المكان : كوكب الأرض تحديدا ًفي مصر
الزمان : مايو سنه 2025
البطل :
إنه رجل عادي في الخامسه والثلاثين من عمره يُدعى مُهاب
حياته هي عباره عن فشل ذريع في كل شيء
لم ينجح في اي شيء مطلقاً
لا وظيفة جيده لا مال لا زوجه
في الواقع كانت لديه احلام وطموحات عاليه حينما كان لا يزال طفل
لكنها تحطمت جميعاً على صخرة الواقع الأليم
في هذا العالم الذي تحكمه القوانين والانظمه وقواعد السلطة والمال إذا كنت تريد الصعود دون إمتلاك المقومات المناسبة فعليك ببذل مئات الأضعاف من الجهد الذي يبذله الٱخرون
و مهاب لم يكن من ذلك النوع الذي ينجرف خلف الطموحات المزيفه
كانت قناعاته واضحه بخصوص ذلك الهُراء المسمى بالطموح الدنيوي
لماذا علي أن اُناضل ؟
من أجل إثبات نفسي ؟
هه ـ في الحقيقة أنا لا اهتم بحفنة من المخادعين الذين قد يظهرون تقدير زائف وقلوبهم يأكلها الحسد والنفاق .
المال والسلطة ؟
إن حياة الإنسان قصيرة جدآ وتافهه لدرجة لا تستحق العناء وقد أستمر ثلاثة ارباع عمري حريصاً على جمع بعض المال ويفنى الربع الأخير في الحفاظ على القدر البسيط الذي جمعته ثم ينتهي بي الأمر إلى مقبرة
تأمين مستقبل جيد للأبناء ؟ فليذهبوا ومستقبلهم من بعدي للجحيم
على كل حال لا أحد منهم سوف يتذكرني بعد الموت وماذا إن تذكروني ؟!
و مع إعتبار أنني لم أُكبل نفسي بمتاعب الزواج و قيود المسؤوليات فلا يوجد ما يجعلني أتحمل أسوء الضغوط من أجله "
الشغف الحقيقي في نظر مُهاب كان هو الشغف من أجل النفس فقط ، لكن طبيعية هذا العالم لا تتصالح مع شغف النفوس التي ولدت عاديه .
لو ولد ملكاً او اميراً في أرضٍ ما فربما كان ذلك يستحق منه القليل من الشغف
لقد كان ببساطة مجرد إنسان عادي بلا أي شغف او طموح يدفعه لتحقيق أي شيء ، وعاش حياته متقبلاً وضعه بكل رضى ، لم يسخط على ظروفه ولم يحاول التمرد على واقعه
التمرد والسخط على الظروف والواقع لن يجلبوا له سوى الكٱبه
لكنه وبعد تجريب عدة أمور وجد لنفسه هوايه لطيفه ، صب فيها جُل وقته وخلاصة تركيزه ، وهذه الهواية تمثلت في قراءة الروايات
كان الوقت متوفراً ولم يمانع قراءة الكثير منهم
لقد قرأ الشونين والحريم و روايات موريم وعوالم سحر ولكن واحده فقط هي التي سيطرت على قلبه وتربعت على عرش تفكيره
كانت هي رواية Reverend Insanity
وبطلها فانغ يوان الذي إعتبره مهاب اسطورة متكاملة وقدوة متجسده لا يمكن ان يوجد لها نظير
وهذا لا يعني انه لم يصادف روايات جيدة أخرى ، في الواقع هو قد صادف الكثير بالفعل
لكن فانغ يوان كان الأقرب إلى تفكيره ونظرته للأمور
هذا البطل الذي لا يعرف الرحمة اذا تحتم عليه الحزم و لا يمانع في اللين اذا دعت له الحاجه
طالما حدث نفسه أن رواية Reverend Insanity لم تكن عاديه ابدأ
وبعد قراءتها عدة مرات كان من الصعب تقبُل انها و بطلها فانغ يوان مجرد تصورات خياليه لدى محض كاتب .
في نظره كانت الرواية عبارة عن إلهام حقيقي لا ينضب ، البناء والشخصيات والحبكة من الصعب إعتبارهم مجرد تصورات ولدت من رحم خيال كاتب ، لابد و أن شيء ما من خارج هذا العالم كانت له رغبة في وصول هذا الإلهام لديه لسبب مجهول
كان هذا تخمينه بعد قراءة الرواية عدة مرات وتعلقه بموقر الحب العظيم "فانغ يوان"
[ المؤلف ] شاحنه تشان ؟ اللعنه ـ أنا لن أسمح بوجود هذا الهراء في روايتي ، مجرد التفكير فيها يُثير رغبتي في التقيؤ .
مرت الأيام واثناء وجوده في العمل شعر مُهاب بصداع شديد في رأسه ، تحديداً في منتصف الدماغ من الأعلى
الألم حرفياً لم يكن يُطاق وكأن أحداً ما يقوم يضرب دماغه بالمطرقه
تكرر هذا الأمر عدة أيام متتاليه حتي قرر أخيراً الذهاب إلى طبيب
وبعد الكشف وإجراء بعض الفحوصات تم إكتشاف سرطان في الدماغ من الدرجة الرابعه
كان المرض ينتشر في دماغه منذ فتره دون الشعور بأي أعراض مما جعله يصطدم بتلك النتيجه المؤسفه
لقد علم ان نهايته قد تشكلت بالفعل وذلك النوع من الأمراض لا أمل له في الشفاء حتى مع توفر المال من اجل العلاج
وفي ظل فداحة الموقف وجد مهاب نفسه بين إحدى خيارين
إما أن ينتظر لحظة موته متحملاً صعوبات الألم والمعاناه دون أن يدرى إلى متى
أو يموت منتحر و ينتهي من قدره البائس ببساطه و بشكل سريع
على كل حال لم تكن حياته من النوع الذي يمكن التشبث به
ـ ودون تفكير مطول تم ترجيح الخيار الثاني
الرحيل . . .
سريعاً اثناء وجوده في غرفته المستأجره فوق أحدى الأسطح بالقرب من مكان عمله قام بقطع اوتار يده معلناً رغبته في الرحيل من هذا العالم
ومع تدفق الدماء من يده برفق و اثناء جلوسه على الكُرسي القابع في منتصف غرفته بدئت الصورة امام عينيه تتحول إلى ظلام