في اللحظة التي خرجت فيها الفتاه من غرفة وانغ تشين
إنطلقت عبر حديقه خضراء ركضاً بعيون زاهية مُتجهه نحو المبنى الذي يجلس فيه جدها مع بعض الشيوخ من العشيرة
ينتقل بنا المشهد إلى غرفة واسعه بها الكثير من الوسائد على شكل مستطيل تتوسطها سجاده قرمزية ذات نقوش وزخارف
ويتوسط المجلس من المقدمة رجل كبير في السن ذو لحية بيضاء كثيفة وحاجبين ممتدين للأسفل تنضح من حوله هالة الوقار يجلس في المقعد الرئيسي وعلى كلا الجانبين من اليمين واليسار يجلس بضعة شيوخ ٱخرين مقابل بعضهم البعض
" الكبير فو إن النجاح الذي حققناه مؤخراً في المنافسات القائمة لهو حقاً امر جيد وبالبطع نحن لم نكن لنجني أي فوائد لولا ولدك السيد وانغ لي قائد العشيرة
قرارك بالتخلي عن المنصب وإعطائه للسيد لي لم يكن سيئاً على الإطلاق
كانت هذه الكلمات التي نطق بها الشيخ جاو من الجانب
لكن داخل نفسه كان يتمنى لو ان هذا الوانغ لي سُحق في المعركة حتى يتسلم ولده زمام الأمور ، فكيف يفرح لإنتصاراته
" إذا إستمر إبنه في تحقيق الإنتصارات هكذا فلا شك أن إمكانية التمتع بسلطة قيادة العشيرة سوف تضيع من أيدينا "
كانت هذه هي طبيعة الصراعات داخل العشائر ، البشر بطبيعتهم كائنات تهوى السلطة والمناصب ويقدرون الجاه والبذخ على المصالح العامه ، و مهما حاولوا الإنكار تظل رغبتهم في النفوذ والسلطة هي شيء متجذر في عُمق نفوسهم
ومع ذلك هذه المجالس العشائرية كان لابد فيها من إظهار قدر معين من النفاق
" بالطبع ايها العم جاو ، إن وجود السيد وانغ لي على رأس قبيلتنا لهو حقاً نعمة
السماء لم تتخلى عنا نحن عشيرة وانغ و برغم المنافسات الشرسه التي خضناها ضد بقية العشائر فقد حققنا الكثير من المكاسب بالفعل ولا ننسى ان الفضل الأكبر في هذا يرجع للزعيم لي فخر عشيرة وانغ
أجزم أنه لا يوجد شخص في العشيرة يمُلك نصف موهبته في القيادة
الشيخ جاو :
" ـــــــــ"
كان هذا المتحدث أحد مواهب العشيرة من الرتبة الثالثة في سن السابعه والعشرين ، هؤلاء لم يكونوا ليسمحوا بوجوده لولا ما يتمتع به من مواهب واعده
" تبسم وانغ فو قائلاً : أجل إن أبني جيد هاههاها هذا الولد لم يخيب ظني حقاً ولقد جنينا حتى الٱن خمسة ديدان من الرتبة الخامسه و سبعه من الرتبة الرابعه وبعض الموارد والديدان الأخرى من الرتبة الثالثه
هذا بالتاكيد سوف يعزز من قوة العشيرة و أجزم أن من يريد التعامل معنا فإنه سوف يفكر مائة مرة قبل ان يحاول ذلك
هاهاه تفضلوا بتناول الشاي
في اللحظه التاليه فُتح الباب
لم يكن أحد من الحاشية يجرؤ على الدخول ومقاطعة هذا المجلس بإستثناء تلك الحفيدة التي دخلت مسرعة نحو جدها و ما ان وصلت إليه حتى همست في أذنه
جدي لقد إستيقظ تشين اخيراً
الجد : هممم حقاً فعل ؟
الفتاه : اجل أيها الجد لكنه يبدو متعب
الجد : بالتأكيد يا صغيرتي فإن المعركة التي خاضها لم تكن سهلة عليه وهو من وضع نفسه في هذا وخرج دون إذني
هذا الفتى العاق يستمر في إغضابي
يظن انه بإمتلاك موهبة من الصف إيه
فإنه لن يتعرض لأي هزيمة ، هو حقاً لا يزال ضفدع في بئر
ثم توجه الجد نحو الشيوخ ولوح بيده قائلاً :
" لقد إنتهى المجلس ايها الساده ، بإمكانكم الإنصراف
" حسناً أيها الكبير نتمنى لك صحة جيدة ، وداعاً "
وما ان قاموا بالتحية حتى خرجوا جميعاً
" هيا يا فتاة فلنذهب "
بعد برهة من الوقت إنفتح باب الغرفة ودخل شيخ كبير ومعه إثنين من اسياد الغو المعالجين وفتاه بجانبه
' هل تعلمت الدرس جيداً أيها الطفل العاق ؟ تحدث الجد
إلى متى ستظل عنيداً بهذا الشكل ، لولا أن الحظ ساعدك قليلاً وانتبه لك بعض أفراد العشيرة لكنت الٱن في عداد الأموات من تظن نفسك ؟
اتدري كم كنا قلقين عليك
أنت لا تزال سيد غو من الرتبه الثانيه فلماذا التسرع نحو الهلاك
وانغ تشين نظر نحو جده ثم قال:
المعذرة أيها الجد لقد كنت متهوراً بشده
هذا الصغير لن يكرر خطئه مره أخرى
الجد دُهش للحظه وردد في نفسه ماذا حدث بحق ؟
هذا الفتى لم يكن يُجيد الإعتذار بهذا بالشكل هل نضج اخيراً بعد تلك المعركة ؟ امم هذا جيد
قال الجد : حسناً دعنا نتحدث في هذا لاحقاً والٱن فلتُركز على الشفاء ، إصاباتك ليست سهله وكان من الصعب توفير معالجين في ظل المعارك المحتدمه حالياً وانت تدرك ذلك بالفعل، اتمنى ان تكون تعلمت درسك يا فتى
ثم وجه الكبير فو نظره نحو الأطباء من جانبه وقال أيها الساده لا تدخروا جهدا في علاج حفيدي وإن كنتم تحتاجون لأي شيء فبإمكانكم طلبه مباشرةً
احد الأطباء رد قائلا مبدياً تعابير محترمه
" الكبير فو ، إطمئن نحن سوف نبذل ما في وسعنا لعلاج السيد الشباب
نرجوا من السيد عدم القلق وسوف يتم علاج الإصابات في أسرع وقت "
الكبير فو : " جيد ، سأخرج إذن لممارسة بعض أعمالي
تصرفوا على راحتكم "