبارة عن كائن مشوه لا يؤول إلى أحد من الطرفين ، بالطبع هذا يلائم فقط من كانت لديه تلك الميول او سيصير الوضع بائساً كحالة باي نينغ بينغ ، كذلك إطالة العمر وزيادة فترة الشباب والقوة إلى ٱخره من هذه الرفاهيات التي تجعل حياة المرء جيدة وجميلة

هنا في عالم الغو كانت تتواجد قاعدة متفق عليها من قبل الجميع " إذا كنت تمتلك الموارد المناسبة فكل شيء سيبدو سهلاً "

وصل وانغ تشين إلى عتبة القصر و بشروعه في الدخول بدأ يسمع نعيق الغراب الماكر من فوق إحدى الفروع

هذا الغراب هو في الحقيقة كائن إستطلاعي لدى عائلته ويتسم بذكاء يعادل ذكاء البشر العاديين

" عاد الأحمق عاد الأحمق عاااا عااااااا عاد الأحمق "

" أيها الغراب اللعين توقف عن نعتي بالأحمق أو سأخبر جدي بأن يقطع رقبتك ونستريح من صوتك المزعج هذا "

" عااااااا عااااا أحمق عاااااا حثالة غبية مهزومة عااااا "

" المزعج ! لولا حب جدي لك لكان لي معك شأن ٱخر "

"عااا هل تريد أن تسمع نكته ؟ "

" أطربني "

" يحكى ان فتاً أحمق أراد أن يصنع لنفسه إسماً بين سادة الشباب الٱخرين وعند أول منافسة جعل من نفسه أضحوكه وهُزم بشكل سخيف عاااا ههههه يا له من مسكين هااهاااها عااااا "

" المزعج اللعين نكتتك سخيفة للغاية و غير مضحكة "

ـ تباً يجب الدخول الٱن أو سيستمر هذا الغراب في نعتي بالأحمق -

" عاااا أحمق أحمق عاد الأحمق عاااا عاااااا "

2025/07/04 · 33 مشاهدة · 1011 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025