بإلقاء الليل ظلامه الشاسع على طول إمتداد التل لف وانغ تشين خطواته قاصداً منزل السيد فو كبير العائلة
لكنه لمح ظلاً يجلس فوق صخرة عملاقة محدقاً فيه بعيون أُرجوانية باردة
كان الوقت عِشاء ومع حلول الظلام لم يستطع وانغ تشين تحديد ماهيته .
إشتعلت جميع حواس الفتى بإنذار شديد بالخطر ، وتشتت نفسه في حالة من الرعب لم يعرف لها مثيل من قبل .
لقد شعر قلبه بالإضطراب منذ اللحظة التي صادف فيها تلك العيون الارجوانية ، و كل جزء من جسده صرخ فيه بالإبتعاد ركضاً قدر ما يستطيع
لكنه رغم ذلك لم يستطع الإستجابة لهذه الصرخات التحذيرية التي أطلقها جسده ووجد نفسه مُتسمراً في مكانه بلا أدنى حركة
لقد إستسلم لمصيره واصبحت حياته الٱن مرهونة بإرادة ذلك الظل المشؤوم
ومع إستمرارهما في التحديق تجاه بعضهما ، سيطرت حالة قاتمة من السكون على الأجواء المحيطة بهم ، وكأن الوقت قد توقف بالفعل من هول المشهد ، حتى النملة لم تملك الجرأة على أن يصدر منها أي صوت
بالإنتباه لوضعه فقد كانت المسافة بينه وبين ذاك الظل هي حوالي مائة متر تقريباً لكن سرعان ما قام الظل من مكانه و تقلصت تلك المسافة إلى بضعة سنتيمترات ، لقد حدث هذا في جزء من اللحظة وكادت عيون وانغ أن تُقتلع من الدهشة
إبتلع وانغ تشين لعابه وهو يحدق في الظل الذي يراقبه بعيون واسعه ثم نطق سائلاً :
"من انت وماذا تريد بالضبط ؟ "
إستمر الظل في صمته ولم يرد على سؤال وانغ تشين مباشرة
ولكنه بعد برهة فتح فمه وطرح سؤال جعل قلب وانغ تشين يغرق في دهشة أكثر من سابقتها
هل أعجبك العالم الجديد ؟
لقد كاد قلب وانغ تشين ان ينفجر من الصدمة بمجرد سماعه لتلك الكلمات ؟
هو شك أن إنتقاله لهذا العالم كان حقاً شيء غريب ، وفي الحقيقة لم يستبعد وجود كيان ما يقبع في الظلال ، هو من جلبه إلى هنا بعد موته ، لكنه لم يتصور أن يكون اللقاء سريعاً بهذا الشكل
وأيضاً ان يتم تحديد جسده الجديد و معرفة مكانه هكذا فقد تجاوزت الصدمة مستواها بحجم مائتي ضِعف ، إتضح أن كل شيء كان محسوباً من البداية
سخر في نفسه قائلاً " يبدو أنني كنت سخيفاً جداً وظننت أن وجودي هنا كان فقط مجرد نعمه أو تعويض عن حياتي السابقة ، حقاً يا لها من سخافة "
ضحك الظل ببرود وقال : " أستطيع أن أفهم صدمتك ولكن ينبغي عليك أن تعرف جيداً أنه لا يوجد في هذا العالم أي مجال للصُدف ، حتى الحظ الجيد يظل في الإطار المسموح به ويمكن أن ينقلب على صاحبه في النهاية "
والسؤال هنا أيها المُهاب من عالم الأرض :
هل خَمّنت من أنا ؟ "
أجاب وانغ تشين بنبرة صادمة :
هل أنت إرادة السماء في شكلها الجسدي ؟
ضحك الظل وإرتفع صوته بالضحك وقال " انت ذكي ، لكني في الحقيقة لستُ تجسيد إرادة السماء او ما شابه ، انا في الواقع الموقر الشيطان الروح الطيفية "
قال وانغ تشين بصدمة : ماذا ؟! أنت ما. ا .. تقول أنك الموقر الشيطان الروح الطيفية ؟ انت هذا التجسيد الشيطاني المليء بالشر الذي قتل مئات الملايين من البشر وإستخدم ارواحهم في إشباع نهمه الروحي الذي لا ينتهي "
أجاب الموقر الشيطان بإبتسامه خافته :
" نعم إنه أنا ، ولقد جلبتك إلى هذا العالم لغرض وحيد فقط و هو قتل فانغ يوان ، بالطبع سيكون قتله في اللحظة التي أُحددها لك "
موجه أخرى من الصدمة أكثر قوة من زميلتها السابقة ضربت في عمق قلب وانغ تشين ولم يستطع الرد ..
إسترسل الروح الطيفية مكملاً:
" لعلك تفكر ولما عساي تكليفك بهذا الواجب الثقيل رغم قدرتي على إنهاء وجود فانغ يوان متى اردت ، إذاً لماذا قد أحتاجك ؟
صمت قليلاً ثم أكمل بنبرة قاسية :
" لكني سأجيبك هذه المرة فقط حتى تفهم ، إن فانغ هو تجسيد للعبقرية المطلقة ومن المؤكد أنه سيصل لمستويات من القوة لن يكون في مقدورنا نحن كائنات هذا العالم ان نتعامل معها حتى بتكاتف العديد من الموقرين لن يكون هناك مجال لقتله ، والحل الوحيد هو حركة قاتلة من نوع خاص و يجب أن يستخدمها شيطان من عالم ٱخر ، و يُشترط فيه الحب المُطلق لفانغ يوان كما يُشترط في روحه أن تكون مستدعاه لهذا العالم وليس القدوم عن طريق الولادة ، وبإحتساب كل ما ذكرت فأنت هو الشخص المَعني "
اجاب وانغ تشين بسخرية ولم يخفي ما في نفسه :
" وماذا إن حاولت الرفض ؟ هل ستستعبد روحي ؟ "
اجاب الروح الطيفية بوجه خالي من التعبير :
" بكل أسف إن من ضمن شروط الحركة القاتلة هو الإرادة الحرة لمستخدمها ، والإستعباد رغم انه مُريح ويضمن الولاء التام لكنه لن يكون مفيداً لي في مثل حالتك ، رغم ذلك سأقوم بتفعيل نوع من التقييد على روحك بحيث لن تتمكن من نطق تفاصيل هذا اللقاء او معلومات تتعلق بالحركة الخاصة ، حتى محاولات بحث الروح لن تكون مجدية ، انت يا فتى ببساطة لا يوجد لديك أي خيار سوى الرضوخ "
بادر وانغ تشين قائلاً :
" لكنك ذكرت أن من أحد شروط تلك الحركة القاتله هو الحرية المطلقة لإرادة صاحبها فلماذا الكلام الٱن يتحول إلى الرضوخ ؟ "
رد الموقر الطيفي بحزم :
" تفكير جيد ، لكن ما اقصده من كلمة رضوخ هو انه لا يوجد امامك حل ٱخر لإتخاذه إلا الموت الٱبدي ويمكنني الحرص على تبديد روحك تماما ًمن الوجود ، أنت تدرك جيداً أن هذا ليس بالأمر الذي يصعُب علي فعله
و مع ذلك أود أن أخبرك انك لو كنت ذكياً بما يكفي فلا ينبغي عليك الرفض علاوة على هذا فإني أعدك بميثاق روحي أنك إن وافقت فسوف تصل لدرجات من القوة حتى بعض الموقرين لن يسعهم إلا الشعور بالحسد ، الأمر متروك لك بإمكانك قبوله أو رفضه "
سادت لحظات من الصمت ثم بادر وانغ تشين بالرد قائلا :
" هل حدث مثل هذا اللقاء مع أحد من قبلي ؟ "
اشار الروح الطيفية بإصبعين من يده ولم يرد ، كان وجهه مليئلاً بالبرود وكأنه لا يبالي "
رد وانغ تشين" وماذا حدث لهم ؟ "
الروح الطيفية :
" تبددوا "
وانغ تشين : "ـــــــ"
الروح الطيفية: "ـــــــ"
شعور من الظلام ملا عقل وانغ تشين ثم مد يده تجاه الروح الطيفية مردداً :
" إحم ، دعنا نعقد الصفقة "
قال الروح الطيفية بإبتسامه واضحه في معالم وجهه :
" بالتأكيد ، وحتى نلتقي مرة اخرى في وقتٍ قريب دعني أعلمك حركة إلتهام الروح خاصتي "
رد وانغ تشين بترقب :
" وماذا علي ان أفعل حتى ذلك الوقت "
الروح الطيفية " إفعل ما كنت تُرتب له ، الإرتقاء بنفسك حتى تلتقي بفانغ يوان "
ثم ضرب بيده على كتف وانغ تشين بضحكة مخيفة :
" مبارك لك يا فتى ، إعتباراً من هذه اللحظه أمسيتَ رسمياً بيدقي وتلميذي في الوقت نفسه ، كأول شخص في العالم يحظى بهذه المنزلة "
بسماع هذه الكلمات لم يستطع وانغ تشين إلا ان يتنهد في قلبه ..